البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان

البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان له أهمية استراتيجية وعسكرية، حيث إن إجابة ذلك السؤال يبحث عنها الكثير من طُلاب المراحل الدراسية المُختلفة والبعض الآخر يرغب في معرفة الإجابة من أجل التعرف على المعلومات الجديدة التي تزيده ثقافة ومعرفة، لذلك ومن خلال موقع جربها نوضح الإجابة عن سؤال ما هو البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان بالإضافة إلى كافة المعلومات التي تخص هذا البحر.

البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان

بالرغم من وجود بحر يفصل ما بين تركيا واليونان إلا أن هُناك بعض الخلافات الموجودة بينهما منذ قديم الأزل بسبب ذلك البحر حيث إن الدولتين كانا يرغبان في وضع سيطرتهم على البحر فإن اليونان تضع سيطرتها على جنوب قبرص بينما تركيا تضع سيطرتها على شمال قبرص.

إن البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان هو بحر إيجة وذلك البحر له أهمية كبيرة حيث إن حرب البلقان 1913 ميلاديًا انتهت بإن اليونان قد وضعت يديها على جزر إيجة ولكن بعد مرور فترة من الحرب العالمية الثانية أرادت تركيا أن تُقسم المياه الإقليمية والمجال الجوي وذلك بسبب الرغبة في استغلال المزايا الاقتصادية والعسكرية لبحر إيجة.

موقع بحر إيجة يكون في النصف بين تركيا من الشرق واليونان من الغرب، كذلك يطل على جزيرة كريت ومن الشمال والغرب يطل على اليونان كما أن البحر يُغطي مساحة كبيرة جدًا تصل إلى 179.000 كم مربع، وطول البحر حوالي 640 كم بينما عرضه 320 كم، وهناك ربط ما بين بحر إيجة وبحر مرمرة وذلك من خلال مضيق الدردنيل.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي البحر الأبيض المتوسط بهذا الاسم

الخلافات بين اليونان وتركيا

في سياق الحديث عن البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان نوضح الخلافات التي وقعت ما بين تركيا واليونان عام 1996 ميلاديًا، وذلك الخلاف كان بسبب رغبة الدولتين في وضع يدهم على صخرة إيميا كارداك وكان الخلاف على وشك الوصول إلى حد الحرب إلا أن أمريكا تدخلت في الوقت المُناسب.

حيث قامت وزيرة الخارجية الأمريكية بالتواصل مع وزيري خارجية البلدان من خلال القيام ببعض المُفاوضات التي من شأنها أن تُهدأ الوضع ما بين البلدان من أجل تجنب قيام الحرب بالإضافة إلى دخول اليونان إلى الاتحاد الأوروبي عام 1999 ميلاديًا.

تركيا واليونان وقعوا على بعض الاتفاقات التي تتمثل في مُكافحة الجريمة والإرهاب، وتدعيم السياح، والاقتصاد، وتعزيز الاستثمار في مُختلف المجالات مثل الثقافي، والعلمي، والتكنولوجي ولكن في عام 2012 ميلاديًا تلاشت تلك الاتفاقيات.

حضارة بحر إيجة

حضارة بحر إيجة نشأت من خلال التعرف على المنطقة من أجل صنع البرونز وفي خلال تلك الفترة التي كان يطلق عليها العصر البرونزي الإيجي ظهرت العديد من المهارات الجديدة مثل المعمار، والتصوير الزيتي، والحرف العديدة وهذا ما أدى إلى جعل ذلك العصر من أهم وأعظم العصور في مجالات الفن والثقافة وأمتد العصر البرونزي الإيجي من 3000 إلى 1100 قبل الميلاد.

الشعب الإيجي لم يترك تاريخ مكتوب يُمكن للآخرين القراءة عن الحضارة الإيجية إلا أن هُناك بعض القصص التي كان يرويها بعض الأشخاص عن أهم الأشخاص الموجودين في تلك الفترة ومن أهمه أبطال الحروب الدموية حيث إن تلك القصص نالت أعجاب العديد من الأشخاص ومن تلك القصص التي كان يتم تناولها أحداث ملحمتي الإلياذة، والأوديسة الذي تحدث عنهم الشاعر الإغريقي هومر.

وُجدت بعض البيانات المكتوبة على عدة ألواح مصنوعة من الصلصال عن الحضارة الإيجية والتي لم يتم حلها إلا في عام 1953 ميلاديًا وتم الكشف عن العديد من الآثار التي كانت موجودة في الحضارة الإيجية وبدأ العالم الألماني هنريش شليمان في سبعينات القرن التاسع عشر دراسة تلك الحضارة.

حيث إن هنريش شليمان كان يؤمن بإن الحضارة الإيجية كانت تقوم على أحداث واقعية وفي عام 1870 ميلاديًا بدأ هنريش في استخدام الأساطير للوصول إلى الحضارات المُختلفة مثل حضارة طروادة والقبور الملكية الموجودة في مسيني في اليونان.

بينما في الثمانينات من القرن التاسع عشر بدأ العالم جيمس بنت في اكتشاف الثقافة السيكلادية عام 1900ميلاديًا كما أن العالم آرثر إيفانز بدأ في حفر قصر مينوس في مدينة كنوسوس وتحديدًا في جزيرة كريت كما أن جميع تلك الأبحاث والدراسات هي التي جعلتنا نعلم اليوم بتلك المعلومات عن بحر إيجة.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي البحر الأحمر بهذا الاسم

جزر بحر إيجة

بحر إيجة يحتوي على جزر الأرخبيل اليوناني ويأتي من تلك الجزر مجموعتين هُما الجزر السيكلادية، والسيورادية حيث إن الجزر الموجودة في بحر إيجة قد اشتهرت بكثرة في التاريخ الإغريقي والحضارة الإغريقية.

الجزر الموجودة في بحر إيجة تحتوي على نوعان أحدهما ملئ بالبراكين والحُمم البُركانية والآخر يحتوي على الرخام الأبيض ومن أهمها دلوس، وساموي، ولسبوس، ولمنوس، وباتموس، ورودس بينما جزر الدوديكانية هي من ضمن جزر السبورادية وقد تم التنازع عليها سنة 1912 ميلاديًا ولكمنها عادت إلى اليونان بعد الحرب العالمية الثانية، وتلك الجزر تنقسم إلى مجموعات كالتالي:

  • جزر بحر إيجة الشمالية.
  • كذلك جزر ايوبا.
  • بالإضافة إلى جزر سيورداس الشمالية.
  • أيضًا جزر سايكلادز.
  • الجزر السارونية.
  • جزر سيورداس الجنوبية.
  • جزيرة كريت.

ثقافات بحر إيجة

استكمالًا للحديث عن البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان نوضح أهم الثقافات التي وجدت في الحضارة الإيجية ومن أهمها:

1- الثقافة السيكلادية

في سياق الحديث عن البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان نوضح الثقافة السيكلادية التي ازدهرت في عدد كبير من الجزر الإيجية ومن أهمهم كوس، وميلوس، وسيروس، وتيرا بالإضافة إلى أن شعب تلك الثقافة كان يكسب الأموال من خلال صيد الأسماك، والتجارة، والزراعة وخصوصًا زراعة العنب من أجل صنع الخمور.

كما أن بعض الأشخاص الذين لديهم حس فني بدأوا في صنع الأواني الخزفية، والتماثيل الحجرية ذات التصميم المُختلف عن الآخرين ولكن أثناء عام 1900 قبل الميلاد قلة أهمية تلك الثقافة وانحطت وظهرت الثقافة المينوية والمسينية.

2- الثقافة المينوية

تلك الثقافة بدأت في الظهور في جزيرة كريت وسُميت بهذا الاسم بسبب ملك الجزيرة مينوس وتبعًا إلى أن مينوس هو ملك الجزيرة فأصبح له كامل التحكم والتصرف في المينطور الذي يُعد وحش بسبب أن نصف جسمه إنسان والنصف الأخر ثور.

شعب الثقافية المينوية كان مُهتم بالفن والعمارة وذلك ظهر من خلال تشييد قصر الملك مينوس في كنوسوس بالإضافة إلى قصوره الأخرى الموجودة في كاتا زكروس، وماليا، وفايستوس وتم تشييد بعض المراكز التجارية في مُختلف أنحاء بحر إيجة.

بسبب ذلك التطور الملحوظ في الثقافة المينوية من حيث الفنون والعمارة بدأت شعوب المناطق الأخرى في محاولة تقليد تلك التصميمات الفنية والمعمارية بينما الشعب المينوي اهتم بوضع نظام للكتابة باستخدام رموز مُعقدة.

بينما الشعب المسيني بدأ في استخدام الكتابة المينوية على حسب لغتهم وبالرغم من تلك النجاحات إلا أن هُناك حريق حدث عام 1450 قبل الميلاد وأدى إلى إلحاق الضرر بالعديد من المباني والقصور إلا أن قصر الملك في كنوسوس تحمل تلك الحرائق.

لكن استطاعت الحضارة الميسينية من السيطرة عليه وذلك الحريق كان من فعل شعور يونانية ولذلك في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد بدأت الحضارة المينوية في الانحطاط وذلك تحديدًا بعد الحريق واختفت الحضارة تمامًا في منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

3- الثقافة الميسينية

تلك الثقافة كان يطلق عليها أيضًا اسم الثقافة الهندية وكانت مُتمركزه في مسيني وهي أقوى مدينة في اليونان حيث في بداية عام 200 قبل الميلاد بدأ العديد من الأشخاص من الانتقال إلى شبة الجزيرة اليونانية في اليونان ووضعوا أساس الحضارة الميسينية ولم يتمكن العُلماء من تحديد المكان الذي جاء منه ذلك الشعب.

الشعب المسيني بدأ في ابتكار صناعات فنية ومعمارية مُختلفة مثل الفخار، والبيوت كما أن هُناك اعتقاد أن الشعب المسيني كان يتحدث لغة مُعنية وبعد خضوعها للتطوير أصبحت اللغة اليونانية.

في القرن السادس عشر قبل الميلاد ازدهرت الثقافة الميسينية بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على الثقافة اليونانية لذلك السبب أطلق العلماء على العصر البرونزي المتأخر الفترة الميسينية، وبدأ الشعب المسيني في تشييد البيوت من خلال العمارة المينوية السابقة، وطيبة، وبيلوس، وتيرينس.

انهارت الحضارة الميسينية وتلاشت في عام 1200 قبل الميلاد وتم تدمير جميع مراكزها المُهمة والسبب كان غير معلوم وواضح أمامهم إلا أن هُناك بعض الآراء عن أن ذلك التدمير كان من الدوريين وهُم شعب من الشعوب اليونانية إلا أن بعض العُلماء الآخرين اعتقدوا أن الدوريين لم يأتوا إلا بعد أن تم تدمير الحضارة الميسينية.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي البحر الأسود بهذا الاسم

4- الثقافة الطروادية

الثقافة الطروادية خضعت للتطور في طروادة والمناطق التي تُحيط بها حيث إن عُلماء الأثار أوضحوا أن حضارة طروادة تم تشييدها على أثر حطان تسع مُدن وتم اعتبارها المدينة السابعة التي تم وصفها في الإلياذة، والأوديسة ويُقال إن حضارة طروادة تم تأسيسها أول القرن الثالث عشر ميلادي وتم إحراقها بالكامل في مُنتصف القرن.
البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان له أهمية جغرافية، واقتصادية، واستراتيجية، وعسكرية مما يجعل العديد من الدول ترغب في السيطرة عليه.

قد يعجبك أيضًا