آيات عن السعي والعمل

آيات عن السعي والعمل من شأنها تسهيل الحياة على المسلمين، حيث يحثنا الدين الإسلامي على ضرورة العمل بل والإخلاص فيه أيضًا، وكان ذلك واضحًا من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فلا شك أن الإسلام دين العمل، فهو المنهج الوحيد الذي ربط الإخلاص في العمل بالعبادة، بالإضافة إلى أنه قام بوضع الكثير من الضوابط من شأنها تنظيم العمل، لِذا سوف نتعرف على أهمية العمل في الإسلام، من خلال موقع جربها.

آيات عن السعي والعمل

يُعد القرآن الكريم ما هو إلا كتب مقدس به حلول لكافة المشكلات التي تواجهنا في حياتنا اليومية، فلم يترك كبيرة أو صغيرة إلا وتحدث عنها باستفاضة شديدة، ومن أبرز الأمور التي وردت فيه بكثرة، الحرص على العمل، وسعي وراء النجاح، ويمكن الاستدلال على ذلك الأمر بوضوح من خلال آيات عن السعي والعمل التي سنعرضها فيما يلي:

  • يقول الله عز وجل أنه لا يوجد عبدًا مسلمًا أفضل من الذي يقول قولًا حسن، ويعمل عملًا صالحًا، قال تعالى:“ومن أحسن قولاً مِمَّن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين” (سورة فصلت: الآية 33).
  • إن الله عز وجل هو الغفور الرحيم، وهو الذي يتجاوز عن سيئات كل من يعمل عملًا صالحًا في هذه الدنيا، ويمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى: وإنِّى لغَفَّار لِمَن تَاب وءامن وعمل صالحاً ثمَّ ٱهْتَدى” (سورة طه: الآية 28).
  • هناك ثواب عظيم يناله الشخص الذي يُحسن عمله من الله عز وجل، ودلالة ذلك من القرآن الكريم في قوله تعالى:“وَقَالَ ٱلَّذِينَ أوتوا ٱلْعِلْمْ وَيْلَكمْ ثَوَاب اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يلَقَّاهَا إلا ٱلصَّابِرونَ” صدق الله العظيم.
  • يُعد الله عز وجل كل إنسان يعمل في الدنيا عملًا صالحًا، ويسعى من أجل تحقيقه بأنهم خليفته في الأرض، وسوف يأمنوا فيها لأنهم في رعايته، وقال تعالى“وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ليستخلفنهم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارتضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَئِكَ ٰ هُمُ الْفَاسِقُونَ” (سورة النور: الآية 55).
  • كانت الدلائل القرآنية على مدى حُب الله عز وجل لكل من يخلص في عمله كثيرة، وظهر ذلك أكثر في سورة الإسراء، قال تعالى:”وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا” (سورة الإسراء: الآية 9).
  • لا يفرق الله عز وجل في جزاء حُسن العمل بين كلًا من الذكر والأنثى، فهو العدل والحق، ويعد كل من يعمل في الدنيا حسنًا بأن ينعم في الدنيا بعشية طيبة، وينال الجزاء العظيم، وكان ذلك ظاهرًا في قوله تعالى:”مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ “ (سورة النحل: الآية 97).
  • حث الله عز وجل نبيه سيدنا داود عليه السلام على العمل،وقال تعالى “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ” (سورة سبأ: الآية 10).
  • آيات عن السعي والعمل في القرآن الكريم لم تكن مقتصرة على نصح المسلمين على مر العصور فقط، بل إن الله عز وجل كان ينصح أنبيائه بالحرص على العمل، مثلما جاء في طلبه من سيدنا نوح عليه السلام بعمل سفينة“فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ” (سورة المؤمنون: الآية 27).
  • يؤكد الله عز وجل على وجوب الإنسان لعمارة الأرض، وذلك تنفيذًا إلى السبب الذي وجد البشر من أجله، ودليل ذلك قوله تعالى:“هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ” (سورة هود: الآية 61).

اقرأ أيضًا: دعاء التوفيق في العمل لصديق

فضائل العمل في الإسلام

جميع الآيات عن السعي والعمل التي وردت في الإسلام تشير إلى مدى أهميته في حياتنا، وبالتأمل قليلًا سوف نجد أن الله وجدنا في هذه الدنيا لكي نعمرها، وبالرغم من ذلك سوف نجد أن هناك العديد من الأشخاص لا يسعون نحو ذلك الأمر، حيث عن الدنيا متاعها كثيرة، لِذا سوف نتعرف على كافة فضائل العمل في الإسلام من خلال النقاط التالية:

  • ربط الله تعالى العمل في الدنيا وتعمير الأرض بعبادته وتوحيده، وكان ذلك ظاهرًا في قوله تعالى(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُون) وتدل الآية الكريمة على أن العبث واللهو في الدنيا ليست المهمة التي أرسلنا الله من أجلها.
  • العمل الصالح والشرعي من أكثر الأمور التي يحبها الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، لِذا فإن العبد الذي يتقرب إلى ربه بالعمل الصالح ابتغاء مرضاته فهو أحب من العبد الذي يقيم الليل ساجدًا من دون ما يقوم بوظيفته في تعمير الأرض بالسعي إلى العمل.
  • جعلنا الله عز وجل خلفاء له في هذه الأرض، نعمرها، ونقصي على الفساد، مع ذلك الابتعاد عن المعاصي وارتكاب الفواحش، ومن لم يفعل ذلك فله جزاء عند ربه أليم، ودليل خلافاتنا لله في الأرض يأتي في قوله تعالى:(ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُون).
  • العمل بجد وإخلاص واحدًا من الأهداف الأولية للإسلام، حيث إن الله عز وجل وضع ذلك المنهج الإلهي لتحقيق التوازن بين الناس، ولم يقتصر الأمر على حثا على ضرورة العمل فقط، بل إنه أضاف ضرورة إعطاء حقوق العامل.
  • كان الصحابي الجليل عمر بن الخطاب من أكثر الحريصون على العمل في الأرض، وكان ينصح المسلمين بضرورة استغلال كل لحظة لهم، وكان ذلك في قوله:(لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة وإن الله تعالى إنما يرزق الناس بعضهم من بعض).
  • يُعد العمل بمثابة الوسيلة الأساسية التي يمكن أن ينل بها المُسلم مغفرة من ربه، وجزاء كبير.
  • الله عز وجل هو المُطلع على جميع أعمالنا في هذه الدنيا، ومن دلائل حرصه على أعمالنا قوله تعالى:(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
  • أمرنا الله عز وجل بضرورة السعي إلى العمل لكسب الرزق الحلال، وكان ذلك واضحًا في قوله تعالى:(فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ).
  • لم يكتفي الإسلام في الحث على ضرورة العمل بالآيات عن السعي والعمل فقط، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان من أول الذين حثوا على أن العمل الجاد الصالح، خيرًا من سؤال الناس، وكان ذلك في قوله:(لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الحَطَبِ علَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وجْهَهُ خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ).

اقرأ أيضًا: دعاء لشخص بالتوفيق في العمل

أنواع العمل في الإسلام

قد يظن الكثير من المسلمين أن العمل الذي يحث عليه الإسلام هو العمل في الوظائف فقط، بل إن في الحقيقة المعنى الشرعي للآيات القرآنية يحمل الكثير من المعاني المختلفة للعمل، وتنقسم تلك الأعمال إلى الآتي:

  • عمل واجب كفاية: يُعد ذلك العمل ما هو إلا العمل الذي من شأنه إسقاط الإثم أو الذنب في حال عدم القيام به، ويتحول ذلك العمل إلى واحدًا من الأعمال الواجب على المسلمين كافة فعلها، وإن لم يفعلها أي منهم يسقط الإثم عليهم جميعًا.
  • عمل واجب عين: يكون ذلك العمل بمثابة فرض لازم على كل مسلم ومسلمة، على أن يكون السعي بحثًا عن الرزق، ولكن من شروطه أن يكون المرء قادرًا على هذا العمل جسديًا، ولا يتسبب له في أي هلاك من حدوثه.
  • العمل المُباح: يندرج هذا العمل تحت قائمة الأعمال التي لا يأثم المرء في حال عدم القيام بها، أو تركها نهائيًا.
  • الأعمال المُستحبة: يوجد بعض الأعمال يُحبها الله تعالى، ويحثنا على ضرورة فعلها، ويثاب عليها المسلم في حال القيام بها، وإن تركها لا يأثم من ذلك، ويمكن توضيح تلك الأعمال في كافة الأعمال التي ينشغل بها كفاية المسلمين.
  • العمل الحرام: المقصود به هو كل عمل حرم الله عز وجل فعله نظرًا لأنها منافية لأحكام الشريعة الإسلامية، وفي حال أن فعلها المرء المسلم فإنه يأثم أثمًا عظيمًا، وهي كالربا، وشُرب الخمر، ولعب الميسر، وغيرها.
  • العمل المكروه: يمكن الاستدلال على مفهوم العمل المكروه على كونه العكس تمامًا عن العمل المُستحب، ويمكن إيضاح ذلك من خلال أن الذي يتجنب هذا العمل يُثاب من الله عز وجل، وفي حال أن المسلم فعله فلا يأجر عليه.

اقرأ أيضًا: هل تجوز الزكاة للأخ العاطل عن العمل

آداب العمل في الإسلام

ذكرنا سالفًا مدى أهمية العمل في الإسلام، الأمر الذي يجدر بنا قول أن العمل وحده قد يكون غير كافيًا لتحقيق كل ما ورد في آيات عن السعي والعمل، لِذا سوف نتعرف على أهم الآداب التي يجب على المُسلم تعلمها حتى يُثاب على عمله، وهي كالتالي:

  • عند العمل لا يجب التغافل عن إتقانه بشكل صحيح، فالعمل غير المتقن يجعل صاحبه يقع تحت إثم عظيم، والله عز وجل لا يحب التكاسل والعمل الغير المُتقن، وكان ذلك واضحًا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ).
  • يجب أن يعلم المرء المسلم أن الله هو رقيبه في كل وقت من أوقات العمل، سواء كان هذا العمل ظاهرًا إلى الناس في العلن، أو مخفي عنهم، والعلم بأن الله ينظر إلينا في كل وقت، وذلك لقوله تعالى (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
  • التوازن في العمل من أكثر العوامل التي تحقق النجاح في الحياة، وذلك يتم عن طريق محافظة المرء على أداء فرائضه، ولكن من دون أن يؤذي ذلك العمل أو العكس.
  • الوقت والمحافظة عليه من أشد الأمور التي يجب على المسلم وضعها في الاعتبار حتى ينال الثواب العظيم من العمل.
  • الحرص على الحماس والمبادرة إلى العمل، والابتعاد تمامًا عن التكاسل في العمل، أو الخمول.

ذُكر العديد من الآيات عن السعي والعمل في القرآن الكريم، وجميعها تشير إلى ضرورة عمل المُسلم في الأرض ابتغاء رضا الله عز وجل، ولكن مع ضرورة المحافظة على التوازن بين فرائض الله، والعمل المُتقن.

قد يعجبك أيضًا