شعر عن الجود والكرم

شعر عن الجود والكرم يعزز من مكانة تلك الصفات، فالجود والكرم يعني العطاء الكثير دون سؤال إلى الناس، سواء في شكل طعام أو مال أو غيره من الأمور التي يسأل عنها بكثرة وتعطى بطيب خاطر، فهما من الأخلاق النبيلة التي تم معرفتها منذ زمن قديم، لذا نعرض لكم شعر عن تلك الصفات النبيلة عبر موقع جربها.

شعر عن الجود والكرم

الكرم والجود من الصفات الإنسانية التي شاعت لدى العرب قديمًا، فكانوا في شعرهم يبالغون المدح بالكرماء ويذمون البخلاء، وعلى مر الزمن لم تندثر لديهم بل زادوا عليها بكافة السبل.

الكرم لدى العرب وصل لمراتب عالية إلى حد الإيثار المعرض صاحبه للهلاك، لذا نعرض لكم شعر عن الجود والكرم في الفقرات الآتية:

1- أبيات تمييز بين الكريم والبخيل

في تلك الأبيات يقول بشار بن برد أن الكريم يظهر نفسه غنيًا، مقارنة بالبخيل الذي يخفي أمواله وحاله عن أعين الناس، وأنه يحث الناس بالإكثار من العطاء لأنه يزيد مع ذلك لا يقل، ونعرض ذلك بالآتي:
إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ * حتى تَراهُ غنيا وهو مَجْهودُ

وللبخيلِ على أموالهِ عللٌ * زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ

إِذا تكرمتَ أن تعطي القليلَ ولم * تقدرْ على سعةٍ لم يظهرِ الجودُ

أبرقْ بخيرٍ تُرجَّى للنوال فما * تُرْجى الثما رُ إِذا لم يورقِ العودُ

بثَّ النوالَ ولا تمنعْكَ قلتُهُ * فكل ما سدَّ فقراً فهو محمودُ
اقرأ أيضًا: شعر الإمام علي عن الصبر

2- شعر الفرق بين العطاء والتقتير

عرف حائم الطائي قائل الأبيات التالية بأنه من أكرم العرب بالجاهلية، وحين نزوله لأي مكان كان يعرف بسبب شدة سخائه وكرمه وإكرامه للضيوف وذبح الذبائح، ففي تلك الأبيات يقول أن الكرم لا ينهي الأموال، ولا البخل يزيد من المال، ويجب البعد عن البخل بهدف التقتير
، فكل يوم له رزق جديد، فهو ذاهب وراجع لا يقف بمكان محدد.
فلا الجود يفنى المال قبل فنائه.. ولا البخل في المال الشحيح يزيد

فلا تلتمس بخلا بعيش مقتر.. لكل غد رزق يعود جديد

ألم ترى أن الرزق غاد ورائح.. وأن الذي يعطيك سوف يعود

3- قصيدة ابن رومي

يقول ابن الرومي في تلك الأبيات أن الكريم ليس فقط من يمنح العطايا لكي يشكر عليها، إنما يمنحها لأي سبب غير الاستحسان من الآخرين، حيث لا يكون غرضه المن كي يأخذ الثواب من الله تعالى، ونعرض تلك الأبيات فيما يلي:
ليس الكريم الذي يعطي عطيتَهُ

على الثناء وإن أغلى به الثمنا

 بل الكريم الذي يعطي عطيته

 لغير شيء سوى استحسانه الحسنا

لا يستثيب ببذلِ العُرْفِ محْمدةً

ولا يَمُنُّ إذا ما قَلَّد المِننا

حتى لتحسب أن الله أجبَرَهُ

على السماحِ ولم يَخْلُقْهُ مُمْتَحَنا

 4- شعر عن الكرم سيد أخلاق الأمم

من خلال عرضنا شعر عن الجود والكرم، نتبين أن محمود سامي البارودي صاحب تلك الأبيات يقول أن الكرم من صفات الأمم المجيدة، ولكن الأخلاق الجافة خاصة بالجماد لا الإنسان، وأن أحد من الفتيان لا يمكنه تملك الحكمة طالما أنه ليس من الأجواد، ونعرض الأبيات فيما يلي:
كَرَمُ الطَّبْعِ شِيمَة ُ الأَمْجَادِ

وَجَفَاءُ الأَخْلاقِ شَأْنُ الْجَمَادِ

لَنْ يَسُودَ الْفَتَى ولَوْ مَلَكَ الْحِكْـمة َ

ما لمْ يكُنْ منَ الأجوادِ

5- شعر عن الكريم

تنتمي تلك القصيدة على الشاعر إيليا أبو ماضي، ويشرح فيها إجابته عن الكريم حين سأل عن وصفه، فقال إنه كالربيع، ويتم حبه بسبب صفاته الحسنة، وحين اللقاء به لا تشبع منه، وحين يغيب تفتقده، كذلك الكريم لا يرضى لصاحبه ما لا يرضاه لنفسه.
قالوا: ألا تصف الكريم لنا؟ فقلت على البديه:

 إنّ الكريم لكالربيع، تحبّه للحسن فيه

وتهشّ عند لقائه، ويغيب عنك فتشتهيه

 لا يرضى أبدا لصاحبه الذي لا يرتضيه

6- شعر عن المتصف بالكرم والجود

استكمالًا لعرض شعر عن الجود والكرم، نتطلع على أبيات ابن هاني الأندلسي الذي يقول إن المتصف بالكرم والجود هو الأفضل بين الناس سواء كانوا عرب أو عجم.
يا خيرَ ملتحفٍ بالمجدِ والكرمِ

 و أفضلَ النّاسِ من عربٍ ومن عجمٍ

يا ابنَ السَّدَى والنّدى والمعْلُوماتِ مَعاً

والحِلمِ والعلمِ والآدابِ والحِكَم

7- شعر لمدح الكرام

إن الشاعر ابن نباتة المصري يقول في أبيات قصيدته بأن الكريم يكون كذلك في الفعل والمقال، فهو يتقاسم مع الآخرين يومه الجميل، وينثر لهم العطايا.
كريمٌ لنا في فعله ومقاله

 سحاب الغِنى المنهل والروضة الغنَّا

 يقاسمنا في كلِّ يومٍ جميله

 فنثر العطا منه ونثر الثنا منَّا
اقرأ أيضًا: شعر المتنبي في مدح الرجال

8- أبيات عن ضحك الكريم

قائل الأبيات هو أسامة بن منقذ ويخاطب بها الناس بالنظر إلى الكريم، وهنا ستتم ملاحظته بأنه يضحك على الرغم من انفطار قلبه من الهم.
انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر ** الرائين نورا وفيه النار تستعر

كذا الكريم تراه ضاحكا جذلا ** وقلبه بدخل الهم منفطر

9- أبيات عن طلب السائلين

بينما نحن بصدد عرض شعر عن الجود والكرم، فإن الأبيات التالي تابعة لأحمد بن محمد اليماني، حيث يتحدث عن صرف المال بكل مرة يسأله أحد؛ لأن على الشخص أن يكون كريمًا يصون العرض بالكرم.
سأبذل ماليكلما جاء طالب ** واجعله وقفا على القرض والفرض

فإما كريما صنت بالجود عرضه ** وإما لئيما صنت عن لؤمه عرضي

10- شعر عن حماية الكريم من اللئيم

تتبع تلك الأبيات دعبل الخزاعي ويقول بها أنه سيرثي الكريم حال وقوعه فريسة بمطمع طلب اللئيم، ويرثي له في موقف سوء لديه، كما يرثي الرجال الغلظاء.
وإني لأرثي للكريم إذا غدا ** على مطمع عند اللئيم يطالبه

وأرثي له في موقف السوء عنده ** كما قد رثوا للطرف والعلج راكبه

الفرق بين الكرم والجود

بعد عرض شعر عن الجود والكرم، نتطرق إلى شرح الفرق بين الجود والكرم؛ لأن معانيهم تتقارب سويًا
، فالكرم هو الإنفاق في النفس الطيبة، وبالتالي التعظيم من النفع، كما عرف الكرم بالجرأة وأنه يعاكس النذالة.

أما الجود فهو العطاء الكثير دون التعرض لسؤال من الآخرين، كما قال الكفوي بأنه من الصفات الذاتية للجواد ولا يمنح إلا بعد الاستحقاق عكس الكرم الذي يسبق استحقاق السؤال.

اقرأ أيضًا: شعر المتنبي في مدح الرجال

أهمية الكرم والجود

من خلال عرض شعر عن الجود والكرم، ففي الوقت الحالي تستمر تلك الصفات حتى وبشكل بسيط عبر المجاملات اللطيفة في النزعة العربية المائلة إلى الشهامة ومساعدة الغير، مقارنة بالمجتمعات الأخرى التي لا تعلم أبسط معاني الجود والكرم، بناءً على ذلك نعرض أهمية تلك الصفات في النقاط الآتية:

  • الكريم يكون محبوبًا من الله تعالى، وقيربًا من كافة العباد.
  • الكرم في الدنيا ينتج عنه الرفعة بالآخرة.
  • الحصول على الشكر المستمر من الآخرين.
  • الزيادة في العمر والرزق.
  • شعور الفرد بأنه يساهم في المجتمع لا منعزل عن الآخرين.
  • الكرم يكون بمثابة الحصن المنيع من الشعور بحب النفس والتملك.
  • حل مشكلات الأفراد في المجتمع الواحد.

إن الكرم والجود من الصفات المتواجدة إلى وقتنا الحالي بالمجتمعات العربية، لما لها من أهمية كبرى بتقوية أواصر المجتمع، وتظهر أهميتهم بتعدد أبيات الشعر من شعراء جميع الأزمنة عن أهميتهم وجمال الاتصاف بهم.

قد يعجبك أيضًا