ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى

توجد ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى أوضح فيها الشعراء مرارة الشعور بالغياب باستخدام الأساليب الجمالية والمصطلحات المختلفة، حيث اعتمد العرب قديمًا على استخدام الشعر في وصف مشاعرهم تجاه المحبوبة وما يحملونه في الوجدان، كما وصفوا تأثير الفراق عليهم من خلال السجع والجمل الموسيقية المميزة ويمكن توضيح أمثلة شهيرة عن ذلك من خلال موقع جربها.

ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى

يعد الشعر شكل من أشكال الفنون الأدبية فلا يمكن شموله في جميع اللغات، لكنه غني عن التعريف في اللغة العربية.. حيث بدأ الشعر من فترات الجاهلية التي سبقت انتشار الدين الإسلامي وذلك لبراعة العرب في اللغة واتساع خيالهم في استخدام المرادفات والتشبيهات.

فنتج عن ذلك أبيات متناسقة لها سجع ووقع موسيقى على الأذن فاعتمدوا على ذلك وأصبحوا يصفون كل ما يحيط بهم في صورة أبيات شعرية، فوصفوا الطبيعة والصحراء وحروبهم وخيولهم القوية ومحبوباتهم وطبيعة مشاعرهم تجاهها، كما توجد ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى من أشهر الشعراء العرب في الجاهلية وبعدها وهي كالتالي:

1- قصيدة هذه نار عبلة يا نديمي لعنترة بن شداد

كان عنترة بن شداد من أبرز شعراء الجاهلية وتوجد ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى تعبر عن قصة حبه الشهيرة لعبلة أبنة عمه، فكان عنترة بن شداد عبد أسود يعيش في قبيلة كبيرة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، فكانت أمه من العبيد أيضًا بينما كان أبيه هو سيد القبيلة لكنه لم يعترف أبدًا به كابن له وكان يعامله معاملة أسوء من معاملة العبيد الآخرين.

كره أبوه لونه الأسود لأمه فظل عنترة يرعى الأغنام ويخدم سادة القبيلة لكنه تعلم ركوب الخيل والمبارزة وكل المهارات التي تجعله أفضل من صفوة فرسان القبيلة، كان يحب عبلة ابنة عمه لكن كان يستحيل أن يزوجها أبوها لعبد لأنها أبنة لفرد من سادة القبيلة.

لذا حاول عنترة التعبير عن حبه لها وشوقه لها في عدة ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى، حتى حاول بذل الكثير من المحاولات ليتزوجها حتى أرغم أبيه على الاعتراف به كي يتخلص من العبودية ويصبح لائق لها، لكن أبيها لم يقبل وأخذ يصعب عليه الأمور لكن بالرغم من ذلك لم ييأس عنترة ولم يشعر بالإحباط..

بل أخذ يكتب في العديد من الأبيات الشعرية المميزة التي يعبر فيها عما يشعر به ويستمر في السعي للوصول إليها حتى أمر أبيها أن يكون أبيها مائة ناقة من نوق النعمان، حيث كانت نوق النعمان من النوع الذي يندر أن يوجد شخص يمتلك واحدة منها، لكن حاول عنترة الحصول على العدد الذي يطلبه لها كمهر، فيمكن توضيح صعوبة ما كان يشعر به في توجد أبيات كالتالي:

هَذِهِ نارُ عَبلَةٍ يا نَديمي

قَد جَلَت ظُلمَةَ الظَلامِ البَهيمِ

تَتَلَظّى وَمِثلُها في فُؤادي

نارُ شَوقٍ تَزدادُ بِالتَضريمِ

أَضرَمَتها بَيضاءُ تَهتَزُّ كَالغُص

نِ إِذا ما اِنثَنى بِمَرِّ النَسيمِ

وَكَسَتهُ أَنفاسُها أَرَجَ ال

نَدِّ فَبِتنا مِن طيبِها في نَعيمِ

كاعِبٌ ريقُها أَلَذُّ مِنَ الشَه

دِ إِذا ما زَجَتهُ بِنتُ الكُرومِ

كُلَّما ذُقتُ بارِداً مِن لَماه

خِلتُهُ في فَمي كَنارِ الجَحيمِ

سَرَقَ البَدرُ حُسنَها وَاِستَعارَت

سِحرَ أَجفانِها ظِباءُ الصَريمِ

وَغَرامي بِها غَرامٌ مُقيمٌ

وَعَذابي مِنَ الغَرامِ المُقيمِ

وَاِتِّكالي عَلى الَّذي كُلَّما أَب

صَرَ ذُلّي يَزيدُ في تَعظيمي

وَمُعيني عَلى النَوائِبِ لَيثٌ

هُوَ ذُخري وَفارِجٌ لِهُمومي

مَلِكٌ تَسجُدُ المُلوكُ لِذِكرا

هُ وَتومي إِلَيهِ بِالتَفخيمِ

وَإِذا سارَ سابَقَتهُ المَناي

نَحوَ أَعداهُ قَبلَ يَومِ القُدومِ

اقرأ أيضًا: كلمات شعر قويه معبرة عن احساسك

2- قصيدة ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى لقيس بن الملوح

تأثر قيس بن الملوح بأبنة عمه ليلى العامرية فكانوا يلعبان معًا في الصغر ويرعيان الأغنام وذلك كان له أثر كبير في قلوبهم، فكانت ليلى العامرية فتاة مثقفة تعرف قواعد الأدب والشعر، فكانت تعقد مجالس تجمع فيها كل شباب الحي ويستمعون لحديثها وقصصها وأشعارها.

حتى كان قيس بن الملوح لم يقوت لها أي مجلس تعقده وكانت ليلى تحبه وتميزه عن كل فتيان الحي وكان الجميع يعرف أنهما متحابان وأنها لا تتمكن من رفض له طلب، فمن كان يريد أي شيء من ليلى كان يتوسل لها بقيس بن الملوح لأنه يعرف مكانته لديها.

لكن لا يكتمل كل شيء بشكل مثالي فكان دستور العرب في العصر الأموي والإسلامي يفرق بين المحبوبين إذا انتشر خبر حبهما، فقام أهلها بمنعها عنه وحرموا كلامهما مع بعضهم، وتسبب ذلك بأذى ليلى العامرية بشكل كبير، كما ظهر ذلك في ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى.

كما هو الحال لقيس بن الملوح فنصحه الكثيرة بتركها والزواج من أخرى وكان ذلك في صورة عدة محاولات لكن الأمر لم يكون مجدي لأنه لم يحب سواها، وعند تقدم أهل قيس لخطبة ليلى لم يقبلوا به زوج لليلى العامرية، وذلك ما جن جنونه وجعل الحاكم يهدر دمه وذكر العديد من ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى كالتالية:

ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا بِنَا يَرْضَى

شقيت ولا هنيت في عيشك الغضا

شقيت كما أشقيتني وتركتني

أَهيمُ مع الهُلاَّك لا أُطْعَمُ الْغَمْضَا

أما والذي أبلى بليلى بليتي

وأصفى لليلى من مودتي المحضا

لأعطيت في ليلى الرضا من يبيعها

ولو أكثروا لومي ولو أكثروا القرضا

فكم ذاكر ليلى يعيش بكربة

فَيَنْفُضَ قَلْبِي حين يَذْكرُهَا نَفْضَا

وحق الهوى إني أحس من الهوى

على كبدي ناراً وفي أعظمي مرضا

كأنَّ فُؤادِي في مَخالِبِ طَائِرٍ

إذا ذكرت ليلى يشد به قبضا

كأن فجاج الأرض حلقة خاتم

عليَّ فما تَزْدَادُ طُولاً ولاَ عَرْضَا

وأُغْشَى فَيُحمى لي مِنَ الأرْضِ مَضْجَعِي

وَأصْرَعُ أحْيَاناً فَألْتَزمُ الأرْضَا

رَضيتُ بقَتْلي في هَوَاها لأنَّني

أرَى حُبَّها حَتْماً وَطاعَتَها فَرْضَا

إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أهِيمُ بِذِكْرِهَا

وكانت مُنى نفسي وكنت لها أرضى

وأن رمت صبراً أو سلواً بغيرها

رأيت جميع النّاس من دونها بعضا.

اقرأ أيضًا: شعر نزار قباني عن الشوق للحبيب

3- قصيدة غربة وحنين للشاعر أحمد شوقي

وُلد أحمد شوقي في القاهرة من أب شركسي وأم يونانية تركية وبالرغم من ذلك كان من أمهر الشعراء المصريين.. تربى أحمد شوقي على يد جدته لأمه التي كانت وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وتعلم في كتاب الشيخ صالح مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.

ثم التحق بالمدرسة الابتدائية وكان معفي من دفع المصروفات الدراسية بسبب تميزه ونشاطه، فبدأت موهبته الشعرية في الظهور عند التحاقه بمدرسة الحقوق، وبدأ مشواره من ذلك حيث تعلم ودرس العديد من الفنون الأدبية التي جعلت له قاموس كبير من الصور والتشبيهات والمرادفات.

كان أحمد شوقي رائد الشعر المسرحي في مصر فهو أول من ألف مسرحية شعرية عُرضت على خشبة المسرح، بالإضافة إلى تأليفه لديوان الشوقيات الذي أظهر موهبته الفذة وخياله الخصب وروعة أفكاره ودقته في البلاغة والإيجاز، حيث كان يعتمد على تقليد القدماء في كتابة الغزل.

فتوجد ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى من تأليفه يوضح فيها شعوره عندما كان في المنفى بعيد عن وطنه الذي يحبه كثيرًا، ولا يفضل الموت إلا على أرضه ومن ضمن هذه الأبيات الآتي:

اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي

وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ

صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ

عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ

وَمَرَّت سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ

وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها

أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي

كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ رَقَّ

وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي

مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت

أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ

راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ

كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ

يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ

ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ

أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَوحُ

حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ

كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ

إِلّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ

نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ

بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي

وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجراكِ

يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ

وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ

نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي

وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ

ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ

شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني

شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي

يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي

هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي

وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً

نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ

هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ

مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ

حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً

قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ

لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ

بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ

قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت

مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ

وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي

هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي

اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ

الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي

لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ

بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ

وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى

لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي

أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ

وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ

اقرأ أيضًا: ابيات شعر مدح وفخر قصيره

4- قصيدة أغالب فيك الشوق والشوق أغلب المتنبي

توجد ابيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى للشاعر المتنبي الذي يعد ممن حير الناس بأشعارهم، فهو المُلقب بمالئ الدنيا وشاغل الناس لم يفهم الناس أشعاره ولا المغزى منها، فلُقب المتنبي لأن هناك من قال إنه كان مدعي النبوة في صغره وعقابه والي حمص على ذلك وتعرض للسجن ولكن ذلك بعيد عن الصحة.

لكن الأقرب للصحة أنه تم إطلاق ذلك الاسم عليه لما كان يتمتع به من ورع وتقوى، فهو من أكثر الشعراء تمكنًا من اللغة العربية وأمهرهم فيها، حيث كان لديه كبرياء لا مثيل له وشجاعة وطموح لا ينتهي، وكان يعرف قيمة نفسه ويتفاخر به ولم يأتي بأبيات شعر عن الشوق والغياب بالفصحى فقط، فقد ذكر العديد من خصاله في قصائده.

ففضل أن يكون لشعره طابع الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك والحروب التي عاشها ووصف ما فيها من عظمة، فهو صاحب أفضل الأمثلة والمعاني المبتكرة والحكم البالغة، كان كثير التنقل من مكان إلى آخر حسب طلب الحكام والأولياء فكان يعتمد على مدحهم في شعره.

لكنه لا يعتمد على التكلف والاصطناع في أشعاره فكان شعره يمتلأ بالأحاسيس بالإضافة إلى استخدام اللغة والبيان فترك تراث دسم يحتوي على 326 قصيدة تعد بمثابة سيرة ذاتية له، ومنها الأبيات الآتية:

أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ

وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ

أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى

بَغيضاً تُنَائي أوْ حَبيباً تُقَرّبُ

وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّةً

عَشِيّةَ شَرْقيّ الحَدَالى وَغُرَّبُ

عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ

وَأهْدَى الطّرِيقَينِ التي أتَجَنّبُ

وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ

تُخَبِّرُ أنّ المَانَوِيّةَ تَكْذِبُ

وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ

وَزَارَكَ فيهِ ذو الدّلالِ المُحَجَّبُ

وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ

أُرَاقِبُ فيهِ الشّمسَ أيّانَ تَغرُبُ

وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ

منَ اللّيْلِ باقٍ بَينَ عَيْنَيْهِ كوْكبُ

لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ

تَجيءُ على صَدْرٍ رَحيبٍ وَتذهَبُ

شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْني عِنَانَهُ

فيَطْغَى وَأُرْخيهِ مراراً فيَلْعَبُ

وَأصرَعُ أيّ الوَحشِ قفّيْتُهُ بِهِ

وَأنْزِلُ عنْهُ مِثْلَهُ حينَ أرْكَبُ

وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ

وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ

إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا

وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ

لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ

فكُلُّ بَعيدِ الهَمّ فيهَا مُعَذَّبُ

ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً

فَلا أشْتَكي فيها وَلا أتَعَتّبُ

وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ

وَلَكِنّ قَلبي يا ابنَةَ القَوْمِ قُلَّبُ

وَأخْلاقُ كافُورٍ إذا شِئْتُ مَدْحَهُ

وَإنْ لم أشأْ تُملي عَليّ وَأكْتُبُ

إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلًا وَرائَهُ

وَيَمَّمَ كافورًا فَما يَتَغَرَّبُ

فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأيًا وَحِكمَةً

وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ

إِذا ضَرَبَت في الحَربِ بِالسَيفِ كَفُّهُ

تَبَيَّنتَ أَنَّ السَيفَ بِالكَفِّ يَضرِبُ

تَزيدُ عَطاياهُ عَلى اللَبثِ كَثرَةً

وَتَلبَثُ أَمواهُ السَحابِ فَتَنضَبُ

أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ

فَإِنّي أُغَنّي مُنذُ حينٍ وَتَشرَبُ

وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَفّى زَمانِنا

وَنَفسي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ

إِذا لَم تَنُط بي ضَيعَةً أَو وِلايَةً

فَجودُكَ يَكسوني وَشُغلُكَ يَسلُبُ

يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ

حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ

أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم

وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ

فَإِن لَم يَكُن إِلّا أَبو المِسكِ أَو هُمُ

فَإِنَّكَ أَحلى في فُؤادي وَأَعذَبُ

وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ

وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ

يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ

وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ

وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا

إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ

أبدع الشعراء في كتابة الشعر باستخدام الصفات والمرادفات الواضحة والتشبيهات في وصف كل ما يشعرون به لترك تراث دسم يملأ الأدب العربي.

قد يعجبك أيضًا