استراتيجيات التدريس التبادلي

استراتيجيات التدريس التبادلي تعد واحدة من أهم طرق التدريس الحديثة، حيث يعد الغرض من التدريس التبادلي هو زياد العمل الجماعي بين الطلاب وبعضهم البعض وبين المعلمين أيضا، حيث تفتح استراتيجيات التدريس التبادلي المجال للطلاب في تنويع طرق التفكير لديهم وتجعلهم يأخذون طرق جديدة للتعلم واكتساب الخبرات والمعلومات عن طريق التحاور لذا فإن استراتيجيات التدريس الجديدة مهمة جدًا وضرورية، وسوف نتعرف على تلك الاستراتيجيات عبر موقع جربها.

استراتيجيات التدريس التبادلي

تنوعت استراتيجيات التدريس بطرق عديدة ومختلفة بحيث يكون الناتج النهائي لها التطوير من المجال التعليمي وإنشاء طالب متعلم بفكر مستنير وحديث ومن أهم محاور تلك الاستراتيجيات ما يلي:

1- التلخيص

يقوم المعلم بإعطاء الطالب فقرة معينة ثم يقوم الطالب بدورة بالاطلاع عليها جيدًا وفهم محتواها ومعاينا الكامنة بداخلها، ثم يقوم الطالب بذكر الفقرة الرئيسية ثوم يقوم بشرع المعاني الداخلة فيها وما هي محتويات تلك الفقرة سواء كانت ثقافية أو مسئولة حسابية، حيث يتم كتابة تلك المعلومات بشكل ملخص وواضح وشامل كل المعاني المرادة بتلك الفقرة ثم بقوم بتطبيقه.

تتم تلك الاستراتيجية عقب تدريب الطلاب على كيفية القيام بها أولًا، حيث يقوم المعلم بإرشاد الطلاب إلى الطرق الصحيحة لكيفية القيام بتلك الاستراتيجية من خلال قراءة الفقرة جيدًا ويحاول استنباط المعلومات المتواجدة فيها والتفكير في محتواها جيدًا والاطلاع على أدوات المساعدة التي تتيح له الفرصة لاستخراج تلك المعلومات سواء على طريق الصور أو غيرها من وسائل المساعدة التربوية.

يتم توجيه الطالب من خلال معلمة بعدم التركيز على النصوص غير المهمة والمكررة حيث يتم تجاهلها عند التلخيص ويتم التركيز على المعلومات المهمة التي تفي بغرض شرح ما يحتويه الدرس أو الفقرة، ويساعد المعلم الطلاب على تلخيص الفقرات المكتوبة وتوضيحها عن طريق وضع خطوط تحتها أو استخدام ألوان زاهية تشد انتباه القارئ.

إذا فالتلخيص هو أن يقوم الطالب بإعادة صياغة ما درسه بشكل موجز عن طريق أسلوبه الخاص مما يساعده على تحديد أفكاره وتنويع أسلوبه البحثي لعملية التعليم فمهمة التلخيص هي مساعدة الطالب على تجميع الأفكار وذكرها تمهيدًا لإتاحة الفرصة لأفكار جديدة في فقرات قادمة، وهناك بعض من الشروط التي يجب توافرها للقيام بعملية التلخيص منها

  • حذف المعلومات المكررة.
  • التركيز على المصطلحات المهمة والعناوين وحذف المكرر.
  • تحديد فترة زمنية لعملية التلخيص.

اقرأ أيضًا: استراتيجيات التعلم النشط الجديدة في اللغة العربية

2- الاستفسار

تهدف عملية الاستفسار إلى قيام الطالب بطرح العديد من الأسئلة التي يشتقها من النصوص أو الدروس، ومن أجل القيام بتلك العلمية يجب على الطلاب أولًا تحديد نوع المعلومات التي يريد الحصول عليها من تلك المواضيع أو النصوص، حيث تهدف تلك العلمية على تنمية قدرة الطلاب في التمييز بين ما هو مهم ومفيد يستطيع السؤال عنه وبين ما هو ثانوي وغير ضروري لا يؤثر كثيرًا في زيادة المعلومات لديه.

  • تعد عملية طرح الأسئلة ليست بالمسألة السهلة حيث يعتبر طرح سؤال جيد أن الطالب قد فهم النص او المادة جيدًا واستطاع أن يصل إلى معلومة جديدة قد يستنبطها من إلقاء ذلك السؤال
  • قبل إلقاء السؤال أو طرحها على المعلم يجب على الطالب مراجعة سؤاله جيدًا والتأكد من أن تلك الأسئلة لها القدرة على جمع المعلومات الكافية التي يبحث عنها الطالب
  • يجب على المعلم أن يستغل الأسئلة استخدامًا جيدًا من معايير التوليد الجيد للأسئلة هي أن تستثير الطلاب للإجابة وتساعدهم على توليد أسئلة جديدة، حيث يعد السؤال الجيد له القدرة على استثارة سؤال جيد غيره.
  • الحث دائمًا على الأداء الجماعي حيث تساعد عملية طرح الأسئلة الجيدة المعلم على زيادة العمل الجماعي لدى الطلاب بأن يشركهم في عملية الإجابة.

أثبتت الدراسات العملية على أن طرح الأسئلة تعد استراتيجية تعليمية جيدة تساعد على تحسين الفهم فهي تساعد المتعلم على زيادة قدرة انتباهه وتذكر المعلومات وتخزينها وزيادة استيعابه، كما ساعدت طرح الأسئلة على تنمية الروح التعاونية داخل الطلاب والمعلمين، حيث إن المجموعات تعمل في سياق تعاوني يقدمون خبراتهم المشتركة فيما بينهم.

3- الاستيضاح

المقصود بتلك العملية أن يقوم الطالب لاستيضاح أفكار معينة من النصوص أو المواضيع أو القضايا المثارة حوله أو توضيع المعاني الصعبة التي قد يجهل عنها غيرة، حيث يقوم الطالب في هذه العلمية بمحاولة الوقوع على أسباب صعوبة فهم الموضوع من كلمات صعبة أو معاني غير واضحة لا تعطي معنى أو معلومات ناقصة.

تعد عملية الاستيضاح من أهم عمليات استراتيجيات التدريس التبادلي، حيث تدفع الطالب إلى المزيد من البحث والقراءة أو طرح الأسئلة الجديدة التي توضح له ما يريد من معلومات حول تلك القضايا أو الدروس.

 4- التنبؤ

تهتم عملية التنبؤ بمشاركة الطلاب في عملية التخيل والتوقع والتخمين لما تحتويه نقطة في درس ما أو موضوع في قضية معينة، حيث تطلب تلك الاستراتيجية من الطالب أن يقوم بطرح فروض وتنبؤات معينة حول ما يمكن أن يكون مراد من تلك النصوص أو القضايا، حيث تعد تلك الفروض أو التنبؤات هدف يسعى الطالب للوصول إلى حقيقته سواء تأكيدها أو رفضها.

كما تساهم استراتيجية التنبؤ في عملية فهم الطالب لدلالات ومعاني الكلمات صعبة، حيث إن قراءة الموضوع وتقسيمة إلى موضوعات صغيرة فرعية يتيح للطالب الفرصة إلى توقع ما يريده الموضوع من غير ما يكمل قراءته أو دراسته.

تعتمد تلك الخاصية على مهارة الطلاب في استرجاع ما لديهم من معلومات سابقة حول المواضيع المشابهة وربطها بما يجدون أمامهم من معلومات جديدة أو مشابهة، كما تنمي لديهم القدرة على النقد الجيدة فضلًا عن استثارة مخيلتهم وتقويتها.

يجب على المعلم أن يساعد الطلاب في عملية التنبؤ وإرشادهم إلى الطريق الصحيح لفعل تلك العملية بالطريقة الصحيحة التي تساعدهم على الوصول إلى مرادهم وذلك عن طريق، قراءة العنوان الأصلي للموضوع بعناية وقراءة الموضوعات الفرعية جيدًا، قراءة بعض من الجمل في الفقرة الأولى والسطر الأول من كل فقرة في الموضوع، الاستعانة بالأسئلة التي يتضمنها الموضوع.

اقرأ أيضًا: الفرق بين التعليم والتدريس وطرق التعليم الحديثة

ما هي خطوات تطبيق استراتيجيات التدريس التبادلي؟

لتطبيق تلك الاستراتيجيات من قبل المعلم يجب عليه أن يعرف ما هي الاستراتيجية التي يجب عليه اتباعها وما هو العائد منها وتلك بعض من الخطوات الواجب اتباعها:

  1. يجب على المعلم اختيار الاستراتيجية الصحيحة التي من خلالها تعطيه الناتج الذي يبحث عنه.
  2. يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات متكونة من 4-5 أفراد في كل مجموعة.
  3. تعيين قائد على كل مجموعة بحيث تتم مراعاة التبادل فيما بينهم كل فترة.
  4. يتم منح كل طالب مهمة معينة يقوم بها خلال الحصة التعليمية.
  5. يقوم المعلم بتدريب الطلاب على تنفيذ تلك الاستراتيجية التي قد خصصها لهم حتى يتم إتقانها من قبل الطالب.
  6. بدأ تنفيذ الاستراتيجية من قبل الطالب بعد اتقانها ويستمر المعلم في متابعة المجموعات ومشاركاتهم مع تقديم الدعم لهم عند الضرورة والوقوف على الإيجابيات والسلبيات من تلك الفاعلية.
  7. بعد انتهاء العملية يتولى كل قائد شرح كيفية تنفيذ المهمة التي وكلت لهم وما هي الإجراءات التي اتبعتها مجموعته للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

ما هي مميزات استراتيجيات التدريس التبادلي؟

عند دخول استراتيجيات التدريس التبادلي تركت أثرًا كبيرًا في المجال التعليمي والثقافي لدى المعلمين والطلاب مما أدى إلى التطور والنهوض بالعملية التعليمية في الكثير من النواحي ومن أهم تلك المميزات:

  • تنمية القدرة على الحوار والمناقشة بين الطالب والمعلم.
  • زيادة الدافع والرغبة بداخل الطلاب في عملية القراءة والبحث عن المعلومات الجديدة.
  • المساهمة في عملية تطوير قدرات الطلاب العقلية والفكرية ومهارات استنباط المعلومات.
  • العمل على تقارب قدرات الطلاب الفكرية عن طريق المشاركة بحيث يتقارب الطالب ذو القدرة العالية مع الطالب الضعيف وتنمية الثقة الداخلية لديهم وتشجيع مشاركة الطلبة الخجولين للمشاركة في الأنشطة.
  • يسهل تنفيذ تلك الاستراتيجيات في الصف الدراسي ومع كل المواد الدراسية حيث تعد تلك الطرق بسيطة وسهلة في تنفيذها.
  • تعزيز التغذية الراجعة للطلبة ومساعدتهم على المشاركة الإيجابية.

ما هو دور المعلم في استراتيجيات التدريس التبادلي؟

للمعلم دور كبير جدًا بشكل عام في المسيرة التعليمية، وبوجه خاص في استراتيجيات التدريس التبادلي، وهذا ما سوف نبرزه عبر النقاط التالية:

  • يساعد المعلم الطلاب على العمل الجماعي وتنمية المشاركة الجماعية لديهم.
  • يساهم في بناء الأنشطة الجديدة وخلق نوع من التحفيز لدى الطلاب.
  • سهول إيصال المعلومات لدى الطلاب عن طريق استخدام الوسائل التعليمية الحديثة.
  • المساهمة في تنوير الفكر واستخراج المعلومات لدى الطلبة والمحاولة على اتساع مداركهم.
  • المساهمة في تكوين الأنشطة المختلفة التي تساعد على القيام بتلك الاستراتيجيات.
  • تقديم يد العون والمساعدة للطلاب في الوقت الذي يحتاجون إليه فيه.

اقرأ أيضًا: رؤية 2030 في التعليم ومراحل تنفيذها والأهداف الاستراتيجية لها

ما هو دور الطالب في استراتيجيات التدريس التبادلي؟

للمتعلم دور كبير في عمليات التدريس التبادلي فهو العمود الأساسي للقيام بمثل تلك الاستراتيجيات التي تعمل على تطويره وتعليمه بشكل جيد، وهذا ما سنوضحه عبر الآتي:

  • يساهم الطالب في تطوير النشاطات والمواقف التعليمية مع المعلم، وأن يكون له القدرة على الاستنتاج وتنفيذ المعلومات الجديدة.
  • عدم الوقوع على ما تعلمه فقط بل يجب علية ربط المعارف السابقة بالمعارف الجديدة، وأن يكون له القدرة على التخيل والاستنتاج والتوقع بكل ما هو جديد.
  • تلخيص المعلومات الجديدة المكتسبة وتحديد ما هي أهم فقراتها ويتم كتابتها وحفظها.
  • في حالة عدم معرفة شيء أو الجهل بمعلومة ما يجب على أن يسأل معلمة وتتم عملية المناقشة فيما بينهم حتى يصل إلى مراده.

شهدت العملية التعليمية تطورًا كبيرًا من حيث أدوات التدريس الحديثة والطرق العلمية المستخدمة في إيصال المعلومات مما جعلها في حالة تحديث وتطور مستمر.

قد يعجبك أيضًا