آيات قرآنية عن جبر الخواطر

آيات قرآنية عن جبر الخواطر تهدئ كثيرًا من روع قارئها، فأن جبر الخواطر يُعد من الصفات التي تؤكد على نقاء القلب وسمو النفس وسلامتها، فالله سبحانه وتعالى من إحدى اسمائه الحسنى الجبار، أي الجابر للقلوب والنفوس وكان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من أحد أدعيته (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني) لذلك سوف نقوم من خلال موقع جربها بعرض آيات قرآنية عن جبر الخواطر.

آيات قرآنية عن جبر الخواطر

إن الله سبحانه وتعالى يسر لنا الكثير من الأسباب التي تُساعدنا على التقرب له، وجمع الكثير من الحسنات التي تكون شفيعة لنا في يوم القيامة، ومن ضمن تلك الأسباب اليسيرة هي (جبر الخواطر).

قد يعتقد الكثير من الأشخاص أن الصلاة والصوم والزكاة وكذلك القرآن وأركان الإسلام الخمس هي فقط العبادات التي يجب أن يقوم بها المسلم، ولكن هناك بعض العبادات الفرعية التي تمنح الشخص الكثير من الشعور بالسلام والرضا.

فتلك العبادات الفرعية التي نقوم بها لها الكثير من الفضل على حياتنا اليومية، كما أنها من أخلاقنا الإسلامية

جميع الأديان السماوية تحث الإنسان على جبر خواطر الأشخاص وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحدثت عن جبر الخواطر ومن ضمن تلك الآيات ما يلي:

  • (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) سورة عبس

تتحدث الآية الكريمة عن عبد الله بن أم مكتوم الذي ذهب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأله في أمر ما كما ذكرت أم المؤمنين السيدة عائشة، كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عنده أحد رجال عظماء المشركون، فحزن ابن مكتوم لأن الرسول منشغل عنه في الحديث، فنزلت تلك الآية الكريمة على الرسول.

  • (ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) سورة الضحى

وتُعد تلك الآية من أروع الآيات القرآنية التي توضح مدى العطاء الإلهي الذي لا ينقطع.

  • (إن الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [من سورة القصص: 85]

نزلت تلك الآية القرآنية من أجل مواساة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، حينما خرج من مكة بعد اشتداد أذى المشركين له وللمؤمنين.

  • (لَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)

وتوضح تلك الآية الكريمة عظمة الله سبحانه وتعالى ورحمته حيث أوحى لسيدنا يوسف ليجبر بخاطره لأن قد تم إيذائه من قبل أخوته، وكان يشعر حينها بالألم والانكسار من ذلك الفعل، لذلك يحثنا الله على جبر الخواطر المنكسرة.

  • (أما الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10))

تم ذكر تلك الآية الكريمة في سورة الضحى، وتُعد من أكثر الآيات التي توضح جبر خواطر الأخرين سواء كانوا كبارًا أم صغارًا فهي من التوجيهات الربانية التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، وتؤكد على معاني الرحمة التي يجب أن يتصف بها الشخص المسلم.

  • (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)

أنزل الله سبحانه وتعالى تلك الآية ليُطيب بها خاطر المؤمنين بعد أن تم هزيمتهم من قبل فارس بين أذرعات، حيث حزن النبي والمؤمنين لأن الروم كانوا من أهل الكتاب.

اقرأ أيضًا: كلام عن جبر الخواطر قصيرة

أدعية لجبر الخواطر

استرسالًا في عرض َ آيات قرآنية عن جبر الخواطر سوف نقوم بعرض بعض الأدعية  حيث أن لجبر الخواطر أفضال عظيمة على الإنسان وهذا ما أكدته بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أيضًا فعنْ أَبِي هُرَيْرَة َ- رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ِ صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)
يُعد هذا الحديث من أكثر الأحاديث التي تؤكد فضل جبر الخواطر في حياة الإنسان ويوم العرض، فهي الأخلاق التي يجب على كل مسلم أن يتصف بها وهناك بعض الأدعية الخاصة بجبر الخواطر والتي يُمكن أن ندعو بها ومنها:

  • اللهم أنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.
  • اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفس سوءٍ.
  • اللهم أجعلنا من اللينة قلوبهم وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
  • اللهم لك الحمد على ضر مس قلبي وألمًا ازداد به أجري، فلك الحمد على كل حال.
  • اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك السلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار.
  • اللهم أسألك بكل اسم سميت به نفسك وأنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.

اقرأ أيضًا: كيف تصبح شخص اجتماعي ومحبوب

فضل جبر خواطر المعسرين

إن المعاملة الحسنة بين الأفراد تعمل على نشر التآخي والمحبة بين الأشخاص، ويُهد جبر الخواطر من المعاملات التي تبعث على المجتمع المحبة والسلام، كما أن جبر خواطر المعسرين له الكثير من الأجر عند الله عز وجل.

ويجزي الله عز وجل من يقوم بجبر خاطر شخص معسر ويفك عليه كربته خير الجزاء لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فكل ما يقوم به الإنسان من أعمال خيرة مكتوبة عند الله سبحانه وتعالى وسوف يُجازى بما عمل.

كما تم ذكر آيات قرآنية عن جبر الخواطر بصفة عامة كذلك يوجد بعض الأحاديث التي توضح فضل جبر خواطر المعسرين في الدنيا ومن ضمن الأحاديث التي توضح جبر خواطر المعسرين ما يلي:
َعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (إِنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْراً قَطُّ، وَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ؛ لَعَلَّ اللَّهَ – تَعَالَى – أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ، قَالَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْراً قَطُّ؟ قَالَ: لا، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ لِي غُلامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاس إِذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى، قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ؛ لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، قَالَ اللَّهُ – تَعَالَى -: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ)
اقرأ أيضًا: دعاء جميل جدًا يريح القلب

فضل جبر خواطر المكروبين

إن رسم البسمة على شفاه شخص مكروبُ له الكثير من الجزاء فلقد ذكر في أحد الأحاديث النبوية الشريفة عن فضل ذلك فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
(أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِناً عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِناً عَلَى ظَمَـأ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِناً عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّة

كما جاء في حديث أخرعَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما -، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْراً، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ نْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لهُ، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَام”
وذلك يؤكد على أن كل ما يقوم به الإنسان لمساعدة أخاه المسلم وجبر خاطره له ثواب وفضل عظيم وخير الجزاء عند الله، كمال يجب أن نوضح أن جبر الخواطر لا يكون بالمساعدة المادية فقد، ولكنه يكون بالابتسامة والقول الطيب فهو لا يحتاج إلى الكثير من الجهد، فمجرد التبسم في وجه الآخرين يعد من جبر الخواطر التي يُحثنا عليها الله عز وجل.

إن ديننا الحنيف يُحثنا دائمًا على الأقبال على فعل الخير وتزيين القلب والروح بالرحمة والعطف على الآخرين وجبر خواطرهم، فتلك العبادة اليسيرة قد تكون سببًا في تفريج كرب وهمًا عظيم.

قد يعجبك أيضًا