شعر عن الحب والعشق والهيام

شعر عن الحب والعشق والهيام من شأنه أن يشعل القلوب ويسمو بالروح والوجدان إلى عنان السماء، فإن القصائد الشعرية من الممكن أن تذيب الفؤاد ولعًا إن كان سامعها مغرم باللغة العربية الجميلة التي تحتوي على الكثير من المعاني والكلمات التي لا تنفذ، لذا ومن خلال موقع جربها سوف نستفيض معكم في أجمل أبيات شعرية عن العشق والحب العميق عبر السطور التالية.

شعر عن الحب والعشق والهيام

لغتنا العربية هي أجمل اللغات وأثقلها، فلا يمكن أن يجد أي من الأشخاص لغة من شأنها أن تحتوي على ذلك الكم الهائل من المعاني مثلما تحتوي لغتنا الجميلة التي من شأنها أن تدرس لأجيال وأجيال، فهي لغة النوابغ التي تسمو بالروح وتأخذها في آفاق بعيدة.

لذا عندما نسمع الشعر باللغة العربية نسرح في أشياء من بالغ جمالها لا نود أن نعود إلى الواقع مرة أخرى، ما بال الأمر إن كان الشعر عن الحب والعشق والهيام، تلك المشاعر الجياشة التي لا يمكن أن نعيش من دونها أبد العمر.

فمن منا لم يمر بقصة الحب التي شقت روحه وأخذت من طاقته، وإما أن كللت بالزواج، وإما الفراق، لذا فإن الحب في الحالتين مشقة للقلوب، وهذا ما سوف نراه من خلال أبيات شعر قصيدة (حلم الوعود متى وفاك)، والتي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي حيث قال:

حلو الوعود متى وفاك

أتُراك منجزها تراك

من كل لفظ لو أذن

ت لأجله قبلت فاك

يروى الحلاوة عن ثنا

ياك العذاب وعن لمَاك

رخصت به الدنيا فكيـف

إذا أنالته يداك

ظلما أقول جنى الهوى

لم يجن إلا مقلتاك

غدتا منية من رأيـت

ورحت منية من رآك

والنفس تهلك مرّة

والنفس يشفيها الهلاك

من علم الأجفان في

أهدابها مدّ الشباك

وتصيّد الآساد بالآجام

تسلبها الحراك

يا قاسي القلب أتئد

وأقلّ جهدك في جفاك

ماذا انتفاعي فيك بالرحماء

من باكٍ وشاك

نفس قضت في الحب من

أولى برحمتها سواك

اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الحب والعشق والهيام مميزة ورائعة

أبيات شعرية عن العشق

العشق هو أسمى درجات الحب، فهو يرقى بالمحب إلى أسمى الدرجات التي تشعره وكأنما يعيش في عالم لا يمكن أن يصل إليه أحد من الأشخاص سوى الشخص الذي يعشقه، فالعشق هو الجنة على أرضنا، لذا حين يعشق الإنسان فإنه يتحول إلى شخص تملؤه المشاعر الجياشة.

فمن سمات العاشق أنه لا يرى أي من العيوب في المعشوق، فهو يتمنى أن يقضي معه عمره بأكمله، ولا يريد أن يشاركه فيه أحد، لذا ومن خلال ما يلي في إطار ذكرنا لأبيات شعر عن الحب والعشق والهيام، نتعرف معكم على قصيدة من أجمل القصائد الشعرية التي تتحدث عن ولع العشق.

فهي قصيدة أتحدى للشاعر نزار القباني، تلك القصيدة التي أسرت قلب الملايين وانتقلت بهم إلى عالم لا يسكنه سوى العشاق، حيث قال:

أتحدى

من إلى عينيك، يا سيدتي، قد سبقوني

يحملون الشمس في راحاتهم

وعقود الياسمين

أتحدى كل من عاشرتهم

من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين

أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني

أتحدى

كتب العشق ومخطوطاته

منذ آلاف القرون

أن تري فيها كتابًا واحدًا

فيه، يا سيدتي، ما ذكروني

أتحداك أنا، أن تجدي

وطنًا مثل فمي

وسريرًا دافئًا، مثل عيوني

أتحداهم جميعًا

أن يخطوا لك مكتوب هوىً

كمكاتيب غرامي

أو يجيؤوك –على كثرتهم

بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي

أتحداك أنا أن تذكري

رجلًا من بين من أحببتهم

أفرغ الصيف بعينيك، وفيروز البحور

أتحدى

مفردات الحب في شتى العصور

والكتابات على جدران صيدون وصور

فاقرأي أقدم أوراق الهوى

تجديني دائمًا بين السطور

إنني أسكن في الحب

فما من قبلةٍ

أخذت، أو أعطيت

ليس لي فيها حلولٌ أو حضور

أتحدى أشجع الفرسان، يا سيدتي

وبواريد القبيلة

أتحدى من أحبوك ومن أحببتهم

منذ ميلادك، حتى صرت كالنخل العراقي، طويلة

أتحداهم جميعًا.

أبيات شعرية عن عذاب الحب

على الرغم من أن الحب من شأنه أن يكون سببًا في عذاب قلب المحب، إلا أنه العذاب الوحيد المستساغ والذي نسير إليه بأقدامنا، فالمحب يعلم أنه سيعاني من تلك الأوجاع كونه يشتاق إلى حبيبه ولا يجده أمامه، إلا أن الأمر يهون إن تقابلا بالنظر أو ألقى أي منهما السلام على الآخر.

حينها تهدأ نيران الشوق قليلًا، إلا أنها لا تلبث إلا أن تشتعل مرة أخرى كون المحب لا يطيق أن يكون ساكن قلبه في أي من الأماكن الأخرى، فعذاب الحب قد التهم الكثير من الأفئدة، وهذا ما يمكننا أن نستشعره من خلال قصيدة نزار القباني والتي تحمل عنوان قارئة الفنجان، تلك القصيدة الرائعة التي غنى عبد الحليم منها أجزاءً كبيرة.

لذا ومن خلال ذكرنا للعديد من قصائد شعر عن الحب والعشق والهيام، نذكر إليكم جزءً من تلك القصيدة الرائعة، والذي يتشكل فيما يلي:

جلست والخوف بعينيها

تتأمل فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي، لا تحزن

فالحب عليك هو المكتوب

يا ولدي،

قد مات شهيدًا

من مات على دين المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتك أسفارٌ وحروب

ستحب كثيرًا يا ولدي

وتموت كثيرًا يا ولدي

وستعشق كل نساء الأرض

وترجع كالملك المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحان المعبود

فمها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتها موسيقى وورود

لكن سماءك ممطرةٌ

وطريقك مسدودٌ، مسدود

فحبيبة قلبك، يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصر كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسه، وجنود

وأميرة قلبك نائمةٌ

من يدخل حجرتها مفقود

من يطلب يدها

من يدنو من سور حديقتها، مفقود

من حاول فك ضفائرها

يا ولدي

مفقودٌ، مفقود

بصرت، ونجمت كثيرًا

لكني، لم أقرأ أبدًا

فنجانًا يشبه فنجانك

لم أعرف أبدًا يا ولدي

أحزانًا تشبه أحزانك

مقدورك، أن تمشي أبدًا

في الحب، على حد الخنجر

وتظل وحيدًا كالأصداف

وتظل حزينًا كالصفصاف

أبيات شعرية عن العشق والهيام

اجتاحت الحياة التكنولوجيا الكثير من أوقاتنا، فأصبحنا في لا نكترث إلى مشاعرنا ولا نعمل على تغذيتها، فالمشاعر من شأنها أن تموت إن لم يتم العمل على الحفاظ عليها، فهي تشبه الزهرة التي دائمًا ما تحتاج إلى رعاية المحب واهتمامه.

كذلك شعر عن الحب والعشق والهيام من أهم الأشعار التي تعمل على تغذية الروح والفؤاد، حيث يشعر من يسمعه أن بحاجة إلى أن يعبر عن مدى عشقه لشريك حياته، لذا ومن خلال ما يلي نقدم لكم قصيدة من أجمل القصائد، تلك التي كتبها المتنبي بعنوان لعينيك ما يلقى الفؤاد، حيث أتت أبياتها الخاطفة على النحو التالي:

لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي

وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي

وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ

وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ

وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى

مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ

وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ

وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي

وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا

شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ

وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ

سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي

وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني

فَلَم أَتَبَيَّن عاطِلاً مِن مُطَوَّقِ

وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا

عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي

سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها

وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ

إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعاً بِهِ

تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ

وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِم

بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ

أَدَرنَ عُيوناً حائِراتٍ كَأَنَّها

مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ

عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا

وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ

نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ

قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ

قَواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها

إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسجِ الخَدَرنَقِ

هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها

تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي

اقرأ أيضًا: أشعار حب قصيرة رومانسية

أبيات شعر عن الحب الصادق

على الرغم من أننا قد أصبحنا في زمن الزيف والكذب، إلا أن هناك العديد من القلوب التي من شأنها أن تصدق في حبها، فحين يقول أحد أصحابها أنه يحب، فإنه حتمًا قد أصابه لهيب الحب الذي لا يمكن أن ينطفئ إلى بعد أن ينال الحبيب حبيبه.

أما إن لم يحدث ذلك، فإن على قلبه السلام، حيث يصبح رمادًا خاويًا من كافة ملامح الحياة، فالعاشق الصادق يستمد عمره وأيامه من قلب المعشوق، فلا يرى سواه ولا يسمع إلا همسه، ولا يرغب أن يتأمل إلا فيه.

لذلك نستمر معكم في تقديم أجمل وأرقى وأفضل أبيات شعر عن الحب والعشق والهيام، والتي تعمل على أن ترسخ داخلنا فكرة أن المحب لا يرى في حبيبه سوى الجميل فقط، فها هي قصيدة أبي القاسم الشابي، والتي تحمل عنوان (عذبة أنت كالطفولة)، والتي من شأنها أن تكون من أجمل القصائد التي تعبر عن ولع وشجن الحب، حيث أتت أبيات منها على النحو التالي:

عذبة أنت كالطفولة كالأحلام

كالحن كالصباح الجديد

كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ

كالوردِ كابتسامِ الوليدِ

يا لها مِنْ وَداعةٍ وجمالٍ

وشَبابٍ مُنعَّمٍ أُمْلُودِ

يا لها من طهارةٍ تبعثُ التَّقدي

سَ في مهجَةِ الشَّقيِّ العنيدِ

يا لها رقَّةً تَكادُ يَرفُّ الوَرْدُ

منها في الصَّخْرَةِ الجُلْمودِ

أَيُّ شيءٍ تُراكِ هلْ أَنْتِ فينيسُ

تَهادتْ بَيْنَ الوَرَى مِنْ جديدِ

لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسولَ

للعالمِ التَّعيسِ العميدِ

أَم ملاكُ الفردوس جاءَ إلى الأَرضِ

ليُحيي روحَ السَّلامِ العهيدِ

أَنتِ مَا أَنتِ أَنْتِ رسمٌ جميلٌ

عبقريٌّ من فنِّ هذا الوُجُودِ

فيكِ مَا فيهِ من غموضٍ وعُمْقٍ

وجَمَالٍ مقَدَّسٍ معبودِ

أنتِ مَا أنتِ

أَنتِ فجرٌ من السّحرِ

تجلَّى لقلبيَ المعمودِ

فأراه الحَيَاةَ في مُونِقِ الحُسْنِ

وجلّى له خفايا الخلودِ

أبيات شعر رومانسية

الرومانسية درجة من أهم وأرقى درجات الحب، والتي من شأنها أن تشعر الحبيبة أن عاشقها قد أسكنها في يقظته ومنامه، فأصبح لا يرى سواها، ولا يمكنه أن يعيش من دونها، فمن يصل إلى مرحلة الرومانسية الحالمة، من شأنه ألا يفكر إلا الشموع وأيدي المحب الدافئة، وتلك الأشياء التي تجعل من الحب لهيبًا لا ينضم.

فها هي قصيدة محمود درويش والتي تحمل عنوان (هي في المساء) والتي تحدث فيها عن مشهد رومانسي رائع لا يمكن ألا نسرح في جماله، ولا يمكننا أيضًا أن نتوقف عن تصوره.

الجدير بالذكر أنه من أهم عوامل نجاح القصيدة، أن يكون الشاعر قادرًا من خلالها على إشراكنا معه في الأمر، كما لو أننا نجلس معه في نفس الموقف، وهذا ما سوف نستشعره في الأبيات القادمة من شعر عن الحب والعشق والهيام التي تجلت من خلال شطور تلك القصيدة:

هي في المساء وحيدةٌ،

وأَنا وحيدٌ مثلها.

بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ

طاولتان فارغتان (لا شيءٌ يعكرُ صَمْتَنَا)

هي لا تراني، إذ أراها

حين تقطفُ وردةً من صدرها

وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني

حين أرشف من نبيذي قُبْلَةً.

هي لا تُفَتِّتُ خبزها

وأنا كذلك لا أريقُ الماءَ

فوق الشَّرْشَف الورقيِّ

(لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا)

هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها

وحدي. لماذا لا تُوحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟

قلت في نفسي

لماذا لا أذوقُ نبيذَها؟

هي لا تراني، إذ أراها

حين ترفَعُ ساقَها عن ساقِها.

وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني

حين أخلَعُ معطفي.

لا شيء يزعجها معي

لا شيء يزعجني، فنحن الآن

منسجمان في النسيان.

كان عشاؤنا، كل على حِدَةٍ، شهيّاً

كان صَوْتُ الليل أزْرقَ

لم أكن وحدي، ولا هي وحدها

كنا معاً نصغي إلى البلِّوْرِ

[لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا]

أشعار عن الحب والحنان

ما أجمل أن يشعر المحب أن من يعشقه هو من يحنو عليه وقت حزنه، من يلوذ إليه من هموم الدنيا ومتاعبها، فينسى على أعتابه كل ما قد مر به في الماضي، وينسج معه الآمال والأحلام التي يود أن يحققها الله له، على ألا يفقد من أحب.

فقلب الرجل أو المرأة حشاه أن ينسى من كان له سندًا وعونًا في تلك الحياة، حتى وإن افترقا تظل الذكريات هي التي يعيشون عليها على أمل اللقاء مرة أخرى، وحتى إن لم يلتقيا، يكفيهما أنهما مخلدان في ذاكرة بعضهما البعض.

لذا دعونا نترك العنان لقلوبنا من أجل أن نتأمل في أبيات شعر نزار القباني في قصيدة (عندما قررت أن أكتب)، والتي أتت أبيات شعر عن الحب والعشق والهيام التي تحتويها على النحو التالي:

عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب،

فكرت كثيرا

ما الذي تجدي اعترافاتي؟

وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا

صوروه فوق حيطان المغارات،

وفي أوعية الفخار والطين، قديما

نقشوه فوق عاج الفيل في الهند

وفوق الورق البردي في مصر،

وفوق الرز في الصين

وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا

عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.

ترددت كثيرا

فأنا لست بقسيس،

ولا مارست تعليم التلاميذ،

ولا أؤمن أن الورد

مضطر لأن يشرح للناس العبيرا

ما الذي أكتب يا سيدتي؟

إنها تجربتي وحدي

وتعنيني أنا وحدي

إنها السيف الذي يثقبني وحدي

فأزداد مع الموت حضورا

عندما سافرت في بحرك يا سيدتي

لم أكن أنظر في خارطة البحر،

ولم أحمل معي زورق مطاط

ولا طوق نجاة

بل تقدمت إلى نارك كالبوذي

واخترت المصيرا

لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور

عنواني على الشمس

وأبني فوق نهديك الجسورا

حين أحببتك

لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا

أصبح جمرا مستديرا

اقرأ أيضًا: كلام في الحب والعشق و بعض أبيات الشعر الغزلية

قصيدة شعرية عن عشق المتيم

على الرغم من أن العشق هو أعلى منازل الحب، إلا أن هناك المتيم، وهو أعلى العاشقين حبًا، ولعلنا حين نقول ذلك لا يأتي في مخيلتنا أقرب من قيس بن الملوح، وهو الرجل الذي لقب بمجنون ليلى من فرط حبه لها.

حيث ظل يكتب لها العديد من القصائد التي تعرب عن مدى عشقه لها وولعه بها، فقد كان يحبها فوق حب المحبين أجمعهم، وكان يتألم كثيرًا لفراقها، كونه لا يمكنه أن يعيش معها في ذلك الوقت، فقد كان يأن من خلال الأبيات الشعرية التي كانت يكتبها إليها، إلا أنه من فرط جمالها تناقلت عبر الأجيال.

فأصبحت تدرس ضمن المناهج الدراسية، لذا ومن خلال ما يلي سوف نطل عليكم بأبيات قصيدة (ألا فاسأل) والتي تحتوي على شعر الحب والعشق والهيام على أكمل وجه، حيث تمثلت فيما يلي:

أَلا فَاِسأَلِ الرُكبانَ هَل سُقِيَ الحِمى

نَدىً فَسَقى اللَهُ الحِمى وَسَقانِيا

وَأَسأَل مَن لاقَيتُ عَن أُمِّ مالِكٍ

فَهَل يَسأَلانِ الحَيَّ عَن كَيفَ حالِيا

فَوَدَّعتُهُم عِندَ التَفَرُّقِ ضاحِكاً

إِلَيها وَلَم أَعلَم بِأَن لا تَلاقِيا

وَلَو كُنتُ أَدري أَنَّهُ آخِرُ اللُقا

بَكَيتُ فَأَبكَيتُ الحَبيبَ المُوافِيا

هُوَ الحُبُّ لا تَخفي سَواكِنُ جِدَّهُ

وَكَيفَ وَيُبدي الدَمعُ ما كانَ خافِيا

يَقولونَ لَيلى عِلجَةٌ نَبَطِيَّةٌ

وَقَد حَبَّبَت لَيلى إِلَيَّ المَوالِيا

أَحَبُّ المَوالي إِن سَكَنتِ دِيارَهُم

وَما لِلمَوالي مِنكِ شَيءٌ وَلا لِيا

فَيا رَبِّ إِن صَيَّرتَ لَيلى ضَجيعَتي

أُطيلُ صِيامي دائِماً وَصَلاتِيا

بَني عَمِّ لَيلى لَو شَكَوتُ بَليَّتي

إِلى راهِبٍ في دَيرِهِ لَرَثى لِيا

إِذا ما تَداعى في الأَنينِ حَبائِبٌ

دَعوتُكِ لَيلى أَن تُجيبي دُعائِيا

فَلا نَفَعَ اللَهُ الطَبيبَ بِطِبِّهِ

وَلا أَرشَدَ اللَهُ الحَكيمَ المُداوِيا

أَتَيتُ أَبا لَيلى بِصَحبي وَنِسوَتي

وَجَمَّعتُ جَمعاً مِن رِجالِ بِلادِيا

بِأَن يَتَخَلّى عَن قَساوَةِ قَلبِهِ

فَزادَ فِظاظاً ثُمَّ رامَ هَلاكِيا

قصيدة شعر عن الشوق

على الرغم من أن مشاعر الحب من شأنها أن تغذي الروح والقلب بل والعقل أيضًا، إلا أن مشاعر الشوق من شأنها أن تلتهم كل جوارح العاشق، فيشعر وكأن هناك من يأكل في قلبه ولا يملك إلا أن تذرف عيناه الدموع شوقًا، فهو قليل الحيلة لا يمكنه أن يتحايل على القدر ويستقطب المحب.

فخوف المحب من الفراق يكون ناتجًا عن كونه لن يقدر على مواجهة شوقه، وهذا ما يمكن أن نشعر به من خلال الأبيات التالية من قصيدة يا طول شوقي التي قالها الشاعر أبو فراس الحمداني، والتي أتت أجمل أبياتها تضاهي أبيات شعر عن الحب والعشق والهيام، حيث قال من خلالها ما يلي:

يا طولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا

لَا فَرَّقَ اللَهُ فيما بَينَنا أَبَدا

يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ

وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا

لا يُبعِدِ اللَهُ شَخصاً لا أَرى أَنَساً

وَلا تَطيبُ لِيَ الدُنيا إِذا بَعُدا

راعَ الفِراقُ فُؤاداً كُنتَ تُؤنِسُهُ

وَذَرَّ بَينَ الجُفونِ الدَمعَ وَالسَهَدا

أَضحى وَأَضحَيتُ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ

أَعُدُّهُ والِداً إِذ عَدَّني وَلَدا

مازالَ يَنظِمُ فِيَّ الشِعرَ مُجتَهِداً

فَضلاً وَأَنظِمُ فيهِ الشِعرَ مُجتَهِدا

حَتّى اِعتَرَفتُ وَعَزَّتني فَضائِلُهُ

وَفاتَ سَبقاً وَحازَ الفَضلَ مُنفَرِدا

إِن قَصَّرَ الجُهدُ عَن إِدراكِ غايَتِهِ

فَأَعذَرُ الناسِ مَن أَعطاكَ ما وَجَدا

أَبقى لَنا اللَهُ مَولانا وَلا بَرِحَت

أَيّامُنا أَبَداً في ظِلِّهِ جُدَدا

لا يَترُقِ النازِلُ المَحذورُ ساحَتَهُ

وَلا تَمُدُّ إِلَيهِ الحادِثاتُ يَدا

الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا

أَعطانِيَ الدَهرُ مالَم يُعطِهِ أَحَدا

قصيدة شعر عن الهيام

الهيام هو من أسمى درجات العشق، حيث يشعر العاشق أنه في حالة من السكر، كما لو أنه قد تناول أنهارًا من الخمر، على الرغم من أن قلبه لم يمسه سوى الحب الطاهر، فتلك الدرجة من العشق لا يمكن أن يصل إليها إلا من أحب بصدق، فأصبح لا يرى بين مقلتيه سوى الشخص الذي أحبه.

فها هي أبيات شعر عن الحب والعشق والهيام التي يلقيها علينا الشاعر القوي محي الدين بن عربي، والذي طالما اشتهر بقوة ألفاظه، إلا أنه في تلك الأبيات الشعرية لم يكن ليظهر لنا شعر عن الحب والعشق والهيام، وذلك من خلال أبيات قصيدة (إذا تجليت لي أنثى)، والتي أتت على النحو التالي:

إذا تجليت لي أنثى أهيم بها

ولو تجليت لي في أقبح الصورِ

لعاد قبح الذي جعلت مظهركم

عندي وفي نظري من أحسن الصورِ

تبارك الله في مجلاه نعرفه

ولو جهلناه كنا منه في ضررِ

هو المشاهد في ذاتِ وفي صفة

في عالم الأمر والأفلاك والبشر

به أراه وأصغي عند دعوته

لأنه عين سمع الأذن والبصر

وعالمُ الرسم لا يدري مقالتنا

ولو يقول بها لكانَ في غرر

وكلّ صاحبِ عقدٍ في الذي علمت

ألبابنا إنه فيه على خطر

تراه يسبح في بحرٍ وليس له

سيف يؤمله إن كان ذا حذر

فاثبت على ما يقول الشرع فيه ولا

تعدل عن النظرِ العقليِّ والخبر

ولتنفرد بالذي أشهدته فإذا

مشيت في الناس لا تعدلْ عن الأثر

ريان فلكي عين الحق تحفظه

وهو السفينة والأمواج والماءُ

تجري بأعينه والعينُ واحدةٌ

ممن وقل لي إلى من فهي أسماءُ

ما في الوجود سوى هذا وكان لنا

في كل حادثة رمز وإيماء

الله يحفظنا منه ويحفظه

منا فتحن الأذلاء الأعزاء

به اعتززنا كما بنا يعزّ وهل

يحلُّ رمزي إلا الواو والهاءُ

اقرأ أيضًا: شعر عن الرجل الشهم

أشعار عن العشق والتفاني في الحب

من خلال العديد من أبيات الشعر عن الحب والعشق والهيام نجد أن المحب من شأنه أن يفدي من أحب بقلبه وروحه وعمره إن تطلب الأمر، فهو لا يملك أغلى منه في هذه الدنيا ليقوم معه بذلك، حيث يجعل من حزنه قضيته الأولى، ومن سعادته أهم أسباب عيشه.

لذا ومن خلال ما يلي نقدم لكم شطور شعر عن الحب والعشق والهيام من شأنها أن تتجلى في قصيدة من أروع القصائد الشعرية التي تحمل عنوان (آه من الحب) والتي كتبها الشاعر الحاني إيليا أبو ماضي.

ذلك الشاعر الذي اتسم بأن له أسلوبه المميز الذي من شأنه أن يخترق القلوب ويرسم عليها البسمة على الرغم من الألم الذي قد تعاني منه، فقد أتت تلك الأبيات على النحو التالي:

آهٍ مِنَ الحُبِّ كُلُّهُ عِبَرُ

عِندِيَ مِنهُ الدُموع وَالسَهَرُ

وَوَيحَ صَرعى الغَرامِ إِنَّهُمُ

مَوتى وَما كُفِّنوا وَلا قُبِروا

يَمشونَ في الأَرضِ لَيسَ يَأخُذُهُم

زَهو وَلا في خُدودِهِم صَعَرُ

لَو وَلَجَ الناسُ في سَرائِرِهِم

هانَت وَرَبّي عَلَيهِم سَقَرُ

ما خَفَروا ذِمَّة وَلا نَكَثوا

عَهدا وَلا مَلَأو وَلا غَدَروا

قَد حَمَلوا الهونَ غَيرَ ما سَأَمٍ

لَولا الهَوى لِلهَوانِ ما صَبَروا

لَم يُبقِ مِنّي الضَنى سِوى شَبَحٍ

يَكادُ لَولا الرَجاءُ يَندَثِرُ

أُمسي وِسادي مُشابِهاً كَبِدي

كِلاهُما النارُ فيهِ تَستَعِرُ

أَكُلُّ صَبٍّ يا لَيلُ مَضجَعُهُ

مِثلِيَ فيهِ القَتاد وَالإِبَرُ

لَعَلَّ طَيفاً مِن هِندَ يَطرُقُني

فَعِندَ هِندٍ عَن شِقوَتي خَبَرُ

ما بالُ هِندٍ عَلَيَّ غاضِبَةً

ما شابَ فودي وَلَيسَ بي كِبَرُ

ما زِلتُ غَضَّ الشَبابِ لا وَهَنٌ

يا هِندُ في عَزمَتي وَلا خُوَرُ

لا دَرَّ دَرُّ الوُشاةِ قَد حَلَفوا

أَن يُفسِدوا بَينَنا وَقَد قَدَروا

واهاً لِأَيّامِنا أَراجِعَةٌ

فَاِنَّهُنَّ الحُجول وَالغُرَرُ
لا يمكن أن يعيش القلب بدون حب، على الرغم من أن عذابه من شأنه أن يسهرنا الليالي الطوال، إلا أنه أروع ما في الدنيا، ولعلنا استشعرنا الأمر من خلال أبيات الشعر عن الحب والعشق والهيام.

قد يعجبك أيضًا