أدوات نصب الفعل المضارع

أدوات نصب الفعل المضارع تعد من أهم الأدوات النحوية في اللغة العربية، فوجودها في الجملة يغير من إعراب الكلمات فيها، وبالتالي فإن معنى الجملة يتغير.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع جربها سنعرض لكم أدوات نصب الفعل المضارع، وبعض الأمثلة من آيات القرآن الكريم على نصب المضارع، وإعراب تلك الأمثلة.

أدوات نصب الفعل المضارع

الكلمات في اللغة العربية من حيث النوع أربعة، اسم وفعل وحرف واسم فعل، ومن حيث القواعد فهي نوعان فقط، فالكلمة إما أن تكون معربة بغض النظر عن كونها اسمًا أو فعلًا، أو تكون مبنية دون أي تفريق أيضًا.

لكن ما يختلف في الإعراب هو ماهيته، فالإعراب في الأسماء يكون بالرفع والنصب والجر، بينما الإعراب في الأفعال يكون بالرفع والنصب والجزم، لكن هذا ليس الفارق الوحيد في الإعراب بين الأسماء والأفعال.

فالاسم يعرب حسب موقعه الإعرابي في الجملة، بينما الفعل يتأثر بما قبله من كلمات، لذلك فإن المضارع يكون مرفوعًا طالما لم تسبقه أدوات جزم الفعل المضارع، أو أدوات نصب الفعل المضارع.

أدوات نصب الفعل المضارع تنقسم إلى مجموعتين حسب ما يتعلمه الطلاب في وزارة التربية والتعليم المصرية.

المجموعة الأولى هي ما درسوه في المرحلة الابتدائية والصف الأول الإعدادي، وهي خمس أدوات (أن، لن، كي، حتى، لام التعليل)، أما الثانية فهي ما درسوه في الثانوية وهي ثلاث أدوات (فاء السببية، واو المعية، لام الجحود).

اختلف العلماء في تسميتها، فمنهم من قال إنها أدوات، لأنها تساعد على تغيير إعراب الفعل المضارع، ومنهم من قال إنها حروف لأن النحو العربي لم يعرف فيه أدوات، وعلى كلٍ فإن حروف نصب المضارع لها إعراب خاص بها.

قال عدد من علماء النحو إن الحروف في العموم لا محل لها من الإعراب، ومنهم من قال إنها حروف مبنية (وهو القول الأرجح)، لكن يلزم التفريق بين “أَنْ”، “أَنَّ”، ذات النون المضعفة فهي من أخوات إن وتدخل على الجملة الإسمية فقط.

بينما الناصبة للمضارع نونها ساكنة، إذا جاء بعد هذه الأدوات الثمانية فعلًا مضارعًا ينصب وجوبًا.

اقرأ أيضًا: أنواع النصوص في اللغة العربية

ملاحظتان على بعض أدوات نصب المضارع

قد عرضنا لكم أدوات نصب الفعل المضارع، وأوضحنا لكم بعض الملاحظات الإملائية عنها، لكن هناك بعض الملاحظات ذات أهمية نحوية عن نصب الفعل المضارع سنعرضها لكم في سطور هذه الفقرة.

1- عمل حروف نصب الفعل المضارع

حروف نصب الفعل المضارع يقسمها علماء النحو على تصنيف العمل، فهناك بعض الحروف التي لا تنصب الفعل المضارع دون الحاجة إلى شروط كي تنصب المضارع، وهذه الحروف هي (واو المعية، وفاء السببية، ولام الجحود).

لام الجحود لها شرط واحد لعملها، وهي أن تسبق بكان أو إحدى أخواتها منفية، ولا يشترط أيٍ من حروف النفي، فقد تكون منفية بما النافية، أو بلا النافية، أو بلم، وفي أي من هذه الحالات تنصب المضارع، ولا يتوقف عملها إلا بإثبات كان أو عدم وجودها.

أما فاء السببية وواو المعية فكلاهما يلزمه أن يسبق بنفي أي كان، أو بطلب، لكن واو المعية يجب أن يكون ما بعدها فعلاً مضارعًا وقبلها فعل، فهي من الأدوات التي تعمل مع الأسماء والأفعال، فإن وقع بعدها اسم يُعرب مفعولًا معه منصوب بالفتحة.

اقرأ أيضًا: أدوات جزم الفعل المضارع الجازمة

2- إضمار أن الناصبة للمضارع

قيل في شرح ألفية بن مالك إن من الحروف التي تنصب المضارع ظاهرة أو مضمرة “أن”، وتضمر أن في أربع مواضع، وهي:

  • جاءت بعد لام الجحود.
  • وقعت بعد لام التعليل.
  • وقعت بعد لام الجر.
  • جاءت بعد حروف العطف.

إعراب الفعل المضارع المنصوب

أدوات نصب الفعل المضارع دورها الرئيسي إن دخلت على الفعل المضارع هو تغييرها لإعراب الفعل المضارع من حالته الأساسية ألا وهي الرفع، إلى حالة النصب، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم علامات نصب الفعل المضارع.

العلامة الأصلية لنصب الفعل المضارع هي الفتحة، سواء أكان الفعل المضارع ناقصًا “ينتهي بحرف علة”، أو صحيحًا، فلا يتغير نصب الفعل المضارع إلا في حالة واحدة وهي كون الفعل المضارع من الأفعال الخمسة.

الأفعال الخمسة هي بعض الضمائر التي تدخل على الفعل المضارع فقط دونًا عن غيره من الأفعال، وهذه الضمائر هي (واو الجماعة، ألف الاثنين، ياء المخاطبة)، وسميت بالأفعال الخمسة على الرغم من وجود ثلاثة ضمائر فقط بسبب أوزانها الخمسة.

فواو الجماعة تأتي للمخاطب والغائب (وزنين)، وألف الاثنين تأتي للمخاطب والغائب (وزنين)، بينما ياء المخاطبة تأتي في وزن واحد فقط، وما يميز هذه الضمائر هو رفعها للمضارع بالنون، وفي حالة النصب يكون الفعل المضارع منصوبًا بحذف النون.

مثال على علامتي إعراب المضارع:

  • (لن أتركك حتى تكف عن أذية القطط)، “أتركك” فعل مضارع منصوب بالفتحة، والكاف في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر، وتكف مضارع منصوب بالفتحة.
  • (لن أترككما حتى تكفا عن أذية القطط)، أترككما فهي مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لوجود أحد ضمائر الأفعال الخمسة (ألف الاثنين).

تكفا فعل مضارع منصوب بحذف النون لاتصاله بضمير من الأفعال الخمسة (ألف الاثنين).

اقرأ أيضًا: أدوات الربط في اللغة العربية

أمثلة من القرآن على نصب الفعل المضارع

جعل علماء النحو علمهم في خدمة القرآن الكريم، والمسلمين الداخلين إلى الدين من غير العرب، لذلك سنعرض لكم في سطور هذه الفقرة عددًا من الشواهد القرآنية على المضارع المنصوب، ومنها:

  • الآية رقم 184 من سورة البقرة (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، تصوموا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لاتصال المضارع بأحد ضمائر الأفعال الخمسة (واو الجماعة).
  • الآية رقم 187 من سورة البقرة (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ)، يتبين: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة، لاستباقه بحرف من حروف النصب.
  • سورة البقرة الآية 245 (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، فيضاعفه: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة لاتصاله بقاء السببية.
  • الآية رقم 127 من سورة آل عمران (لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ)، ليقطع: مضارع منصوب بالفتحة لاتصاله بلام التعليل.
  • (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ) “سورة غافر الآيتين 36، 37”.

أطلع: فعل مضارع سبق بفاء السبية فأصبح منصوبًا، وعملت فاء السببية لوجود طلب في الآية السادسة والثلاثين في قوله تعالى (لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ).

  • الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأنفال (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

ليعذبهم: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة لاتصاله بلام الجحود، وعملت لام الجحود بسبب وجود نفي لكان في قوله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ).

الأدوات الموجودة في النحو لها أهمية كبيرة في اللغة العربية، فهي تفرق في المعنى من نفيٍ إلى إثبات، والحرص على تعلمها يزيد من حصيلتك اللغوية ويجعلك لسانك فصيحًا.

قد يعجبك أيضًا