سبب نزول سورة النصر وتفسيرها

سبب نزول سورة النصر من القصص الدينية المهمة والعظيمة، والتي تحمل معنى كبير، تعد سورة النصر من السور القرآنية العظيمة التي نزلت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم داخل المدينة المنورة، ولابد أن يكون جميع المسلمين على دراية كاملة بـ سبب نزول سورة النصر، وموقعها بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها، وكذلك عدد كلماتها وحروفها. 

سبب نزول سورة النصر

  • يقع ترتيب سورة النصر في الرقم مائة وعشرة من بين سور القرآن الكريم، كما وتبلغ عدد آياتها ثلاثة آيات، وكذلك تبلغ عدد كلماتها نحو تسعة عشر كلمة، كما تبلغ عدد حروفها نحو ثمانين حرفًا، وروي في سبب النزول ما أخرجه عبد الرازق عن معمر عن الزهري أن رسول الله عندما دخل مكة بعث خالد بن الوليد ومن معه يقاتل المشركين، وقد انتصر المسلمين وهزم الله المشركين، ثم دخلوا في دين الله أفواجا ولذا نزلت الآية الكريمة “إذا جاء نصر الله والفتح” إلى آخر الآيات. 

شاهد أيضا: فوائد سورة الواقعة للزواج وفضل تلاوتها

أسماء سورة النصر

  • النصر في اللغة العربية معناها المساعدة والدعم الإلهي ونيل العزة والشرف، والمقصود بالنصر في الآيات الكريمة هو أن الله قد نصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بـ “فتح مكة”، ودخولها مرة أخرى مرفوع الرأس، عزيزًا بين قومه، بعد أن أخرجه المشركون قهرًا وظلمًا، ولذا سُمى هذا العام بعام “الفتح”، لأنه سبب نزول سورة النصر، وبه تسمى.

التفسير العام لسورة النصر

  • يوجه الله عز وجل في الآيات الكريمة الخطاب لسيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- ويبلغه رب العزة سبحانه بأنه سيمده بنصر عظيم وعون مجيد على أعداءه من مشركي مكة الذين عادوا الرسول (ص) وعذبوه وهاجموه في دعوته، وأخرجوه من بلده ظلمًا، ويبشره عز وجل بالفتح المبين والنصر العظيم له ولكل من اتبعه من المسلمين الذين آمنوا بدعوته وعزروه ونصروه، وجاء هذا في سياق الآية الأولى من سورة النصر.
  • ثم أن الله يذّكر رسوله الكريم بنعمه العديدة التي لا تعد ولا تحصى فيبشره بأن عون الله له ونصرته إياه ويعزه بالعديد من المسلمين الذين يدخلون في دين الإسلام أفواجًا متزاحمين من كثرة عددهم، وهي نعمة عظيمة قد مدَّ الله بها رسوله الكريم عوضًا عما لاقاه من المشركين من محن، وسنين عُجاف، وقد جاءت دلاله هذا في الآية الثانية من سبب نزول سورة النصر
  • ثم يأمر الله نبيه العظيم أن يسبح الله كثيرًا ويحمده ويستغفره هو ومن معه من المؤمنين الذين أعزهم الله تعالى بأن من عليهم بدخول الإسلام الذى يساوي بين الفقير والغني، والحاكم والمحكوم، والأبيض والأسود، والغني والفقير؛ فدين الإسلام يدعو الناس كافة لعبادة الله وحده وترك ما كان يعبد آبائهم من الأوثان والشمس والقمر والبقر، ويؤكد لهم أن كل شيء في الكون قد صنع بأمر الله وهو تحت رهن إشارته وقد حكمه، وأن كل الناس سواسيه عند الله لا يتفضل أعجمي على عربي إلا بتقوى الله سبحانه وتعالى ثم عمل الصالح الذى يشفع له وينجيه من عذاب الله.
  • فمن الواجب عليكم عباد الله أن تسبحوه وتستغفرونه كثيرًا من الذنوب والمعاصي التي ألمت بكم، فما من إنسان حي لا يذنب فقد خلقنا الله تعالى للعبادة والسعي في الأرض وطلب العلم؛ فنحن كل يوم في شأن جديد، ومع تقدم العلم والتكنولوجيا نرى أن كثيرًا من الناس قد ضلتهم أهوائهم، وانشغلوا عن طاعة ربهم وعبادته، وغرتهم حياتهم الفانية، فهم يسعون دائمًا وراء الشهوات، ومتاع الحياة الدنيا الزائلة، وأمر الحياة الأخرة هي آخر ما يفكرون به ويعملون من أجله، ولأن الله تعالى واسع عليم فقد ختم سبحانه وتعالى الآية الثالثة من سورة النصر بتذكير الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى ضرورة الاستغفار لأنه يمحو الذنوب والمعاصي التي يقترفها الإنسان يوميًا، ويجدد التوبة وكذلك حمد الله كثيرا في السراء والضراء يزيد من رضا الإنسان فإن الإنسان إذا ما رأى مصائب الناس هانت عليه مصيبته، وإذا ما هانت رضي العبد، وإذا ما رضي حمد الله، وإذا حمد الله أرضاه الله وعوضه خيرًا جزاء صبره.

شاهد أيضا: معلومات عن سورة الكهف وسبب تسميتها بهذا الاسم

ما يؤخذ من الآيات الكريمة سورة النصر

  • وفي الآيات دلالة على أن الصبر جزاءه الفرج، وأن المحن كلما اشتدت فلابد لها من انفراج ما دام قد استقبلها الإنسان بالصبر والرضا، ولم ينفر أو يسخط من قضاء الله عليه، ومثالنا في ذلك هو نبينا الكريم أسوتنا وقدوتنا محمد عليه الصلاة، وأزكى التسليم قد لاقى الصعاب وتحمل العديد من الآلام في سبيل تبليغ دعوته وطرده قومة من بلدته –مكة المكرمة- وهي أحب البلاد لقلبه، حتى أنه حينما خرج منها متجهًا في هجرته إلى المدينة المنورة قال بأن مكة أحب البلاد إلى قلبه رضى الله عنه، وأنه لولا أنه قومه أخرجوه منها ما خرج.
  • وفي ذلك ما يدل على مقاومة النفس المؤمنة للذات المحببة إلى قلبه وهي خروجه من موطنه إلا أن الله عوضه على حسن صبره، واحتسابه بأن جبر كسر قلبه وردة سالمًا غانمًا إلى بلدته عزيز النفس، وزل المشركون المعادون لرسوله الكريم، وتم فتح مكة بأمان وصار الناس في سلام وسكينة.

حول سورة النصر 

  • تعد سورة النصر من أقصر سور القرآن الكريم بعد سورتي الكوثر والعصر من حيث عدد الكلمات، وهي سورة عظيمة توضح جزاء الصبر وعوض الله للصابرين المحتسبين، فقد دعا الرسول الكريم إلى عبادة الله وحده طوال ثلاثة وعشرون عامًا لاقي فيهم الكثير من الصعاب وتحمل الآلام والمتاعب من أجل تبليغ دعوته الكريمة؛ وحيث أن الله -عز وجل- رحيم بعباده فقد جازى المؤمنين الصابرين على صبرهم، وتحملهم من أجل تصديق الدعوة وخصوصًا الصحابة الذين آمنوا بالرسول (ص) في بداية دعوته.
  •  فالأمر في بدايته كان شاق جدا على رسول الله وكانت الدعوة إلى الله عز وجل سرية، وما أن أمر الله رسوله الكريم بعلانية الدعوة ما كان من قومه؛ إلا أنهم عذبوه وآذوه واتهموه بالسحر والجنون وأنهم ما يقول إلا شعرًا، بعد أن كانوا يلقبونه بالصادق الأمين وهذا يؤكد لنا أن الناس يتقلبون بين حين وآخر.
  •  فمن كان ألد الناس عداوة للنبي والمسلمين سيصير من كبار الصحابة الكرام إنه “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه الذي لُقب بالفاروق لأنه يفرق بين الحق والباطل، قد أعزه الله بالإسلام نتيجة لدعاء الرسول (ص) له فقد دعا الرسول له قائلًا اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” والمقصود بهما عمر بن الخطاب، وعمرو بن هشام لما كان لهما من بأس شديد وشأن عظيم في قريش، وهو من سبب نزول سورة النصر.

شاهد أيضا: فضل سورة البقرة لتحقيق الامنيات وقضاء الحاجة

فضل سورة النصر

  • يقال في فضل سورة النصر أن المسلمين قد أجبروا وانتصروا بعد أن ظلموا وأخرجوا من بيوتهم فكان جبر الله لهم كأنهم لم يخسروا شيئًا، وهي من أواخر السور التي نزلت من القرآن الكريم، وقد روى ابن كثير أن سورة النصر تساوي في فضلها وعظمتها ربع القرآن، وقد نزلت هذه السورة قبل وفاة النبي بأشهر قليلة.
  •  وروى عن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم-  أنه عندما نزلت سورة النصر لأول مرة دعا النبي (ص) ابنته فاطمة وبلغها بأنه قد بلغه الله بقرب منيته فبكيت فاطمة ثم حدثها ثانية فضحكت بعد موت أبيها سُئلت عن سبب بكاها ثم ضحكها قالت أنها بكيت حينما قال لها أن الله سيتوفاه قريبًا، ثم ضحكت حينما أبلغها أنها ستكون ثاني نساء أهل الجنة شهرة بعد مريم ابنة عمران رضي الله عنها، وفي رواية أنها ستكون أول أهل بيته لحاقًا به وبالفعل توفيت السيدة فاطمة الزهراء بعد رسولنا الكريم ب “ستة أشهر”.   

ملخص المقال 

  • سبب نزول سورة النصر، عندما دخل مكة بعث خالد بن الوليد ومن معه يقاتل المشركين، وقد انتصر المسلمين وهزم الله المشركين، ثم دخلوا في دين الله أفواجا  .
  • أسماء سورة النصر، الفتح.
  • وفي الآيات دلالة على أن الصبر جزاءه الفرج، وأن المحن كلما اشتدت فلابد لها من انفراج ما دام قد استقبلها الإنسان بالصبر والرضا.
  • فضل سورة النصر، تساوي في فضلها وعظمتها ربع القرآن، وقد نزلت هذه السورة قبل وفاة النبي بأشهر قليلة.

وإلى هنا نعلم أن سورة النصر لُقبت بهذا الاسم؛ لأن الله قد نصر الحق على الباطل، وانتهت هذه السنون العجاف بانتصار المسلمين على المشركين، وقد تعرفنا إلى سبب نزول سورة النصر، وكيف دخل المسلمون مكة المكرمة مرة أخرى مرفوعين الرأس، وكيف عزهم الله بالإسلام.

قد يعجبك أيضًا