الشهر التاسع في التقويم الهجري

الشهر التاسع في التقويم الهجري هو محل تقديس واهتمام بين الشهور جميعًا، وهذا لا ينفي مدى الأهمية التي تتمتع بها بقية الشهور الأخرى، ولكن هل لهذا الشهر قصة خاصة به؟ هذا ما سوف نجيب عليه فيما يلي من خلال موقع جربها لنساعدكم في التعرف على قصة هذا الشهر الذي ساهمت في تحديد هويته.

الشهر التاسع في التقويم الهجري

لقد استخدم العرب في حياة الجد الخامس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم “كلاب بن مُرة” التقويم قبل دخول الإسلام، وقد كانت الأسماء التي استخدموها مختلفة وغير ثابتة من قبيلة إلى أخرى، مما أدى إلى جعل سيد قبائل العرب يعقد اجتماعًا كاملاً للقبائل حتى يقوموا بتثبيت الشهور بينهم، وكذلك أعدادها.

بعدما دخل الإسلام كان التقويم نفسه حتى تولى “عمر بن الخطاب” الخلافة فاعتمد مسؤولية تغيير التقويم الهجري بناءً على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تصبح الهجرة مؤرخة للمسلمين وللعالم أكمله بعد ذلك من خلال هذا التقويم.

الجدير بالذكر أن تحديد الوقت الخاص بالتقويم الهجري يتحدد بناءً على الحركة الكلية للقمر، وهو السبب في تسميته بهذا الاسم، وحتى لا ننساب بعيدًا عن موضوعنا الشهر التاسع في التقويم الهجري دعونا نتعرف على شهر رمضان المقدس، وهو الترتيب التاسع من هذا التقويم.

أعرف ما يتبادر إلى ذهنك.. لماذا هذا الوقت تحديدًا من العام؟ ربما ستكون إجابتي وافية حينما أُعلمك بقصة قدوم شهر رمضان، وأسباب تسمية الأشهر الأخرى في الفقرة التالية.

اقرأ أيضًا: ذو القعدة شهر كم

أسباب تسمية الأشهر الهجرية ومعاني هذه الأسماء

شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري، وهو مميز وله قدسيته الخاصة، حيث أنزل فيه القرآن على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر، وهي أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، كما أن من المعروف أن تحديد قدوم شهر رمضان يتم بناءً على التقويم الإسلامي الرقمي من خلال رؤية الهلال في السماء – وهذا بالنسبة لمكانة شهر رمضان ككونه في الترتيب التاسع بين الشهور.

أما بالنسبة لبقية الشهور الأخرى وأسباب تسميتها بذلك الاسم، فقد كانت أسماء الشهور في الجاهلية على الشكل التالي:

  • المحرم: المؤتمر
  • صفر: ناجر
  • ربيع الأول: خَوَّان أو خُوَّان
  • ربيع الآخر: ُبْصَان
  • جمادى الأولى: الحَنين
  • جمادى الآخرة: رُنَّى أو رُبَّى
  • رجب: الأَصَمُّ
  • شعبان: عاذِل
  • رمضان: ناتق
  • شوَّال: وَعِل،
  • ذو القعدة: وَرْنَة أو هُوَاع،
  • ذو الحجة: بُرَك، وغير ذلك من الأسماء.

بعد الإسلام أصبحت للشهور أسماء أخرى ثابتة ومتغيرة عن هذه وهي كالآتي:

  • محرم: وهو الشهر الأول من الشهور الهجرية، سُمي بذلك لأن الله حرم فيه القتال حيث كانت الناس فيه تستبيح الدماء.
  • صفر: هو الشهر الثاني من الشهور الهجرية، وقد سُمي بذلك الاسم نظرًا لشدة الحرب في ذلك الوقت، حيث كانت الكلمة مأخوذة من اصفرت أي خلت، مثل اصفرت الديار، أي خلت لأنهم ذهبوا إلى القتال.
  • ربيع الأول: ثالث الشهور الهجرية، وسُمي نصفه الأول بذلك لأنه التقى بفصل الربيع.
  • ربيع الآخر: هو الشهر الرابع من السنة الهجرية، سُمي بذلك بسبب كثرة إنبات الأرض وخضرتها.
  • جمادي الأول: خامس الشهور الهجرية، وسُمي بذلك نسبةً للمياه شديد التجمد، أو المناخ البارد.
  • جمادي الآخر: هو الشهر السادس من التقويم الهجري، وسُمي بذلك نسبةً إلى المناخ الشتائي والموت من شدة البرد.
  • رجب: سابع الشهور الهجرية، سُمي بذلك لأن العرب وقتها كانوا يُعظمونه لأن لا حرب فيه.
  • شعبان: الشهر الثامن من التقويم الهجري، اختلفت الأقوال بخصوص تسمية هذا الشهر، فهناك من يقول إن سبب تسميته هو تشعب أغصان الشجر، وآخرون لأنه شعب بين رجب ورمضان.
  • رمضان: الشهر التاسع من التقويم الهجري، وسُمي بذلك الاسم لثلاثة أسباب، وهم ارتماض الناس من الجوع، ارتماض المعاصي فيه، والأرض الرمضاء وهي الشديدة الحر.
  • شوال: هو الشهر العاشر، ويقوم فيه المسلمون بالاحتفال بالعيد، حيث نهاية الشهر التاسع من التقويم الهجري، وسُمي بذلك الاسم حيث كانت الإبل تشول بأذنابها من أجل الإخصاب.
  • ذو القعدة: الشهر الحادي عشر من التقويم الهجري، وسُمي بذلك الاسم لالتزام الناس مقاعدهم وعدم ممارستهم القتال، ويقال أيضًا أنه الوقت الذي كان فيه مُحرمًا القتال حيث يتم الاستعداد لأداء شعائر الحج.
  • ذو الحجة: هو الشهر الثاني عشر من التقويم الهجري، وسُمي بذلك الاسم نسبةً لموسم الحج، الذي كان متداولاً في زمن جد الرسول الخامس “كلاب بن مُرة”.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي رمضان بهذا الاسم

حقائق عن التقويم القمري

في حالة كنت تتساءل هل من علاقة بين موضوعنا الشهر التاسع في التقويم الهجري وبين التقويم القمري؟ سأجيبك بالتأكيد هناك ترابط وثيق بينهما.

يختلف كلا من قياس التقويم الهجري والميلادي، حيث يقوم الهجري على قياس الدورة الكاملة للقمر حول الأرض، وهو الأمر الذي يؤدي إلى اكتمال الشهر الهجري، وذلك على خلاف الميلادي الذي يعتمد على عملية دوران الأرض حول الشمس.

يتم قياس بداية ونهاية الشهر الهجري على أساس رؤية هلال الشهر الجديد، وهو ما يجعلنا غير مدركين كم ستكون عدد أيام الأشهر الهجرية بالتحديد، أيضًا بخلاف التقويم الشمسي والذي يتحدد فيما بين 29 و30 يومًا.

نتيجة لما سبق ذكره، أصبحت الشهور الهجرية تحدث في أوقات مختلفة من السنة، وفي مواسم غير معتادة، ذلك بناءً على ما يحدث في السنة نفسها، حيث تزيد أكثر من عشرة أيام بمرور كل عام، وهو الأمر الذي لا يقع على التقويم الشمسي.

كذلك تختلف رؤية اكتمال دورة القمر استنادًا على الموقع الجغرافي، الأمر الذي يؤدي إلى أن تكون بداية الشهر الهجري موجودة في مكان وغير متواجدة في مكان آخر.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم

قد تختلف مكانة الشهر المقدسة لتكون مرتبته الشهر التاسع في التقويم الهجري، لكن ما يثير النفس دائمًا هو القصة وراء حدوثه، وراء قدسيته الغير معهودة.

قد يعجبك أيضًا