شعر عن الصحبة الصالحة

ذٌكر الكثير من الشعر عن الصحبة الصالحة على ألسنة الشعراء منذ القدم، وقد كان ذلك مختلف في اختيار الكلمات التي عاصرتهم في تاريخهم لتصف المواقف التي جمعتهم بأصدقائهم، حيث إن علاقة الصداقة والصحبة الصالحة هي أقوى العلاقات التي يمكن أن يكتسبها الإنسان في حياته لتكون له كمصباح الأمل الذي يضيء له حياته، لهذا سنتناول اليوم بعضًا من تلك الأبيات الشعرية عبر موقع جربها.

شعر عن الصحبة الصالحة

كل فرد يحاول أن يعبر عن مدى حبه لصديقه المقرب بطريقته الخاصة، فمنهم من يهديه أحد الهدايا القيمة، ومنهم من يقول بعض عبارات المدح ومنهم من يختار شعر يصف علاقة الصحبة الصالحة برفيق دربه الذي جعله يتحول من شخص مملوء بالحزن أو اليأس إلى شخص صالح محب للحياة.

فالصحبة الصالحة لا تجدها إلا في بعض المواقف التي ينتابك فيها الضياع، فإما أن يكون هذا الشخص مشجع لك للاستكمال والتعمق أكثر في السوء أو يسرقك من طريق الفشل إلى ما هو صالح بالنصح والمعاونة للعودة إلى صورتك الأولى التي كنت عليها قبل أن تتعرض إلى تلك الظروف القاسية التي حولتك على شخص غير مرغوب فيه من الدنيا.

لهذا إن كان بالفعل لديك هذا الصديق الصالح، فقد تكون الأبيات الشعرية هي أقل ما يمكن أن تهديه إياه لتعبر عن ولائك له ودوره في أن يسندك ويدعمك، كما تقول الأبيات التالية:

قال الشاعر القروي:

لا شيء في الدنيا أحب لناضري …من منظر الخلان والأصحاب

وألذ موسيقى تسر مسامعي …صوت البشير بعودة الأحباب

قال أبو بكر الخوارزمي:

لا تصحب الكسلان في حاجاته… كم صالح بفساد اخر يفسد

عدوى البليد إلى الجليد سريعة …والجمر يوضع في الرماد فيخمد

قال أبو تمام:

من لي بإنسان إذا اغضبته …وجهلت كان الحلم رد جوابه

وإذا صبوت إلى المدام شربت من … أخلاقه وسكرت من آدابه

وتراه يصغي للحديث بطرفه …. وبسمعه ولعله أدرى به

قال الشريف المرتضى:

بلوت وجربت الأخلاء مدة … فأكثر شيء في الصديق ملال

وما راقني ممن أود تملق … ولا غرني ممن أحب وصال

وما صحبك الأدنون إلا أباعد … إذا قل مال أو نبت بك حال

ومن لي بخل أرتضيه وليت لي …. يمينا يعاطيها الوفاء شمال

تميل بي الدنيا إلى كل شهوة … وأين من النجم البعيد منال

وأنعم منا في الحياة بهائم … وأثبت منا في التراب جبال

اقرأ ايضًا: معايير اختيار الصديق

أبيات عن الصديق الصالح

الصديق الصالح تعرفه بمواقفه وردود أفعاله على ما تقوم به من سوء، ستجده لا يشجعك على ذلك، بل يحاول أن يجعلك ترى ما تقوم به من منظوره الآخر الذي يكشف لك ما يمكن أن تتعرض له من ضرر، فالصديق الصالح كالمرآة التي تبين لك حقيقة الواقع الذي يوهمنا بالأكاذيب أحيانًا، وفي ذلك وصف الشعراء الصحبة الصالحة قائلين الأبيات التالية:

قال أبو العتاهية:

ألا إنما الإخوان عند الحقائق … ولا خير في ود الصديق المماذق

لعمرك ما شيء من العيش كله … أقر لعيني من صديق موافق

وكل صديق ليس في الله وده … فإني به في وده غير واثق

أحب أخا في الله ما صح دينه … وأفرشه ما يشتهي من خلائق

وأرغب عما فيه ذل دنية … وأعلم أن الله ما عشت رازقي

صفي من الإخوان كل موافق … صبور على ما نابه من بوائق

 ليست الصحبة الصالحة في كثرة الأصدقاء كما تتوقع أو ترى في تجمعات بعض الأصدقاء، بل يكفي أن يكون لديك صديق واحد مقرب إليك ويشبهك كثيرًا في جوانبك الإيجابية، فهذا الشخص سيغنيك عن كثرة الصحاب التي بلا فائدة، بل قد تكون سبب في تعرضك للكثير من الأمور الغير مرضية، وقد قال محمود سامي البارودي في ذلك:

عدوك من صديقك مستفاد … فلا تستكثرن من الصحاب

فإن الداء أكثر ما تراه … يحول من الطعام أو الشراب

إذا انقلب الصديق غدا عدوا … مبينا والأمور إلى انقلاب

ولو كان الكثير يطيب كانت … مصاحبة الكثير من الصواب

ولكن قلما استكثرت إلا … سقطت على ذئاب في ثياب

فدع عنك الكثير فكم كثير … يعاف وكم قليل مستطاب

اقرأ ايضًا: صديق المصلحة والصديق الحقيقي

قصيدة عن صفات الصديق الصالح

في إطار الإشارة إلى أفضل شعر عن الصحبة الصالحة قال الشيخ الدكتور سعود الشريم قصيدة في صفات الصحبة الصالحة، حيث اختار بعض الكلمات التي تصف ردود أفعاله في مواقف يومية نتعرض لها، وكأنه يحاول أن ينبه القارئ للقصيدة عن طبيعة شخصية هذا الصديق وطريقة تعامله، ويمكن الاطلاع على ذلك بوضوح من خلال الأبيات الشعرية التالية:

أمانُ المرء في صَحبٍ كرامٍيَرىَ في قُربِهم عَـونَ الرَّفيقِ

يؤوبُ لهُم إذا جدت خطوبٌويلقاهم على شَطَ المضِيقِ

صَديقُ المرء نصفٌ وهو نصفٌوفي النِصفينِ سلوان الطريقِ

وخَيرُ الصَّحبِ خِريتٌ لَبِيْبٌيصون الود بالوجه الطليقِ

وبعضُ الصَّحبِ حنَّانٌ لَطيفٌغَدا بالُّلطفِ مثلَ أخٍ شقيقِ

لهُ في صُحبةِ الأخيارِ شأنٌبِسِيرتِهِ ومعدنهِ العريقِ

يفُـوحُ عبيرُهُ في كُلِ حينٍفلا تلقى لَديهِ سِوَى الرَّحيقِ

تراهُ صادِقاً قولاً وفِعلاًفلَـم تسمع لهُ رَجعَ الزَّعِيقِ

كثيرُ الصَّمتِ لا يُؤذي رَفِيقاًبِمَـا لا يرتَضِـيهِ من البقِيقِ

تُحادِثهُ فيُنصِتُ في هُدوءٍوَينطِـق حِينَ يَنطِقُ بالرَّقِيقِ

ولكِنَّ الوَفَـا فينا عـَزيزٌيقِـل وجودُهُ مِثلَ العَقيقِ

لِبَعضِ الصَّحب أقوالٌ جِــزالٌمُلمَعَة كما لَمــعِ البَرِيقِ

اقرأ ايضًا: كلام عن الصديق الوفي

صفات الصديق الصالح

تعتبر الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية التي يمكن أن تؤثر على حياة الفرد بالتحسن خاصةً في الفترات الصعبة التي يمر بها في حياته، فمن الطبيعي ألا يستطيع الإنسان أن يعيش وحيدًا دون وجود داعم مخلص له يشاركه جميع أموره ويأخذ بمشورته في بعض المواقف التي يتعرض لها.

ولكن هل سألت نفسك يومًا ما هي الصفات الصالحة التي يجب أن تكون في الصديق الحقيقي، لهذا سأعرض لك بعض الصفات التي يجب أن تكون موجودة في الصديق الصالح لاتخذها مقياسًا لاختيار صديقك المقرب:

  • ستجد الصحبة الصالحة في الصديق الذي يشاركك اهتماماتك الإيجابية ويحاول أن ينصحك لتجنب ما هو مؤذي لك أو يكون سبب في تحولك لشخص سيئ.
  • الصديق الحقيقي هو الذي يتقبل أعذارك ويضع لك أسبابًا ويعاتبك بكل صراحة دون كذب، فيكون لك كنفسك التي تحاول أن تصلحك دومًا.
  • الصديق الصالح هو الذي يتقبل جميع ظروفك التي تمر بها، فلا يحاول أن يعاتبك على كل كبيرة وصغيرة، خاصةً إن كان يعرف أن ذلك سيسبب لك شعور سلبي ويزيد من ضغوطاتك.
  • المساندة وقت الشدة هي أكثر الصفات التي ستجدها واضحة بصديقك الصالح حينما تتعرض إلى أحد الظروف الصعبة سواء التي تؤثر عليك أو تتأثر بها فتتغير طبيعتك نوعًا ما، فهو يعلم جيدًا معدنك الأصلي ويحاول جذبك إليه مرة أخرى بالنصح والتذكرة لما كنت عليه وما حققته من إنجازات.
  • يسعى الصديق الصالح لتوجيهك لطاعة الله وطريق الحق، فستجده على سبيل المثال ينصحك بالصلاة أو الزكاة أو عمل الخير أيًا يكون شكله، ولكنك ستجده يفكر دائمًا في عمل الأشياء الإيجابية وأنت بجواره وليس بمفرده، وكأنه يريدك أن تشاركه في كسب الحسنات.
  • قد يكون تجمع الأصدقاء سبب في اكتشافك لصديقك الصالح، فهو كالسيف الذي يدافع عنك في غيابك، فلن يسمح أبدًا بأن يسمع عليك أو يقول أحد في غيابك ما هو ليس فيك، أو حتى يذكر عيوبك، وكأنه يدافع عن نفسه.
  • حتى وإن تعرض إلى موقف محرج معك سيكون صريح، فالصديق الصالح لا يستخدم أسلوب الكذب والخدع بأي شكل من الأشكال معك مهما كانت الظروف.
  • يمتاز الصديق الصالح بمجموعة من الصفات الحسنة التي أهمها التقوى والصلاح والفضيلة، فلن تجده يقول كلمات مؤذية أو قبيحة، بل سيكون حريص لما يقول حتى لا يجرح مشاعرك خاصةً إن كان يعلم أنك شخص حساس وتتأثر من الكلمة التي تسمعها.
  • يتجنب الأصدقاء الحقيقيون التصنع في التصرف والتداعي بالمشاعر المزيفة، بل ستجده يتعامل معك بكل عفوية.
  • الصحبة الصالحة تكمن في صديق يفرح لنجاحك ولا ينقم على ما تكتسبه من خير أو يسخط على ما يأتيك من رزق.

قال الكثير من الأشخاص شعر عن الصحبة الصالحة بناءً على تلك المواقف التي تعرضوا لها في حياتهم، جعلتهم يدركون جيدًا كيف يمكن أن تكون الصحبة الصالحة.

قد يعجبك أيضًا