تجربتي مع الاكتئاب الذهاني

تجربتي مع الاكتئاب الذهاني حيث أنه من أنواع الاكتئاب المصاحبة للإصابة بمرض الذهان، وينتاب المريض خلاله العديد من الأعراض التي تشتمل على بعض النوبات من الاكتئاب والشعور بالإحباط، وإذا لم يتم تدارك الأمر قد يدفع الاكتئاب الذهاني المصاب به للتفكير في الانتحار، وسوف أسرد لكم تجربتي مع الاكتئاب الذهاني وكيفية التغلب عليه في السطور التالية عبر موقع جربها.

تجربتي مع الاكتئاب الذهاني

تجربتي مع الاكتئاب الذهاني

لن أدعي بأن تجربتي مع الاكتئاب الذهاني كانت من التجارب الهينة أو التي يمكن التغلب عليها بسهولة، فقد بدأت هذه التجربة بإصابتي بالذهان الذي أصبت به في سن صغير وكانت تنتابني الهلاوس والأوهام بدون معرفة السبب، وعندما ذهبت للأطباء لم يستطيعوا تحديد طبيعة المرض بسهولة وذلك لعدم قدرة الأطباء على تحديد الأعراض الأولية الخاصة بمرض الذهان.

فقد خلط الأطباء بين الأعراض التي أعاني منها ببعض الأمراض العقلية، فهناك من قال بأنني مصابة بالوسواس القهري، ومنهم من قال أنه اضطراب الهلع، وبعد معاناة استمرت نحو 10 من السنوات استطاع أحد الأطباء وضع تشخيص دقيق لحالتي، وذلك لأن الاكتئاب الذهاني ليس من الأمراض المنتشرة، ولكن يمكن علاجه لو تم تشخيص حالة المريض بشكل دقيق.

فقد مرت عليّ أربع من نوبات الاكتئاب الذهاني خلال سنوات المرض، وكانت الأعراض تختلف بشكل ما بكل مرة عن الأخرى، فكنت أعاني تارة من المزاج المتغير أو أتعرض لسرعة الانفعال والغضب، والتشوش بالتفكير وعدم القدرة على التعبير عما يجول في خاطري بشكل جيد.

إضافة للرغبة في العزلة وعدم الاختلاط مع من حولي وشعوري بأن الجميع يسخر مني ويتحدث عني بشكل سيء، ولكن بعد اللجوء للطرق العلاجية التي وصفها لي الطبيب والالتزام ببعض النصائح استطعت تجاوز هذه المرحلة من عمري بنجاح، والآن أضع تجربتي بين أيديكم بعد نجاحي في علاج الاكتئاب الذهاني.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الاكتئاب والوسواس

أعراض الاكتئاب الذهني

يمكن ملاحظة عدد من الأعراض والعلامات التي تُشير إلى معاناة الشخص من الاكتئاب الذهاني وهي كالآتي:

  • عدم القدرة على التعبير والتلعثم في الكلام.
  • الشعور بأن الناس تتغير من حوله.
  • التحدث بطريقة سريعة وبدون تفكير.
  • الشعور بالتشتت وعدم التركيز.
  • شدة التحسس للضوء.
  • عدم انضباط بالكلام أو ترابط بالأفكار.
  • بعض الصعوبات في التذكر.
  • الانعزال عن المجتمع المحيط.
  • عدم الرغبة في الانخراط في الأنشطة.
  • كثرة التشكك بالناس من حوله وعدم تفاعله معهم.
  • نوبات شديدة من البكاء أو جمود ونقص للإحساس.
  • الشعور بالاكتئاب الشديد والتعرض لنوبات من القلق.
  • عدم القدرة على إظهار مشاعر الحزن أو الفرح.
  • التغيرات المزاجية.
  • الإتيان بسلوكيات غير مقبولة.
  • كتابة كلمات وعبارات غير مفهومة.
  • عدم الاهتمام بالنواحي الشخصية مثل النظافة والاهتمام بالنفس.
  • زيادة في النشاط أو نقص زائد به.
  • التحديق للأشياء.
  • التعرض لاضطرابات النوم.
  • الاتجاه لتناول المشروبات الكحولية والمخدرات.
  • عدم القدرة على الأداء الأمثل في العمل أو الدراسة.
  • الاتجاه للعنف.
  • الانفعال والغضب الزائد.

اقرأ أيضًا: أعراض القلق والاكتئاب الجسدية

نصائح للتعامل مع مرض الاكتئاب الذهاني

بعد أن تناولت معكم تجربتي مع الاكتئاب الذهاني أريد أن أوضح لكم أن مرض الذهان يمكن أن يكون من الأمراض المزمنة التي يمكن التعايش معها كالضغط أو السكر، ولكن ينبغي اتباع تعليمات الطبيب والانتظام على خطة العلاج مع الاهتمام بالعلاج المعرفي والسلوكي للمساعدة على تحسن حالة المريض، واليكم بعض النصائح التي تقدمها لكم متعافية من مرض الاكتئاب الذهاني فاحرصوا على اتباعها:

  • الابتعاد عن نقد مريض الذهان أو القاء اللوم عليه إذا ما قام بأي فعل، فذلك يكون ناتجاً عن أعراض الاكتئاب الذهاني التي لا يمكنه السيطرة عليها، فهو لا يتعامل مع الواقع الذي نعيشه بل مع عالم افتراضي خاص به.
  • إدراك أن مريض الاكتئاب الذهاني لا يكون في حالته الطبيعية لذلك لا يجب أن يؤخذ جميع ما يقول أو يفعل من قبيل الجد، فقد يتعرض لنوبات من الشك بمن حوله أو الشعور بحب الذات وجنون العظمة ولكن ذلك رغماً عن إرادته.
  • عدم المواجهة: المواجهة الصريحة مع مريض الاكتئاب الذهاني تؤدي لنتائج عكسية ومن الأفضل محاولة التواصل معه بطريقة أخرى، ومن المتوقع ألا يستجيب المريض للمتحدث معه أثناء النوبة الذهانية.
  • عدم المصارحة: ينبغي على المحيطين بمريض الاكتئاب الذهاني عدم مصارحته بمعاناته من أحد الأمراض العقلية تحسباً لرد الفعل الغير متوقع منه.
  • تجنب السخرية من مريض الاكتئاب الذهاني أو مما يعانيه من أعراض، كما يجب عدم تجاهل وجوده ومخاوفه حتى ولو كانت غير مقبولة للمحيطين به، فهو يعتقد أن ما يعيشه هو حقيقة ومن الصعب إقناعه بغير ذلك.
  • تجنب الموافقة على أفعال وأقوال المريض ومن الأفضل عدم التعليق عليها، ويمكنك توضيح فكرتك بطريقة غير مباشرة وبالشكل الذي يتقبله.
  • التحلي بالصبر: يجب أن يتحلى الأهل والأصدقاء بالصبر عند التعامل مع مريض الاكتئاب الذهاني، وعدم الانفعال أو الغضب عليه فهو أسير للمؤامرة التي تدور في رأسه والهلاوس التي تسيطر على عقله، وهو ليس له يد بذلك.

عوامل الخطر في مرض الاكتئاب الذهاني

طبقاً لتجربتي فإنه في حالة عدم الاهتمام بعلاج مريض الاكتئاب الذهاني فقد تزيد الأعراض وتخرج عن السيطرة، مما يُنذر بحدوث المخاطر التالية:

  • الانسياق وراء تعاطي المشروبات الكحولية والمواد المخدرة.
  • التسبب في التفكير في الانتحار وهذا ما تؤكد عليه الكثير من الأبحاث فهناك واحد من بين كل خمسة أشخاص مصابين بالاكتئاب الذهاني يسيطر على تفكيره الانتحار، ويموت واحد من كل خمس وعشرين شخص مصابين بالذهان.
  • التعرض لخطر الإصابة بمرض السكري من الفئة الثانية.

علاج مرض الاكتئاب الذهاني

في الحقيقة لقد كان لعلاج مرض الاكتئاب الذهاني في تجربتي فضل كبير في تحسن حالتي وشعوري بالارتياح وسكينة النفس بعد معاناة طويلة مع هذه الحالة المرضية، واستطعت عن طريق العلاج أن استمر في حياتي بدون مشاكل، ويتم العلاج بناء على توجيهات الطبيب تبعاً لدرجة المرض ونوع الحالة والتاريخ المرضي للمصاب بالاكتئاب الذهاني، ولكن يمكنني حصر طرق علاج هذا المرض فيما يلي:

العلاج بالعقاقير الطبية

يساعد العلاج المبكر لمرض الاكتئاب الذهاني في التغلب على أعراض المرض بشكل كبير، والحد من المضاعفات التي قد تحدث مع تقدم الحالة، ويصف الطبيب العقاقير التالية عادة لمريض الذهان وهي:

  • الأدوية المضادة للذهان والتي تكون في شكل حقن أو حبوب.
  • قد يلجأ الطبيب لاحتجاز المريض داخل المستشفى للعلاج في الحالات الخطيرة التي قد يتسبب فيها المريض بإيذاء نفسه أو المحيطين به، وفي الحالات التي لا يمكن فيها السيطرة على المريض أو على سلوكياته.

العلاج النفسي والسلوكي

وهو من الطرق المستخدمة لعلاج مرض الاكتئاب الذهاني إلى جانب العلاج الدوائي، حيث يمكن لهذا النوع من العلاج السيطرة على نوبات الاكتئاب الذهاني عند المريض، ويساعد الطبيب المعالج على تحديد نوعية ما يتراءى للمريض من أحداث وتخيلات وهل هي حقيقية أو من وحي خياله وعقله.

كما يساهم العلاج النفسي والسلوكي في مساعدة المريض على التعايش مع المرض والأعراض التي يعاني منها وتكيف المحيطين حوله معها، ويعزز من طريقة التفكير الجيدة لدى المريض،  ويرفع من مستوى الثقافة النفسية والاجتماعية لعائلة المريض ويجعلهم يتعاملون بالطريقة المُثلى مع المريض، ويعزز من الترابط بينه وبينهم مما ينعكس بشكل إيجابي على الحالة الصحية للمريض.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع اكتئاب الحمل
وبهذا نكون قد وفرنا لكم تجربتي مع الاكتئاب الذهاني وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا