قصص عن التوكل على الله

قصص عن التوكل على الله من القصص تعلم الأطفال الكثير من الحكم حتى يتمكنوا من الوصول في النهاية إلى التأكد من أن الله سبحانه وتعالى هو خير حافظ من جميع الشرور، فإذا كنت أبًا وترغب في تعليم طفلك أن الأخذ بالأسباب أمر واجب ولكن التوكل على الله أمر أكثر وجوبًا فيمكنك أن تحكي له أحد تلك القصص التي تتحدث عن التوكل على الله وسنعرضها من خلال موقع جربها.

قصص عن التوكل على الله

إن قصص الأنبياء عادةً ما تكون هي أفضل خيار في الحديث عن التوكل على الله، لما فيها من إيمان النبيين والمرسلين بالله سبحانه وتعالى، وتحث على الكثير من الأمور في الحياة بشكل عام، لذا فيُمكن الاستعانة بسرد القصص من أجل تعلمة الأطفال الصغار ليكون على دراية أكثر بأمور الحياة.

1- قصة نبي الله هود

نبي الله هود كان من الأنبياء شديدي التقوى والورع، وكان دومًا متوكلًا على الله، ومن شدة اتصافه بهذه الصفة ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، حيث قال تعالى:
(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
فنبي الله هود كان متوكلًا على الله في دعوة المشركين إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأوثان، ورغم أن قومه كان يستكبرون عن عبادة الله، ذهب متوكلًا على الله يحذرهم بما سبقهم قوم نوح من العذاب، ولكن في النهاية لم يستمعوا إلى كلام النبي وكفروا به.

فأنزل الله سبحانه وتعالى عليهم العذاب على هيئة سحب ورياح دمرتهم ودمرت بيوتهم ولم يبقى منهم شيء، أما عن نبي الله هود ومن آمنوا معه فقد نجوا من هذا العذاب الأليم، فلم يصبهم إلى نسمات الهواء الطيبة.

اقرأ أيضًا: اجمل ما قيل في حسن الظن بالله

2- قصة أم موسى

إن قصة أم موسى من أجمل القصص عن التوكل على الله التي بها الكثير من الحكم، ففي الوقت الذي وضعت نبي الله موسى كان فرعون خائفًا من أن يولد صبي من بني اسرائيل يأخذ منه ملكه، لهذا كان كلما ولد صبي فيهم قتله، خافت أم موسى على ابنها وكانت ترغب في حمايته.

حينها أوحى الله إليها أن تضعه في صندوق وتلقي به في النهر، ووعدها ألا تخف، وأنه هو سبحانه من يحميه، كانت أم موسى مثالًا للتوكل على الله، وبالفعل فعلت ما أمرها الله به، وذهبت ابنتها تبحث عن أثره حتى تعلم أين سيذهب، ووجدت أن جنود فرعون في قصره هم من حصلوا عليه.

لأن الله سبحانه كان يرعى نبيه وهو في مهده ويحميه فطلبت زوجة فرعون أن تربيه فقد أحبته كثيرًا وتعلق قلبها به، قائلة له عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا، وبالفعل بتدبير من الله عز وجل تربى موسى في بيت فرعون.

كما أن الله سبحانه لم ينسى قلب أمه الذي يكاد ينفطر عليه، فحرم عليه المراضع، فلم يقبل الغلام أن يرضع من كل مرضعات القصر، حتى عرضت أخته على زوجة فرعون أن تحضر لها من ترضعه، وبالفعل رد الصغير إلى حضن أمه من جديد.

قال تعالى في نتيجة توكل أم موسى:
فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمهِ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَن وَعْدَ اللهِ حَق وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُون“.

قصة النبي وأبو بكر في الهجرة

إذا أردنا أن نتحدث عن قصص عن التوكل على الله فإن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير مثال لنا، فحين أذن الله سبحانه وتعالى أن يهاجر المسلمين من مكة إلى المدينة، فطلب النبي من المسلمين أن يسبقوه إلى المدينة حتى يرد الأمانات إلى أصحابها.

فطلب منه أبو بكر أن يبقى في رفقته، وتوكلا على الله وسارا في الخفاء بعد طلوع الفجر، وبقيا ليختبئا في غار ثور من المشركين الذين كانوا يتربصون به من خارج الغار لكنهم لم يتمكنوا من رؤية النبي وصاحبه، فهما كانا متوكلين على الله، لذا فإن أبصارهم عميت عن باب الغار رغم أنه كان تحت أقدامهم.

نجا النبي صلى الله عليه وسلم من بطش المشركين بفضل الحمامة التي وضعت بيضها على باب هذا الغار، وكان هذا كله بفضل التوكل على الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 100 مرة

3- قصة نبي الله نوح

كان نبي الله نوح يستمع إلى أمر الله من دون تفكير أو بكثير من المجادلة مثل قومه، لهذا حين أمره الله أن يصنع سفينة في بلاد ليس بها سوى الرمل، امتثل نوح لأمر الله سبحانه وتعالى بغض النظر عن رأي العقل ورأي قومه فيما يفعل، فقصته من أحلى القصص عن التوكل على الله.

يرجع السبب في هذا التصنيف أن نوح قد أمضى قرابة الأربعين عامًا ينتظر شجرة حتى تنمو لأن الله أمره بهذا، ثم أخذ أخشاب هذه الشجرة حتى يصنع منها السفينة، وبقي قومه يسخرون منه ويضحكون عليه كل يوم حتى انتهى نوح من بناء السفينة في النهاية.

بدء نوح في جمع الحيوانات في السفينة، لم يفكر يومًا في أن ما يفعله يخالف العقل ويخالف رأي الأغلبية من قومه، كان كل همه أن ينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى وتوكل عليه وجمع الحيوانات، وحين بدء الطوفان علم الجميع نتيجة ثقة نوح بربه فغرق الجميع إلا نوح وسفينته ومن آمن معه بها.

4- قصة نبي الله موسى

كان نبي الله موسى يعيش مع فرعون في قصرِه في البداية، لكن بعد أن عرف فرعون الحقيقة كان يود أن يقتل موسى ومن آمن معه، فذهب ورائه هو وجنوده حتى يقتلوه ومن معه، ففي وقت الفرار لم يجد سوى البحر أمامه، فما كان منه إلا أن طلب ممن معه أن يتبعوه.

كان قوم فرعون غير متوكلين على الله، لذا قالوا: “إنا لمدركون” أي أنهم ظنوا أن إمساك موسى ومن معه أصبح في مقدورهم، ولكن موسى عليه السلام رد عليهم قائلًا:
(قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)
ضاربًا بهذا أقوى مثال في التوكل على الله.

فأعطى الله لموسى ومن معه طريقة يخرجون بها من مأزقهم، فقال تعالى:
(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)، وبعد أن مر موسى والمؤمنين معه انغلق البحر على فرعون حين رأوا البحر انفلق كالطريق الممهدة.
إن قصة موسى عليه السلام مع فرعون تعلمنا أن من يتوكل على الله عز وجل يمكنه أن يصل إلى كل ما يبتغي، وهي من أصدق القصص عن التوكل على الله، فالله سبحانه يدبر الأمر أفضل من عقولنا جميعًا.

اقرأ أيضًا: دعاء التوكل على الله

حكاية مؤثرة عن التوكل على الله

لأن المعجزات التي كانت تحدث للأنبياء كانت هي نتيجة لهذا التوكل، فيجب علينا أيضًا أن نتطرق إلى قصة أخرى لرجل فقير وليس بنبي حتى يكون الحديث عن نتيجة التوكل على الله شاملًا ووافيًا لجميع الجوانب، وقصة حاتم من أجمل القصص عن التوكل على الله التي تعد واقعية وليست في زمن الأنبياء.

فحاتم كان يرغب في الذهاب للحج لكنه لم يكُن يمتلك المال، فقد كان معدمًا فقيرًا، ولكن حديث أصحابِه عن الحج زاد من شوقه إلى زيارة بيت الله الحرام، ولهذا سأل أولاده إن كان يذهب إلى الحج أم لا، قال الجميع أن هذا غير مُمكن فهم ليس لديهم من يعولهم غيره.

لكن حاتم كانت له بنتًا قالت لهم: إن أبي ليس هو من يرزقنا إنما الله سبحانه وتعالى من يرزق وأبي ليس سوى بمناول لهذا الرزق، اقتنع الجميع بكلام الفتاة، وبالفعل ذهب حاتم إلى الحج، وفي ليلتها بات الأطفال وأمهم من دون عشاء وكانوا جياعًا.

كانت الفتاة الصغيرة لا تتوقف عن دعاء الله سبحانه وتعالى الذي توكلوا عليه جميعًا من أجل أن يذهب والدها إلى الحج، وما حدث بعد هذا كان كالمعجزات، فأمير البلدة في هذا الوقت خرج حتى يصطاد، لكنه ضل الطريق عن عسكره الذين كانوا معه، وكان عطشًا جدًا ولم يجد أمامه سوى بيت حاتم.

طرق الأمير الباب وطلب من أهل البيت أن يسقوه الماء، استعذب الأمير الماء الذي شربه جدًا، وسألهم إن كان مالك هذا البيت أمير؟ لكن الزوجة نفت بأن هذه الدار هي لرجل فقير يدعى حاتم، وأكد الوزير الذي كان برفقته قائلًا إن هذا الرجل قد ترك هؤلاء الأطفال جياع ذاهبًا إلى الحج.

فأمر الأمير أن يعطيهم الكثير من المال فبكوا حمدًا وشكرًا لله سبحانه وتعالى الذي أكرمهم ولم يخذل ثقتهم أبدًا، وأغناهم بأكثر مما كانوا راغبين.

أما عن حاتم فأثناء الرحلة توقفت القافلة فجأة لمرض أميرها، فسألوا عن طبيب فلم يجدوا، ولكن الناس دلوهم على حاتم، الذي عالج الأمير وحين علم بأمره طلب أن يكون تحت رعايته وأن يأكل من طعامه، فشكر حاتم الله عز وجل على لطفه وكرمه.

القصص عن التوكل على الله هي من أفضل الطرق التي يمكن أن تُعلم بها أي شخص قيمة كبيرة مثل قيمة التوكل.

قد يعجبك أيضًا