متى كان صلح الحديبية؟ وما هي نتائج صلح الحُديبية؟ يعد صلح الحديبية من أكثر العهود ذات الشأن العظيم في الإسلام، فهي أحد اهم علامات التاريخ بين قريش والمسلمين، فهي نتاج واحدة من أفضل المفاوضات تمت بين قريش والنبي عليه الصلاة والسلام، لذلك سوف نُلم بكل ما يخص صلح الحديبية من أحداث وتواريخ من خلال موقع جربها ردًا على السؤال متى كان صلح الحديبية.
متى كان صلح الحديبية
تم صلح الحديبية وهو الصلح الذي تم في مكة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم (باسم المسلمين) ومشركي قريش في العام السادس الهجري وتم الصلح في شهر ذي القعدة.
يُعد هذا الصلح معاهدة سلام بين المسلمين ومشركي قبيلة قريش، وذلك تم بسبب رغبة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين في دخول مكة من أجل العبادة، حيث أنهم كانوا يريدون القيام بعمل عٌمرة، وعندما علم مشركي قريش بذلك قاموا بتجهيز الأسلحة من أجل منعهم من دخول مكة.
اقرأ أيضًا: أول من رمى سهم في سبيل الله
ما هي بيعة الرضوان
عندما علم النبي بأن قريش تُعد الأسلحة والعتاد من أجل مواجهته ومن معه من المسلمين أرسل لهم عثمان بن عفان، يٌخبرهم أن النبي والمسلمين يرغبون في دخول مكة من أجل القيام بعمرة.
فعندما أرسل الرسول عثمان بن عفان لكي يقول لهم أن الرسول قد بعثه من أجل أن يخبرهم بأن الرسول لم يأتِ للحرب، بل هو آتٍ في سلام، فقام كفار قريش بحبسه.
عندما تأخر عثمان بن عفان في العودة إلى المسلمين تم ظهور إشاعات تنبأ الناس عن قتله، فخاف عليه الرسول ودعا الصحابة إلى البيعة، وتمت مبايعته وهو تحت الشجرة، وقد تبايعوا معه على آلا يفروا، وسُميت هذه البيعة (بيعة الرضوان).
قصة صلح الحديبية
ترجع القصة إلى رؤية النبي لنفسه بأنه يدخل بيت الله الحرام هو وأصحابه، وقام بعضهم بحلق رؤوسهم، وبعضهم قام بتقصير ثوبه.
لكن وبسبب صلح الحديبية منعت قريش النبي من تحقيق رؤيته، وتم تأجيل تحقيقها لمدة عام كامل.
موقف المسلمين من قرار الصلح
قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بعض شروط قريش والتي كانت مقحفة للمسلمين، وكانت من ضمن هذه الشروط تأجيل العمرة حتى السنة القادمة، مما أدى إلى غضب المسلمين لأنهم شعروا بالإهانة في هذا الشرط.
كما تبين غضب المسلمين من هذا الأمر عندما طلب منهم النبي نحر جمل وحلق رؤوسهم، وقام بتكرار ذلك الطلب ثلاث مرات.
عندما وجد النبي رفض الصحابة لطلبه توجه إلى أم سلمة أم المؤمنين وقام بأخذ رأيها في الأمر، حتى أرشدته إلى أن يقوم بفعل ذلك الأمر بنفسهن وعندما توجه لعمل ذلك رآه المسلمون وقاموا بنحر الجمل وحلق رؤوسهم.
اقرأ أيضًا: من هو سيف الله المسلول
شروط صلح الحديبية كاملة
استكمالًا لما بدأناه من الرد على متى كان صلح الحديبية فلا بد من معرفة شروط هذا الصلح الذي تم بين المسلمين وقريش، والذي كان يتضمن شروط عدة، ومنها:
- وقف الحرب بين المسلمين وقريش لمدة 10 سنوات.
- خلال مدة وقف الحرب يظل الأمن والسلام مستتب بينهم.
- يرد المسلمون المشرك الذي يأتيهم من أجل اعتناق الإسلام دون أخذ رأي أهله.
- عدم حدوث غدر أو عمليات سرقة بينهم، وعدم الدخول في مناقشات كلامية تؤدي إلى انهيار الصلح بينهم.
- عدم دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة والقيام بالعمرة قبل مرور تلك السنة التي حدث بها الصلح، والرجوع إلى المكان الذي جاءوا منه حتى تمر هذه السنة، وبعدها يتم السماح لهم بالدخول إلى مكة، مع شرط عدم الدخول بسلاح.
نتائج صلح الحديبية
على الرغم من حالة الغضب التي سيطرت على الصحابة نتيجة الشرط الذي وضعها كفار قريش، إلا أنه من الجدير بالذكر عندما نتحدث للإجابة عن السؤال متى كان صلح الحديبية أن نذكر نتائج هذا الصلح، والتي نوضحها من خلال النقاط التالية:
- أخذ المسلمين قسط كبير من الراحة من الحروب، والعيش في سلام، مما منحهم القدرة على مخاطبة ومراسلة القادة في بعض الدول ودعوتهم إلى الإسلام.
- اعتناق الكثير من أهل قريش الإسلام، نتيجة اختلاط المسلمين بالمشركين فترة طويلة.
- اعترفت قريش بقوة المسلمين كخصم قوي، وكانت تتعامل معهم من خلال الرسل وتجنبت المواجهة العسكرية لهم.
- استطاع المسلمون الاستعداد للحروب القادمة من خلال الاستراحة التي نالوا منها عند عقد ذلك الصلح.
- زاد عدد المسلمين في هذه الفترة من السلم.
- تفرغ النبي لمحاربة أعداء الإسلام، حيث أنه بعد عقد الصلح خرج النبي والمسلمون إلى خُبير، واستطاعوا فتحها، كما أنهم حصلوا منها على غنائم كثيرة لا حصر لها.
- فتح مكة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الفتح
معلومات هامة عن فتح مكة
يطلق على فتح مكة الفتح الأعظم، ويمكن انطلاقًا من إجابتنا عن السؤال متى كان صلح الحديبية أن نوضح قصة هذا الفتح الأعظم، والذي يُعد بمثابة أهم ثمار قام المسلمون بجنيها من صلح الحديبية.
تم فتح مكة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم في العشرين من شهر رمضان المبارك، والذي تم بسبب نقد كفار قريش للعهد مع النبي والمسلمون، فاضطروا إلى التوجه إلى مكة والقيام بفتحها.
استطاع المسلمون فتح مدينة مكة، وضمها إلى الدولة والقضاء على قريش ونفوذها نهائيًا، ودخل بعدها أعداد هائلة من الناس وسُمي بالفتح المبين.
فقد تحرك الرسول ومعه 10000 مقاتل من المسلمين، ووصل إلى مكة بدون قتال، ولكن من كان مع القائد المسلم خالد بن الوليد تعرضوا لهجوم من أهل قريش الذين كانوا بقيادة عكرمة بن أبي جهل، وقام خالد بن الوليد بقتالهم حتى سقط منهم 12 رجلًا وركض الباقيين فرارًا منه، وسقط من المسلمين رجلان.
عندما نزل الرسول إلى مكة طاف بالكعبة بعد أن اطمئن الناس، وأخذ يطعن الأصنام، وحينما جاء وقت الصلاة، أمر الرسول بلال بن رباح أن يصعد لكي يؤذن فوق الكعبة، فصعد بلال مؤذن الرسول وأذن.
نتيجة لفتح مكة اتفق الكثير من الناس الإسلام، وكان من بينهم سيد قريش، وكنانة أبو سفيان بن حرب، وزوجته هند بنت عتبة، وعكرمة بن أبي جهل، وغيرهم من المشركين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي.
الخير يكمُن فيما يظنه البعض شرًا، وخير دليل على ذلك عندما غضب المسلمون من شرط الكفار، وفازوا في النهاية بفتح مكة.