أحاديث الصبر على البلاء

أحاديث الصبر على البلاء يحتاج إليها كل مسلم في حياته، حيث الصبر على البلاء واحد من أكثر الفضائل التي حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وتعمل على زيادة الإيمان والقوة بالله، حيث يعد الصبر من أعلى درجات الإيمان التي دعا إليها الدين الإسلامي، لذا أهتم موقع جربها أن يقدم لكم اليوم أحاديث الصبر على البلاء عبر السطور القادمة.

أحاديث الصبر على البلاء

الصبر من صفات الإنسان القوي والذي يساعد على تحمل صعاب الدنيا، وكثرة الأزمات والمصائب التي يتعرض إليها الإنسان في حياته، ويصبر الإنسان على كل هذا بالدعاء واللجوء إلى الله عز وجل، لذا قد نجد أن هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الصبر في الحياة، وذلك ما سوف نتعرف عليه اليوم من خلال عرضنا إلى أحاديث الصبر على البلاء كما يلي:

  • عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ).
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
  • عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، عن رسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ الله -عز وجل- يقولُ: كُلُّ عمل ابنِ آدمَ له إلاَّ الصِّيامُ، فإنَّه لي، وأنا أجزي به، إنَّه تركَ شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أجلي).
  • عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الحديث الضعيف: (إنَّ الصَّبرَ علَى المصيبةِ يُكْتَبُ بهِ للعَبدِ ثلاثُ مِئةِ درَجةٍ، وإنَّ الصَّبرَ على الطَّاعةِ يُكْتَبُ لهُ بهِ سِتُّ مئةِ درجةٍ، وإنَّ الصَّبرَ علَى المعاصي يُكْتَبُ لهُ بهِ تسعُ مئةِ درجةٍ).
  • عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قَالَ: (لا تُصِيبُ المُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَما فَوْقَها، إلَّا قَصَّ اللَّهُ بها مِن خَطِيئَتِهِ).
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (دَخَلْتُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي فَقُلتُ: إنَّكَ لَتُوعَكُ وعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: أجَلْ، كما يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنكُم قَالَ: لكَ أجْرَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِوَاهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَهَا).
  • عَن أَبِي أمامة الباهليّ -رضي الله عنه-، عن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (قُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى، لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ).
  • عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- في الحديث الضعيف عن رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي؟ قالوا: نَعم قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه؟ قالوا: نَعم قال: فما قال؟ قالوا: استرجَع وحمِدك قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوه بيتَ الحمدِ).
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد” رواه ومسلم.
  • عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” رواه البخاري.

اقرأ أيضًا: دعاء سورة يس للزواج من شخص معين

الصبر على فتن وأذى الدنيا

ما الدنيا إلا الدار الفانية يمر بها الإنسان بالكثير من المعاصي والفتن والأذى الذي يمكن أن يدخله في طريق الشبهات الذي يبعده عن الله سبحانه وتعالى، لذا قد نجد أن رسولنا الكريم حرص على تحذير الإنسان من هذه الابتلاءات بالصبر على ما يمر به في الحياة، وذلك من خلال عرضنا اليوم إلى أحاديث الصبر على البلاء كما يلي:

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: -وذكر منهم- رجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ).
  • عن المقداد بن عمرو بن الأسود -رضي الله عنه- عن رسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ ولمنِ ابتُلِيَ فصبرَ فواهاً)،[١٠] صبَرَ عليها، فلَم يَفتتِنْ ولم يقَعْ في شَرِّها ولمْ يشرك، و”فواها”؛ كلمة ثناءٍ لمَن صبَرَ عليها.
  • عَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قَالَ: (ما أحَدٌ أصْبَرَ علَى أذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ -تَعالَى-، إنَّهُمْ يَجْعَلُونَ له نِدًّا ويَجْعَلُونَ له ولَدًا وهو مع ذلكَ يَرْزُقُهُمْ ويُعافيهم ويُعْطِيهِمْ).
  • عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-أنه قال:( قَسَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِسْمَةً كَبَعْضِ مَا كَانَ يَقْسِمُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، قُلْتُ: أَمَّا أَنَا لَأَقُولَنَّ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ فَسَارَرْتُهُ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ).
  • عن أبي يحيى صهيب بن سنانٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عجباً لأمر المؤمن كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.. إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له». رواه مسلم.

من المهم أن يدرك الإنسان أن قدر الله سوف يحدث إلى الإنسان بأشكال مختلفة، فما عليه إلا الصبر والإيمان بالله واليقين بأن الله سبحانه وتعالى لا يأتي إلا بكل خير، فالأرض بأكملها ملك إلى الرحمن عز وجل، ونحن نقطة من ضمن مخلوقاته التي لا حصر لها في الحياة، فمن الأوجب أن يرضى الإنسان بنصيبه ويصبر على ما قد كتبه الله له يحصل على جزاؤه في الدار الأخرة، فهي خيرًا وأبقى.

الصبر على البلاء من القرآن الكريم

نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد، وقد جعله الله سبحانه وتعالى معجزة بكل المقاييس فهو يحتوي على كافة الأحكام والقصص ولشرائه التي يتم أخذها كعبرة في الحياة، فأقل ما يقال على هذا أنه من كتب الإعجاز والتحدي للجميع، لذا من خلال عرضنا اليوم إلى أحاديث الصبر على البلاء، قد نجد أن هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث في الصبر على البلاء، وبشكل خاص فيما يخص الأنبياء والرسل، وذلك كما يلي:

  • {وأيوب إذ نادىٰ ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ۖ وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرىٰ للعابدين * وإسماعيل وإدريس وذا الكفل ۖ كل من الصابرين . وأدخلناهم في رحمتنا ۖ إنهم من الصالحين} [الأنبياء: 83 – 86].
  • {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم ۚ وفي ذٰلكم بلاء من ربكم عظيم} [البقرة: 49].
  • {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرىٰ في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترىٰ. ۚ قال يا أبت افعل ما تؤمر ۖ ستجدني إن شاء الله من الصابرين* فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا ۚ إنا كذٰلك نجزي المحسنين* إن هٰذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم} [الصافات: 102-107].
  • {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك. ۚ قال معاذ الله ۖ إنه ربي أحسن مثواي ۖ إنه لا يفلح الظالمون* ولقد همت به ۖ وهم بها لولا أن رأىٰ برهان ربه. ۚ كذٰلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ۚ إنه من عبادنا المخلصين} [يوسف: 23-24].
  • ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع. ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). [البقرة:155-157].
  • ﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ﴾ [لقمان: 17]
  • (وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ﴾ [القصص: 80]
  • ﴿واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ﴾ [النحل: 127]
  • (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ﴾ [النحل: 126]
  • ﴿ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾ [النحل: 96]
  • ﴿والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ﴾ [الرعد: 22]
  • ﴿سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾ [الرعد: 24]
  • ﴿أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما ﴾ [الفرقان: 75]
  • ﴿ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ﴾ [الشورى: 43].
  • ﴿وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ﴾ [السجدة: 24]
  • (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35]

لا يوجد أصدق من كلمات الله عز وجل التي أنزلها في كتابه العزيز ليخبر بها العبد أن الله في انتظاره في كل مرة تضيق به الدنيا، وأن نزول الابتلاءات على العبد ما هو إلا عبادة من أجل أن يتقرب إلى الله، ليمنحه الله الصبر والثقة والإيمان والتقوى، فجزاء الصبر كبير عند الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: فضل العشر الأواخر من رمضان

مفهوم الصبر في الإسلام

استكمالًا لتعرفنا على أحاديث الصبر على البلاء، نجد أنه إذا نظرنا إلى الصبر في اللغة العربية فقد نجد أنه يشير إلى حبس الأنفاس وبعدها عن السخط والجزع، بينما في الشريعة الإسلامية فهو الابتعاد عن كل ما قد حرمه الله عز وجل، والعمل على أداء واجبات الفرائض، وعدم الشكوى إلا لله عز وجل، والرضا بما قد كتبه الله والتأدب في التعامل مع المصائب والمحن دون الاعتراض على قدر الله.

كما هو فهم الحكمة الإلهية لما يمر به الإنسان ف حياته من العديد من الأمور المختلفة، التي قد تعرضه إلى الكثير من المواقف الصعبة التي تتطلب منه الثبات على الحق، لذا جعل الله ثبات المؤمنين وصبرهم من أعلى الدرجات التي قد تساهم في الحصول على الجنة.

لذا قد نجد أن هناك الكثير من لآيات القرآنية التي تشير إلى أنه لا يجب على المؤمن أن يشعر باليأس من رحمة الله عز وجل، وأن ما يمر به من ابتلاءات ومحن في الحياة ما هي إلا مجموعة من الاختبارات التي يختبر من خلالها قوة إيمانه وثقته بالله سبحانه وتعالى.

حيث اليأس والقنوط من رحمة الله ما هو إلا طريق يؤدي إلى فعل الفواحش والمعاصي والفتور من أداء العبادات والطاعات، والابتعاد عن طريق الله المستقيم، وبالتالي يلجأ الإنسان إلى ارتكاب الكثير من المعاصي والذنوب في الحياة التي تقوده إلى النار.

اقرأ أيضًا: علامات قبول التوبة من الزنا

أنواع الصبر في الإسلام

كما ذكرنا من قبل أن الصبر من أعلى درجات الإيمان في الإسلام، لذا قد نجد أن هناك الكثير من أنواع الصبر المختلفة في الحياة، والتي قد نتعرف عليها بشكل مفصل من ضمن عرضنا اليوم إلى أحاديث الصبر على البلاء، وذلك كما يلي:

1- صبر المسلم على الطاعات

هناك الكثير من الطاعات التي يكلف بها المسلم في الحياة، والتي يمكن أن يتعرض إلى المشقة والصعاب في القدرة على المداومة عليها بشكل يومي، والحفاظ على أدائها في المواعيد المحددة لها، ويمكن أن يتغلب المسلم على هذه المشقة التي يتعرض إليها من خلال الالتزام بالصبر وتنفيذه إلى أوامر الله عز وجل، ويمكن ذلك من خلال النظر إلى أحاديث الصبر على البلاء.

2- الصبر على الابتلاء

يتعرض الكثير من الأشخاص في حياتهم إلى الإبتلاءات المختلفة التي قد تتمثل في المشكلات أو المرض أو الموت، أو الفقر، وغيرها من الابتلاءات التي لا يمتلك الإنسان فيها القدرة على بعدها عن النفس، فيجب في هذه الحالة أن يصبر ويحتسب أجره عن الله سبحانه وتعالى، وأن يمر بكل هذه الظروف بنفس راضية، بعيدًا عن السخط والشكوى والصراخ وغيرها من الأمور الأخرى التي تعبر عن مشقة الصبر.

3- الصبر على الظلم

قد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بالالتزام بالصبر على الظلم والمواقف الصعبة في الحياة، من خلاله ذكر العديد من القصص المختلفة والتي على رأسها قصة قوم بني إسرائيل وفرعون، بسبب صبرهم على ما أصابهم في الحياة.

4- الصبر على فراق الأحبة

من ضمن عرضنا إلى أحاديث الصبر على البلاء نجد أن هذا النوع واحد من أعلى درجات الصبر عند الله سبحانه وتعالى، والذي يترتب عليه الأجر العظيم والثواب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يقولُ اللَّهُ تَعالَى: ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ).

5- الصبر على المرض

قد نجد أن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده، حيث وعد بالجنة كلٍ من توفى وبه داء، كما أن صبر الإنسان على الآلام والأوجاع التي يتعرض لها في فترة المرض ما هو إلا تكفير الذنوب والسيئات التي توجد في حياته،
فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  ” (إذا مرض العبدُ بعث اللهُ إليه ملَكينِ فقال: انظُروا ما يقول لعُوَّادِه؟ فإن هو إذا جاؤوه حمد اللهَ وأثنى عليه، رَفعا ذلك إلى اللهِ، وهو أعلمُ ، فيقول: لعبدي عليَّ إن توفَّيتُه أن أُدخِلَه الجنَّةَ وإن أنا شَفيتُه أن أُبدِلَه لحمًا خيرًا من لحمِه، ودمًا خيرًا من دمِه، وأن أُكفِّرَ عنه سيِّئاتِه).
اقرأ أيضًا: دعاء جميل جدًا يريح القلب

أفضل وقت لصبر المؤمن

استكمالًا لحديثنا المستمر حول أحاديث الصبر على البلاء، فقد نجد أن أفضل وقت لصبر الإنسان في الحياة يتمثل في وقت حدوث المصيبة منذ البداية، وإذا اشتدت عليه، فإذا صبر واحتسب، فقد سهل عليه الصبر بعد ذلك.

فضل الصبر في الإسلام

ورد الصبر في آيات القرآن الكريم في أكثر من سبعين موضع مختلف وذلك ليبين الله عظمة وقوة الاقتداء بالصبر في أمور الحياة المختلفة، لذا من ضمن عرضنا اليوم إلى أحاديث الصبر على البلاء، نتعرف من خلال هذه الفقرة على فضل الصبر بشكل عام في الإسلام، وذلك كما يلي:

  • وعد الله سبحانه وتعالى للصابرين بالحصول على الثواب العظيم في الآخرة.
  • الرزق بمحبة الله عز وجل، حيث ذكر الله في كتابه العزيز، “والله يحب الصابرين”.
  • دخول الجنة لما صبر على بلاء الدنيا.
  • الحصول على مساعدة وعون الله سبحانه وتعالى، حيث وعد الله في كتابه العزيز ” وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
  • الصبر على الابتلاء يمنح العطاء بدرجات أكبر من المتوقع.
  • الشعور بلذة الإيمان والثقة بالله عز وجل في ترك المعاصي والابتعاد عن فعل الذنوب والفواحش والتوجه إلى طريق الله الواحد الأحد.
  • للصابر ثلاث بشائر بشر الله بها فقال تعالى: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.

دعاء الصبر على الابتلاء

يتجلى لطف الله عز وجل في الكثير من أوقات الشدة والمحن والابتلاءات، ومن ثم يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر في الحياة، ولا ييأس من رحمة الله عز وجل، فإن ذلك تكفير إلى الذنوب، لذا من ضمن تعرفنا اليوم على أحاديث الصبر على البلاء، نقدم لكم مجموعة من أدعية الصبر على الابتلاءات في الحياة، وذلك كما يلي:

  • إنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ اللَّهمَّ عندَك أِحتسبتُ مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرًا.
  • اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي.
  • روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه دعا عند رجوعه من الطّائف: اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري.
  • ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين.
  • ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب والهم ما فيه غنية، مثل ما أخرجه أحمد عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا.
  • اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ.
  • اللهمّ يا صبور صبّرني على ما بلوتني وامتحنتني يا أرحم الرّاحمين.
  • لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ لا إلهَ إلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتَ السبعَ، وربُّ العرشِ الكريمِ.
  • ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
  • اللهمّ فارج الهم، كاشف الغم، مذهب الحزن، اكشف اللهمّ عنّا همّنا وغمّنا، وأذهب عنّا حزننا.
  • اللهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك.

عندما يصبر الإنسان على الابتلاءات المختلفة في حياته يحصل على درجات عالية في الجنة، وذلك وفقًا إلى لما ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز، وتوضيح مكانة الصابرين وحصولهم على الأجر العظيم في الآخرة، فمن صبر واحتسب حصل على السعادة التي لا مثيل لها في الآخرة، بالإضافة إلى أن التحلي بالصبر يعمر القلب، ويقدره الاستمرار بالتقوى واحتساب الأجر عند الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: هل دعاء الزوج لزوجته مستجاب

عبارات عن قيمة الصبر

الصبر ليست بالأمور الهينة على الإنسان فهو يحتاج إلى الكثير من المثابرة والنفس الراضية من أجل أن يصبر الإنسان على كل ما يتعرض له في الحياة من ابتلاءات مختلفة، والصبر على مصائب الدنيا، ولا يتجه الإنسان إلى طريق المعاصي والذنوب، وكيفية التوكل على الله سبحانه وتعالى للتخلص من هذا، لذا من خلال عرضنا اليوم إلى أحاديث الصبر على البلاء، نقدم لكم من خلال هذه الفقرة مجموعة كبيرة من عبارات تعبر عن قيمة الصبر، وذلك كما يلي:

  • إذا تعرضت إلى الكثير من المحن فأصبر واحتسب فإن ذلك من عزم الأمور.
  • الأشجار التي تنمو في وقت بطيء، تثمر بالكثير من الثمار المميزة.
  • يرى الناس الجروح التي في رأسك، ولكنهم لا يشعرون بالآلام التي تعانيها.
  • الصبر دليل الإيمان، والإيمان هو دليل شكر الله عز وجل على ما يتعرض له الإنسان في الحياة.
  • الصبر عند المصيبة من العبادات التي يفضلها الله ورسوله، والتي تدل على قوة إيمان الشخص في الحياة.
  • الصبر نوعان، الصبر على ما نكره في الحياة، والصبر من أجل الحصول على ما نحب ونرضى.
  • أفضل أخلاق الإنسان أن يتحلى بالصبر في الحياة.
  • كل هم وسوف يأتي الله بالفرج الخاص به.
  • لا تحزن إذا تعرضت إلى المصائب ذات يوم، فإن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه.
  • لا تعتقد أن النهاية سوف تكون مأساوية، فإن الله سوف يكافئك على صبرك في الحياة.
  • بالصبر تصل إلى ما تريدن والله يمنح العبد كل ما يريده في الحياة بالصبر والإيمان.
  • الصبر عند الصدمة الأولى من أعلى مراتب الإيمان.
  • الصبر هو أعذب وأرق الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في حياته.
  • أهم شيء في الحياة التحلي بالصبر من أجل تجاوز مصائب الحياة رويدًا رويدًا.
  • لا تفقد نقطة صبرك مهما تأخر عليك الفرج، فهي لحظة تفصل ما بين اليأس والحياة فأصبر من أجل أن تحصل على حلمك.
  • الصبر هو من يساعد في الحصول على هدوء الأعصاب في معظم أوقاتك الصعبة.
  • الصبر هو الدواء المناسب إلى الكثير، لذا حثنا عليه الله والرسول بالاقتداء به في الحياة.
  • أصبر على اليأس فمن المؤكد أن يأتي الفرج بعد ذلك.
  • صبري على نفسي ولا صبر الناس عليّ.

هناك العديد من أحاديث الصبر على البلاء التي من شأنها أن تعبر عن قيمة الصبر في الدين الإسلامي وكيفية الاقتداء به، وكيفية الحصول على الأجر والثواب بسبب الصبر على الابتلاءات والمحن والصعاب المختلفة في الحياة.

قد يعجبك أيضًا