طرق تعديل سلوك المراهقين

تتعدد وسائل وطرق تعديل سلوك المراهقين التي ينصح بها خُبراء علم النفس وعُلماؤه، وفي واقع الأمر يُعتبر تعديل السلوك من الأمور التي لا بُد من القيام بها خلال هذه المرحلة العُمرية، فعدم القيام بأي رد فعل تجاه هذه التغيرات سينتج عنه نتائج كارثية، وفي سبيل مُساعدتكم نقوم عبر موقع جربها بتوضيح أبرز طرق تعديل سلوك المراهقين.

طرق تعديل سلوك المراهقين

على الرغم من كون هذا الأمر مُزعجًا للغاية إلا أن التغير السلوكي للأبناء ما قبل مرحلة البلوغ وخلال النمو يُعتبر أمرًا طبيعيًا للغاية، ولكن ذلك لا يعني أن السيطرة عليه والتحكم فيه ليس بالأمر الضروري، ففقط عليك أن تُدرك وتفهم كون هذه التغيرات تحدث نتيجة لبعض الاضطرابات الهرمونية ونمو الخلايا العقلية.

كما أن الأبناء يسعون إلى الاستقلالية بطريقة لم يسبق لها الحدوث، وهذا من المراحل الطبيعية للنمو والبلوغ، فحينها تكون دائرة المعارف الخاصة بالمُراهقين قد اتسعت عما كان عليه الأمر من سنواتٍ قليلة ماضية، مما يعني أنه اطلع على عدد أكبر من الشخصيات وتعرف على عقولٍ مُختلفة في التفكير.

فعليك أن تعلم علم اليقين أن هذه المرحلة العُمرية هي الأخطر والأهم على حدٍ سواء في حياة ابنك، وعلى الرغم من كونها لا تشكل سوى 10% تقريبًا من مُجمل عُمره أو أقل إلا أن كُل ما يلي من حياته يترتب عليها، وهذا ليس بمُبالغة.

فخلال هذه الفترة يتشكل التكوين العقلي والبدني الذي سيعيش عليه صغيرك سنواته القادمة، ففي حال ما اعتاد في هذه المرحلة على التصرف بشكل عدواني مع الحيوانات كالقطط والكلام سيكبُر ليكون شخصًا بلا ضمير أو رحمة، ولن يعرف قلبه الشفقة قط، وتذكر دائمًا أن أول المُتضررين بهذه التغيرات سيكون الآباء ودائرة المعارف الأقرب من أصدقاءٍ وأقارب.

من أكثر ما يُشكل دوافع هذه الفترة بالنسبة للأبناء هي الرغبة في التشبه بالغير، وفي واقع الأمر هُناك الكثير من الحالات التي يرى فيها المُراهق بطله الخارق ومثله الأعلى في صديقٍ له، والسبب في ذلك يرجع إلى رغبته في القيام بأمرٍ يقوم به هذا الشخص، وهو سبب التغير الكبير في تعامل الأبناء، وفي سبيل التصدي لهذه التغيرات وأخذ الجيد فقط من هذه المرحلة يجب تطبيق ما يلي من طرق تعديل سلوك المراهقين:

1- التواصل البنّاء مع الأبناء

قبل التطرق إلى الوسائل والطرق التي يُمكن من خلالها تعديل سلوك ابنك عليك أن تعلم أن هذه الفترة تشتمل على جوانب سيئة وجوانب جيدة بكل تأكيد، فالسلبيات والإيجابيات من صور المُترافقات التي لا يُمكن أن يتواجد أحدها دون الآخر.

وظيفتك هُنا كولي الأمر والمسؤول الأول والأخير عن هذا المُراهق توجيهه إلى ما له فيه خير وإبعاده عما ترى فيه الضرر له، فقبل أن تُصبح أبًا كُنت مُراهقًا ومررت بنفس المرحلة، ما يعني أن لديك الخبرة الكافية التي يُمكن من خلالها السيطرة على الأمور وإدارة هذه المرحلة بالشكل الأمثل في سبيل الوصول إلى بر الأمان.

على الرغم من اختلافات الجيل الخاص بك وجيل ابنك إلا أن صور الخطر تُعد واحدة تقريبًا، فهي فترة نمو عقلي ورغبة في الانطلاق، ووفقًا للأبحاث العلمية والدراسات تُعتبر هذه الفترة أكثر المراحل التي تتسم بالقابلية على الحياد عن الطريق الصحيح والمسار السليم.

لذا التواصل هُنا غرضه الرئيسي الدعم النفسي والحديث عن السلبيات وضررها في سبيل إبعاده عنها، فالحل ليس السكوت والنهر عند طرح بعض الأسئلة، بل التوعية بأخطار التدخين، المُخدرات، أصدقاء السوء وغيرها من الأمور غير المحمودة، وهذا التواصل سيجعلك مصدر المعلومات الأول وملجأ كُل نقاش مُحير لفكرة تدور في ذهن الأطفال.

كُن على يقين أنك لا ترغب على الإطلاق في أن يكون مرجع ابنك أحد الأصدقاء أو بعض مواقع الانترنت، فنحن نتحدث هُنا عن مسؤولية ثقيلة على الآباء تحملها على عاتقهم ليكونوا آباء في المقام الأول.

فلن يتحلى بالأُبوة من لا يكترث لوسيلة وصول ابنه إلى المعلومات وماهية المصادر التي يعتمد عليها، كما أن هذا التواصل يجب أن يكون في بيئة أُسرية وجو آمن، فمن غير المنطقي أن يلجأ لك المُراهق وهو يراك تنهر والدته أو إخوته، خلق المحبة في بيتك يخلق في ابنك حُسن التصرف.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع المراهق العنيد

2- ضع قوانينًا تُنظم استقلالية ابنك

في هذه المرحلة يُعد بداية اعتماد الأبناء على أنفسهم في بعض الأمور ضروريًا للغاية، ولكن لا يجب أن يشذ في استقلاله عن النمط الطبيعي للتغير، فهُناك بعض الحدود التي يُمنع منعًا باتًا تخطيها.

فاعمل على جعله يتحلى بالخصال الحميدة من الاستقلال كحُسن الإدارة وإحسان التصرف، فهذه هي أولى المهارات الشخصية التي سيتمكن من خلالها ابنك فيما بعد من حل المُشكلات، ولكن هذه الحدود إن زاد فيها الخناق أصبحت وسيلة سلبية وخرجت عن كونها من طرق تعديل سلوك المراهقين.

الاعتدال في كُل شيء سبيل الوصول إلى الحل الأمثل والوضع الأفضل، فاجعله يضع ما يرغب به من معايير في حياته طالما أن ذلك لم يتخطى ما قُمت بوضعه من حدودٍ تجعله يحترم الآخرين، رغباتهم وتصرفاتهم، فالنقطة التي تحسم كونه شخصًا سويًا يُضيف للمُجتمع من عدمه هو أنت، فلا تخلق وحشًا يتسبب بالضرر أينما حل وارتحل من صُنع يديك.

اقرأ أيضًا: علامات الشفاء من ثنائي القطب

3- اختيار أفضل الوسائل التأديبية

دائمًا ما نجد أن طرق تعديل سلوك المراهقين تُشير إلى ضرورة التدرج في الوسائل التأديبية وما تشتمل عليه قائمتك من خيارات، ففي قوانين الفيزياء لكُل فعل رد فعل يُساويه في المقدار، ما يعني أن قيامك بضرب ابنك ونهره بسبب عدم حصوله على درجة جيدة في الامتحان مثلًا سيكون من صور البلاهة ليس إلا.

فاجعل الحل التأديبي الأول والأخير لك النقاش، وقُم بوضع بعض الاتفاقيات ولكن احذر التفاوض، فأنت الطرف المُسيطر وصاحب السُلطة والمسؤولية، لذا تأكد من خلق منطقة تحدّها الأنظمة والقوانين عند النقاش والحوار، واجعل أي وسيلة تأديبية تقع داخل هذه المنطقة، وفي نفس الوقت لا تتهاون في رد الفعل أو تتنازل عن إبداء امتعاضك عما يقوم به، فمن يأمن العقاب يُسيء الأدب.

الجدير بالذكر أن الطريقة المُثلى للعقاب والتأديب بعد فشل حلول النقاش هي منعه من بعض الامتيازات التي يحصل عليها، فبإمكانك أخذ الهاتف المحمول منه، ومنعه من اللعب لفترة زمنية مُحددة مع أصدقائه في الحي، بالإضافة لتقليل المصروف الخاص به، وفي نفس الوقت ضع بعض المُكافآت في حال ما فعل النقيض.

هُنا يجب التأكد من تجنب الرشوة، فمن غير المنطقي إعطاء بعض الوعود للأبناء بزيادة المصروف مثلًا للامتناع عن القيام بأمرٍ سيء، بل الحرمان من الامتيازات حتى التخلص من الخصلة السيئة وتركها.

4- داوم المديح والتشجيع

لا يُمكن وصف طرق تعديل سلوك المراهقين الخالية من التشجيع والتي تقتصر فقط على سُبل حل المشاكل سواء بالتفاهم أو بالتهديد والوعيد إلا بكونها فاشلة، فمن المُستحيل أن يكون كُل ما يقوم به طفلك خلال هذه المرحلة سيئ، حتى في أكثر اللحظات المُظلمة لا بُد وأن تجد بارقة أمل.

لا تتوقف مرحلة التشجيع للأبناء عند تخطيهم المرحلة الأولى من الطفولة، بل في واقع الأمر يُعد تقديم الدعم النفسي والثناء في المراحل العُمرية المُتقدمة أكثر أهمية من تقديمه عند المراحل السنية الأصغر عُمرًا.

فالتشجيع لن يؤتِ إلا ثمارًا طيبة تُعبر عن كون العلاقة بينكما في أفضل حالاتها، وتدل على كونك تُساند التصرفات الصحيحة وتراها، وهذا يُعبر عن كون الوسائل التأديبية ليست من باب ترصد الأخطاء فحسب، فأنت ترى وتُلاحظ كُل ما يقوم به من أفعال.

اقرأ أيضًا: هل الشذوذ ابتلاء من الله

5- تصدى لكافة السلوكيات المُشينة

خطط وطريقة تعديل سلوك المراهقين يجب أن تكون رادعة للسلوك السيء والفظّ، وعلى الرغم من عدم كون هذه التصرفات هي السائدة لكن ظهورها في هذه المرحلة السنية سيكون كارثيًا ولا يُحمد عُقباها، فاعمل على التصدي لها.

في حال ما وصل هذا السلوك إلى مراحل ينتج عنها مُشكلات للعائلة قُم بالتعبير عن كونك غاضبًا ومُستاءً من هذه التصرفات، ولا تقُم على الإطلاق حينها بالحديث وأنت مُبتسم أو تنم ملامحك عن السعادة، ووضّح له أنكم تتعاملون باحترام ووفقًا لضوابط مُعينة ليس من المقبول الإخلال بأيٍ منها.

في بعض الأحيان تكون مواجهة المُراهق بشكل صريح بما يقوم به وبالمُسمى الفعلي لهذه التصرفات بداية الوصول إلى وسائل وطرق تعديل سلوك المراهقين بالشكل المطلوب، فلا تتردد في إرشاده أنه يكذب أو وقح أو يتسبب في الأذى، مع ضرورة عدم المُبالغة أو الافتراء، وتأكد من معلوماتك قبل النهر.

قد يعجبك أيضًا