متى يستجاب الدعاء بسرعة

متى يستجاب الدعاء بسرعة؟ وما هي النصائح النبوية لسرعة استجابة الدعاء؟ نظرًا إلى أن الدعاء من أعظم العبادات التي يقوم بها الإنسان، وأنها من العبادات المستحبة لله عز وجل حيث يحب الله أن يسمع صوت عبدهُ يناجيه ويتوسل له، فسنحرص اليوم من خلال موقع جربها بالتعرف إلى الأوقات التي يفضل الدعاء بها.

متى يستجاب الدعاء بسرعة

هناك الكثير من الأوقات التي يستحب الدعاء بها والمشار بأن الدعاء فيها يكون مستجاب بإذن الله تعالى، وتتمثل إجابة سؤال متى يستجاب الدعاء بسرعة في هذه الأوقات:

  • الدعاء بين الأذان والإقامة: حيث إن هذا الوقت والوقت الذي يلي الإقامة أيضًا يستجاب فيه الدعاء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الدُّعاءُ لا يُرَدُّ بين الأذانِ والإقامةِ”  [حديث صحيح، رواه أنس بن مالك].

  • عند السجود لله عز وجل: يكون في كامل خضوعه لله، ويمتثل لله عز وجل، حيث يضع جبهته على الأرض أمام الله عز وجل يكون ظن العبد بالله وقتها لا يرده خائب، ويعتبر موضع السجود من أكثر المواضع التي يكون فيه العبد قريب من ربه.

جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص الدعاء في السجود حديث شريف يقول فيه:
“أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ. “  [حديث صحيح، رواه أبو هريرة].

  • الدعاء في الصيام: حيث إن عند الإفطار يعتبر من ضمن الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وهذا لأنه ذكر حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه:

“لكلِّ عَبْدٍ صائمٍ دَعْوةٌ مستجابةٌ عند إفطارِه أُعطِيَها في الدُّنيا، أو ذُخِر له في الآخرةِ. ” [حديث حسن، رواه عبد الله بن عمر].

  • الدعاء عند السفر: الشخص المسافر يكون له دعوة عند سفره لا ترد، ولكن هذا يكون بشرط أن يكون السفر ليس هدفه أي معصية أو ارتكاب ذنب، وجاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤكد هذا في حديثه الشريف:

” ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ ” [حديث صحيح، رواه أنس بن مالك].
اقرأ أيضًا: علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء

مواطن استجابة الدعاء

نستكمل الإجابة عن سؤال متى يستجاب الدعاء بسرعة، حيث إن هناك مجموعة من المواطن المعروفة بأن الدعاء يُستجاب خلالها، وهذه المواطن تتمثل في الآتي:

  • الدعاء خلال الجهاد في سبيل الله: نظرًا إلى أن الشخص الذي يجاهد في سبيل الله يضحي بنفسه وبماله ابتغاء مرضات الله عز وجل فيكون هناك دعوة له تستجاب عند جهاده، وهذا تبعًا لما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“ساعتان تُفتَّحُ فيهما أبوابُ السَّماءِ وقلَّما تُرَدُّ على داعٍ دعوتَه عند حضورِ النِّداءِ والصَّفِّ في سبيلِ اللهِ وفي لفظٍ ثِنْتان لا تُرِدَّان أو قال ما تُرَدَّان الدُّعاءُ عند النِّداءِ وعند البأسِ حين يلحَمُ بعضٌ بعضًا “ [حديث صحيح، رواه سهل بن سعد الساعدي].

  • الدعاء في وقت اجتماع المسلمين: هذا الموطن تم ذكره بناء على الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ. ” [حديث صحيح، رواه أبو سعيد الخدري وأبو هريرة].

  • الدعاء بظهر الغيب: الشخص الذي يدعو إلى شخص آخر بظهر الغيب يستجيب الله لدعائه.
  • الدعاء عند نزول المطر: حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:

” ثِنتانِ ما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، وتحْتَ المَطَرِ ” [حديث صحيح، رواه سهل بن سعد الساعدي].

  • الدعاء بعد قراءة القرآن الكريم وختمه: حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث شريف عن استجابة الدعاء بعج ختم القرآن، فيقول صلى الله عليه وسلم:

مَرَّ برَجُلٍ وهو يَقرَأُ على قَومٍ، فلمَّا فَرَغَ سَأَلَ، فقال عِمرانُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ! إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن قَرَأَ القُرآنَ فليَسأَلِ اللهَ به؛ فإنَّه سيَجيءُ قَومٌ يَقرَؤونَ القُرآنَ يَسأَلونَ النَّاسَ به. ” [حديث حسن، رواه عمران بن الحصين].
اقرأ أيضًا: هل الدعاء يغير القدر في الموت

الأشخاص التي تقبل دعوتهم

استكمالًا لإجابة سؤال متى يستجاب الدعاء بسرعة، نجد أيضًا أن هناك بعض الأشخاص التي تمت الإشارة لهم في القرآن والسنة النبوية باستجابة دعائهم، وهؤلاء الأشخاص يتمثلون في الآتي:

  • الدعاء من المظلوم: حيث ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية التنويه إلى تجنب الدعاء عليك بهذه الدعوة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:

“أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إلى اليَمَنِ، فَقالَ: اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ” [حديث صحيح، رواه عبد الله بن عباس].
كما أنه ورد في القرآن الكريم قول الله عز وجل:
(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [سورة النمل: الآية 62].
فعليك أن تطمئن أيها المظلوم أن دعوتك ستجاب لا محالة، وأن الله سيقتص لك، كما أنه يجب على الظالم أن يتجرد من ظلمه ويتجنب دعوة المظلوم التي تؤول به إلى الهلاك.

  • الدعاء من الوالد لابنه: عندما يقوم الوالد أو الوالدة بالدعاء إلى الابن وهذا الدعاء المجاب ليس شرطًا أن يكون دعاء بالخير فمن الممكن أن يكون بالشر، ولهذا على الآباء أن يحرصوا دومًا من الدعاء على أبنائهم لأنه من الممكن أن يكون مستجاب وبالتالي تُضر الأبناء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ ” [حديث صحيح، رواه أنس بن مالك].

  • الدعاء من أولياء الله الصالحين: حيث إن هؤلاء الأشخاص يطيعون الله ورسوله والطاعة من العبادات العظيمة التي يحب الله العباد التي تفعلها، وردًا على هذا فإن الله سبحانه وتعالى يجازيهم.
  • الدعاء من المريض: دعوة المريض من الدعوات التي لا يردها الله عز وجل، على الشخص المريض أن يدعو الله بما يشاء، وأول هذا الدعاء أن يشفيه الله ويفك كربه، فعلى المريض أن يقتضي بسيدنا أيوب عليه السلام في ابتلائه بمرضه ودعوته لله عز وجل.
  • الدعاء بعد الانتهاء من أداء فروض الصلاة يكون الدعاء مستجاب ومستحب.

آداب الدعاء

في سياق التعرف إلى إجابة سؤال متى يستجاب الدعاء بسرعة، سنوضح الآداب التي يجب على المسلم اتباعها من أجل استجابة الدعاء، وهذه الآداب تتمثل في الآتي:

  • يجب على الإنسان أن يفتتح الدعاء بالثناء على الله عز وجل وحمده وشكره، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما يفتتح الدعاء بذلك يجب عليه أن يختم بذلك أيضًا.
  • أن يقوم العبد برفع يديه إلى الله عز وجل والتوسل إليه.
  • على العبد أن يكون مطيع لله سبحانه وتعالى ويتقرب إليه بالطاعات، فيأكل من طيبات الله ويتجنب الوقوع في المحرمات.
  • العبد يجب عليه أن يتعرف إلى الأوقات التي يُستجاب فيها، والتي تمت الإشارة لها سابقًا، علاوة على الدعاء في الثلث الأخير من الليل.
  • الإلحاح على الله عز وجل في الدعاء، فالله يحب أن يسمع صوت عبده.

اقرأ أيضًا: الدعاء يوم عرفة لغير الحاج

أهمية الدعاء

بعد أن تعرفنا إلى الإجابة عن سؤال كيف يستجاب الدعاء بسرعة، نجد أن بالتأكيد كل العبادات التي يفعلها الإنسان يكون لها أهمية، وفي النقاط التالية سوف نتعرف إلى أهمية الدعاء:

  • يعزز داخل الإنسان قرب الله عز وجل له وهذا بناءً على قول الله عز وجل في كتابه الكريم:

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [سورة البقرة: الآية 186].

  • الدعاء يكون إما مستجاب أو مدفوع به أذى أو أجر مدخر للعبد يوم القيامة يُجازى به بكل دعوة لم تستجاب له في الدنيا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخص ذلك:

ما مِنْ مُسلِمٍ يَدْعو بدعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ إلَّا أعطاهُ اللهُ إِحْدى ثلاثٍ: إمَّا أنْ يُعَجِّلَ لهُ دعوتَهُ، وإمَّا أنْ يدَّخِرَها لهُ في الآخِرةِ، وإمَّا أنْ يصرِفَ عنهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَها.” [حديث صحيح، رواه أبو سعيد الخدري].
كما أنه ورد أكثر من حديث يحث على أهمية الدعاء إلى الله عز وجل، ومن ضمن هذه الأحاديث ما يلي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إلىْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ” حديث صحيح، رواه سلمان الفارسي.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ” حديث صحيح، رواه أبو هريرة.
متى يستجاب الدعاء بسرعة هو سؤال من الأسئلة التي تفتح أمامنا الكثير من الطرق الأخرى الخاصة بالدعاء كآداب الدعاء وأهميته وهكذا.

قد يعجبك أيضًا