هل يجوز ذكر الله على جنابة

هل يجوز ذكر الله على جنابة؟ وهل من الجائز أن يدعو الشخص وهو جنب؟ الجنابة هي عدم طهارة الفرد نتيجة احتلامه أو ممارسة العلاقة الزوجية، وفي هذه الحالة يلزم على الفرد التطهر والاغتسال من أجل التمكن من الصوم أو الصلاة.

كل هذا أغلبنا يعرفه لكن السؤال عن إمكانية ذكر الله على جنابة وهذا ما سنعرف إجابته من خلال موقع جربها.

هل يجوز ذكر الله على جنابة

لم يتم ذكر أي حديث نبوي أو نص شرعي يحرم ذكر الإنسان لله وهو على جنابة، لأن الأمر بذكر الله تعالى جاء مطلقًا في جميع المواضع، وهذا دلالة على إمكانية ذكر الله تعالي في جميع المواقف والهيئات وعلى أي حال يكون عليه.

لذا فإجابة سؤال هل يجوز ذكر الله على جنابة هي الإيجاب، وأضاف الفقهاء وعلماء الدين على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائم الذكر لله عز وجل في جميع الأوضاع والمواقف، وهذا ما جاء عن عائشة رضي الله عنها: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ).

الذكر يجوز أن يكون بالقلب واللسان، للجنب سواء الرجل أوالمرأة في فترة الطمث والنفاس، والذكر هنا يكون عبارة عن: التهليل والتسبيح أو الاستغفار والحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، إضافةً إلى التكبير والدعاء.

أما عن قراءة القرآن للجنب فلا يجوز وهذا باتفاق من علماء المذاهب الأربع الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة، ومن الأدلة على هذا ما جاء عن عبيدة السلماني: (أن عمرُ بن الخطَّاب يَكره أن يَقرأ القرآنَ وهو جُنُب).

لكن يجوز للجنب قراءة آية الكرسي والمعوذات عند النوم ولا ضرر ولا تحريم لهذا الأمر.

استكمالًا لإجابة سؤال هل يجوز ذكر الله على الجنابة، فبناءً على المذاهب الأربعة لا يجوز للجنب مس المصحف، وهذا لقوله تعالى:
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
من الممكن أيضًا قراءة الرقية الشرعية على الجنب والحائض ولا ضرر من هذا، ولا يوجد نص شرعي يمنع الأمر ولكن من الأفضل ألا يرقي الفرد نفسه.، وبهذا يكون ذكر الله والفرد جنب أمر مباح لا ضرر منه ولا تحريم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز النوم على جنابة

جواز النوم على جنابة

استكمالًا لعرض الإجابة على سؤال هل يجوز ذكر الله على جنابة، فيمكن أن تتبادر إلى الأذهان إمكانية نوم الإنسان وهو جنب، لكن باجتماع من جموع فقهاء الدين فإن النوم على جنابة هو أمر مكروه شرعًا وليس محرمًا، وفي هذه الحالة من الأفضل أن يتوضأ الفرد على الأقل.

كما يفضل أن ينام الفرد المسلم على وضوء في الأوقات العادية أيضًا ليس فقط وهو على جنابة، والدليل على هذا ما جاء عن عائشة رضي الله عنها: (إذا أصابَ أحدُكُمُ المرأةَ ثمَّ أرادَ أن يَنامَ فلا يَنامُ حتَّى يتوضَّأَ وضوءَهُ للصَّلاةِ).

في حديث آخر قالت عائشة رضي الله عنها: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أرادَ أن ينامَ، وَهوَ جنبٌ، تَوضَّأَ، وإذا أرادَ أن يأْكلَ، أو يشربَ، قالت: غسلَ يدَيهِ، ثمَّ يأكلُ أو يشربُ).

.جاء رأي بن عثيمين مؤكدًا على جواز نوم الجنب دون اغتسال، وقد توصل إلى هذا الرأي بناءً لما جاء في السنة النبوية من أحاديث شريفة تشير إلى الأمر، ولكنه كغيره من العلماء أوصى بإسراع الاغتسال من الجنابة والتطهر.

حكم تأخير الاغتسال من الجنابة

انتشرت بعض الأقاويل بشأن أن الملائكة تقوم بلعن الجنب في كل خطوة حتى يغتسل، ولكن قام الدكتور شوقي علام بنفي هذا الحديث، وعدم جواز نسبه إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن بالرغم من هذا يجب الاغتسال من الجنابة بشكل سريع.

فالإسلام دين طهر، لذا على المسلم الاغتسال عند الجنابة وإذا لم تتوافر لديه الإمكانيات فيمكنه الوضوء إذا اتجه إلى أي أعمال أخرى قبل حدوث الجماع مرة أخرى مثل تناول الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حاجة.

أما حكم تأخير الاغتسال فلا يعتبر إثمًا إذا لم يؤخر صلاة، أو الامتناع عن الصيام، وفي هذه الحالة يأثم الفرد على تأخيره للصلاة وليس تأخير الغسل.

اقرأ أيضًا: طريقة الغسل من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

بعد الإلمام وذكر إجابة سؤال هل يجوز ذكر الله على جنابة، من المهم أن يُلم الإنسان بالطريقة الصحيحة للاغتسال من الجنابة كما ورد الأمر في السنة النبوية، والغسل هو إيصال الماء إلى جميع أجزاء البدن بماء طاهر دون أي إضافات، أما عن الطريقة المتبعة في الغسل فتتمثل فيما يلي:

  1. في البداية يجب أن يكون الماء طاهرًا.
  2. بعد توفير الشروط اللازمة في الماء يجب أن ينوي الفرد الطهارة في قلبه من الجنابة أو الحيض أو غيرها من موجبات الغسل.
  3. بعد ذلك يبدأ الغُسل بغسل كف اليد لثلاث مرات متتالية، ثم غسل الفرج باليد اليسرى.
  4. بعدها يتم غسل اليد من جديد، ويبدأ الفرد بالوضوء الطبيعي للصلاة عدا القدم.
  5. ثم بعد ذلك يغسل الشعر بكل أطرافه وحتى فروة الرأس بالماء ثلاث مرات.
  6. بعدها يتم غسل سائر الجسد وتخلل الماء إلى جميع أجزائه بالماء ابتداءً من الجانب الأيمن ثم الجانب الأيسر، ثم غسل القدم.

موجبات الغسل

استكمالًا لإجابة سؤال هل يجوز ذكر الله على جنابة، فالجنابة واحدة من موجبات الغسل بالإضافة إلى بعض الموجبات الأخرى والتي تتمثل في:

  • انتهاء أيام الدورة الشهرية أو النفاس.
  • الموت، وعند حدوثه يتم تغسيل الميت من قبل محارمه أو المختصين بهذا الشأن.
  • الدخول في الإسلام.
  • يجب على من يمس الميت الاغتسال بعد الانتهاء من غسله.

في حالة عدم توافر الماء للاغتسال من الجنابة أو حدوث أي ظرف يمنع الاغتسال يجب على الفرد التيمم وأداء الفروض الخاصة به، وبهذا نكون قد وضحنا إجازة ذكر الله عز وجل للجنب بالتفصيل.

اقرأ أيضًا: كيفية الغسل من الجنابة والطريقة الصحيحة للاغتسال

فضل وآداب الذكر

الذاكرين هم أصحاب القلوب المشرقة من المؤمنين الذين وجدوا السكينة والاطمئنان والراحة بالتقرب من الله عز وجل وذكره ليل نهار، والله عز وجل هو من يريح ويطمئن قلبهم، ومن يذكر الله يكون دائمًا في معية الله عز وجل ورحمته وغفرانه.

من فضائل ذكر الله أيضًا هو الفوز بالدنيا والآخرة وتحقيق المعجزات بالدعاء والذكر والتقرب من الله عز وجل، فالله عز وجل ينير بصائر ذاكريه ويبشرهم بالجنة والغفران، وتتوفر لهم السعادة الدائمة.

فبالاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يتحقق للإنسان ما يسعى عليه من سعة في الرزق والعلم، راحة القلب وتفريج الهم والحزن في القلب فيقول تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وبذكر الله يثبت المرء على الإيمان واليقين بالله عز وجل ووحدانيته.

أما الفعل المضارع في الآية الكريمة فهو دليل دامغ على تكرار الاطمئنان، وتجديده، أما عن آداب الذكر فتتمثل فيما يلي:

  • في البداية يجب أن يستشعر الفرد عظمة وقوة الله عز وجل.
  • من المهم أن يحرص المؤمن على طلب العون من الله عز وجل والاستعانة به دائمًا على الذكر، فبرحمته عز وجل يُلهم الإنسان على الذكر.
  • من المهم التماس الأوقات المناسبة للذكر والدعاء مثل يوم الجمعة وبه يفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقت هطول المطر، الثلث الأخير من الليل، بين الأذان والإقامة.
  • استقبال القبلة من الأمور المهمة لذكر الله تعالى والدعاء.
  • من المستحب أن تكون رائحة الفم عطرة، ويمكن استعمال السواك لتطبيق وتحقيق هذا الأمر.
  • من المهم أيضًا أن يكون المرء على طهارة أو متوضأ إذا كان على جنابة، وفي حالة حيض المرأة ونفاسها.

الذكر هو وسيلة لاطمئنان القلوب ويجب اللجوء إليه في جميع حالات الإنسان، فبالذكر يشعر الإنسان بأنه في كامل قوته فهو في معية الله.

قد يعجبك أيضًا