حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب

حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب حيث أنه في هذا الزمن تكثر المعاصي والذنوب نظرا لكثرة الفتن، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (القابض على دينه كالقابض على الجمر) لذا هناك مجموعة من الأسئلة التي تدور في أذهان البعض مثل حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب سوف نجيب على ذلك السؤال من خلال هذا المقال عبر موقع جربها.

حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب

حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب

فيما يخص حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب فهو كالتالي:

  • هناك العديد من الأدلة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أن من أذنب ذنبا عليه التوبة والرجوع إلى الله والعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى ومن تلك الأدلة.
  • إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾.
  • في حال ارتكب الإنسان ذنب وتاب عنه وندم واستغفر ورجع إلى الله ثم عاد إلى هذا الذنب مرة أخرى عليه أيضا الاستغفار والتوبة والعزم على ترك هذه المعصية وعدم العودة إليها مرة أخرى لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
  • عَن أَنَس؛ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم فقال: يا رسول اللَّهِ إِنِّي أُذْنِبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: «إِذَا أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ»، قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ»، قَالَ: فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ، قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَعُدْ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ» فَقَالَهَا فِي الرَّابِعَةِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورُ»

حكم من تعمد الإتيان بالذنب والاستغفار بعده

الله تعالى يقبل التوبة عن عباده مهما فعلوا من الذنوب، لكن بشرط عدم تعمد الإتيان بهذا الذنب حيث قال تعالى وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.

لذا كلما فعل الإنسان معصية عليه أن يبادر بالاستغفار والتوبة والإقلاع عن هذا الذنب وعدم الرجوع إليه والله تعالى يقبل ذلك ويتوب على عباده قال الله تعالى.
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ.

هل يغفر الله الذنب المتكرر

إذا ارتكب الإنسان ذنب يجب عليه التوبة والإقلاع عن هذا الذنب والعزم على عدم ارتكابه مرة أخرى كذلك في حال ارتكب ذنب وتاب ثم عاد إلى ارتكاب هذا الذنب مرة أخرى عليه أيضا الاستغفار وطلب المغفرة من الله تعالى وعدم ارتكاب الذنوب والمعاصي مرة أخرى والإصرار على التوبة وعدم اليأس من رحمة الله تعالى.

والشاهد على ذلك الأدلة التي ذكرناها في الأعلى، لأن الله يغفر الذنوب جميعا حتى لو قام العبد بتكرارها بشرط التوبة وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى.

اقرأ أيضًا: هل يعاقبنا الله بعد التوبة

الذنوب التي لا تغفر بالتوبة

هناك بعض الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى في حال عدم توبة الشخص منها قبل الموت ومن تلك الذنوب ما يلي:

الشرك الأكبر

لا يغفر الله تعالى الشرك به حيث يعتبر ذلك من كبائر الذنوب التي يعاقب عليها الإنسان لقوله تعالى.

  • إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء.
  • وقوله صلى الله عليه وسلم (من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النّار).

أكل مال الناس

أيضا من الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى في حال عدم التوبة منها قبل الموت أكل أموال الناس بالباطل والظلم.

  • والدليل على ذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « إنّ المفلس من أمّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثمّ طُرح في النّار»

الشرك الأصغر

  • الشرك الأصغر أنواع منها التشاؤم، سب الدهر، التكبر، العمل الذي لم يقصد به وجه الله، الحلف بغير الله.
  • فاعل هذه الأشياء متروك إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.

القتل

  • يعتبر القتل حق ويتعلق به ثلاثة من الحقوق وهي حق الله تعالى وحق المقتول وحق الوارث.
  • حق الله تعالى ينتهي عن طريق التوبة والرجوع إلى الله، أما حق الوارث يكون هنا مخير بين ثلاثة أشياء إما العفو بمال أو العفو بغير عوض أو القصاص.
  • وبذلك يتبقى حق المقتول يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان، قال جندب: فاتَّقِها.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة التوبة

حكم ارتكاب الذنب وهو ينوي أن يتوب منه

التوبة ذات باب مفتوح من تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا تاب الله عليه والتوبة النصوح هنا معناها الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم الإتيان به وألا يعود إليه طمعا في مغفرة الله ورحمته.
قال تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وفي حال كانت هذه الذنوب تتعلق بحقوق الأشخاص يجب عليه رد تلك الحقوق إلى أصحابها سواء كانت تتعلق بمال أو غيره من الحقوق.

كذلك يجب على المسلم أن يحذر من الشرك بالله لأنه من الممكن أن يرتكب ذنب ولا يتمكن من التوبة، لذا عليه الابتعاد عن كل ما حرم الله تعالى وألا يغويه الشيطان ويفعل الذنب وفي اعتقاد أنه سوف يتوب منه، لكنه يعاقب عليه ويصبح غير قادر على التوبة وبذلك حرمت عليه الجنة ويندم على ذلك في يوم لا ينفعه الندم.
قال تعالى ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).

هل يعاقبنا الله بعد التوبة

أجمع العلماء وبالأدلة التي وردت في الكتاب والسنة أن المسلم إذا ارتكب الذنب وتاب إلى الله توبة نصوحا خالصة لوجه الله فإن الله يقبل توبته ولا يعاقب على هذا الذنب.

الدليل من القرآن الكريم (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) وأما الدليل من السنة قرب الرسول صلى الله عليه وسلم (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

كذلك أمر الله عباده بالإسراع إلى التوبة وترك المعاصي كما توعدهم الله انه سوف يرزقهم مكانة المتقين كما جاء في القرآن الكريم:
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.

شروط التوبة النصوح

التوبة النصوح لها شروط سرف نتعرف عليها من خلال السطور التالية:

  • الندم والحزن على الذنوب والخطايا التي ارتكبها الشخص.
  • الإقلاع عن الإتيان بهذا الذنب خوفا من الله تعالى ورغبة وطمعا في مغفرته ورحمته.
  • العزم على عدم ارتكاب تلك الذنوب والعودة إليها أما الندم عن الذنب مع استمرار ارتكابه يعتبر خلل في شروط التوبة وبذلك لن يقبلها الله تعالى.
  • الشروط السابقة تتعلق بحق الله تعالى، أما في حال كان هذا الذنب في حق العباد مثل الظلم أو أكل مال الناس بالباطل لا يقبل الله توبة العيد حتى يرد الحقوق والمظالم إلى أهلها.

اقرأ أيضًا: هل يغفر الله الذنب المتعمد
وبهذا نكون قد وفرنا لكم حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا