حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة

حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة في إطار القوانين السعودية، في كثير من الأحيان تنشأ بعض الخلافات بين الزوجين وتؤدي إلى حدوث خلل في العلاقة الزوجية، وتكون هذه الخلافات متباينة في أسباب حدوثها وحدتها، لذا سنعرض لكم من خلال موقع جربها حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة.

حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة

في كثير من الأحيان تنشب بعض الخلافات بين الزوجين في علاقتهم ببعض، وتختلف الأسباب وحدة الخلافات التي تنشب باختلاف العلاقة الناشئة بين الزوجين، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة رغبة العديد من السيدات بالطلاق بسبب عدم الراحة، لذا فتتساءل الكثير من السيدات عن آراء الأئمة حول هذا الأمر.

حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة في المملكة العربية السعودية جائز، فأحيانًا يتم الطلاق في حالة عدم الراحة ووجود العديد المشكلات التي تعود بالضرر النفسي أو الجسدي على أحد الأطراف، ولكن في حالة كان الطلاق من الأمور الغير محببة يمكن اللجوء إلى حل المشكلة وديًا، فيكون الطلاق هو الحل الأنسب لمثل هذه الأمور.

فيتم الطلاق من أجل أن يحافظ الزوجين على ما تبقى لهما من احترام للآخر وتجنب حدوث أي مشكلة نفسية للأطفال بسبب الخلافات الواقعة أمامهم بين الآباء، ويجب أن يقوم الزوج بإعطاء الزوجة جميع حقوقها من نفقة على الأطفال أو تأمين مسكن لهم.

اقرأ أيضًا: أنا الزوجة الثانية كيف أتعامل مع زوجي

الأسباب التي تجعل الزوجة تطلب الطلاق

من خلال معرفة حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة يجدر بنا أن نعرف الأسباب التي تجعل الزوجة تطلب الطلاق، فتوجد الكثير من الأسباب التي تجعل الزوجة ترغب في طلب الطلاق، وتتضمن أسباب التي تجعل الزوجة تطلب الطلاق في الآتي:

  • أن يقوم الزوج بإهانة الزوجة أو ضربها.
  • عند شعور الزوجة بأنها تنفر من زوجها ولا تستطيع العيش معه.
  • في حالة عدم تلبية الزوج لاحتياجات زوجته النفسية أو العاطفية أو المادية وشعور الزوجة بعدم الراحة.
  • إذا تم إلقاء القبض على زوجها وظل فترة كبيرة في السجن فمن الممكن أن يتم الطلاق بسبب تضررها من البعد أو الفراق.
  • في حالة كان الزوج من مرتكبي الذنوب والكبائر فمن حق الزوجة أن تطلب الطلاق.
  • إذا قام الزوج بمنع الزوجة من الذهاب لزيارة أهلها أو زيارة أهلها لها في المنزل.

الحالات التي أجاز الدين الإسلامي فيها الطلاق

خلق الله الذكر والأنثى وجعل بينهما الزواج حتى يكون سبب للشعور بالأمان وليسكن كلًا منهما للآخر، كما أن الله جعل الرحمة والمودة هي أحد الأسباب اللازمة من أجل استمرار الزواج، لكن هذا الأمر ليس مؤكد فمن الممكن أن تنشأ الخلافات بين الزوجين التي قد تصل بهم إلى عدم القدرة على العيش سويًا والرغبة في الانفصال.

من خلال الاطلاع على حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة يمكن أن نطلع على الحالات التي أجاز فيها الدين الإسلامي الطلاق، حيث هناك بعض الحالات التي يمكن فيها أن تطلب الزوجة الطلاق من الزوج، وقد تنحصر الحالات التي يمكن فيها الطلاق في الآتي:

1- وجود عيب في الزوج

يعتبر الزوج هو أحد العلاقات التي تجمع شخصين معًا ويجب أن تكون في حالة من المودة والألفة، ولكن من الممكن أن يظهر لدى الزوج بعض العيوب التي تجعل الزوجة غير قادرة على الاستمرار في الزواج، وقد أباح الدين الإسلامي طلب الطلاق في حالة لم تستطع الزوجة إكمال الزواج، وتوجد الكثير من الأنواع لهذه العيوب.

قد اتفق الفقهاء على حق الزوجة في طلب الطلاق بسبب وجود عيب في الزوج، وتم الاستدلال على هذا الأمر بواسطة القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد قال الله عز وجل (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (سورة البقرة الآية 229) فإذا لم يستطع الزوج تلبية حقوق الزوج عليه أن يطلقها بإحسان.

ومن الممكن أن تتلخص العيوب التي يمكن للزوجة أن تطلب الطلاق في حالة وجودها في الآتي:

  • أن يكون الزوج غير قادر على إشباع رغبات الزوجة الجنسية.
  • إذا كان الزوج مصاب بمرض الجنون وهو ذهاب العقل وعدم القدرة على التمييز.
  • في حالة كان الزوج مصاب ببتر أو قطع في أحد أطرافه الأربعة.
  • أن يكون الزوج مصاب بأحد الأمراض الجلدي التي تضر بالزوجة جسديًا أو نفسيًا.

2- عدم إنفاق الزوج على زوجته

في حالة كان الزوج يعاني من فقر شديد أو لا يستطيع أن ينفق على زوجته وفي هذه الحالة أطلق عليه الرجل المعسر وهو الرجل الذي يعجز عن الإنفاق عمن يعول، ومن الممكن أن تكون هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الزوج غير قادر على الإنفاق على زوجته.

وقد لا ينفق الرجل على زوجته مع وجود أسباب أو دون وجود أي أسباب، واختلف الفقهاء في هذا الأمر، حيث قالوا الحنفية أن الزوجة لا يحق لها طلب الطلاق بسبب ظروف زوجها المادية في حالة كان فقيرًا واستدلوا بذلك بالآية (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ) (سورة البقرة الآية 280) والذي يقول الله فيها أن على الزوج أن تنتظر أن يعتدل حال زوجها المادي.

أما المالكية والشافعية والحنابلة فقد رأوا أن الزوجة يحق لها طلب الطلاق في حالة كان الزوج لا يقدر على الإنفاق عليها واستدلوا بهذا من قول الله عز وجل (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا) (سورة البقرة الآية 231) فقد اعتبر الفقهاء عدم إنفاق الزوج على زوجته أحد طرق الاعتداء على حقوق الزوجة التي يجب أن يوفرها لها.

أكدوا المالكية والحنابلة والشافعية هذا الأمر بأن الله تعالى نهى عن وقوع أي ضرر على الطرفين، ومن ضمن الأدلة التي تأكد صحة جواز طلب الطلاق في هذه الحالة هي قول رسول الله صلى الله عليه أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ ما تَرَكَ غِنًى، واليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ تَقُولُ المَرْأَةُ: إمَّا أنْ تُطْعِمَنِي، وإمَّا أنْ تُطَلِّقَنِي” رواه أبو هريرة.

يؤكد هذا الحديث على أن للزوجة حق في طلب الطلاق في حالة كان الزوج معسر وليس له مصدر دخل يمكنه أن يلبي احتياجاتها المادية من خلاله.

3- غياب الزوج عن زوجته

من خلال معرفتنا حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة يجدر بنا أن نعرف حكم الطلاق في حالة غياب الزوج عن زوجته، وفي هذا الأمر اختلف الفقهاء أيضًا فرأى الحنفية والشافعية أن ليس هناك حق للزوجة في طلب الطلاق بسبب غياب زوجها عنها مادام قد ترك لها ما يكفيها من النفقة طوال فترة غيابه.

أما الحنابلة فاتجهوا إلى أن الزوجة لها الحق في طلب الطلاق عند غياب الزوج لمدة غير معلومة دون وجود أي عذر لغيابه، أما إذا وجد عذر لغيابه فليس لها الحق في طلب الطلاق من زوجها.

أما المالكية فاتجهوا إلى أن للزوجة الحق في طلب الطلاق من زوجها إذا غاب لفترة طويلة حتى في حالة وجود عذر لهذا الغياب أو حتى بدون عذر، واعتبروا أن الوطء هو حق الزوجة وواجب على الزوج.

4- وجود خلافات بين الزوجين

إذا وجدت الكثير من الخلافات والمشكلات بين الزوجين والتي قد وصلت إلى أقصى حدتها وخلقت الكره والعداوة بين الزوجين، ومن ضمن هذه الخلافات من الممكن أن يعتدي الزوج على زوجته أو معاناة الزوجة من سوء العشرة مع الزوج أو عدم تحمل الاستمرار في الزواج بسبب الضرر الواقع عليها منه.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف أن زوجتك تخفي عنك شيء

حقوق الزوج في حالة طلب الزوجة الطلاق

كما تعرفنا إلى حكم طلب الطلاق بسبب عدم الراحة يجدر بنا أن نتعرف إلى حقوق الزوج في حالة طلب الزوجة الطلاق، في أغلب الأحيان التي لا تستطيع الزوجة فيها الاستمرار في الزواج يكون الطلاق هو الحل الأمثل لانتهاء ما تمر به هي وزوجها، بالإضافة إلى أن هذا الأمر من الممكن أن يؤثر على صحة أطفالهما النفسية.

في حالة رغبت الزوجة بالطلاق يجب عليها أن تعلم حقوق الزوجة التي يجب أن يحصل عليها بعد إتمام الطلاق، فبجانب أن يكون هذا من مصلحة الزوج فهو من مصلحة الأبناء أولًا، وقد تكمن حقوق الزوج في حالة طلب الزوجة الطلاق في الآتي:

1- التحدث للزوج باحترام

يجب أن يكون التعامل باحترام متبادل بين الزوجين باحترام حتى بعد إتمام الطلاق للحفاظ على صحة الأطفال النفسية، فيجب تجنب حدوث أي خلافات بسبب أي كلام من الممكن أن يخرج عن الزوج أو الزوجة.

2- عدم إفشاء الأسرار الخاصة بالزوج

في حالة وجود بعض الأسرار عن الزوج أو كونه شخص سيء فيجب على الزوجة ألا تفشي مثل هذه الأسرار بعد الطلاق حيث يعتبر هذا أحد آداب التعامل مع الآخرين، لذا يجب على الزوجة احترام أسرار زوجها وعدم استخدام نقاط الضعف في الضغط عليه.

3- الحفاظ على علاقة الأبناء والأب

يجب على الزوجة عدم استخدام الأبناء كوسيلة للانتقام من الأب أو إبعادهم عن والدهم أو حرمان الأب من رؤية أبنائه بعد الطلاق، ويجب أن يكون هناك تواصل مع الأبناء والأب من أجل أن تظل صحة الأطفال النفسية جيدة.

4- الابتعاد عن تتبع أخبار الزوج

يجب أن يعلم كل طرف من الأطراف أن حياتهم سويًا قد انتهت ويجب على كلًا منهم عدم تتبع أخبار الطرف الآخر حتى يستطيع الآخر ممارسة حياته بصورة طبيعية.

اقرأ أيضًا: هل تعتبر الزوجة مطلقة إذا طالت مدة غياب الزوج‏؟‏

5- الحفاظ على التواصل بينكما

لا يعد الطلاق هو الانقطاع بشكل كلي عن الزوج في حالة كان هناك أطفال فالزوج يعتبر هو أب لهؤلاء الأطفال ولا يمكن للزوجة أن تحرم الأب من أبنائه أو رؤيتهم، فهو حق من حقوق الزوج والأبناء، كما أن هذا الأمر يساهم في تخطي مرحلة الطلاق سريعًا.
الطلاق هو أحد المراحل التي يصل إليها الزوجين بسبب الكثير من المشكلات المختلفة، كما أنه توجد الكثير من الحالات التي يمكن للزوجة طلب الطلاق فيها.

قد يعجبك أيضًا