ماذا يعني تبييض أموال

ماذا يعني تبييض أموال؟ وما هي آثاره على المجتمع؟ حيث يواجه الكثير من الأشخاص بعض المصطلحات الغير دارجة في وقتنا الحالي، مما يزيد الرغبة في التعرف على ما يُشار إليه هذا المصطلح، ومن أبرزها تبييض الأموال، فماذا يعني تبييض أموال؟ هذا ما سنتطرق لذكره بشكل مفصل من خلال موقع جربها.

ماذا يعني تبييض أموال؟

يمكن تعريف غسيل الأموال بنفس مصطلح تبييض الأموال أيضًا، وهو واحد من مفاهيم أنواع الجرائم التي ظهرت، طبقًا لزيادة مصادر الأموال المكتسبة بطريقة غير قانونية مع تنوع أساليب التبييض، وهكذا كان لغسل الأموال تعريفات مختلفة حازت على اهتمام صناع القرار المالي والاقتصادي والسياسي باتباعها.

تُصنف هذه المفاهيم إلى مجموعتين، وهي المفاهيم التشريعية والمفاهيم العقائدية، ويُعرف تبييض الأموال ببساطة على أنها عملية تحويل الأموال المكتسبة بطرق غير شريفة إلى أموال نظيفة يُمكن اعتمادها بالنشاطات العامة.

جاء في تعريف الولايات المتحدة لمصطلح غسيل الأموال، على أنه عدة محاولات تكتيكية مالية لتغطية مصادر تم من خلالها ربح الأموال بطرق غير شريفة، حيث يتم استغلال وسائل استثمار غير قانونية، ومن ثم الاستثمار بمكاسبها في مشاريع شرعية ينتج عنها الأرباح الهائلة القانونية.

ينقسم مفهوم تبييض الأموال إلى قسمين رئيسيين يندرج تحتها عدة تفاصيل أخرى سنوجزها كالتالي:

1- المفهوم الفقهي

في إطار معرفة ماذا يعني تبييض أموال؟ نوضح أنه انقسم المفهوم الفقهي إلى عدة حيثيات يُمكن تناولها على النحو التالي:

  • الموضوع: غسيل الأموال هو فن استخدام جميع الأساليب والأدوات القانونية والقانونية مثل تقبل البنوك والمؤسسات المالية الدولية التحويلات والودائع المالية للأموال التي يتم الحصول عليها على أساس جنائي وبالتالي توفير ضمانات كافية لهذه الأموال.
  • الغرض: يهدف غسيل الأموال إلى نشر الأموال المتضررة من الجريمة، مثل: تجارة الأسلحة والمخدرات، وكذلك الاستثمار والنشاط الاقتصادي وسرقته في العديد من مجالات النشاط المحلي والدولي، مما يسهل الوصول إلى الأموال بصفة قانونية وقانونية، ومساعدتها على التخلص من مصادر التلوث.
  • الطبيعة: غسيل الأموال جريمة يمكن التفاوض عليها بين المناطق والبلدان وهي أيضًا ثانوية، أي أنه لا توجد جريمة أصلية موجودة مسبقًا.

اقرأ أيضًا: الفرق بين تبييض الأموال وغسيل الأموال

2- المفهوم التشريعي

كما ناقشنا ماذا يعني تبييض أموال؟ يُمكن القول إن المفهوم التشريعي خاص بعرض الآراء التشريعية المختلفة في دول الغرب والدول العربية، بجانب التعريفات الكامنة وفقًا للاتفاقات الإقليمية والدولية، وسنوضح أهم المفاهيم فيما يلي:

  • مفهوم التشريع الفرنسي: هي شهادة زائفة بسيطة للأموال الناشئة عن جنحة أو جناية، وبالتالي الحصول على منفعة غير مباشرة أو مباشرة.
  • مفاهيم التشريع المصري: الأفعال التي تنطوي على حيازة أو حيازة أو التصرف أو الإدارة أو التبادل أو الإيداع أو الاستثمار أو تحويل أو تحويل الأموال المتحصل عليها من الجريمة، وإخفاء طبيعتها أو مكانها أو مصدرها، أو حظر الوصول إلى الأشخاص المسؤولين عن الجريمة.
  • مفهوم اتفاقية الأمم المتحدة: التستر على الحقيقة بشأن المال، وتدفقه، وأصله، وحقوقه أو ملكيته، وتقديم معلومات توضح أن مصدره يأتي من جريمة معينة.
  • اتفاقية مجلس أوروبا: وهي اتفاقية توصل إليها مجلس أوروبا عام 1990 م، حرص فيها على مكافحة كافة الأدوات والوسائل المتعلقة بغسيل الأموال، مع التزام جميع الدول الأعضاء بتجريم غسل الأموال.

اقرأ أيضًا: طريقة تحويل الأموال عن طريق الموبايل

أركان جريمة تبييض الأموال

استكمالًا للحديث عن ماذا يعني تبييض أموال؟ يُمكن القول إن لغسيل الأموال ركنان أساسيان، سنقوم بطرحهم عبر السطور المُقبلة:

1- الركن المادي

هو الركن الذي يتم فيه التعدي على جميع المصالح التي يحميها القانون، مما يؤدي إلى جميع أعمال التنفيذ للجريمة، وما إذا كانت هناك عناصر مادية في الجريمة هو الشرط الأساسي لتحديد حدوثها أم لا، ومن الجدير بالذكر إن قانون غسل الأموال بالعراق تتحقق أركان الجريمة فيه من خلال عدة إجراءات أبرزها ما يلي:

  • السيطرة على عملية مالية تعتمد على عوائد لأعمال غير مشروعة.
  • يتم إرسال مبالغ مالية مصدرها أنشطة غير شريفة أو تُنقل.
  • فرض الحماية والأمان على الأفراد المنفذة للمشاريع والنشاطات الغير شرعية حتى لا يتم مسألتهم قانونيًا.

2- الركن المعنوي

المقصود هنا أن الشخص يعتمد أسلوب القصد الجنائي أثناء عملية تبييض الأموال، فيكون على دراية كاملة بكيفية تنفيذ الأعمال الغير قانونية وتوقع كافة آثارها ونتائجها.

يُسمى هذا المنطلق في قانون العقوبات بمصطلح نظرية الإرادة ونظرية العلم، فيما معناه أن الفرد واعي تمامًا حول ما يفعله من أمور غير قانونية وعلى إدراك بالعواقب وعلى الرغم من ذلك فإرادته تدفعه لارتكاب ذلك.

أبرز الآثار الاقتصادية لتبييض الأموال

في صدد عرضنا إلى ما هو معني تبييض أموال؟ سنتطرق للتعرف على النتائج السلبية المترتبة حول جراء تلك العمليات، حيث لها آثر عميق على المجتمع بشكل عام وعلى الأحوال الاقتصادية بشكل خاص، الأمر الذي قد يُهدد استقرار اقتصاد الدولة وتعرقله، وفيما يلي أهم الآثار:

  • تأثير المناخ المحلي والدولي على الاستثمار، بسبب المنافسة غير المتكافئة بين المستثمرين الأجانب والمحليين، مما يؤثر على أسعار الفائدة وأسعار صرف العملات وتدفقات رأس المال، مع انعكاسات على طبيعة استقرار الأسواق المالية العالمية ومصداقية السياسات الاقتصادية ذات آثر سلبي.
  • لا يمكن اتخاذ قرارات اقتصادية صحيحة حيث تستند هذه القرارات إلى إحصائيات غير صحيحة حول معدل الدخل القومي.
  • اِتساع الفجوة بين الدخل القومي الحقيقي والرسمي مما يؤدي إلى قصور في إعداد وصياغة خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  • تؤدي التشوهات في طبيعة الاستهلاك والإنفاق إلى خسارة الأموال المدخرة لعملية الاستثمار، وينتج عن ذلك عمليات تحرم النشاط الاقتصادي والاستثمار النافع.

اقرأ أيضًا: رسوم تحويل الأموال من مصر للخارج

نبذة عن تاريخ تبييض الأموال

كما قُمنا بالرد على ما هو تبييض أموال؟ فسيكون من الأفضل التعرف بشكل أكبر عن بداية تواجد ظاهرة غسل الأموال، بالتأكيد يراودك فضولًا حول معرفة كيفية بناء هذه الأفكار وطرق تنفيذها، وإليك أهم ما وُرد بالتاريخ عبر النقاط التالية:

  • غسيل الأموال جريمة معروفة منذ القدم، وبعام 1932 تم ارتكاب أول جريمة غسيل أموال باستخدام الأدوات الحديثة، من خلال مجرم بولندي قام بتصدير الأموال غير المشروعة خارج الولايات المتحدة وإيداعها في البنوك السويسرية بالاعتماد على قروض ليست لها أي أساس من الصحة.
  • في عام 1973 وُلدت مُسمى تبييض الأموال للمرة الأولى بأمريكا، من خلال كارثة انتخابات الرئاسة لنيكسون، حيث جاءت قائمة الأسماء حاملة لاسم ووتر جيت، فتم في هذه الانتخابات جمع كمية مهولة من أموال التبرعات المتعلقة لهذه العملية، حينها تم استغلالها في عمل أنشطة تبييض الأموال.
  • جاءت أقاويل بأنها ترجع إلى شراء أحد أفراد المافيا الأمريكيين مغسلة، حيث كان يقوم بمزج المبلغ النقدي المدفوع من العملاء في مقابل غسل أموالهم مع أموال ربحها من تجارته للمخدرات، من ثم إيداع الأموال المغسولة والممزوجة بإحدى البنوك، هنا جاءت فكرة غسيل الأموال.
  • هناك رأى آخر أن ظاهرة تبييض الأموال ظهرت بفترة السبعينات للقرن العشرين ميلاديًا، حينما كشفت شرطة مكافحة المخدرات أن هناك تجار تحصل على قطع نقدية وعملات ورقية من الزبائن التي تبيع لها المخدرات ثم يقوموا بغسل الأموال باعتماد الأساليب الكيماوية أو البخار.

هذا يتم للقضاء على ملوثات التجارة قبل إيداعها بالبنوك، كما تمت ملاحظة أن نسبة الأعمال الغير قانونية التي تم إيداعها بالبنوك المصرفية السويسرية زادت منذ ثمانينات القرن العشرين ميلاديًا.

تبييض الأموال من الجرائم الشنيعة التي يُعاقب عليها القانون لِما لها من آثار ونتائج على اقتصاد الدولة، لذلك تحرص الدول المختلفة وتبذل الكثير من الجهد لرصد هذه العمليات والقضاء عليها لحفظ أمن وسلامة الوطن.

قد يعجبك أيضًا