الفرق بين النبي والرسول للشعراوي

الفرق بين النبي والرسول للشعراوي ليس كبيرًا بل أنه فرقٍ جوهري لذا يعتقد الكثير من الناس بأنه لا يوجد فرق بين الأنبياء والرسل على الرغم من أن هناك الكثير من علماء السنة الذين زعموا بأن النبي غير الرسول والرسول غير النبي لكن أكثر الناس لا يستمعون، لذا سنقوم من خلال موضوعنا عبر موقع جربها بذكر أوجه الاختلاف بين النبي والرسول كما أشار لها الشيخ الشعراوي.

الفرق بين النبي والرسول للشعراوي

يعتقد الكثير من الناس أن الفرق بين النبي والرسول هو أن الرسول يأتي إلى الناس بأمرٍ من الله ولا بد عليه من التبليغ أما النبي فإنه يأتي بأمرٍ من الإله ولكن لا يجب عليه التبليغ وهذا وبكل تأكيد ظن خاطئ في الفرق بين الرسول والنبي، كما أن من الظنون الخاطئة للفرق بين الرسول والنبي هو أن الرسول يتلقى رسالة الله ليبلغها أما النبي فإنه لا يتلقى أي رسائل من الله، وتلك الظنون ما هي إلا تخاريف من المحرفين في الشريعة والدين.

أما الفرق الحقيقي بين النبي والرسول حسب كلام الشيخ الشعراوي هو أن الرسول هو من يحمل رسالة الله الجديدة للناس أما النبي فهو من يرسله الله للناس لاستكمال ما بدأه الرسول الذي سبقه، كما يجب أن نشير إلى أن الفرق بين النبي والرسول للشعراوي ما هي إلا فروق جوهرية فكلهم اُرسلوا إلى الناس بأمرٍ من ربهم لهدايتهم للصراط المستقيم وأن كل رسولٍ نبي ولكن ليس كل نبيٍ رسول.

اقرأ أيضًا: الفرق بين مساجد الشيعة والسنة

الفرق بين النبي والرسول بالأمثلة

أكثر مثال يوضح الفرق بين النبي والرسول للشعراوي هو أن سيدنا موسى عليه السلام رسول بدين اليهودية أما النبي هو سيدنا داوود وسيدنا سليمان وسيدنا يحيى وزكريا وغيرهم من أنبياء بني إسرائيل الذين أرسلهم الله عز وجل ليكملوا ما بدأه سيدنا موسى ويتمموا الرسالة بدين اليهودية.

من أمثلة الرُسل؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بُعث بدين الإسلام، وسيدنا عيسى عليه السلام على الرغم من أنه اُرسل لبني إسرائيل إلا أنه رسول حيث اُرسل بديانة جديدة وهي النصرانية أو المسيحية، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام وهو أول من دعا إلى دين اليهودية.

أما الأنبياء فإنهم مثل سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام، وسيدنا هارون الذي بُعث في نفس وقت بعث سيدنا موسى ولكن موسى كان رسولًا وهارون كان نبيًا، كذلك فإن الأنبياء مثل سيدنا أيوب وسليمان ويوسف وأبيه يعقوب عليهم جميعًا أفضل الصلاة وأتم التسليم.

الفرق اللغوي بين النبي والرسول

بعد أن ذكرنا الفرق بين النبي والرسول للشعراوي يمكن أن يقودنا كلامنا نحو ذِكر الفرق اللغوي بين النبي والرسول أي الفرق في المعنى لكل لفظٍ منهما فإن الرسول اسم مشتق من رسالة وينبذ عن الإرسال أو الانبعاث والرسول هو الشخص المُرسل بأوامر محددة إلى فئة محددة من الناس، وتلك الأوامر قد تلقاها هو من شخصٍ آخر أو هو الشخص المسئول عن تسليم رسالة معينة للناس.

أما النبي فهو اسم مشتق من نبأ أي خبر فالنبي هو الشخص المسؤول بإخبار الأشخاص عن أمر ما، كذلك فإن لفظ نبي يتم إطلاقه على الشخص ذي المكانة العالية بين فئة من الناس، ولكن في الدين فإن النبي هو المسؤول عن إخبار الناس بأمر الله.

رأي علماء السنة في الفرق بين الرسول والنبي

إن الشيخ الشعراوي هو من عباد الله الصالحين الذي أعطاهم الله من العلم ومن الفقه ما يكفيه لأن يقوم بالإفتاء في الدين دون أن يخرج عن الشريعة الإسلامية الصحيحة وبعد أن تعرفنا على الفرق بين النبي والرسول للشعراوي سنقوم بالتوجه نحو المذاهب الأخرى التي قام العلماء بالإفتاء بناءً عليها في تلك القضية فيما يلي:

المذهب الأول

كما ذكرنا على لسان الشيخ الشعراوي أن الرسول يمكن أن يكون نبيًا ورسولًا، أما النبي فلا يمكن أن يكون رسولًا، لذا فإن هذا المذهب يأخذ تلك المقولة ويقوم بالإفتاء بأن الرسل أعلى مكانة من الأنبياء وهذا المذهب الذي يعتمده أغلبية الفقهاء وهو نفسه رأي الشيخ الشعراوي.

المذهب الثاني

يعتقد أهل هذا المذهب أنه لا يوجد فرق بين الأنبياء والرسل في المكانة او في الرسالة الموكلة لكل واحدٍ منهم ويأخذون دلائل على كلامهم بعض الآيات القرآنية مثل قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا} سورة مريم/ الآية 51، وكذلك قول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} سورة الحج/ الآية 52.

على أساس عطف الرسول على النبي في تلك الآيات يزعمون أنه ليس هناك فرق بين معنى الرسول والنبي، وتلك نفس الآيات التي استخدمها الشيخ الشعراوي في اكتشاف الفرق بين النبي والرسول للشعراوي.

اقرأ أيضًا: الفرق بين السنة والشيعة في الصلاة

المذهب الثالث

المذهب الثالث هو مذهب الصوفيين الذين يعتقدون أن الأنبياء في مرتبة أعلى من مرتبة الرسل.

التشابه بين النبي والرسول

في سياق التحدث عن الفرق بين النبي والرسول للشعراوي يأخذنا حديثنا إلى أوجه التشابه بين الأنبياء والرسل والتي بسبب كثرتها ظن الناس أنه لا فرق بين النبي والرسول ولكننا قد وضحنا أوجه الاختلاف لذا سنقوم بتوضيح أوجه التشابه بين النبي والرسول من خلال النقاط التالية:

  • النبي والرسول كلًا منهما مبعوث بأمرٍ من الله وينزل عليه الوحي.
  • هناك بعضٍ من الرسل والأنبياء الذين لم تأتِ سيرتهم في القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • الإيمان بكل الأنبياء والرسل دون تمييز أحدهم عن الآخر من أركان التوحيد التي أمر بها الله في كل الأديان السماوية.
  • من أوجه التشابه بين الرسل والأنبياء أن الله قد اصطفاهم من بين الناس جميعًا وزرع فيهم الصفات والخصال الحميدة.
  • إن جمع الأنبياء والرسل مبعوثين بهدف واحد أساسي وهو الإيمان بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

اقرأ أيضًا: الفرق بين السور المكية والمدنية

ما تميز به الأنبياء والرسل عن باقي البشر

إن الأنبياء والرسل هم الأشخاص الذين أختارهم الله ليوصلوا رسالته لفئة من الناس عدا رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أرسله الله للناس أجمعين، فإن هناك بعض الأشياء الأخرى التي خص بها الله أنبياءه ورسله وميزهم بها عن باقي البشر ومن تلك الأشياء ما يلي:

  • الوحي: إن الله يرسل رسالته للأنبياء عن طريق الوحي ويختلف الوحي الذي ينزل على كل نبي أو رسول منهم فمنهم من كلمهم الله عز وجل مباشرة ومنهم من نزل عليه الوحي عن طريق الملائكة الكرام.
  • يتم تخيير الأنبياء بين الحياة والموت: إن الله تعالى يقوم بتخيير الأنبياء والمرسلين بين الموت أو الحياة لوقتٍ أطول، فإذا أراد النبي أن يبقى على قيد الحياة لدعوة أمته لفترة أطول يبقيه الله وإذا لم يريد توفاه الله ونقله إلى جواره.
  • يدفن النبي حيث يموت: وتلك سنة الله بأن النبيين والمرسلين بعد أن يتوفاهم الله يتم حفر قبرهم في المكان الذي توفوا فيه كما دُفن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث توفى في غرفة السيدة عائشة رضي الله عنها.
  • العصمة من الأخطاء والمعاصي: عندما أختار الله الرسل والنبيين من بين ملايين الأشخاص قام بحفظ قلوبهم من حب الشهوات وحب الدنيا كما عصمها عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، فإن الأنبياء والرسل هم البشر الوحيدون في الدنيا الذين لا يخطئون.
  • إن الله عز وجل يأمر الأرض التي يدفن فيها النبي والرسول ألا تأكل أجسادهم وذلك تكريمًا لهم فإن أجسادهم لا تتأثر بعوامل الأرض مهما طال الزمن وذلك بأمرٍ من الله.

الفرق بين الرسول والنبي مثل الأمور الأخرى في الدين التي نادرًا ما يتفق عليها آراء العلماء لذا يُترك للمسلم حرية اختيار الرأي الصائب والأكثر صحة بناءً على الاعتقاد الذي يظن أنه يتماشى مع القرآن والسنة.

قد يعجبك أيضًا