تجربتي مع نقص الصوديوم

تجربتي مع نقص الصوديوم بالدم كانت فعالة عملت بدورها على تغير مسار حياتي بشكل كبير، والتي خُضتها بعدما قرأت بعض تجارب وآراء الآخرين وما قاموا بفعله لمعاودة هذا الاتزان الأيوني بالدم مرة أخرى، لذا كنت أكثر حرصًا على مشاركة تلك التجربة لعلها تكون مُفيدة لبعض الحالات المُشابهة وهذا من خلال موقع جربها.

تجربتي مع نقص الصوديوم

بدأت تجربتي مع نقص الصوديوم عندما كُنت أشعر بالغثيان والقيء وكنت أفقد الوعي بشكل فُجائي دون أن أعرف السبب وراء ذلك، وعلى الرغم من أنني قمت بزيارة عدة أطباء إلا أن جميع التشخيصات أوضحت أنني لا أعاني من أي شيء مما أدى إلى الحيرة الكبيرة بشأن ذلك وكُنت مُشوشة ومُرهقة جدًا.

استمرت الأعراض في التفاقم حتى طلب مني أحد الأطباء بعض فحوصات الدم وذلك لمحاولة اكتشاف السبب وراء ما يحدث لي، وكانت نتائج التحاليل مُفاجأة وسليمة بخلاف عنصر الصوديوم الذي كانت نسبته بالدم أقل من الطبيعي، ومع استمرار الفحوصات لمعرفة سبب حدوث ذلك اكتشفت أنني كنت أعاني من الجفاف الشديد دون دراية بذلك.

تسبب الجفاف تباعًا مع حدوث الإسهال الشديد في فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل بما تحتويه من أيونات وعناصر كان من ضمنهم الصوديوم حتى نتج عن ذلك الانخفاض الشديد في مستويات صوديوم الدم، لذا قام الطبيب بوصف لي بعض أدوية لعلاج تلك الأعراض ومشكلة الجفاف.

لتخفيف من حدِة أعراض نقص الصوديوم بالدم قام الطبيب أتجه الطبيب حينها إلى بعض السوائل الوريدية المُتمثلة في إعادة حقن بعض السوائل مرتفعة الصوديوم بالوريد لتعويض الجسم عن النقص الشديد الحادث به.

بالاستمرار على ذلك وفقًا لِما أقره الطبيب وإعادة الفحص اختفت الأعراض تمامًا، كما أنني تمكنت من التخلص من مشكلة الجفاف نهائيًا.

اقرأ أيضًا: اعراض نقص الحديد عند الأطفال

متلازمة SIADH ونقص الصوديوم

تحكي تلك التجربة عن فتاة كانت تُعاني من نقص شديد في معدلات الصوديوم بالدم ومع إجراء عدة فحوصات وتحليلات تبين أن سبب هذا النقص راجع لإصابتها بمُتلازمة SIADH، ويحدث فيها خلل في إفراز الهرمون المسئول عن إدرار البول، وقد يكون لذلك عدة أسباب خاصة مع استخدام بعض الأدوية.

مع استمرار زيادة إفراز الجسم لهرمون الفازوبريسين Vasopressin والذي يُطلق عليه الهرمون المُضاد لإدرار البول بما ينتج عن إفرازه بمعدلات أعلى من المعدلات الطبيعية إلى التدخل المُباشر لمنع الكلي من التخلص من السوائل الموجودة بها مما يؤدي إلى احتباس كميات كبيرة جدًا من الماء داخل الجسم، وينتج على ذلك تخفيف كميات الصوديوم.

على الجانب الآخر مع استمرار إفراز الغدة النخامية لهذا الهرمون، حينها كان من الضروري التدخل لعلاج الحالة وفيها قام الطبيب بوصف بعض الأدوية لإعادة التحكم بإفرازات الغدة النخامية لهرمون الفازوبريسين لإعادتها للمعدلات الطبيعية مرة أخرى.

من ثم علاج حالة احتباس السوائل بالجسم بما يؤدي تباعًا إلى إعادة التوازن الأيوني لمستويات الصوديوم بالدم مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: هل نقص البوتاسيوم يسبب الوفاة

أعراض نقص الصوديوم

تُشارك تلك التجربة سيدة تبلغ من العمر ثلاثون عامًا موضحة الأعراض التي واجهتها حيال نقص الصوديوم قائلة: طالما كُنت أعاني مؤخرًا من بعض الاضطرابات الخاصة بإفرازات الغدة الدرقية وتزامن ذلك مع حدوث خلل كبير في مستويات تلك الهرمونات بالدم.

مع تفاقم حالات قصور الغدة الدرقية باستمرار نقص إفرازاتها تباعًا وأدى ذلك إلى حدوث نقص كبير في مستويات الصوديوم بالدم، ومع استمرار نقص الصوديوم بما أوضحته التحاليل بتغير النسب من النقص المتوسط إلى الشديد وفيه كانت نسب الصوديوم أقل من 125 مل/لتر، وعلى ذلك أخذت الأعراض تتفاقم تدريجيًا وكانت كالآتي:

  • الشعور بالإعياء والتعب الشديد والخمول الشديد وتزامن ذلك مع نقص الطاقة والإجهاد الكبير عند القيام بأقل مجهود.
  • كما زاد وزني بشكل كبير نتيجة لقصور الغدة الدرقية على الرغم من أن شهيتي لتناول الطعام كانت منخفضة إلى حدٍ ما.
  • نقص هرمونات الغدة الدرقية أدى إلى عدم انتظام للدورة الشهرية مع زيادة معدلات تساقط الشعر بشكل كبير.
  • زيادة حدة الشعور بالآلام العضلات والضعف العام مع بعض التقلصات والتشنجات.
  • الشعور الدائم بالصداع النصفي مع بعض التغيرات المزاجية التي نتج عنها الشعور بالضيق والاكتئاب الشديد وعدم المقدرة على تحمل البرد تمامًا.
  • كما أنني لاحظت مؤخرًا حدوث بعض التغيرات الأخرى المتعلقة بمعدل ضربات القلب حتى أصبح النبض بطيئًا جدًا.

من ثم تداخلت أعراض نقص الصوديوم مع أعراض قصور الغدة الدرقية، حينها كان علّي أولًا التدخل لعلاج ما أصاب الغدة الدرقية، وبعدما قمت باستشارة الطبيب قام بوصف لي دواء الليفوثيروكسين Levothyroxine والمُتمثل في هرمون الغدة الدرقية.

بعدما انتظمت على تناول الجرعات المُحددة من هذا العقار عمل ذلك على رفع كفاءة الجسم لإعادة استخدام وامتصاص هرمون الثيروكسين وبعض الهرمونات الأخرى التي كانت الغدة عاجزة عن إفرازها بالمعدلات الطبيعية في الدم.

أدى ذلك تباعًا إلى تنظيم علاج حالة القصور وبدأت الأعراض تتلاشى تدريجيًا فخسرت وزني الزائد بشكل كبير وأصبحت أكثر طاقة ونشاطًا.

هذا وبالتدخل لعلاج سبب النقص الكبير الحادث بالصوديوم نتج عنه اختفاء أعراض نقص الصوديوم تباعًا وبعدما قمت بإعادة التحليل مرة أخرى لاحظت ارتفاع في مستويات الصوديوم وعادت النسب ضمن حدودها الطبيعية مرة أخرى مع ارتفاع هرمون الغدة الدرقية بالدم.

اقرأ أيضًا: تجربتي في التخلص من الاملاح

الوقاية من نقص الصوديوم

بعدما شاركت بتجربتي مع نقص الصوديوم والتي عانيت فيها طويلًا مع الأعراض المختلفة كُنت أكثر حرصًا على حماية نفسي من إعادة حدوث ذلك مجددًا، لذا اتبعت عدة أساليب للوقاية من حدوث خلل في التوازن الأيوني للصوديوم، وما حاولت اتباعه لذلك ما يلي:

  • عندما كنت أمارس التمارين الرياضية وأحتاج بها إلى شرب كميات كبيرة جدًا من المياه، كنت استبدل المياه بالسوائل الطاقة الأخرى المُحتوية على نسبة عالية من الالكتروليتات والأيونات تعويضًا للجسم عن السوائل المفقودة دون فقد كميات كبيرة من السوائل.
  • كما أصبحت أكثر حرصًا بشأن الأنشطة اليومية التي أقوم بها بالموازنة بين كمية العرق التي يفرزها الجسم مع كمية المياه التي أتناولها وخاصةً عند ممارسة الرياضة.
  • بالرجوع إلى تجربتي مع نقص الصوديوم أصبحت أكثر خبرة ودراية بالمُلاحظة المُبكرة لأي من الأعراض الخفيفة للتدخل الفوري لعلاجها قبل أن تتفاقم شدتها.
  • اتبعت أيضًا نظام غذائي وافى بجميع العناصر الغذائية والمعادن لدعم صحة الجسم بشكل عام ومع ممارسة بعض التمارين الرياضية الداعمة لذلك.
  • كان لديَ اعتقاد خاطئ بأن تناول المياه بمعدلات كبيرة له العديد من الفوائد حتى تعلّمت تباعًا عدم الإسراف الشديد في شرب المياه بشكل يُعرض الجسم للفقد التام لأيونات الصوديوم.
  • دعم صحة الكلى مع الفحص الدوري للتأكد من مستوى إفرازات الغدة النخامية للهرمونات الخاصة بما يتوافق مع المعدلات الطبيعية وخاصةً الهرمون المُضاد لإدرار البول.

تجربتي مع نقص الصوديوم جعلتني أتعرف على السبب الأساسي لنقصه فور ملاحظة الأعراض المختلفة، ومن ثم التدخل لعلاج هذا السبب بما ينعكس على إعادة الاتزان الأيوني للصوديوم بالدم مرة أخرى.

قد يعجبك أيضًا