علم النفس ولغة الجسد

علم النفس ولغة الجسد هما المفتاح لفهم الشخص الموجود أمامك، وهما الحل لكل من يريد أن يكتسب خبرة اجتماعية تنمي مهارات التواصل في الحياة.

ربما نكون الحياة معقدة بعض الشيء ونجد تلقائيتنا وخبرتنا المحدودة لا تؤهلنا لفهمها؛ لكن بعض العلوم تفعل لذلك يسر موقع جربها أن يقدم العلاقة بين علم النفس ولغة الجسد.

أسرار لغة الجسد في علم النفس

لا يعلم الكثير قدرة الجسد على الحديث نعم، فالجسد يتحدث ويخبر عما نشعر به بل وعما نفكر به، فهو أكثر صدق من اللسان.

كذلك الجسد هو الثرثار في المناقشات فإن ما يخبره جسدنا أكبر بكثير مما يخبر به اللسان، ففي المرة القادمة التي تخوض فيها أحد النقاشات تأكد مما يقوله جسده واستمع جيدًا لما يقوله جسد الشخص الآخر.

لغة الجسد هي لغة لا إرادية فمهما حاولت أن تخفي مشاعرك سيفضح جسدك هذا الأمر، فمثلًا إذا كانت فتاة تتحدث عن مدى سعادتها في الحياة الزوجية، وبينما هي تسرد تلك القصة الرومانسية السعيدة كانت تقوم بخلع خاتم الزواج.

هنا تتجلى تعاسة السيدة ورغبتها في الخروج من هذه العلاقة والتخلص من هذا القيد، وأثناء قراءة لغة الجسد يجب عليك التدقيق في الظروف المحيطة.

فمثلًا جلوس سيدة وهي تضم الرجلين سويًا قد يعني أنها متعالية في لغة الجسد، ولكن إذا كانت ترتدي تنورة قصيرة فالسبب وراء هذه الوضعية بالتحديد هو الحماية، ولكي تكون قارئ متمرس في لغة الجسد عليك أن تكون على وفاق بملاحظة التفاصيل.

اقرأ أيضًا: صفات الشخص المستفز في علم النفس

لغة الجسد بين الحضارات

إكمالًا لفهم لغة الجسد وعلم النفس، فعلى الرغم من أن الحضارة الإنسانية تتشابه في الكثير من النواحي، إلا أنه عندما نذكر لغة الجسد يكون هناك بعض الفوارق التي تعكس الاختلافات بين الحضارات.

فمثلًا إذا دخلت على امرأة عارية ففي بعض الحضارات الرد الفعلي البديهي هو تغطية الجزء العلوي من جسدها، وفي بعض الحضارات الأخرى سيكون الرد الأسرع هو ستر الجزء السفلي منها.

يرجع هذا الاختلاف لتباين الأفكار عن جسد المرأة، فكما أن اللغة المنطوقة تختلف في الكثير من الأحوال، كذلك لغة الجسد وعندما تتعامل مع شخص من جنسية أخرى يجب عليك معرفة ولو جزء بسيط من لغة الجسد الدارجة.

اقرأ أيضًا: حركات اليدين في علم النفس

كيف تستخدم لغة الجسد لصالحك

كما تسعى لاكتساب المهارات اللغوية الجديدة كل يوم والاطّلاع على المصطلحات الشبابية لتظهر بصورة أكثر لطفًا، فكذلك يمكنك أن تبعث بالرسائل التي تخبر العالم من خلالها كم أنت رائع وواثق.

لا يمكنك أن تبعث ببعض الرسائل الإيجابية عن مدى قبولك لذاتك، وتصالحك مع إخفاقاتك بينما يعترف جسدك بالكذب المولود من بين شفاهك، لذلك فإن لغة الجسد كسائر اللغات يمكنك تقوية مهاراتها من خلال التدريب المستمر.

بينما تعزز من مهارات لغة الجسد تذكر أنها هي ستُفيدك في مقابلات العمل، وستعمل لصالحك أثناء بناء علاقات اجتماعية جديدة حتى عند التعبير عن الحب ستؤيد صدقك.

لذلك يمكنك التعمق أكثر في هذا العلم الممتع وتطبق المعرفة خلال يومك، وتعاملاتك مع الأصدقاء أو حتى أثناء التعاملات في وسائل النقل العامة.

كما أن تعزيز لغة جسدك يأتي من تعزيز الثقة الداخلية بالنفس وتذكر أن هذه اللغة تتميز بالصدق، وصدقك الداخلي أهم من الصدق مع الآخرين، والمفتاح لباب التعبير الجسدي عن أفكارك.

لغة الجسد ما بين رؤساء العالم

عندما يخرج الرئيس ليتحدث عن إنجاز من إنجازات حكومته أو ليُعلن قرار جديد وحينما نتحدث عن المناظرات الانتخابية، فلا يخرج الرئيس هكذا من تلقاء نفسه بل يقوم باستشارة خبراء لغة الجسد.

لأن تلك اللغة البسيطة التي قد يتساءل البعض عن وجودها لها تاريخ طويل بالإتاحة بالرؤساء، لذلك فالمناظرات السياسية لا تمر مرور الكرام بل تخضع للكثير من التحليلات.

كما أن أكبر مثال هو مناظرة بايدن وترامب، حيث استخدم الأول قلم ليخفي الغضب والقلق المصاحب له، واعتمد الثاني على أسلوب المقاطعة والإسقاطات النفسية.

فعلى الرغم من أن تلك الناظرة لم ترتقي إلى المناظرات الأمريكية السابقة، إلا أن الشعب الأمريكي أعطى لها أهمية كبيرة نظرًا لانقسام رأي الشعب الأمريكي والتقارب في نسبة هذا الاختلاف.

أشهر الإيماءات في لغة الجسد

إذا كنت تريد أن تعرف الحروف الأولي من لغة الجسد في علم النفس، فعليك التدقيق في الحركات واستنباط المعنى منها، ومن أبرز الإيماءات التي قد تفيد ما يلي:

  • الحركة الأشهر على الإطلاق في علم النفس هي لمس الأنف، وهنا تدل على الكذب أو محاولة الشخص لإخفاء الحقيقة.
  • فرك الأصابع أو تشابك اليدين عن طريقهما هي صوت صارخ يدل على التوتر الكبير الذي يشعر به الشخص المتحدث، ويلجأ إلى هذه الحركة حتى يشعر بالراحة ويسمى علماء النفس تلك الحركة من لغة الجسد، بالملامسة الذاتية فهو يريد لجسده أن يشعر بالراحة.
  • لمس الأذن دليل على عدم تصديق العقل لكلام المتحدث.
  • حك منطقة الذقن مع التأكيد على فهم الكلام، فهو يدل على عدم وصول المعلومة إلى العقل المستقبل.
  • الذراعين المتشابكة المؤيدة بحركة بطيئة من العين تُعبر عن الشعور بالملل، وفي بعض الحالات يدل على الاعتراض.
  • اليد المفتوحة تعني الصدق والشعور بالخضوع.
  • الذراعين المنتصبتين تعبر عن الحالة الدفاعية السلبية.
  • اتساع بؤبؤ العين يعبر عن السعادة الغامر التي يشعر بها الإنسان أو يعبر عن الإعجاب الشديد، وتعبيرات العين من أسهل الإيماءات المقروءة ذلك لصعوبة التحكم فيها مهما حاولنا، وهذا التعبير بالذات أكثر ما يكشف عن القلب المحب.
  • الحك المستمر للعين يعبر عن عدم الموافقة على الحديث.
  • وضع اليد على الرقبة يقول إنني قد اقتنعت بفكرتك وبدأت التخلي عن خاصتي.
  • الرأس المرفوعة والخطوة الواسعة الواثقة تعبر عن قوة الشخصية، والجاذبية التي يتمتع بها الشخص.

اقرأ أيضًا: لغة العيون في علم النفس

طريقة الجلوس في لغة الجسد

طريقة الجلوس هي القواعد في لغة الجسد؛ لذلك يجب التعرف عليها وحفظها عن ظهر قلب ومن الطرق الشائعة في الجلوس ما يلي:

  • الجلوس بقدمين ثابتتين يعبر عن استقلال الشخصية، واتباع الأسلوب العلمي في التحليل والتعامل مع المشكلات.
  • استقامة الظهر أثناء الجلوس تدل على دقة الملاحظة والقدرة على التقاط التفاصيل.
  • الشخص الذي يغوص في المقعد أثناء الجلوس تدل على شعوره بالاسترخاء والثقة الكبيرة في النفس.
  • الجلوس على حافة المقعد، فهنا الجسد يقول إنه يعاني من التوتر وتأتي التصاق القدمين علامة على التأييد على هذا القلق.
  • تشابك القدمين أثناء الجلوس رسالة قوية من الجسد على التعالي أو الثقة الزائدة في النفس، ولكن عليك الأخذ بالاعتبار أن هذه هي الوضعية المريحة لفئة كبيرة من الناس.
  • الجلوس مع يدين مفتوحتين يدل في لغة الجسد على البراء والصدق والانفتاح على المحيطين.
  • الجلوس والرجلين بينهما مسافة بعيد يُعني الاسترخاء وكذلك الانفتاح.
  • وضع رجل فوق الأخرى أثناء الجلوس مع التحريك المستمر لهما هو رسالة واضحة بالشعور بالملل من الحديث.

لغة الجسد في علم النفس هي ما يعبر بها جسدك عن نفسه، شعوره وأفكاره حتى إذا رفض اللسان التعبير، ورغم الاختلاف من حضارة إلى أخرى إلا أن الأساسيات تظل واحدة، فهي اللغة التي تجمع العالم.

قد يعجبك أيضًا