علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة

علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة كثيرة، يُعد التخلف العقلي من الإعاقات التي يُصاب بها الأطفال قبل ولادتهم، ويسبب قصور في النمو الطبيعي للطفل، فلا يكون الطفل قادرًا على تعلم مهارات الحياة، أو مهارات الاتصال، ويحدث نتيجة لعدة أسباب بعضها من الأم والبعض الآخر بسبب خلل فطري، ويمكن معرفة الطفل المصاب بالتأخر العقلي من خلال ملاحظة بعض الأمور، يمكنك معرفتها من خلال موقع جربها.

علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة

يتعرض الأطفال للإصابة بالتخلف العقلي بنسبة 3% من الأطفال على مستوى العالم، ويمكن معرفة التخلف العقلي من خلال ملاحظة الأداء الفكري للطفل، وتختلف درجات التخلف العقلي، فلا يمكن ملاحظة بعض الدرجات إلا بعد البلوغ.

يمكن تحديد إصابة الطفل بالتأخر العقلي عند الولادة في حالة إذا كان الطفل مصاب بالتخلف العقلي الشديد أو العميق، وهناك بعض العلامات التي يمكن من خلالها تحديد إذا ما كان الطفل مصاب بالتأخر العقلي، ومن علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة:

  • عند ملاحظة عدم تفاعل الطفل مع الأم، أو القدرة على تحريك الرأس بالشكل الصحيح أثناء الرضاعة.
  • إذا كان الطفل لا يتمكن من الحركة، أو التدحرج.
  • عند ملاحظة أن الطفل لا يرغب في الرضاعة، وضعف شهيته.
  • إذا كان يعاني من مشاكل في التواصل مع الأصوات المحيطة، ولا يستطيع تمييز صوت الأب والأم.
  • إذا كان المولود لا يتمكن من النوم، ولا يحصل على النوم الكافي.
  • تأخر المشي فلا يتمكن الطفل من الوقوف أو المشي بعد مُضي 18 شهرًا من لادته.

عند ملاحظة كل تلك الأمور على الطفل حديث الولادة فيمكن الإقرار بأنها علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة، والتحقق من أن الطفل مصاب بالتأخر العقلي، وفي تلك الحالة يجب الحرص على معرفة كيفية العناية به بطريقة مناسبة ودعمه من أجل أن يتمكن من تطوير نفسه ومهاراته وجعله قادرًا على التواصل مع المجتمع.

اقرأ أيضًا: علاج تأخر النمو العقلي عند البالغين

أسباب التخلف العقلي عند الرضيع

علاوةً على ملاحظة علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة نذكر أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالتخلف العقلي، منها:

1- أسباب تحدث قبل الولادة

قد يصاب الطفل بالتأخر العقلي بسبب بعض الأمور الجينية، فقد يكون السبب في ذلك إصابة الجنين باضطرابات صبغية كمتلازمة داون، ومتلازمة كلاينفلتر، وقد يكون بسبب اضطرابات جينية مفردة نتيجة حدوث خطأ فطري في عملية التمثيل الغذائي، كالقصور في الغدة الدرقية، وجالاكتوز الدم.

كما يمكن أن يكون بسبب بعض المتلازمات العصبية في الجلد، كحدوث ورم في العصب الليفي، أو التصلب، أو التشوهات التي تنتج بسبب خلل الجينات كإصابة الطفل بمتلازمة لورانس مون بيدل، وإصابة الجنين بتشوهات في الدماغ التي تؤدي إلى ولادة طفل رأسه صغير.

2- أسباب بيئية

قد يتعرض الطفل إلى الإصابة بالتأخر العقلي بسبب تعرض الأم إلى بعض الأخطار البيئية، فتعرض الأم إلى المواد الكيميائية والملوثات والتعرض للإشعاعات يؤدي إلى ولادة طفل مصاب بالتأخر العقلي.

يمكن ذلك أيضًا من خلال تناول بعض الأدوية التي تحتوي على مكونات ضارة ولا تصلح للمرأة الحامل، مثل: الثاليدومايد والفينيتوين، كما أن استخدام الأم لبعض المواد أثناء الحمل يؤثر على الجنين ويمكن أن يؤدي إلى تأخره العقلي مثل: الكحول والتدخين.

كما يمكن أن يتعرض الطفل إلى ذلك إذا كانت الأم مصابة بنوع من العدوى، كعدوى الحصبة الألمانية، أو عدوى الفيروسات التي تضخم الخلايا، كما أن المناعة الضعيفة للأم من الممكن أن تؤدي إلى ذلك، وحدوث بعض المضاعفات في الحمل، كالنزيف أو حدوث خلل في المشيمة، كما يكون السبب في ذلك أيضًا إصابة الأم بالأمراض المزمنة، كأمراض القلب ومشاكل الكلى.

3- أسباب تحدث خلال الولادة  

هناك بعض الأسباب التي تحدث أثناء ولادة الطفل تؤثر على عقل الطفل وتصيبه بالتأخر العقلي، ومن أبرزها الولادة المتعثرة، وهذا إذا كان وزن الطفل قليل أثناء الولادة، أو تعرضه للاختناق، ويمكن إصابة الطفل بالتأخر بعد ولادته عند تعرضه إلى التسمم في الدم، أو نقص نسبة السكر في دم المولود، أو حدوث بعض التشنجات.

اقرأ أيضًا: الأطعمة التي تسبب تشوه الجنين

أنواع التخلف العقلي

تختلف أنواع التخلف العقلي في مرحلة الطفولة، باختلاف درجاتها والتي يمكن تحديدها من خلال ملاحظة أداء الطفل، ويمكن تصنيف درجات التخلف العقلي إلى:

1- تخلف عقلي شديد

لا يتعرض العديد من الأطفال إلى هذا النوع من التخلف العقلي، فيمكن أن تكون نسبة الأطفال المصابين بهذا النوع من 3-4 % على مستوى العالم، وتكون درجات ذكائهم ليست منخفضة ولكنها لا تصل إلى درجة الذكاء المتوسطة، ويستطيعون التواصل بشكل قليل ويستطيعون التواجد في التجمعات، كما أنهم يكونون قادرين على رعاية أنفسهم.

2- تخلف عقلي معتدل

تصل نسبة الأطفال المصابين بهذا النوع من التخلف العقلي إلى 10% من الأطفال المصابون بالتخلف العقلي في العالم، وتكون درجات ذكائهم متوسطة، ويستطيعون رعاية أنفسهم بشكل جيد، كما أنه من الممكن من خلال تقديم الدعم في مرحلة الطفولة من تطوير مهارات التواصل لديهم، كما يكونون قادرين على العمل الجماعي ويستطيعون النجاح فيه تحت الإشراف.

3- تخلف عقلي خفيف

يُعتبر أكثر درجات التخلف انتشارًا، حيث يُصاب به العديد من الأطفال بنسبة تصل إلى 85% من المصابين، وتكون درجة ذكائهم جيدة فيمكن أن يصل ذكائهم إلى 75، ويستطيعون التعلم وكسب المهارات في الطفولة، كما يستطيعون الاهتمام بأنفسهم وقد يكتفون ذاتيًا بأنفسهم، وهناك بعض الحالات التي تمكنت من العيش بمفردها.

4- تخلف عقلي عميق

يصاب بعض الأطفال بالتخلف العقلي العميق بنسبة قليلة جدًا على المستوى العالمي، لا تتعدى 2% على مستوى العالم، ويكون الأطفال المصابون بالتخلف العقلي غير قادرين على رعاية أنفسهم، ولا يستطيعون التواصل مع غيرهم، درجة ذكاء منخفضة جدًا، فالسبب في إصابتهم بالتأخر العقلي راجع إلى اضطراب عصبي، ويمكن من خلال تقديم الدعم المناسب لهم تطوير قدرتهم على التواصل والرعاية.

متلازمة داون

يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون من التأخر العقلي بدرجة معتدلة، وتختلف درجة التخلف من طفل لآخر، وتحدث نتيجة وجود خلل في جينات الطفل قبل مرحلة الولادة، ويتميز الأطفال المصابون بمتلازمة داون ببعض الصفات المشتركة في الشكل والنمو، فلهم شكل مميز، ونسبة ذكائهم تكون أقل من النسبة الطبيعية، ولكنها لا تكون منخفضة.

يرجع السبب في إصابة الطفل بها من خلال بعض العوامل الطبيعية والوراثية، فتأخر حمل الأم عن عمر 35 عامًا يزيد من فرص إصابة الطفل بمتلازمة داون، وكذلك إذا كان عمر الأب تعدى الأربعين، كما من الممكن أن يولد الطفل بمتلازمة داون إذا كان هناك طفل آخر في العائلة مُصاب بها.

لذا عند الشك في أن يكون الطفل مصاب بمتلازمة داون، يجب السرعة في اتخاذ الإجراءات المناسبة والقيام بالفحوصات اللازمة للتأكد من ذلك، وكلما تم اكتشاف الحالة مبكرًا كلما زادت فرص العلاج.

اقرأ أيضًا: الأدوية التي تسبب تشوهات للجنين

علاج التخلف العقلي

بعد ملاحظة علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إصابة الطفل بالتأخر العقلي يمكن معرفة الطريقة المناسبة التي يمكن أن تؤثر عليه بالإيجاب، فليس هناك علاج يمكن أن يشفي التأخر العقلي، وإنما بعض المحاولات لتطوير مهارات الطفل المصاب، وذلك من خلال:

  • يمكن استخدام بعض مضادات الذُهان لعلاج الاضطراب السلوكي للطفل، التي ينصح بها الطبيب المختص، فهناك العديد من أدوية الذُهان التي تؤدي إلى بعض التأثيرات السلبية على الطفل.
  • وضع خطة لعلاج الإعاقة الذهنية للطفل من خلال محاولة دعم الطفل ومساعدته على تطوير مهاراته وتعليمه.
  • استخدام بعض الأدوية التي تساعد على التقليل من مشاكل التأخر العقلي بعد وصف الطبيب، والتي منها بعض الأدوية المنشطة، ومُضادات الذُهان، وأدوية تثبط امتصاص السيروتونين.

العديد من الأطفال المصابين بالتأخر العقلي يعانون من السلوكيات العدوانية، التي تُسبب بعض المشاكل النفسية لهم، لذا من الضروري عند التحقق من علامات التخلف العقلي عند حديثي الولادة، والتأكد من إصابة الطفل بالتأخر العقلي عرض الطفل على الطبيب النفسي حتى يتمكن من تشخيصه جيدًا، ومساعدته في التخلص من السلوكيات غير المرغوبة، والتأكد من عدم إصابة الطفل بالمشاكل النفسية.

عند ولادة طفل مُصاب بالتأخر العقلي، من الضروري حرص الأهل على تقبل الطفل، ودعمه من أجل تطوير مهاراته وجعله يتمكن من التواصل بشكل فعال مع المجتمع.

قد يعجبك أيضًا