الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى

ما الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى؟ وما وظيفة كل منهم؟ هناك الكثير من الأبحاث والدراسات التي أجريت للكشف عن طريقة عمل الدورة الدموية في الجسم ومقدار الأهمية التي تمثلها للكائنات الحية بوجه عام، لذا ومن خلال جربها سوف نتعرف على الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى بشيء من التفصيل.

الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى

يقوم القلب بضخ الدم من العضلة الرئيسية إلى الأوعية الدموية، حيث إنهم يعملوا سويًا على نقل الدم إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا ما يسمى بالدورة الدموية الشاملة ويقوم الدم بنقل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم ثم يقوم بإرجاع السموم مرة أخرى.

لكن هناك بعض الأمور الطفيفة التي تحدث مثل أنه لا يوجد دورة دموية واحدة مسؤولة عن هذ الأمر بل هناك نوعين وهم الدورة الدموية الكبرى وما يطلق عليها الدورة الجهازية والمسؤولة بشكل كامل على توصيل الدم إلى جميع خلايا الجسم.

أما النوع الثاني هو الدورة الدموية الصغرى ويطلق عليها بالدورة الرئوية والتي تكون مسؤولة عن نقل الدم عبر الرئتين لذلك سوف نتعرف على الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى كل منهم على حدة من خلال الآتي:

الدورة الدموية الكبرى

تُعرف هذه الدورة على أنها جزء صغير من جهاز دوران الدم وتكون وظيفتها نقل الدم المؤكسد من خلال القلب وتوزيعه إلى بقية أجزاء الجسم ومن ثم تقوم بحمل الدم الغير المؤكسج وإرجاعه إلى القلب مرة أخرى.

يتم ذلك من خلال عدة مراحل تقوم بها الدورة الكبرى داخل الجسم والتي تبدأ عندما يقوم القلب بضخ الدم من البطين الأيسر ومن ثم يسري في شريان كبير يسمى بالشريان الأورطي أو الأبهر تجاه الجسم ومن ثم يتفرع هذا الشريان إلى شرايين صغيرة إلى أصغر حتى ينتهي بها الأمر بشعيرات دموية يجري من خلالها الدم في جميع أجزاء الجسم.

أثناء جريان الدم في تلك الأوعية يقوم الدم والخلايا بعملية تبادلية دقيقة حيث يقوم الدم بدفع الخلايا بالأكسجين والغذاء المطلوب وتقوم الخلايا بدورها بإعطاء الدم السموم الموجودة مثل ثاني أكسيد الكربون، ومنها يستمر الدم بجريانه محملًا بتلك السموم في الأوعية حتى ينتهي به الأمر في البطين الأيمن من القلب.

اقرأ أيضًا: من هو مكتشف الدورة الدموية الكبرى والصغرى

الدورة الدموية الصغرى

تُعرف هذه الدورة على أنها جزء من جهاز دوران الدم، لكن تختلف وظيفتها عن الكبرى، حيث تقوم بنقل الدم بين القلب والرئتين، ويكون ذلك من خلال نقل الدم الغير مؤكسج من القلب إلى الرئتين، ومن ثم تقوم الأوعية بنقل الدم المؤكسج إلى القلب مرة أخرى، وتعمل هذه الدورة بهدف أخذ الأكسجين وإعطاء ثاني أكسيد الكربون.

تقوم الدورة الدموية الصغرى هنا بتأدية تلك الوظيفة من خلال عدة مراحل حيث يقوم القلب بضخ الدم من خلال البطين الأيمن منطلقًا تجاه الرئتين وذلك من خلال الشريان الأورطي والذي يتفرع إلى شرايين صغيرة ومنها تتفرع شعيرات دموية تغلف الحويصلات الرئوية.

في هذه المنطقة تتم عملية التبادل بين الدم والحويصلات الرئوية حيث تقوم الشعيرات الدموية بإخراج غاز ثاني أكسيد الكربون ومنه إلى الحويصلات التي تقوم بدفع الأكسجين إلى الدم ليقوم بنقله عبر أوردة الرئة ومنها إلى الأذين الأيسر للقلب ومن ثم يخرج الدم إلى الدورة الدموية الكبرى.

 فائدة الدورة الدموية الكبرى والصغرى

في ظل تعرفنا على الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى، يجب علينا التعرف على أهم الفوائد التي تعود على الإنسان، وسوف نعرف فائدة كلًا من الدورتين من خلا الفقرات التالية:

1- الدورة الدموية الكبرى

تمثل الدورة الدموية الكبرى أهمية كبيرة لجسم الإنسان، فمن دونها تتوقف معظم الأعضاء الحيوية حيث تعمل على إمدادهم بالطاقة المناسبة وتتمثل تلك الطاقة في بعض النقاط ومنها:

  • تعمل على إيصال الغذاء والأكسجين إلى أجزاء الجسم.
  • تقوم بعملية طرح غاز ثاني أكسيد الكربون.
  • تساهم بصورة كبيرة في تعديل التوازن الحمضي القاعدي داخل الجسم.
  • تشكل أهمية في تصنيع أكسيد النيتريك وعوامل التخثر.
  • تعمل على التخلص من الفضلات والجزيئات الأيضية من خلال ارسالهم للكلى والكبد.

2- الدورة الدموية الصغرى

تعتبر حلقة الوصل الواضحة بين الرئتين وتكون وظيفتها الأساسية توفير العنصر الأساسي الذي يعتمد عليه الإنسان في الحياة، وبدون عمل الدورة الدموية الصغرى يعجز العقل البشري على إدارة باقي أجهزة الجسم لذا سنوضح من خلال بعض النقاط أهم الفوائد التي تقدمها تلك الدورة ومنها:

  • تقوم بعملية التبادل بين أخذ الأكسجين وضخ ثاني أكسيد الكربون.
  • تساهم في تحليل الجلطات الدموية وأهمها الثرومبوبلاستين (بالإنجليزية: Thromboplastin) والهيبارين (بالإنجليزية: Heparin).
  • كما تقوم بعملية ترشيح الصمّات (بالإنجليزية: Emboli) التي يتجاوز قطرها 8 ميكرومترات.
  • كذلك تعمل على القيام بتعديل التوازن الحمضي القاعدي في الجسم.
  • القيام بأيض أو استقلاب عدة مواد أو هرمونات؛ خاصة الهيدروكسيتريبتامين (بالإنجليزية: Hydroxytryptamine)، والبروستاجلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins)، والبراديكينين (بالإنجليزية: Bradykinin)، والأنجيوتنسين-1 (بالإنجليزية: Angiotensin I).

قصور الدورة الدموية

على الرغم من الأهمية الكبرى التي تشكلها كل من الدورة الدموية الكبرى والصغرى إلا أن هناك بعض الأمراض التي من الممكن أن تصيب الدورة الدموية مما ينتج عنها بعض القصور التي تضاعف قدرتها على إنتاج وظيفتها على أكمل وجه ومن ضمن هذه الأمراض:

1- النوبات القلبية

يُسمى هذا المرض باحتشاء عضلة القلب ويعتبر من أخطر الأمراض التي من الممكن أن تصيب الإنسان حيث تحدث النوبة القلبية عندما ينقطع الدم عن الوصول للقلب بشكل مفاجئ مما يضعف عضلة القلب على ضخ الكمية المناسبة من الدم ومن ثم تحدث تلك الجلطة والتي من الممكن أن تودي بحياة الإنسان إن لم يتم إنقاذه.

2- انسدال الصمام التاجي

يعمل هذا الصمام على سد المنطقة بين الأذين الأيسر والأذين الأيمن للقلب، فعندما يحدث مشكلة فيه ولا يستطيع الانغلاق بشكل كامل تنتج عنه بعض المشكلات المرضية مثل الخلل في كمية ضخ الدم المؤكسج الذي يدفعها القلب حديثًا.

3- الذبحة الصدرية

تحدث الذبحة الصدرية عندما لا يصل للقلب الكمية المناسبة من الدم ليتمكن من ضخها، وتعتبر من الأمراض الشائعة التي تصيب الإنسان وأثبتت بعض الدراسات أن أهم الأعراض الناتجة عن هذا المرض هي ثقل في الصدر، التعب الشديد، الغثيان المستمر، وضيق في التنفس.

4- خلل في ضربات القلب

هناك بعض الناس التي يختلط عليها الأمرين ويتبين لهم أنهم نفس الشيء، لكن عدم انتظام القلب يعني عدم قدرة القلب على ضخ الدم نهائيًا، لكن حدوث خلل في انتظام ضربات القلب يعني قدرة القلب على ضخ الدم لكن ليس بانتظام.

5- فشل القلب

فشل عضلة القلب أو قصور عضلة القلب تعني عدم قدرة القلب على ضخ كمية الدم المطلوبة لأعضاء الجسم، مما ينتج عنه بعض الأعراض كضيق التنفس أو السعال أو التعب الشديد، كما أن الشخص في هذه الحالة لا يستطيع القيام بعض المهمات المعتادة مثل الحركة الشديد أو صعود الدرج أو ممارسة الرياضة بانتظام.

6- ارتفاع ضغط الدم

يعني هذا العرض أن كمية الدم المتدفق في الأوعية الدموية مرتفع بشكل مختلف عن العادة، كما يوجد بعض النتائج السلبية التي من الممكن أن تصيب الجسم بسبب ارتفاع ضغط الدم ومنها: السكتات الدماغية، فقدان البصر: فشل القلب، أمراض الكلى المزمنة، عدم القدرة على الأداء الجنسي.

7- السكتة الدماغية

ينتج هذا العرض بسبب بعض الضرر الذي قد يصيب الأوعية الدموية التي تقوم بنقل الدم من القلب إلى الدماغ وقد يتمثل هذا الضرر في إنسداد الأوعية أو انفجارها بشكل مفاجئ.

8- ارتفاع نسبة الكولسترول

يحدث هذا العرض غالبًا بسبب سوء التغذية الصحية، كما أن العامل الوراثي يؤثر بشكل كبير في هذا الأمر فإذا كان الشخص ينتمي في قرابته لشخص مريض بالكولسترول فهذا يعتبر من الأسباب الرئيسية التي قد تدفع الكولسترول للارتفاع المفاجئ.

يحتاج الجسم نسبة كبيرة للحصول على الكولسترول الجيد والمناسب لحالته الصحية، لكن هناك بعض الأشخاص الذين يتلقون نسبة كلسترول ضارة والتي ينتج عنها مادة البلاك التي تتراكم في الأوعية الدموية وتلتصق بها مما يؤدي إلى إعاقة تدفق الدم خلالها وهذا ما يُطلق عليها في المصطلحات الطبية بتصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، ومنها النوبة القلبية.

اقرأ أيضًا: علاج نقص الصفائح الدموية بالعسل وأطعمة ترفع تعالج النقص

أسباب ضعف الدورة الدموية

من خلال التعرف على الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى، يجب عليك معرفة بعض الأسباب التي من الممكن أن تؤدي لضعف مستوى الدورة الدموية لتتمكن من الحذر منها وتتلخص تلك الأسباب في:

  • فرط التدخين.
  • إدمان الكحوليات.
  • أمراض القلب المزمنة.
  • حدوث بعض تجلطات الدم.
  • وجود الحمل ولكن يمكن تجنب الأمر من خلال اتباع نظام غذائي وبعض الأدوية المناسبة.
  • السمنة المفرطة.
  • الإصابة بالسكري.
  • عدم الإلتزام بنظام غذائي جيد.

أعراض ضعف الدورة الدموية

هناك بعض الأعراض التي يمكن من خلالها اكتشاف وجود بعض القصور في الدورة الدموية، لذلك سوف نقوم بعرض بعض الأعراض التي تتبين الأمر ومنها:

  • ضعف الجهاز المناعي بشكل دائم.
  • الإصابة بالدوالي والتي تنتج عن ضعف الدورة الدموية.
  • برودة الأطراف.
  • عدم القدرة على الانتصاب الناتج عن عدم وصول الدم للجهاز التناسلي.
  • تورم الأطراف السفلية كالقدم والكاحلين.
  • الشعور بالتخدير في اليدين والقدمين.
  • الإحساس بالتعب والإعياء الشديد.

مضاعفات قصور الدورة الدموية

إذا اكتشف الفرد أنه يعاني من بعض الأمراض التي تتعلق بالضعف في الدورة الدموية فيجب عليه التوجه للطبيب المختص، كما تتمثل هذه المضاعفات في:

  • بتر إحدى القدمين.
  • ضعف التئام الجروح لمدة طويلة.
  • الألم الشديد في الأطراف المصابة.
  • عدم القدرة على الحركة بانتظام.
  • السكتة الدماغية.
  • توقف القلب المفاجئ.
  • هبوط حاد في الدورة الدموية مما يؤدي إلى الوفاة.

تشخيص مرض الأوعية الدموية

عندما يقوم الشخص بزيارة الطبيب من أجل معرفة سبب الأعراض التي تنتابه، يقوم الطبيب ببعض الفحوصات اللازمة للكشف عن الأمر وسوف نقوم بتوضيح تلك الفحوصات من خلال النقاط التالية:

  • فحص الخطر لتصلب الشرايين، ويشمل فحوصات الدم والبول وعمل مخطط للقلب من أجل الكشف على نسبة ضربات القلب.
  • فحص دوبلر لشرايين القدمين عند الراحة وعند بذل المجهود وذلك من أجل الكشف على انسداد الشرايين لدى مرضى السكري.
  • هناك بعض الفحوصات التقليدية مثل فحص ضغط الأوكسجين، وقسطرة أوعية الدم في القدمين عند المرضى المحتاجين حلإجراء عملية جراحية.

علاج ضعف الدورة الدموية

بعد أن تعرفنا على أهم الأعراض التي تبين مدى الإصابة بضعف الدورة الدموية وتمكنا من معرفة الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والكبرى، إليك بعض أساليب العلاج التي سوف نوضحها في النقاط التالية وهي:

  • الالتزام بممارسة الرياضة وخاصة الدم لتنشيط حركة الدورة الدموية في الجسم.
  • التوقف عن التدخين من أجل انتظام معدل السكري في الجسم.
  • العمل على انتظام نسبة الدهون في الجسم والتخلص من السمنة المفرطة.
  • إذا كنت تعاني من بعض الجروح ولاحظت أنها لا تلتئم بعد مرور 3-4 أسابيع يجب عليه التوجه مباشرة لطبيب الأوعية الدموية لمعرفة السبب.
  • اللجوء للعلاج بالأدوية التي ينصح بها الطبيب ولكن عادة ما يتناول المريض تارنتل “TRENTAL”، الأرجينين (Arginine)، لكن هناك بعض المرضى التي تعاني من الرمض بشكل مفرط فيجب تناول الإيلوفروست Iloprost عن طريق الوريد.

اقرأ أيضًا: هل ارتفاع الصفائح الدموية خطير

طرق الوقاية من ضعف الدورة الدموية

هناك بعض الأمور التي يجب أن يتابعها الفرد من أجل تجنب حدوث ضعف في الدورة الدموية ومنها يتمكن من وقاية جسده من الإصابة بكثير من الأمراض والمضاعفات المزمنة وتتمثل تلك النقاط في:

  • الإيقاف عن التدخين بجميع الوسائل.
  • الالتزام بعلاج السكري والكولسترول وضغط الدم المرتفع.
  • الحد من السمنة المفرطة.
  • الإقلاع عن تناول الكحوليات.
  • ممارسة الرياضة بشكل يومي.
  • اتباع نظام غذائي محدد من أجل الحفاظ على جهاز مناعي سليم ومنها تجنب الكثير من الأمراض المزعجة.

الدورة الدموية عامل أساسي لانتظام حالة الجسم، لذلك يجب على الإنسان العمل على الوقاية من الأمراض المُسببة لها والتي قد تؤدي إلى تفاقم أعراضها أو مضاعفتها.

قد يعجبك أيضًا