شعر غزل فاحش قصير من أنماط الشعر التي كانت تستخدم قديمًا، ويعتبر ذلك الشعر ما هو إلا بعض القصائد الجريئة التي تهتم بذكر مفاتن المرأة أو وصف محاسن جسدها، بالإضافة إلى أن هذا الشعر كان مفضل في أيام الجاهلية، وبرع فيه الكثير من الشعراء الكبار مثل امرؤ القيس، ونزار قباني وغيرهم، ولذلك سوف نقوم في هذا الموضوع بتقديم بعض أبيات شعر غزل فاحش قصير من خلال موقع جربها.
شعر غزل فاحش قصير
الغرض من كتابة الشعر الفاحش لكي يكون نوعًا من أنواع الغزل الصريح، واتجه الكثير من الشعراء لكتابة هذا النوع من الشعر لكي يبتعدوا عن الشعر التقليدي أو النمطي، ولذلك سوف نعرض بعض القصائد التي تحتوي على شعر غزل فاحش قصير من خلال الفقرات التالية:
1- معلقة امرؤ القيس
يعتبر امرؤ القيس من الشعراء الكبار الذين برعوا في كتابة الغزل الصريح أو الشعر الفاحش، ومن أبرز ما قاله في الشعر الفاحش الآتي:
سموت إليها بعد ما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى السمار والناس أحوالي
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
حلفت لها بالله حلفة فاجر
لناموا فما إن من حديث ولا صال
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي إذلال
فأصبحت معشوقا وأصبح بعلها
عليه القتام سيئ الظن والبال
يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرء ليس بقتال
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
اقرأ أيضًا: أجمل قصائد الغزل قصيرة
2- قصيدة حوار مع سفرجلتين
ترجع تلك القصيدة إلى الشاعر الكبير نزار قباني، حيث إنه كان من ضمن الشعراء الذين برعوا في كتابة شعر غزل فاحش قصير، وكانت تلك القصيدة من أبرز كتاباته.
أحاور ليلاً.. سفرجلتين دمشقيتين
فأكتظ بالعطر، قبل ابتداء الحوار.
وأكتظ بالشعر، بعد انتهاء الحوار.
وينفجر البرق تحت قميصي..
ونسقط من ركبتيك الحلى والثمار..
فيا امرأة حاصرتني طويلاً..
بعطر السفرجل..
من قال إني أضيق بهذا الحصار؟
ومن قال إني أخاف مواجهة الموج والعاصفة؟
فإني بقطرة عطر صغيره
سأغزو أعالي البحار!!
لجسمك عطر به تتجمع كل الأنوثة..
وكل النساء..
يدوخني كالنبيذ العتيق
ويزرعني كوكباً في السماء.
ويسحبني من فراشي
إلى أي أرض يشاء.
وفي أي وقت يشاء.
لجسمك رائحة الشام، تملاً صدري
فخوخ.. وتين.. ولوز.. وماء..
فكيف أشم على شفتيك الربيع؟
ونحن بعز الشتاء؟ …
يقول سفرجل نهديك.. حين يراني
كلاماً جميلاً..
يقول الذي لم تقله جميع اللغات.
يحرض بحر الرجولة في داخلي..
ويقترف المعجزات.
ويصنع غزل البنات صباحاً..
ويصنع غزل البنات مساء..
وعند الظهيرة،
يصنع خيطان غزل البنات!!
3- قصيدة ليتَ هِنداً أنجزتنا ما تَعِد
الحب في اللغة العربية درجات، فكان الغزل الإباحي أو الفاحش واحدًا من صور الغزل التي يمكن من خلالها التعبير عن مدى الحب والغرام، كما أن كل لفظة يمكنها التعبير عن الحب، ولذلك كان عمر بن ربيعة واحدًا من الشعراء الذين برعوا في ذلك النوع من الغزل، وظهر ذلك في تلك القصيدة.
لَيتَ هِنداً أنجَزتنا ما تَعدْ وشَفَتْ أنفُسَنا مِمَّا تَجِدْ
واستَبدَّتْ مرةً واحدةً إنَّما العَاجزُ مَن لا يَستبِدْ
زَعَموها سَأَلَت جاراتِها وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِدْ
أكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني عَمرَكُنَّ اللهَ، أَم لا يَقتَصِدْ؟
طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِدْ
سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَّرَدْ
حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَدْ
كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَدْ
اقرأ أيضًا: أبلغ بيت شعر في الغزل
4- غزل فاحش لقيس بن الملوح
في صدد التعرف على شعر غزل فاحش قصير، لا يمكن التغافل عن ذكر قصيدة الغزل الصريح أو الفاحش للشاعر قيس بن الملوح الذي برع في جميع ألوان الشعر وخاصة ذلك اللون، وظهر ذلك بوضوح في تلك القصيدة
ما بال قلبكَ يا مجنونُ قد هلعا في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَا..
الحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعا..
طُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه لقد نفى الله عنه الهمَّ والجزعا..
بل ما قرأتُ كتاباً منكِ يبلغني إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَا..
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني حتى إذا قلت هذا صادقٌ، نزعا..
لا أستطيع نزوعاً عن مودتها أوَ يصنع الحب بي فوق الذي صنعا؟
وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِعَتْ أحبُّ شيءٍ إلى الإِنسان ما مُنِعا.
5- قصيدة خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
ترجع تلك القصيدة إلى يزيد بن معاوية والذي يندرج تحت قائمة شعراء الغزل الصريح والشعر الفاحش، ظهر ذلك بشكل كبير وواضح في تلك القصيدة التي ظهرت إلى النور في عصرنا هذا لحكي يغنيها المطرب عبد الرحمن محمد وتلقى إعجابًا من قِبل كل من سمعها.
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
رأيت بعيني في أناملها دمي
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحا تقبل ثغرها
إذا أوضعتها موضع المزج في الفم
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم
فو الله لولا الله والخوف والرجا
لعانقتها بين الحطيم وزمزم
وقبلتها تسعا وتسعين قبلة
براقة بالكف والخد والفم
ووسدتها زندي وقبلت ثغرها
وكانت حلالا لي ولو كنت محرم
ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبه تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا
يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشى حر الجوى
أنواع الغزل الفاحش
لم يكن الغزل الفاحش أو الصريح مقتصرًا على نوع واحد فقط أو طريقة واحدة نمطية، بل كان هناك الكثير من الأنواع التي يستخدمها الشعراء في كتابة قصائدهم، وكان من أبرزها ما يلي:
- الغزل بالمؤنث: انجرف الشعراء وراء شهواتهم عابثين، خاصة بعد انتشار مجالس شرب الخمور واللهو التي كان يخلع فيها المغنيات ملابس العفة، فبدأ الشعر يتحول إلى كلمات إباحية يقوم فيها الشاعر بالتغزل في مفاتن المرأة وجسدها.
- الغزل بالغلاميات: المقصود بالغلاميات الجواري اللاتي لبسن ملابس الغلمان، كما أنهم قاموا بفعل حركاتهم، فأخذ الشعراء يتغزلون بهم في قصائد سُميت فيما بعد بالغزل الصريح أو الفاحش.
- الغزل بالمذكر: لم يكن الأمر مقتصرًا في الغزل الفاحش على النساء فقط، بل كانت الفواحش في تلك الآونة أمر عاديًا، نجد الكثير من الشعراء كانوا يتغزلون بالغلمان ومن أبرزهم أبو نواس.
أسباب شيوع الغزل الفاحش
بالرغم من كثرة أنواع الشعر في أيام الجاهلية إلا أن الكثير من الشعراء اتجهوا إلى كتابة الغزل الصريح أو الشعر الفاحش، ومن أبرز العصور التي ظهر فيها ذلك اللون العصر العباسي وذلك وفقًا للأسباب التالية:
- في تلك الآونة أقبل الكثير من الناس على تناول الخمور، وذلك تأثرًا بالفرس، بالإضافة إلى أنهم تمتعوا بحرية كبيرة ونسوا بها تعاليم الدين الإسلامي، وبالطبع ساقت الخمور الشعراء إلى التغزل في جسد النساء ومفاتنهم.
- تأثر شعراء الجاهلية في العصر العباسي بالمجتمعات المحيطة بهم، فاتجهوا إلى فعل جميع عادات وتقاليد الفرس، كما أنه في تلك الآونة تعددت الديانات بشكل كبير وظهر قوم من الملاحدة الذين لا يعترفون بالدين أو بوجود الله عز وجل، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على عبارات الغزل التي كانوا يلقونها على النساء في الشعر وظهرت في شكل غزل إباحي فاحش.
- من الأشياء التي أدت أيضًا إلى انتشار هذا الغزل هو انتشار ظاهرة جديدة وهي بيع الجواري من جميع الجنسيات، الأمر الذي أدى إلى زيادة الفتن في العصر الجاهلي.
اقرأ أيضًا: شعر بدوي حب وغرام
أبرز شعراء الغزل الفاحش
على مر العصور السابقة برع الكثير من الشعراء في الغزل الصريح الفاحش، ويرجع ذلك إلى انتشاره في عصر الجاهلية بشكل كبير، وكان من أشهر هؤلاء الشعراء ما يلي:
- امرؤ القيس.
- بشار بن برد.
- أبو نواس.
- يزيد بن معاوية.
- مطيع بن أياس.
- عمر بن أبي ربيعة.
- النابغة الذبياني.
- عنترة بن شداد.
- المنخل اليشكري.
- الأعشى
- نزار قباني.
- قيس بن الملوح.
كان من الطبيعي أن ينتشر الغزل الفاحش في عصر الجاهلية قديمًا نظرًا إلى تأثر الناس في ذلك الوقت بالحضارات الأخرى ومن أبرزها الحضارة الفارسية، بالإضافة إلى تخليهم عن قواعد الدين.