إعراب بسم الله الرحمن الرحيم

إعراب بسم الله الرحمن الرحيم وفضلها وهل تعد من القرآن أم لا تعد منه؟، أسئلة عديدة تجول في أذهان الكثيرين ولا يعرفون لها جوابا صحيحا، وإنا فيما يلي عبر موقع جربها سوف نزيل اللبس عن إعراب تلك الجملة المباركة.

اقرأ أيضا: علامات الإعراب الأصلية والفرعية

إعراب بسم الله الرحمن الرحيم

إعراب بسم الله الرحمن الرحيم

  • لقد اختلف علماء اللغة في إعراب بسم الله الرحمن الرحيم فتفرقوا في ذلك على أوجه متعددة.
  • وإنا سوف نبين تلك الأوجه تفصيلا وسبب كل وجه إعرابي، وكذلك سوف نبين الراجح والمعمول به من بينها.
  • وسنعمد في إعرابنا إلى تفصيل كل كلمة على حدة وتبيان ما تحمله من أوجه إعرابية مستعينين بعون الله تعالى وقدرته.

إعراب كلمة باسم في بسم الله الرحمن الرحيم

لعلماء اللغة والبيان اجتهادات كثيرة في إعراب بسم الله الرحمن الرحيم، والتي سوف نبينها إجمالاً وتفصيلاً في السطور التالية:

  • ذهب عدد كبير من علماء اللغة إلى أن حرف الباء في التسمية هو من حروف الجر الأصلية وبالتالي فهو بحاجة إلى متعلق محذوف في اللفظ مقرر في المعنى.
  • واختار نحويون آخرون القول بأن الباء هي من الحروف الزائدة للجر، وعليه فلا تحتاج لأي متعلق.

اقرأ أيضا: الفرق بين الفعل اللازم والمتعدي في اللغة العربية

أقوال من يرون أن الباء أصلية في الجملة

ولقد اختلف من قال بأصالة الباء كحرف جر في بسم الله الرحمن الرحيم على أوجه ثلاثة في مسألة تقدير ذلك المتعلق المحذوف.

القول الأول

  • بأن شبه الجملة من الجار والمجرور أي الباء واسم متعلقة بخبر تم حذفه لمبتدأ قد حذف أيضاً.
  • فيكون التقدير في هذه الحالة قولنا ابتدائي كائن ووضعها قبل التسمية، وبذلك يكون المتعلق المحذوف هو هذه الجملة.

القول الثاني

  • فيذهب إلى أن المتعلق المحذوف للجار والمجرور هو فعل مضارع تقديره أبتدئ.
  • فيكون المقصود بالمعنى في هذه الحالة أن المسلم يبتدئ بسم الله الرحمن الرحيم سواء كان يبتدئ القراءة أو الأكل أو أي فعل آخر.

والقول الثالث

  • والراجح بين علماء اللغة يقول بأن حرف الجر ومجروره متعلقان بفعل مضارع بالفعل إلا أن ذلك الفعل يؤخر عن التسمية ويتم تقديره تبعا للمعنى المقصود من سياق الكلام.
  • فمن الممكن أن يكون التقدير بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ إجابتي، أو بسم الله الرحمن الرحيم أتوضأ لصلاتي وهكذا.
  • والسبب وراء ترجيح ذلك القول الثالث يمكن في ثلاثة أمور أيضا نذكرها بشكل مبسط بأمر الله تعالى.
  • جعلوا الأصل في تقدير متعلق الجار والمجرور هو أن يكون فعلا ذلك لأن الأصل في العمل يعود للفعل.
  • كما تركوا ذلك الفعل المحذوف لآخر الجملة وهو المناسب لمقام التسمية حيث تكون في البداية دوما.
  • وكذلك تم تأخير الفعل المحذوف وتقديم البسملة على سبيل الحصر، وذلك لأنه من المعروف أن تقديم الذي يؤخر في الأساس يكون مبنيا على الحصر، وهنا يكون المعنى باسمك وحدك يا رحمن يا رحيم أستهل فعلي.
  • وأخيرا فإن فهم الفعل وتقديره ترك لسياق الكلام وحال الشخص الذي يردد البسملة، فإن كان يذاكر مثلا فيكون التقدير بسم الله الرحمن الرحيم أذاكر.
  • وفي ذلك مناسبة للحال وتخصيصا للمعنى المقصود من الابتداء بسم الله الرحمن الرحيم.

قول من يرون أن الباء حرف زائد

  • أما العلماء الذين يذهبون إلى جعل حرف الجر الباء زائداً في التسمية فيقولون إنها ليست بحاجة إلى متعلق تم حذفه.
  • فيكون إعراب الباء في هذه الحالة أنها اسم مجرور لفظاً مرفوع في المحل الإعرابي لكونها مبتدأ.
  • وخبر ذلك المبتدأ محذوف يتم تقديره بشبه الجملة مبدوء به، ويتم إضافته بعد البسملة.

اقرأ أيضا: أمثلة على الحال في النحو

إعراب كلمتي الرحمن الرحيم

واستكمالا لتوضيح أوجه الخلاف في إعراب بسم الله الرحمن الرحيم نذكر الأقوال التي ذكرت في إعراب الرحمن الرحيم وهي كالتالي:

  • انقسم علماء اللغة العربية إلى فريقين في إعراب الرحمن الرحيم في البسملة، فالأول يقول إن كلمة الرحمن وكلمة الرحيم هما بدلا من الله لفظ الجلالة.
  • وذهب الفريق الثاني إلى جعل الرحمن نعت أولاً للفظ الجلالة الذي يسبقها، وكلمة الرحيم هي نعت ثان للفظ الجلالة أيضا.
  • وفي الحالتين يكون حكمهما الإعرابي هو الجر سواء عند من قالوا بأنهما بدل أو من قالوا بأنهما نعت، ذلك لأن كلا من البدل والنعت يتبعان الكلمة التي تسبقهما أو المتبوع.
  • والراجح أن كلا هذين القولين يوافق الصواب ويرجع ذلك لكون جميع أسماء الحق سبحانه تعد أعلاما وأوصافا وليست من الأعلام المحضة.
  • وعليه يجوز القول بأن الرحمن والرحيم هما بدل فيكونا علما على اسم الله سبحانه، ويجوز أن يكونا نعتا على أنهما صفة من صفات الله الجائزة في حقه عز وجل.
  • ولقد ذكرت أوجه أخرى قد وصلت إلى تسعة أوجه في إعراب الرحمن الرحيم سوف نوليها بالتوضيح فيما يأتي.

إعراب بسم الله الرحمن الرحيم تفصيلاً

نعرض لكم فيما يلي إعراب بسم الله الرحمن الرحيم بشكل تفصيلي:

  • باسم: الباء هي حرف جر أصلي، وكلمة اسم مجرور بالباء وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها لأنها صحيحة الحرف الأخير.
  • وشبه الجملة متعلقة بفعل مؤخر تم حذفه من الجملة وتقديره متروك للمعنى المقصود به البسملة.
  • الله هو لفظ الجلالة مجرور بالإضافة لأنه مضاف إليه وعلامة الجر الكسرة الظاهرة.
  • الرحمن نعت أول مجرور على أنه بدل أو نعت للفظ الجلالة، وعلامة جره الكسرة الظاهرة لأنه ليس معتل الآخر.
  • الرحيم نعت ثاني يعامل نفس معاملة كلمة الرحمن.
  • والقول بأن الرحمن الرحيم يمكن أن يكونا نعت أو بدل هو أفصح الأقوال وبه يتم القراءة في المصحف الشريف.

اقرأ أيضا: أدوات نصب الفعل المضارع

الأوجه الواردة في إعراب الرحمن الرحيم

الأوجه الواردة في إعراب الرحمن الرحيم

لقد ورد في إعراب الرحمن وكذلك الرحيم في إعراب بسم الله الرحمن الرحيم أوجها عديدة لا يجوز القراءة بجميعها في القرآن إلا أنها مستساغة في اللغة.

  • يجوز أن تقوم بجر كلمة الرحمن على أنها بدل أو نعت، وفي هذه الحالة يمكنك أن ترفع كلمة الرحيم لكي تكون في هذه الحالة خبرا لمبتدأ يقدر بهو.
  • ويجوز أيضاً في تلك الحالة أن يكون إعراب كلمة الرحيم النصب لفعل تقديره أمدح الرحيم.
  • وفي هذا الإعراب لا يستساغ القول بأن الرحيم مفعول به وذلك تأدبا مع الذات الإلهية، ومن الجائز القول بأنها منصوبه لكونها مفعولا لأجله.
  • كذلك ورد رفع الرحمن والرحيم وهنا يكونان خبر لمبتدأ قد تم حذفه في الجملة وتقديره ضمير الغائب المستتر هو.
  • أيضاً من الجائز نصب الكلمتين بفعل محذوف مضارع ويكون تقديره أمدح بغرض الثناء والتعظيم.
  • أو يمكن إفراد الرحمن بالرفع بأنه خبر والمبتدأ محذوف، واختلاف كلمة الرحيم بأن تنفرد هي بالنصب.
  • إلى جانب ذلك إذا جعلت الرحمن منصوبة للفعل المحذوف أمدح، فإنه يجوز لك القول بأن الرحيم هي الخبر الذي حذف مبتدئه.
  • تلك الأوجه الست السابقة قد أثبتت في اللغة العربية وهي جائزة بيد أنه لا يتم اتباعها في قراءة المصحف.
  • وقد جاء وجهان آخران في الرحمن الرحيم إلا أن هذين الوجهين ليس لهما استساغة لا في ترتيل القرآن ولا في فصاحة اللغة العربية.
  • وهما اللذين نظمهما الأجهوري في قصيدته قائلا: أن ينصب الرحمن أو يرتفعا، فالجر في الرحيم قطعا منعا.
  • والشاهد في البيت هو أننا إذا قلنا بنصب كلمة الرحمن بواسطة فعل محذوف أو رفعناها على أنها خبر والمبتدأ قد حذف فإننا لا يجوز أبدا أن نعطي لكلمة الرحيم حكم الجر في إعرابها فذلك ممتنع.
  • ويجدر هنا الإشارة إلى أن جمهور النحويين قد خالفوا الأجهوري في مقالته ذلك لأنه من الجائز بل من الفصيح إعراب الرحيم على أنها مجرورة سواء على النعتية أو على البدلية.

اقرأ أيضا: أدوات جزم الفعل المضارع الجازمة لفعل واحد والجازمة لفعلين
أخيرا وليس آخرا فإنا قد بينا جميع الأقوال الواردة في إعراب بسم الله الرحمن الرحيم بشكل مجمل ومفصل وذلك لتحقيق الفائدة، والله سبحانه هو الموفق لكل خير.

قد يعجبك أيضًا