متى ولد عيسى عليه السلام؟ وكيف كانت ولادته؟ بشر الله السيدة مريم بولادة ولد صالح طاهر من الذنوب وهو نبي الله عيسى الذي أرسله الله إلى بني إسرائيل ليهديهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده وأن يهتدوا إلى الصراط المستقيم وأنزل الله عليه الإنجيل وأيده بالمعجزات، لذا من خلال موقع جربها سنذكر لكم كافة التفاصيل عن إجابة سؤال متى ولد عيسى عليه السلام.
متى ولد عيسى عليه السلام
للرد عن إجابة سؤال متى ولد عيسى عليه السلام؟ ينبغي أن نعرف أن قصة ولادت سيدنا عيسى عليه السلام من المعجزات الإلهية، حيث كانت السيدة مريم بنت عمران رضي الله عنها تعبد ربها، وقال الله تعالى في ذلك:(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).
بينما كانت هي تعبد ربها في مكانها حتى أتى إليها رجل لا تعرفه وهو من عند الله حيث قال تعالى: (فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا).
فانتفضت مريم رضي الله عنها واستعانت بالله تعالى أن يحميها مما أتاها وأخذت تذكره بالله تعالى حتى يتراجع لكنه بدأ في إخبارها أنها سوف تلد ولد طيبًا زكيًا طاهرًا من الذنوب قال -تعالى-: (قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا)، فاندهشت مريم رضي الله عنها فكيف تنجب ولد وهي غير متزوجة قال تعالى: (أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا).
أحست السيدة مريم رضي الله عنها أن ذلك من عند الله وأنها رسالة من الله إليها على هيئة تلك الرجل لكنها أخذت تفكر فيما قاله وكيف لها تنجب ولد لأن الإنجاب لا يمكن إلا عند الزواج برجل.
لكن الله سبحانه قادر على كل شيء وهو الذي خلق آدم من تراب قادر على خلق جنين بدون أب وأراد الله ذلك في تلك الوقت حتى يكون تلك المولد معجزة لقومه لكي يعرفوا طريق الله ويهتدوا به.
ذهبت مريم حينها لمكان بعيد عن أهلها وتمنت الموت وعدم مواجهة أهلها بولدها حيث عانت آلام الولادة بجانب جذع نخل فأتى جبريل وأمرها بهز تلك الجذع لتأكل من ثماره وسخر الله لها نهر لتشرب منه وقال الله تعالى في ذلك: (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) وطمأنها أن صبيها سوف يكفيها.
كانت ولادة مريم في بيت لحم في فلسطين وكانت تلك الفترة تتراوح بين 7 ق.م إلى 2 ق.م، ثم رجعت مريم إلى قومها بعد أربعين يوم من ولادتها لنبي الله عيسى لكن الله أمرها ألا تتكلم مع الناس عند اتهامهم لها بالبغي بينما رد نبي الله عيسى وهو في مهده قال الله تعالى (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا* وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا).
اقرأ أيضًا: دعاء جبريل عليه السلام
كرامات مريم بنت عمران حين ولادتها
في سياق الإجابة عن سؤال متى ولد عيسى عليه السلام؟ يمكننا معرفة أن الله أتى مريم بالكرامات منذ ولادتها وكان يمهدها لحدوث معجزة ولادة سيدنا عيسى عليه السلام وأتاها بتلك الكرامات لتحضيرها لذلك وهي كما يأتي:
- كانت زوجة عمران عاقر حتى هرمت بينما كانت تتمنى أن تنجب ونذرت أنه لو أعطاها الله ولد سوف توهبه لخدمة بيت المقدس (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم (.
- عندما أعطى الله أمها بنت وهي مريم بنت عمران اعتذرت من الله سبحانه وتعالى لأن البنت لا تقدر على الخدمة في بيت المقدس قال الله تعالى (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
- تربت السيدة مريم في بيت سيدنا زكريا حين توفى والدها عمران ولم تقدر أمها على تربيتها لكبر سنها حتى تنافس الرجال في كفالتها وأخذو يرمون أقلامهم في النهر وآخر قلم يبقى في النهر يكفلها صاحبه.
- مهد الله لمريم معجزة ولادة عيسى عليه السلام وجعل الملائكة تكلمها (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ 42 يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ).
- حيث قام جبريل بزيارتها على هيئة رجل وبشرها بحملها بولد طاهر من الذنوب.
- أعانها الله في حملها وسخر لها نهر لتشرب منه ونخلة في صحراء بيت لحم لتأكل من ثمارها.
اقرأ أيضًا: أين ولد سيدنا موسى وبأي عام
نبذة عن نبي الله عيسى
في ضوء الإجابة عن سؤال متى ولد عيسى عليه السلام؟ يجب أن نعرف أن نبي الله عيسى نسب إلى أمه مريم بنت عمران كما قربه الله له بقوله تعالى: (وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)، كانت صفات عيسى بن مريم عليه السلام قوي البنية، متوسط الطول، شعره مجعد يقع بين كتفيه وكانت بشرته تميل إلى الحمرة.
ذلك كما وصفه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما رآه في منامه وفي رحلة الإسراء والمعراج وعندما وصف قدومه الثاني واختاره الله ليكون آخر نبي يرسله إلى بني إسرائيل وانزل عليه كتابه الإنجيل بينما حرف الإنجيل عدة مرات وتغير عبر الأزمنة.
الجدير بالذكر أن نبي الله عيسى قام بتجديد رسالة سيدنا موسى عليه السلام في دعوة بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده وعدم الشرك به والإيمان بالكتب التي جاءت من عند الله واستعان بالمعجزات التي أتاها الله إياه ليثبت لهم أن الله هو الخالق لا شريك له لكنه لم يجد منهم سوى الإعراض عنه والكفر بما يدعوهم إليه ولم يؤمن منهم إلا قليلًا.
أخبره الله تعالى بنتيجة دعوته وإعراض قومه إلا قليل منهم حيث قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
بدأ قومه في طلب الإثباتات لاختبار نبي الله عيسى فيما يدعوهم إليه وطلبوا أن ينزل عليهم مائدة من السماء حيث قال تعالى {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وقد وعدوا نبي الله عيسى عليه السلام بأن ذلك اليوم سوف يكون بمثابة عيد لهم وسوف يعبدون الله فيه ولكن نبي الله عيسى عليه السلام حذرهم من الخيانة حتى لا يعذبهم الله عذاب شديد حيث قال تعالى: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}.
طلب عيسى عليه السلام من ربه أن ينزل مائدة من السماء تنفيذًا لشرط قومه حتى يؤمنوا قال تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، وما نزلت المائدة وبدأوا بني إسرائيل في مخالفة أوامر نبي الله عيسى حتى عاقبهم الله ومسخهم قردة وخنازير.
بينما حاول قومه قتله وصلبه بعد إنكارهم لربه سبحانه وتعالى فجعل الله تعالى شخص آخر على صورته ورفعه إلى السماء ومن بدل قام قوم عيسى بصلبه وقتله هو شخص يدعى يهوذا الإسخريوطي وهو من اتفق مع الرومان على قتل نبي الله عيسى.
كما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن سيدنا عيسى سوف ينزل إلى الأرض مرة ثانية وينصر دين الله الإسلام وأشار أن نزوله من علامات الساعة الكبرى وقال حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قبل عدن -في اليمن – تطرد الناس إلى محشرهم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها).
اقرأ أيضًا: نسب النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه وأمه وما قيل من إشاعات في هذا الأمر
أرسل الله الأنبياء في مختلف العصور للدعوة إلى عبادة الله وحده، وجاء الإسلام خاتمًا لجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله وجاء محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا لجميع الأنبياء.