هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته

هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته؟ وهل يجوز تعزية غير المسلم؟ فإن هذا الأمر يختلف فيه العديد من الناس، أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن يكون بيننا ود ورحمة، وأن نحترم اختلاف الأديان السماوية، ولكن في مسألة الموت يختلف الكثير من الناس في الترحم على الميت الغير مسلم، وفي موقع جربها سوف نتعرف إلى حكم هذا الأمر.

هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته؟

نحن نعيش سويًا في مكان واحد، فمن الطبيعي أن نتعامل مع الغير مسلمين، وأن تجمعنا الظروف والمواقف والجيرة والعمل، فلا بد من الإحسان إلى الآخرين على أي حال، ولا يجب معاملة الغير مسلم بطريقة غير لائقة.

فإن هذا لم يأمر به الله سبحانه وتعالى، فلم ينهى الله عن التعامل مع الغير مسلمين طالما لم يؤذونا في شيء، وهذا ما جاء في قوله تعالى:

}لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{ ] الممتحنة: 8  [.

فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى أن نحسن إلى الناس ما داموا لا يقاتلونا في الدين، أو يؤذونا، أو يخرجونا من ديارنا.

أما بالنسبة لمسألة الترحم على الغير مسلم، فإن الإجابة عن سؤال هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته؟ هي لا، فلا يجوز للمسلم، أن يستغفر أو يطلب الرحمة لغير المسلم بعد وفاته.

فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة: 113].

فقد كان سبب نزول تلك الآية أن عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب توفي، وقد توفي على شرك، وهو لا يؤمن بالله الواحد الأحد.

كما جاء التأكيد على هذا الأمر في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي” ] رواه مسلم [.

كما أن الله سبحانه وتعالى أكد على أنه لن يغفر أبدًا الشرك به، ولكنه يغفر ما دون ذلك، وهذا ما جاء في القرآن الكريم:

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48].

لذلك وبناءً على ما سبق، فإن الإحسان إلى غير المسلم واجب علينا ما دام لا يتدخل في أمور الدين، أو يحاول أن يرد المسلم عن دينه، ولكن إذا مات، لا يجب ولا يجوز الترحم عليه، أو طلب المغفرة له.

اقرأ أيضًا: هل كل المسلمين يدخلون الجنة

هل يجوز تعزية غير المسلم؟

انطلاقًا من الإجابة عن سؤال هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته؟ فمن الجدير بالذكر أنه لا بأس في تعزية غير المسلم في موت أحد أقاربه، وهذا استنادًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور غير المسلمين في حالة مرضهم.

كما أن التعزية تكون داخلة في مفهوم البر في الآية الكريمة التي دعا الله المسلمين فيها بأن يبروا غيرهم من غير المسلمين، ولكن لا بد من اختيار الألفاظ التي يعزي بها، حيث إن الألفاظ التي نستخدمها في تعزية المسلمين تكون مختلفة.

فعلى سبيل المثال يمكن القول: عوضكم الله خيرًا، أو جبر مصيبتكم، أو أخلفكم الله خيرًا، أو استخدام الكلمات التي تحثهم على الصبر.

اقرأ أيضًا: حكم نسبة النعم لغير الله

هل يجوز تسمية المقتول من غير المسلمين بالشهيد؟

في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته؟ فقد تطرقنا لطرح سؤال آخر، وهو حكم إطلاق كلمة شهيد على غير المسلم، والجدير بالذكر أن هذا الأمر لا يجوز.

من هذا المنطلق فإن كل ما يسري على الشهيد، من عدم تغسيله، أو الشفاعة لأهله، أو دخول الجنة، لا ينطبق على غير المسلم إطلاقًا، لكن من الممكن إطلاق بعض الكلمات الأخرى عليه، مثل: المقاتل: المناضل، أو المقاوم.

إن العلاقات الوطيدة بين الناس أمر ضروري وما يغنيها ويثقلها هي المواساة والتعزية ومشاركة الأفراح والأحزان، ولكن الترحم وطلب العفو والمغفرة من الله لغير المسلم لا يجوز، وهذا ما أمر به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلمين

هل يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؟

لا شك أن هذا الأمر فيه اختلاف كبير بين العلماء، وبين وجهات النظر، فإنه في العديد من الأحيان يجمعنا صلة بين غير المسلمين، سواء صلة في العمل، أو في السكن، أو في الدراسة.

فقد أشار الكثير من علماء الدين إلى أن تهنئة الغير مسلمين بأعيادهم جائز، ولكن لا يجب أبدًا مشاركتهم في مراسم الاحتفال بأعيادهم، وزيارة دور عبادتهم.
حيث إن التهنئة في الأعيان تأتي تحت منطلق البر والقسط الذي أشار إليه الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة، حيث إن تلك الأمور تعمل على تقوية الروابط، وانتشار السلام، واختفاء الفتن والحروب.

قد يعجبك أيضًا