هل يجوز زواج المتعة عن طريق الإنترنت

هل يجوز زواج المتعة عن طريق الإنترنت لكثرة استخدام وسائل التكنولوجيا في هذه المسألة، حيث تطرق إلينا في الآونة الأخيرة وجود بعض الأشخاص من مستخدمي الإنترنت ورغبتهم في إجراء زواج المتعة في مواقع مختلفة، ونحن بصدد توضيح جواز هذا الزواج من عدمه وأيضًا توضيح لشروط الزواج الصحيح وتفاصيل أخرى فَتابعونا فيما يلي عبر موقع جربها.

اقرأ أيضا: ماذا يقول المأذون عند الزواج

هل يجوز زواج المتعة عن طريق الإنترنت

لقد جعل الله تعالى الزواج هدف من أجل إعمار الكون وتكاثره، إلى جانب إمتاع النفس باستبعاد الشهوات المحرّمة عند الزواج الحلال الذي يتضمن المودة والرحمة والألفة والسكن بين الزوجين.

ولقد انتشرت في الفترات الأخيرة ظواهر دخيلة ليست من الشريعة الدينية ولا تمت لها بأي صلة منها زواج المتعة، وهذا نوع من أنواع الزواج المختلفة التي هي عبارة عن زواج مؤقت لغرض المتعة دون النيّة في الاستمرار والحياة معًا.

وبمجرد أن تنتهي الفترة المحددة لهذا الزواج كما هو مشروط بين الطرفين يحدث الفراق بدون أن يتم طلاق، وزواج المتعة ليس به متطلبات الزواج الشرعي المتعارف عليها كالنفقة وأجر مسكن والمهر والمؤخر وغيرها، إلى جانب عدم وجود ولي أو شهود أثناء إتمام زواج المتعة.

إذ أن هذا النوع من أنواع الزواج يسمح للرجل أن يتمتع بأكثر من امرأة واحدة في حين أن الزواج الشرعي حدد للرجل الزواج بواحدة أو اثنتان أو ثلاثة أو أربعة ويجوز الجمع بينهن مع التزامه بالعدل والإحسان والإنفاق العادل.

لذا فإن زواج المتعة لا يجوز شرعًا ولا يجب الإقدام عليه من خلال الإنترنت لأنه زواج باطل، وهذا بإجماع علماء المسلمين بأن زواج المتعة ليس زواج شرعي مبني على شروط وأركان العقد الصحيح كما أوضح لنا الدين الحنيف.

اقرأ أيضا: ما هو زواج المسيار وما حكمه

شروط إتمام الزواج الصحيح والفرق بينه وبين زواج المتعة

حتى تتم الإجابة كاملة على سؤالنا هل يجوز زواج المتعة عن طريق الإنترنت، فكان علينا توضيح أركان وشروط الزواج الصحيح لمعرفة الفرق بينه وبين زواج المتعة الذي لا يُعتد به زواج حقيقي بين الطرفين، وذلك على النحو التالي:

شرط اللزوم

في حالة شرط اللزوم يجب أن يتم التأكد من استمرار العقد أو عدم استمراره، فهذا شرط أساسي وإذا لم يتحقق أصبح العقد لاغيًا ويحوز فسخه أو يصبح غير لازم.

فعلى سبيل المثال إذا وجدت الزوجة عيبًا شديدًا في زوجها ولا تستطيع معاشرته وأنه سيقع عليه ضرر من هذا العيب، فإنه يتم فسخ العقد، ويكون غير لازم سواء كان العيب موجود قبل العقد أو وجدته بعد انعقاد العقد.

شرط النفاذ

من شروط صحة عقد الزواج أن يكون الشخص العاقد بالغ راشد أي أنه بلغ الحُلُم، وأصبح واعيًا فاهمًا متطلبات الزواج وقدرته على تحمل المسؤوليات.

شرط صحة العقد

تعد شروط صحة عقد الزواج من الأمور الأساسية لصحة النكاح، وعند عدم توفر أي شرط يكون العقد فاسد وهذا حسب جمهور الحنفية، إلا أن جمهور الشافعية والمالكية والحنابلة يؤكدون على بطلان العقد في حالة افتقاد أحد الشروط المطلوبة، والتي منها:

  • يلزم وجود شهود من الرجال ويكونا رجلين أو رجل وامرأتان.
  • أن يتم إعلان الزواج بإشهاره أمام العامّة ليتأكد الناس من أن هذان الطرفين زوجين بعقد حلال.
  • لا يجب أن تكون الزوجة المراد انعقاد النكاح منها مُحرّمة على من يريد الزواج منها لأي سبب، مثل أن تكون في مدة العدة، أو متزوجة بشخص آخر، أو تم تطليقها ثلاث مرات ولم تتم مرحلة المُحلل، أو أن تكون مشركة أو مرتدة أو غير كتابية.

شرط انعقاد العقد

من شروط الزواج الصحيح هو وجوب توافر شروط انعقاد العقد، وفي حالة عدم توفر الشروط المطلوبة يكون العقد باطلًا بإجماع آراء المذاهب الأربعة والتي تم تحديدها كما يلي:

  • ينبغي سماع الطرف الآخر من خلال العاقدين مع علم الطرف الثاني بمقصود الطرف الأول بإتمامه عقد الزواج، مع علم الطرف الآخر بقصد الطرف الثاني بالرضا والموافقة على الزواج.
  • لابد من أن تكون الموافقة والرضا واضحة ولو بشكل ضمني.
  • يجب عدم انشغال أي طرف من العاقدين أثناء إتمام العقد للتأكد من عدم وجود أي تعارض على القبول من عدمه.
  • يجب أن تتوفر الأهلية الكاملة للزوج والزوجة عند إجراء عقد الزواج، وألّا يكون أحد الطرفين فاقدًا للأهلية، أو يكون أحد الطرفين من الأطفال الغير بالغين.

اقرأ أيضا: هل زواج المسيار يسجل في المحكمة

ما هي أركان الزواج الشرعي؟

بعد أن أوضحنا لكم الإجابة عن سؤال هل يجوز زواج المتعة عن طريق الإنترنت بالإشارة إلى شروط الزواج الصحيح، نأتي إلى أركان الزواج الواجب توافرها حتى يتم العقد، والتي من بينها ما يلي:

  • توفر الولي الذي هو أحد أهم أركان الزواج الشرعي.
  • توفر الشهود.
  • يجب توفر العاقدان وهما الزوج والزوجة مع خلو ما يمنع زواج الزوجة، مثل زواج الزوج من أختها وغير ذلك مما يمنع إتمام العقد.
  • الصداق أو المهر ولو كان بسيطًا ولكنه أحد أركان الزواج ولا يجب إلغائه.
  • أما كتابة صيغة عقد الزواج هو الركن الوحيد الذي يتفق عليه جمهور المذاهب الأربعة والتي تتكون صيغته من القبول والإيجاب، أي أن العاقد الأول يقوم بالإيجاب والقبول يصدر من العاقد الثاني.

حكم تحريم زواج المتعة واختلافه بين الزواج الشرعي

الآن قد تعرفنا على إجابة سؤال اليوم هل يجوز زواج المتعة عن طريق الإنترنت مما سبق شرحه، حيث أن الزواج في الدين الإسلامي هو عقد ارتباط بين الزوجين مدى الحياة ما لم تكن هناك أمور يستحيل معها استمرار الزواج.

كما أن هناك تحريم لزواج المتعة وغيره من الأنواع الشائعة التي تتحدد بمدة أو لا يوجد من خلالها نيّة الاستمرار لما يترتب عليه من ضياع لحقوق الزوجة وأيضًا الأبناء، بالإضافة إلى أن تحريم زواج المتعة أمر ضروري يحد من اختلاط الأنساب فحينها لن يتم معرفة من هو الأب لهذا الطفل إذا ما تم الاستمتاع بواحدة من النساء من قِبل عدد من الرجال، ومن بين الفروق الواجب معرفتها بين زواج المتعة والزواج الشرعي نذكر ما يلي:

  • عند زواج المتعة يمكن للرجل أن يستمتع بأكثر من امرأة، أما الزواج الشرعي فلا يجوز الجمع بين أكثر من أربعة.
  • زواج المتعة لا يتطلب وكيل أو ولي أو شهود، بينما الزواج الصحيح يلزمه وجود ولي وشهود لكي يكتمل العقد.
  • في زواج المتعة لا نفقة ولا سكن ولا أي مترتبات تحمل حقوق للزوجة، في حين أن الزواج الشرعي يُلزِم الزوج بالنفقة وغير ذلك من الحقوق.
  • في حالة زواج المتعة لا يوجد طلاق بل ينتهي بانتهاء المدة المحددة بين الطرفين، على عكس الزواج الشرعي الذي يتضمن طلاق وخلع ولعان.
  • عند اتخاذ قرار زواج المتعة لن يكون هناك فرصة بأن يرث طرف الطرف الآخر إذا جاءت لحظة وفاته قبله، لكن في الزواج الشرعي يحق لكلا الطرفين أن يرث الآخر حسب القسمة الشرعية المنصوص عليها في القرآن الكريم.
  • إن زواج المتعة ما هو إلّا للمتعة فقط وليس به أي التزامات ومسؤوليات تجاه الطرف الآخر، أما الزواج الشرعي فهو قائم مدى ما استمرت الحياة بينهما بكامل المسؤوليات والواجبات.

اقرأ أيضا: ما معنى زواج مسيار والانتقادات الموجهة له

وبذلك نكون قد انتهينا من الإجابة عن سؤال هل يجوز زواج المتعة عن طريق الإنترنت مع توضيح حكم تحريم هذا النوع من الزواج، وذلك بإجماع أهل العلم في المذاهب الأربعة وعلينا أن نعلم بأن الزواج هو سُّنة مؤكدة، وقد جاء في حديث لرسول الله صل الله عليه وسلم قال: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، وإن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”.

قد يعجبك أيضًا