قصص عن الظلم كما تدين تدان

قصص عن الظلم كما تدين تدان عديدة، الظلم من الصفات المنبوذة في الإسلام والتي نهى عنها الله ورسوله في عدة آيات وأحاديث حتى يحب الناس بعضهم البعض ويكونوا عبادًا صالحين معمرين في الأرض لا فاسدين فيها، لذلك سوف نتعرف على قصص عن الظلم كما تدين تدان وعن أنواع الظلم وعقاب الظالمين في الدنيا والآخرة من خلال موقع جربها، عبر السطور القادمة.

قصص عن الظلم كما تدين تدان

إن الظلم بجميع أنواعه من الأشياء التي نهى عنها الله ورسوله حيث نفي الله سبحانه وتعالى تلك الصفة عن نفسه حينما قال في سورة النساء الآية 40: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا فكما نقتضى بالصفات الحسنة التي ينسبها الله لنفسه حتى ننال الأجر والثواب.

يجب أيضًا ألا نقتضى بالصفات التي لا يحبها الله حتى لا تنال العقاب في الدنيا والأخرة، ويتعدد معنى الظلم في الإسلام وينقسم إلى ثلاثة أقسام متمثلة في ظلم الإنسان لنفسه، وظلم الإنسان لغيره، والظلم بين الإنسان وبين الله، حيث إن الظلم هو التعدي على الحقوق التي وضعها الله في الأرض.

فيمكن أن يعفو الله عن ظلم الإنسان لنفسه وظلم الإنسان في حقوق الله إذا تاب منها، ولكن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان لا يعفو عنه الله إلا إذا عفي عنه الشخص الذي ظلمه، هذا بالإضافة إلى أن دعوة المظلوم لا يردها الله، فقد نهى الله عن الظلم بين الناس حتى يجعل الناس يحبون الخير لبعضهم البعض ويرضون بما أعطى الله لهم.

ذلك حتى لا يعتدون على حقوق الغير، حيث إن عواقب الظلم وخيمة عند الله سواء في الدنيا أو في الأخرة، ومن عقاب الله للعبد الظالم في الدنيا أن يُفعل به مثلما فعل مع من ظلمه أي كما تدين تدان أما العقاب في الأخرة أمام الله إما أن يدخل الظالم النار أو يعفو عنه الشخص الذي ظلمه في الدنيا لذلك سوف نقدم قصص عن الظلم كما تدين تدان من أجل أخذ العبرة منها:

1- قصة الأم المحروقة والابن

يحكى أن كان هناك ولد يعيش مع أمه في إحدى القرى الصغيرة وكانت هذه الأم مصابة بمرض في عينيها يجعلها ترى بعين واحدة، ولكن ولدها الصغير لم يحب ذلك وكان يتقزز من شكلها على الرغم من أن تلك الأم هي التي تحملت مسؤوليته بعد وفاة والده وأحبته حبًا جمًا إلا أنه لم يقدم لأمه غير الكلمات الجارحة والأفعال المؤذية.

بسبب منظرها هذا الذي يسبب له الإحراج بين زملائه، وفي ذات يوم خرجت الأم تبحث عن عمل لسد احتياجات ولدها الصغير فاضطرت للعمل طاهية في مدرسة بإحدى القرى المجاورة لها، ومن ثم قدمت لولدها في هذه المدرسة لاستكمال دراسته وبالطبع كان الولد يخفى عن زملائه أن الطاهية التي تعمل في هذه المدرسة هي والدته حتى لا يسخر منه أحد.

في يوم مًا كانت تعمل الأم في المدرسة كالعادة وسمعت أن ولدها يشعر ببعض التعب فذهبت مسرعة ترى ما حدث له وعندما رأته قامت باحتضانه بين زملائه، وحينها علم أصدقاء ذلك الولد حقيقة أمه وبدأوا بإلقاء النكات الساخرة عليه فغضب ذلك الولد وحدث نفسه قائلًا: لو أني أقتل نفسي أو أقتل أمي أهون علي من تلك الفضيحة.

بالفعل قال هذا لأمه عندما عاد إلى المنزل مما جعل الأم في حالة صدمة وذهول وحزن شديد عما قاله ولدها الذي ربته وأفنت حياتها من أجل إسعاده، مرت الأيام وكبر الصبي واجتاز مرحلة الدراسة وما زال يلوم أمه على منظرها الذي يسبب له الإحراج وما زالت الأم صامتة لا تريد أن تجرحه إلى أن جاء يوم حصوله على منحة في بلد بعيدة.

لم يتردد لحظة في أن يسافر ليبتعد عن أمه ولكنه لم يعود، فأرادت الأم ذات مرة أن تذهب لولدها في البلد التي يسكن بها لتطمئن عليه وعلى أحواله فذهبت إلى البيت الذي يسكن به ووجدته قد تزوج وأنجب العديد من الأطفال الذين ارتعدوا عندما رأوا شكلها وكانوا يقولون لها الكلمات الجارحة التي كان وما زال يقولها ولدها.

فعادت الأم إلى بلدتها حزينة بائسة، وفى إحدى الأيام أصيب ولدها بحادث أليم جعله يفقد إحدى ساقيه حينها تعرض للسخرية من زوجته وأولاده الذين لم يستطيعوا رؤيته بهذا المنظر فقاموا بتركه والذهاب بعيدًا عنه في ذلك الوقت شعر الصبي بما كانت تشعر به والدته وندم ندمًا شديدًا على ما فعله في حقها حينها قال بآسي شديد: إن أولادي قد تركوني وفعلوا بي مثلما كنت أفعل بوالدتي.

اقرأ أيضًا: قصص أطفال جديدة

2- قصة العجوز والابن والحفيد

تتعدد قصص عن الظلم كما تدين تدان ولعل من أجملها وأشهرها تلك القصة التي نقوم بذكرها: كان هناك رجل عجوز يعيش مع ولده وزوجة ولده وحفيده فمرض ذلك العجوز ذات يوم ولم يقدر أن يتحكم في أعصاب يديه فكان كلما وعاء الطعام وقع منه على الأرض وتضايقت زوجة الابن ولم تقدر أن تتحمل ذلك العجوز.

فقالت لزوجها بأن يتصرف مع والده فقام الابن بعزل والده العجوز في غرفة بمفرده وصنع طبق خشبي له حتى يضع فيه الطعام فشعر العجوز بالحزن الشديد كلما كان يدخل الابن عليه بالطعام ويتركه يتناوله بمفرده، وفى ذات يوم توفى العجوز وارتاحت زوجة الابن منه وكانت تريد هي وزوجها التبرع بأشياء العجوز للفقراء.

عندما هموا بأخذ هذه الأشياء والخروج بها ركض الحفيد إليهم وأخذ الطبق الخشبي الذي كان يأكل فيه جده فاستغرب الأب من ذلك الفعل وسأله: لماذا أخذته؟ فقال له الولد الصغير غاضبًا: حتى أطعمك فيه يا أبي عندما تصبح عجوزًا مثل جدي حينها أدرك الوالد معنى كما تدين تدان.

3- قصة عامل البناء

في ذكر قصة أخري شهيرة من قصص عن الظلم كما تدين تدان تلك القصة التي تحكى أن رجلًا كان يعمل في بناء المنازل في إحدى الشركات الشهيرة وذات يوم شعر هذا الرجل بالتعب من العمل وتقدم إلى شركته ليأخذ مستحقاته فقال له مدير الشركة: قم ببناء منزل آخر وسوف نعطي لك باقي مستحقاتك.

فقام الرجل ببناء ذلك المنزل وهو على غاضب لأنه يريد ألا يعمل ثانيًا ولهذا قام ببناء منزل غير مكتمل الأساسيات ولا يصلح للسكن فيه، فعندما أنتهى منه ذهب إلى الشركة ليعلمهم أنه أنهى بناء المنزل فتفاجأ بأن مدير الشركة يقول له:

أن ذلك المنزل هدية لنا منك على السنوات العديدة التي عملت فيها معنا ومكافأة نهاية خدمتك حينها أدرك الرجل معنى قول كما تدين تدان.

اقرأ أيضًا: قصص واقعية عن الاستغفار جديدة عن الإنجاب والشفاء

عقاب الظالم في الإسلام

بعد أن تطرقنا إلى قصص عن الظلم كما تدين تدان سوف نذكر الآن عقاب الظالم عند الله في الدنيا والأخرة حيث يتمثل العقاب في الكثير من الابتلاءات والمصائب التي تصيب الإنسان وتؤدي إلى دمار حياته بسبب ظلمه للعباد، بالإضافة إلى الحسنات التي يخسرها والأعمال الصالحة التي لا تُقبل له وأنه يأتي يوم القيامة يأخذ من سيئات الأشخاص الذين ظلمهم.

إن ظلم الناس لبعضهم البعض من أجل الشهوات الزائلة في الدنيا وتعديهم على حقوق بعضهم يجعل الله يغضب عليهم بل ويهلكهم فلا يفيد الندم حينما ينزل عليهم عقاب الله تعالى مثلما قال في سورة الأنبياء: ” وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ“.

لعل من الأشياء الصعبة التي تصيب الظالم هي دعوة المظلوم له فهي تقلب حياته رأسًا على عقب وتسبب له تلك الابتلاءات لأن الله تعالى لا يرد دعوة المظلوم أبدًا مثلما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: اتقِ دعوةَ المظلومِ، فإنها ليس بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ”

هذا بالإضافة إلى غضب الله عليه وتركه في الدنيا يواجه المحن والابتلاءات بمفرده ودخوله النار إذا لم يتب ويعفو عنه الشخص الذي ظلمه يتوعد الله سبحانه وتعالى له بالعذاب الشديد يوم القيامة فقد جاء في ذكر آيات الظلم في سورة إبراهيم: “وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ*سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ*لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ”

من أشكال الظلم في الإنسان والتي تُعد من الابتلاءات الصعبة التي يبتلى بها الله عباده الظالمين أنه يفعل معهم مثلما فعلوا مع المظلومين في الدنيا ليشعروا بمعنى كما تدين تدان الذي حذر منه الله ورسوله في العديد من الآيات والأحاديث لعلهم يفيقون من غفلتهم ويتوبوا إلى الله ويطلبون العفو عمن ظلموهم كما ذكرنا في قصص عن الظلم كما تدين تدان.

لكن إذا ترك الله الظالمين في الدنيا ينعموا بها ويركضون وراء شهواتهم ولا يشعرون بحقوق النفس وحقوق العباد بل وحقوقهم مع الله الذين أجاروا عليها فإن ذلك أعظم الابتلاءات لأن الله يؤخر حسابهم يوم القيامة وهذا أشد وأعظم من العقاب في الدنيا.

اقرأ أيضًا: قصة من قصص الوفاء بالعهد

أنواع الظلم في الإسلام

تتعدد أنواع الظلم في الإسلام ولعل من أعظم أنواع الظلم هو الظلم الذي يحدث بين الإنسان وبين الله المتمثل في الشرك بالله حيث قال الله فيه: “إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” الإنسان الذي يشرك مع الله شيئًا في عبادته سواء كان إلهًا أو بشرًا ولا يجعل الله هو الواحد الأحد ويكرس حياته في عبادته ينال عذاب عظيم من الله.

لأن الشرك بالله هو الفعل الوحيد الذي لا يغفره الله لعباده ويكونوا بذلك قد ظلموا أنفسهم وتعدوا على حقوق الله، بالإضافة إلى أنواع ظلم العباد التي نذكر منها ما يلي:

  • الشخص الذي يعمل لديه العديد من الناس ولا يعطيهم حقهم.
  • الرجل الذي يطلق زوجته دون أن يعطى لها حقوقها التي أقر الشرع بها.
  • ظلم البائع للمشتري مثل إنقاص الميزان أو غلاء الأسعار التي يستغل بها المحتاجين.
  • الإنسان الذي لا يصلي ويرتكب الكبائر فهذا يظلم نفسه ويمنعها من التقرب إلى الله وهي أحد حقوق النفس على العباد.
  • إهمال الآباء لأولادهم وعدم تعليمهم تعاليم الإسلام والأمور الدنيوية التي تنفعهم في المستقبل.
  • أخذ الأموال من الناس بغير وجه حق.
  • سب المسلم لأخيه المسلم الضعيف أو الاعتداء عليه بغير وجه حق.

تعددت قصص عن الظلم كما تدين تدان لنأخذ منها العبر ونتعلم معنى الظلم الذي نهى عنه الله ورسوله حتى يكون الناس صالحين محبين الخير لبعضهم البعض.

قد يعجبك أيضًا