متى سقط الاتحاد السوفيتي وأسباب انهياره

متى سقط الاتحاد السوفيتي وأسباب انهياره؟ بالتأكيد قد طرأ على مسامعك ذات يوم ذلك المسمى الذي لم يعد موجودًا حتى يومنا هذا، ألا وهو الاتحاد السوفيتي، لا يخفى على أحد ما كان لذلك الاتحاد من هيمنة وسلطة على العالم أجمع، وعلى قدر تلك الهيمنة، كان لسقوطه أيضًا صدا مازال حتى يومنا هذا، فإن كنت ترغب في معرفة متى سقط الاتحاد السوفيتي وأسباب انهياره فإليك من خلال موقع جربها.

متى سقط الاتحاد السوفيتي وأسباب انهياره؟

سقط الاتحاد السوفيتي يوم 26 من شهر كانون الأول وذلك في عام 1991 ميلاديًا، حيث عندما سمعت الشعوب الشرقية والأوروبية بأن الروس لن يقوموا بعمل إخماد لتلك المعارض التي تحدث، قاموا بعمل أنظمة تحارب حكمهم، كما قاموا بتطوير الأنظمة التعددية الموجودة في البلاد.

ذلك ما جعل الأنظمة الشيوعية الموجودة في أوروبا تتعرض لحالة من الانهيار بالتوالي، ونجد أن تلك الحالة بدأت في دولة هنغاريا ثم بعد ذلك حدثت في دولة بولندا عام 1989 ميلاديًا.

وذلك ما جعلها تنتشر بشكل سريع حتى وصلت إلى دولة تشيكوسلوفاكيا ثم دولة رومانيا، حتى وصلت إلى دولة بلغاريا، ونجد أنها أثرت بشكل كبير على المظاهرات الموجودة في جميع أجزاء ألمانيا الشرقية.

مما نتج عنه انتقال المواطنين من الغرب من جديد، توحدت ألمانيا بعد تلك الأحداث في عام 1990 ميلاديًا، كما اعتبر انهيار الاتحاد السوفيتي هو نهاية للحرب المطلق عليها اسم الحرب الباردة وذلك عام 1991 ميلاديًا، كما انتهت الشيوعية أيضًا في تلك الأثناء.

اقرأ أيضًا: خريطة النمسا والدول المجاورة لها

أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي

هناك بعض العوامل التي ساهمت بشكل كبير في انهيار الاتحاد السوفيتي، ولذلك اعتبرتها البلدان الأخرى السبب الرئيسي لهذا الانهيار، وتلك الأسباب هي:

أولًا سياسة ميخائيل جورباتشوف

يعد ميخائيل جورباتشوف هو آخر زعيم للاتحاد السوفيتي، والذي قام بتولي الحكم سنة 1985 ميلاديًا، حيث قام بتقديم خطة للمستقبل مكونه من فكرتين هما:

1ـ إعادة الهيكلة

كان الاتحاد السوفيتي سوف يبدأ بالتحرك نحو النظام الشيوعي الرأسمالي الهجين، كما كان سوف يقوم بإبقاء المكاتب السياسية وأيضًا اللجان المركزية بعمل التخطيطات التي سوف تؤثر على الاقتصاد.

ونجد أن الحكومة سمحت لقوى السوق باتخاذ القرارات المتعلقة بالإنتاج والتطوير، كما قامت بالتخطيط الخاص بالفكرة الثانية التي لها الكثير من القيود الخاصة بالشعب السوفيتي.

مما جعلها تسمح للشعب بالتعبير عن الرأي بشكل خالي من القيود، ونتج عن تلك الإصلاحات سقوط للاتحاد السوفيتي، كما أدي ذلك إلى ظهور ضعف الحكومة السوفييتية والتي صارت محل هجوم للسوفيتيين الآخرين.

حيث قاموا باستخدام كل سلطاتهم وقوتهم من أجل أن يقوموا بتنظيم الحكومة وتقديم الانتقادات لها، ونجد أنهم نجحوا في ذلك الأمر عام 1991 ميلاديًا.

2ـ فساد فكر المكتب السياسي

نجد أن قادة الاتحاد السوفييتي المتمثلين في (فلاديمير لينين، جوزيف ستالين، ليون تروتسكي) قاموا بالاندفاع نحو فكرة أيدولوجية لها علاقة بالماركسية وتم ذلك في العشرينيات من القرن العشرين.

فعندما تم إزالة نيكيتا خروتشوف في عام 1963 ميلاديًا حدثت تغيرات جوهرية متعلقة بالسياسة السوفييتية، حيث كان آخر الزعماء السوفيتيين الذين قاموا بالعمل تحت سلطات الثوريين الأصليين.

وفي عام 1963 ميلاديًا قام المكتب السياسي بالابتعاد عن رؤية لينين، وذلك ما جعله يقوم باستخدام منهج تحفظي للمشاكل؛ وهذا ما جعل الستينات والسبعينات وحتى القرن العشرين يشاهد العديد من الزيادات في ثروة النخبة الحزبية.

كان المكتب السياسي يتمتع بالرفاهية أثناء تعرض المواطنين للموت بسبب الجوع والفقر، مما جعل المواطنين يلاحظون هذا الأمر بشكل قوي، وهذا ما دفع الشباب للقيام بأحداث ردود فعل عنيف تجاه هذا الحكم، وعندما تم إخضاع الاتحاد السوفييتي للاختبار في الثمانينيات لم يكن الشباب الثوار لديهم القدرة الكاملة على حماية الدولة.

اقرأ أيضًا: ما هي دول شمال أفريقيا

3ـ العجز الاقتصادي

تمتلك جميع البلدان عدد من الموارد التي تقوم بالاستعانة بها في رأسمالها، وتتمثل تلك الموارد في السلع الاستراتيجية والسلع الاستهلاكية، وذلك ما جعل الدولة تلاحظ أنها إذا قامت بالاهتمام بأمور لتسليح سوف يقوم المواطنين بترك جميع السلع الأخرى وسوف ينتبهون للأسلحة.

لكن إذا كانت الدولة تقوم بإنتاج العديد من كميات الزبدة فلن تكون هناك موارد كافية للقيام بحماية القوى الخارجية وأيضًا لن يكون هناك ما يكفي للقيام بتنمية الاقتصاد.

لذلك قام ستالين بعمل خطط للقيام بإنتاج السلع الرأسمالية بشكل كبير وأطلق عليها اسم خطط السنوات الخمس، ونجد أن في تلك الأثناء كان الاتحاد السوفيتي يحتاج بشكل قوى إلى التصنيع وذلك حتى يستطيع أن يقوم بالتنافس مع بلاد العالم الآخرين.

رأى أنه حتى يتم هذا الأمر يجب أن يقوم بتوجيه جميع الموارد المتوفرة داخل البلد نحو هدف التصنيع، ولكن لم ينجح هذا الأمر بسبب عدم تغيير الشعب للمكاتب السياسية، مما جعل العجز الاقتصادي يتفوق بقوة فوق النظام السوفييتي، وهذا ما دفع الشعب يثور على الحكم.

4ـ العدوان الغربي

قامت الولايات المتحدة بزيادة التوتر في الحرب الباردة وذلك في عام 1979 ميلاديًا خلال ستينات القرن الماضي على يد جيمي كارتر، كما قام رونالد ريغان بالدخول إلى البيت الأبيض في عام 1981 ميلاديًا بصفته معارض للاتحاد السوفييتي.

مما جعل حكومة ريغان تقوم بالبحث عن الأسلحة الحديثة، كما قام بزيادة الإنفاق المتعلق بالعساكر، وبعد ذلك قام بدعم المبادرة الخاصة بالدفاع الاستراتيجي، والتي قامت بإلغاء الترسانة النووية السوفياتية من خلال القيام بتدمير الصواريخ.

كما قامت بصنع الحروب النووية للولايات المتحدة الأمريكية حتى تستطيع الفوز على الاتحاد السوفييتي، كما قامت أيضًا بالهجوم على النظام الخاص بالاتحاد السوفييتي، ونجد أنها نجحت في تلك الأمور وقامت بعزل السوفييتيين عن باقي الاقتصاد العالمية، ذلك ما جعل النفط ينخفض سعره بشكل قوي مما جعل الاتحاد السوفييتي يسقط.

الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي

انقسمت الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي إلى أربع مجموعات إقليمية فرعية وتكون تلك المجموعات عبارة عن مجموعة بحر البلطيق ومجموعة ما وراء القوقاز ومجموعة آسيا الوسطى، ويمكن القيام بتصنيف تلك الدول على الأساس الثقافي.

كما تكونت تلك المجموعات ماعدا مولدافيا والمجموعة الإسلامية متميزة بسبب امتدادها من الشرق الأقصى حتى الشرق الأوروبي، كما نجد أنها من الناحية الثقافية قامت بضم العديد من الجمهوريات والأقاليم التي لها حكم إسلامي دونًا عن الدول الألمانية واليهودية.

اقرأ أيضًا: هل كازاخستان دولة مسلمة

الحركات القومية للاتحاد السوفيتي

شمل الاتحاد على العديد من اللغات والثقافات المتنوعة، وذلك ما جعل الكثير من تلك الأمور المتنوعة غير متوافقة مع بعضها، حيث أدى ذلك إلى تشكيل الأقليات العرقية عام 1989 ميلاديًا حيث تم إنشائها من قبل الأغلبية الروسية.

من الممكن أن نقوم بربط السقوط الذي تعرض له الاتحاد السوفيتي بالبنية الخاصة بالاتحاد وأيضًا قوميته، حيث إنه كان يتألف من خمسة عشر جمهورية اشتراكية سوفياتية، وتتمثل تلك الجمهوريات فيما يلي:

  • أوزبكستان.
  • أرمينيا.
  • أوكرانيا.
  • أذربيجان.
  • تركمانستان.
  • جورجيا.
  • بيلاروسيا.
  • مولدافيا.
  • كازاخستان.
  • ليتوانيا.
  • روسيا.
  • لاتفيا.
  • استونيا.
  • قيرغيزيا.
  • مولدافيا.

لعل فيما حدث للاتحاد السوفيتي خير عبرة وعظة لأي دولة تسير على نفس الخطى التي سار عليها الاتحاد، فإن رأيت دولة ما تسير على نفس النهج فيمكنك التأكد من الآن بأنها سوف تسقط بنفس البئر

قد يعجبك أيضًا