كتاب الزبور نزل على سيدنا

كتاب الزبور نزل على سيدنا من؟ ولماذا سمى كتاب الزبور بهذا الاسم؟ لقد أنزل الله العديد من الكتب السماوية على الأنبياء حتى يقوموا بتبليغ رساله في الأرض، هذه الرسالة التي بعث بها جميع الأنبياء والرسل وهي الإيمان بالله وحده لا شريك له، ومن خلال موقع جربها سنجيب لكم عن سؤال كتاب الزبور نزل على سيدنا من، بالإضافة إلى بعض التفاصيل الأخرى.

كتاب الزبور نزل على سيدنا

يعد كتاب الزبور من إحدى الكتب السماوية التي نزلت لتبليغ رسالة الله في الأرض، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، حيث إنه كانت من الأمور المنتشرة في الجاهلية وما قبلها عبادة الناس للأشياء مثل النار والشمس وعبادة الأصنام فجاءت الأديان السماوية حتى تدعو الناس إلى عبادة الله؛ حتى تخرجهم من الظلمات إلى النور.

من ضمن تلك الكتب كتاب الزبور والذي أُنزل على نبي الله داود –عليه السلام– دعا من خلاله الناس إلى عبادة الله وتوحيده والقيام على فعل ما يرضيه، وعدد الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء هي أربعة كتب السماوية، وهم القرآن الكريم والإنجيل والتوراة والزبور.

في إطار الإجابة عن سؤال كتاب الزبور نزل على سيدنا من، فإن من الروايات التي رويت عن كتاب الزبور عن ابن أبي حاتم عن قتادة –رحمة الله عليهما- أن كتاب الزبور العظيم يتكون من مئة وخمسين آية فقط، وهذا الأمر أورده الإمام القرطبي في كتابه أيضًا في التفسير.

استكمالا في الإجابة عن سؤال كتاب الزبور نزل على سيدنا من، تعد من إحدى الأدلة التي تدل على نزول كتاب الزبور على نبي الله داود -عليه السلام- قول الله تعالى في كتابه الكريم (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً) [الإسراء: 55].

كما أنزل الله في آية أخرى مؤكدًا على نزول الزبور على سيدنا داود –عليه السلام- يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً) [النساء: 163].

من الله عز وجل على سيدنا داود –عليه السلام- بنعمة الصوت الجميل فكان عندما يقوم بقراءة كتاب الزبور كان يجتمع حوله كلًا من الإنس والجن وجميع خلق الله من الطيور والوحوش، وذلك نظرًا لحسن صوته عليه السلام.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم للأطفال

سبب تسمية كتاب الزبور بهذا الاسم

لكل اسم من الأسماء التي أطلقها الله عز وجل على كتبه التي أنزلها الله على أنبيائه سبب، والسبب في تسمية كتاب الزبور بهذا الاسم يرجع إلى كلمة الزبر والتي تعني في المعاجم العربية معنى الكتابة، وفي هذه الحالة فإن الزبور يعني المكتوب، كما أنها قرأت في بعض القراءات زُبُورًا، بضم حرف الباء وحرف الزاي، والمفرد منه كلمة زَبْر، مثلما تُكتب كلمة فلس وفلوس.

تأتي كلمة زبور على نفس المنوال، بالإضافة إلى أن كلمة زبور تعني التوثيق وفي هذه الحالة يرجع تسمية كلمة زبور بهذا الاسم إلى قوة الوثوق.

الدعوة التي يدعو إليها كتاب الزبور

في نطاق الإجابة عن سؤال كتاب الزبور نزل على سيدنا من، يعد كتاب الزبور من الكتب السماوية التي أنزلها الله عز وجل على نبيه داود عليه السلام، وكما ذكرنا فهو يتكون من مائة وخمسين آية، وهذه الآيات لا تحتوي على الأحكام الشرعية التي تدل على الحلال والحرام كما هو الحال في القرآن الكريم.

لكنه عبارة عن آيات تعطي الإنسان حكم ومواعظ تفيده في حياته وتوجه إلى كيفية التعامل والتفكير بطريقة صحيحة ترضي الله، وليس فيه أي فروض أو حدود.

يعد كتاب الزبور من الكتب السماوية التي أنزلها الله على نبيه داود حتى يدعو الناس إلى التوحيد بالله وعبادته وحده دون شريك، وهي هي الغاية السامية لجميع الأديان السماوية بداية من أول كتاب وأول نبي ورسول إلى آخر كتاب وآخر رسول الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

يطلق على جميع الأديان السماوية اسم الإسلام الاختلاف فقط في أسماء الكتب، لكن الأديان السماوية كلها هي دين واحد وهو الإسلام لأن الهدف والغاية منها واحدة وهي عبادة الله خالق الخلق والكون بأكمله، يقول الله عز وجل في القرآن الكريم: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [آل عمران: 19].

كما يقول الله عز وجل في توضيح الغاية من الأديان السماوية جميعها: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [النحل: 36].

كما يدعو الله في كتاب الزبور الذي أنزله على النبي داود عليه السلام إلى الإيمان بالغيب والبعث والنشور والرسل واليوم الآخر، بالإضافة إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة والقواعد العامة التي يحبها الله ويرضاها.

اقرأ أيضًا: أين ولد سيدنا موسى وبأي عام

من هو نبي الله داود عليه السلام؟

استمرارًا في الإجابة عن سؤال كتاب الزبور نزل على سيدنا من، حري بنا أن نتعرف إلى نبي الله داود عليه السلام، فهو من الأنبياء الذين خصهم الله بشرف تبليغ رسالة في الأرض هو النبي داود عليه السلام، والاسم بالكامل هو داود بن إيشا بن عويد بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عمي نادب بن رام بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

أي أن سيدنا داود عليه السلام يرجع إلى نسل سيدنا يعقوب عليه السلام من نسل إسحاق من نسل أبو الأنبياء إبراهيم، وكان عليه السلام نقي طاهر القلب، كان عليه السلام قصير الجسد وقليل شعر الجسد.

وهب الله عز وجل سيدنا داود نعمة الملك والنبوة وهذه الأمور من خير أمور الدنيا والأخرة، وكان المُلك الذي منحه الله إياه هو أن مال بنو إسرائيل إليه وأحبوه فملكوه عليهم، وتم هذا الأمر بعد خروج النبي داود في جيش طالوت لهزيمة جيش جالوت وهذا الأمر الغالب عند رواية مُلك سيدنا داود على بني إسرائيل.

لكن هناك روايات أخرى وهي أنه قيل إن هناك شخص يدعى شمويل عينه على ولاية بني إسرائيل قبل موقعة جالوت.

كان النبي داود عليه السلام يعمل على صناعة الدروع المستخدمة في الحروب والمعارك، فكان يأكل مما تعمل يداه، من خلال الصفات التي من بها الله عليه جعله من خلالها قادرًا على أن يكون قائدًا ناجحًا فقد أعطاه الله الحكمة في الحقوق والعدل في القضاء بحق الله وعدله، بالإضافة إلى أن الله وهبه نور البصيرة والعلم الشرعي والذي يتمثل في نبوته والكتاب المبين الذي أنزل إليه الذي هو الزبور، علاوة على العلم المادي والمتمثل في صناعة الدروع.

حديث الرسول محمد عن النبي داود عليه السلام

ذكر الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- الأمر الذي تميز به نبي الله داود -عليه السلام- وهو تعبده لله وتأدبه تجاه الله عز وجل أثناء قيامه بتلك العبادات، وقد مدحه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصوم، فقال صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلى اللهِ، صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إلى اللهِ، صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَام، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، ويقومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا.” [حديث صحيح مسلم].

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة

خبر وفاة النبي داود عليه السلام

من الأخبار التي وردت عن وفاة النبي داود عليه السلام أن سيدنا آدم عليه السلام حينما أراه الله ذريته رجا من الله أن يطيل في عمر داود عليه السلام فزاد الله في عمره حوالي أربعين سنة فبدل أن يموت عند عمر الستين مات عند عمر المائة، وقيل مات وعمره سبعة وسبعين عامًا.

قد كان النبي داود عليه السلام غيور على أهل بيته فإذا خرج من بيته لا يتم فتح باب البيت حتى يعود، وفي إحدى الأيام عاد فوجد رجل في بيته فسأله من أنت؟ فأجابه أنه الرجل الذي لا يخاف من الملوك ولا يهابهم ولا يمنعه عنهم حجاب، فعرف النبي داود عليه السلام أنه ملك الموت فرحب به فقبض الملك روحه.
مما قيل من معلومات عن مكان قبر نبي الله داود -عليه السلام – أنه موجود في منطقة القدس الشريفة، وهي من الأماكن الإسلامية المقدسة بدولة فلسطين.

قد يعجبك أيضًا