ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق

ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق هو أمر في أحيان كثيرة لا يكون بإرادة الزوجة، حيث تختلف الأسباب التي تقوم فيهن الزوجات بترك أولادهن للزوج بعد مرحلة الطلاق، وهو الأمر الوحيد الذي يمكن الحسم فيه أنه يؤثر بشكل كامل وسلبي على جميع الأطراف، لذا من خلال موقع جربها، أعددنا هذا المقال لنوضح لكم بشيء من التفصيل أحكام ترك الأم لأطفالها، والنتيجة في حالة كانت الأسباب غير واحدة.

ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق

الكثير من النساء ما يفضلن ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق حتى يهربن من الواقع الذي يعيشن بداخله كل يوم، وربما لا يساعدها في التهوين عن أحداثه أحد، لا يحدث شيء في النهاية سوى انتقام الرجل بأخذ الأولاد من الأم أيًا كانت أعمارهم، وتركها أينما كان محل السكن، في حالة أخرى يكون الأمر بإرادة الأم، حيث تكون هي نفسها من تتخلى عن رعاية أولادها، ومن هنا بعض الأحكام عن المرأة التي تترك حق الحضانة للزوج:

  • قد أشار الإسلام إلى أن المرأة التي تترك حق الحضانة لزوجها غير مجبرة، دون رعاية، فهي تعد مذنبة، وذلك لأن الأطفال في هذا الوقت يعدوا غير قادرين على رعاية أنفسهم، وقد حرمتهم من حنانها الذي يحتاجونه.
  • يمكن الاستشهاد بقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه قائلا: “ريقها خير له من شهد وعسل عنك يا عمر”، حيث قال هذا عندما حدث خلاف بين عمر رضي الله عنه وبين زوجته وكان يريد إبعاد الطفل عن أمه، مما يوحي بمدى أهمية رعاية الأولاد والحفاظ عليهم.

اقرأ أيضًا: مسؤولية الأب بعد الطلاق

الأحكام العامة في ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق

يعد ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق، من الأمور التي يمكن الاختلاف بشأنها، وذلك تبعًا للحالة النفسية التي تتعرض لها الأم في هذا الوقت، فهناك من تفعل هذا بمحض إرادتها، وهناك من تحاول أن تنقذ نفسها من الجحيم، متمنية لأولادها العيش بطريقة أفضل مع والدهم، الكثير من الحالات قد تخص هذا الموضوع، وقد فصلت الجهات المسؤولة بشأنه أو الحكومة بناءً على المواد الآتية:

  • الحضانة تولى للأصلح، ولمن يكون صالحًا لحماية الطفل من الأذى.
  • ينبغي على محتضن الطفل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من أجل سلامة الطفل الجسدية والعقلية.
  • تنص على أن طالما العلاقة الزوجية مستمرة بين الطرفين، فالولاية تنبغي على كل من الوالدين.
  • تنص على في حالة عدم استيفاء أي من الأطراف الشروط، فإن وكالة النيابة العامة ستقترح على المحكمة اختيار أحد الأقارب أو الأشخاص الآخرين من أجل احتضان الطفل.
  • في حالة عدم اختيار الشخص الوالي المؤهل، فإنه الطفل يؤول إلى إحدى المؤسسات المؤهلة.
  • تنص على استمرار احتضان الطفل حتى سن الرشد سواء كان الطفل ولد أو بنت.
  • بعد انتهاء العلاقة الزوجية، يمكن للأب البالغ من العمر 15 أن يختار المكان الذي يريد العيش فيه سواء كان مع الأم أو الأب.
  • في حالة عدم وجود أي من الأب أو الأم، فإن الاختيار يجوز على الأقارب ولكن بشرط ألا يتعارض ذلك مع مصلحة الولد، وهو الأمر المنصوص عليه في المادة 171
  • الحضانة تستمر بشكل عام حتى وصول البنت أو الولد إلى السن القانوني وهو 18 سنة.

اقرأ أيضًا: ‏هل يحق للأب حضانة الأطفال في حالة الطلاق بدون رجعة

الحضانة في الإسلام

لقد حث دين الإسلام على أن تكون الأم هي المسؤولة عن حضانة طفلها، وذلك لمعرفته الكاملة بمدى احتياج الطفل والأولاد لها في هذا الوقت، لذا كان العقاب مشددًا على الأم التي تترك أولادها للزوج بإرادتها في تلك الفترة، فمن الطبيعي أن يكون الطفل يحتاج إلى الأم أكثر من الأب، ذلك لكون الأم هي مصدر الحنان والعاطفة الدائم، بجانب لكون الأطفال تحتاج إلى التربية والتي لن تستطيع أن تجدها سوى مع الأم التي بالطبع سوف تقوم بهذا الدور بالشكل الأفضل.

قد أشار أيضًا الرسول عن الزوجات في حالة حدوث المشكلات الزوجية، من أجل مراعاة الأبناء بينهم، وذلك في قوله: “من صبر على سوء خلق زوجته، أعطاه الله من الأجر مثلما أعطى أيوب، ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله من الأجر مثلما آسية بنت مزاحم امرأة فرعون” وقد قال النبي هذا الحديث في حالة حدوث المشكلات التي قد تؤدي إلى عدم قدرة أي من الزوجين للعيش مرة أخرى مع بعضهما البعض.

حدد الإسلام سن الرشد، الذي يكون فيه الشخص قادرًا على اختيار المكان الذي يرغب فيه العيش به، حيث ليس من الضروري البقاء مع أمه إلى الأبد، فيمكنه بعد بلوغ هذا العمر القدرة على اختيار أي من الأماكن التي يود أن يكون فيها من أجل استكمال رعاية وحفظ نفسه، وقد قال الرسول صلى الله عليوه سلم في حديثه عن ذلك الأمر قائلاً:
أنَّ امرأةً جاءَت فقالت: يا رسولَ اللَّهِ! إنَّ زوجي يريدُ أن يذهبَ بابني؛ وقَد سقاني من بئرِ أبي عِنَبةَ وقد نفعني فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: استَهِما عليهِ، قالَ زوجُها: من يحاقُّني في ولدي، فقالَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: هذا أبوكَ وَهذِه أمُّكَ فخُذْ بيدِ أيِّهما شئتَ فأخذَ بيدِ أمِّهِ، فانطلقَت بِه”

مشروعية الحضانة

السؤال المهم هنا لمن هي آهلة الحضانة؟ يمكننا القول إن احتضان الأولاد يكون لهؤلاء الأشخاص القادرين على حماية الأشخاص وتربيتهم تربية سليمة، كذلك توفير سبل الأمان من المنشأ والمأكل والاحتياجات التي تقتضي أن تكون ملازمة للطفل في هذا الوقت.

قد أشارت جميع الأديان على ضرورة حفظ النفس البشرية، وصيانتها من الأذى، كذلك في حماية احتضانها أن يكون الشخص قادرًا على حفظها ورعايتها بالشكل الذي ينبغي.

الحضانة في الطلاق الرجعي

في صدد حديثنا عن ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق، نشير إلى حالة العودة، والتي يكون حكمها أن تظل المرأة حاضنة في المكان الذي تسكن بداخله حتى قبل وقوع الطلاق، وذلك تبعًا لقوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ‏وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ ‏بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ ‏يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا”

اقرأ أيضًا: أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر

مسؤولية الأب بعد الطلاق تجاه أبنائه

أشارت الكثير من الدراسات الناتجة من تتابع حالات الطلاق، إلى أن حالة الأطفال بعد الطلاق تتحول بالشكل السيء والمؤثر على نفوسهم، وهو الذي قد يؤدي إلى تعرضهم أمراض نفسية خطيرة مثل الاكتئاب، خاصة إذا كان الأب والأم مرتبطين بدرجة كبيرة، لذا في حالة وقوع الطلاق هناك بعض من المسؤوليات على الأب التي ينبغي عليه القيام بها وذلك من أجل التحسين المستمر من حالتهم النفسية والالتزام بما لديه تجاههم، ومن أهمها ما يلي:

  • من الضروري المحافظة على العلاقة الجيدة مع الأم، وهو الأمر الذي سوف يؤثر بالشكل الإيجابي على الأبناء، وحتى يدركوا أيضًا معاني مهمة مثل الاختلاف والتقدير والاحترام.
  • التواصل معهم بشكل دائم، والاندماج داخل حياتهم الصغيرة، وحضور كل ما يخصهم، فإن شعور الأطفال بأن الأب مهتم بهم وبخصوصياتهم، سيزداد من شعورهم بالثقة بالنفس والتخلي عن أي أفكار سلبية.
  • الاهتمام بالأمور المادية التي تخص الأولاد وما يحتاجونه بشكل يومي، فإن الكثير من الاهتمامات تخترق حياتهم، لذا لابد له أب يكون واعي إزاء ذلك.
  • الوقوف بجانب الأطفال خاصة في الأوقات التي يشعرون فيها بالضعف والمشاعر السلبية، فيجب أن يكون هو الداعم لهم ليخرجوا من الدائرة المهلكة والتي تخص تذكر الطلاق بينه وبين الأم.
  • التواصل مع الأم على بعض القواعد في شأن تربية الأبناء، ومن الضروري عدم تغييرها، حتى لا يشعر الأبناء بالتشتت، وينتج عنه تمرد أحد الأطراف، وشعوره بالغضب.

ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق، يمثل في كثير من الأحيان البداية إما لنجاة الأم من حياة مهلكة، مليئة بالمشكلات العصيبة، وأحيانًا ما يكون هو في الأغلب نتيجة الحالتين معًا، ولكن مع المساعدة القوية والدعم يتمكنون فقط من الخروج منها.

قد يعجبك أيضًا