هل يجوز صيام أيام التشريق

هل يجوز صيام أيام التشريق على الحاج؟ وهل يجوز الأمر لعموم الناس؟ أيام التشريق هي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهي أيام عيد الأضحى المبارك، وتبدأ تلك الأيام بيوم النحر، وهي أيام مباركة، وعظيمة، ويحبذ أن يقوم العبد بالعديد من الأعمال الصالحة في تلك الأيام، علاوةً على الصوم والعمل الصالح، ولكن هل يجوز صيام أيام التشريق؟ سوف نتعرف على الإجابة فيما يلي من خلال موقع جربها.

هل يجوز صيام أيام التشريق

أيام عيد الأضحى المبارك هي أيام التشريق، وهي أيام شكر لله تعالى على نعمه التي لا تعد، ولا تحصى، وقد ورد ذكر هذه الأيام في القرآن الكريم، في قول الله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) (سورة البقرة: 203).

قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنها أعظم الأيام، وذلك في حديث عبد الله بن قرط أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ، ثم يومُ القُرِّ) حديث صحيح، مصدره صحيح الجامع.

الصيام عبادة عظيمة، وقربة نتقرب بها إلى الله -جل وعلا- ولكن توجد بعض الأيام التي نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصيام فيها، ويجهل الكثيرون ذلك، وأيام التشريق هي تلك الأيام التي نهانا النبي عن صيامها.

الدليل على ذلك حديثه -صلى الله عليه وسلم- أنها أيام أكل وشرب، حين قال: (أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ) حديث صحيح، رواه أبو هريرة، مصدره شرح معاني الآثار، وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن صِيَامِ يَومَيْنِ يَومِ الأضْحَى، وَيَومِ الفِطْرِ) حديث صحيح، مصدره صحيح مسلم.

كما روى عمر بن الخطاب أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نَهى عن صيامِ هذينِ اليومينِ، يومِ الفطرِ ويومِ الأضحى، أمَّا يومُ الفطرِ، فيومُ فطرِكم من صيامِكم، ويومُ الأضحى، تأْكلونَ فيهِ من لحمِ نسُككم) حديث صحيح، مصدره صحيح ابن ماجة.

كذلك يرى أصحاب المذاهب الأربعة في الإجابة عن سؤال هل يجوز صيام أيام التشريق أن صيام تلك الأيام حرام بإجماع المالكية، والحنفية، والحنابلة، والشافعية، إلا إذا كان حاجًا متمتعًا.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الأكل من ذبيحة الصدقة

ما حكم صوم أيام التشريق للحاج؟

يتوارد سؤال هل يجوز صيام أيام التشريق للحجاج؟ وفي الحقيقة يختلف حكم صيام أيام التشريق عند الحاج، فقد أجمع العلماء أن أيام التشريق يحرم صيامها على الحاج، إلا إذا كان متمتعًا ولم يجد الهدي، أي ذبح الفدية، وهي كالأضحية ولكن تكون كفارة أو فدية، وقد لا يذبح إما بسبب عدم توافر مال كافي لشرائها، أو عدم توافر الأضحية.

إذا حدث ذلك فعليه أن يصوم تلك الأيام الثلاثة حتى لا يضيع موسم الحج، وهذه الرخصة للحاج فقط الذي لم يصم الأيام الماضية، ومن ذلك قوله -تعالى-: (فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (سورة البقرة: 196).

فيجوز صيام ثلاثة أيام التشريق في الحج، وهم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، ويصوم سبعة أيام حينما يعود إلى أهله، وقد أشار جمهور الفقهاء والعلماء، وأصحاب المذاهب، الحنفية، والمالكية، والحنابلة، أنه يجوز للحاج المتمتع صوم أيام التشريق.

قد أكدوا على ذلك بحديث عائشة -رضي الله عنها- وعبد الله بن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ) حديث صحيح، مصدره صحيح البخاري، وقد ذهب الإمام الشافعي -رحمه الله- إلى حرمة صيام أيام التشريق على الحاج، وعلى غير الحاج مطلقًا.

صيام القضاء في أيام التشريق

صيام القضاء في أيام التشريق أجمع كافة العلماء على تحريمه، إذ لا يجب قضاء يوم من رمضان في أيام التشريق، ولكن بعض العلماء وهم قلة من أجاز بقضاء الأيام من رمضان في أيام التشريق.

لكن من صام جاهلًا بحكم تلك الأيام فعليه أن يتوب إلى الله -جل وعلا- ويستغفره، ومن صام قضاء رمضان في أيام التشريق، فلا يجوز، وعليه أن يعيد صيامه ويقضيه في أيام أخرى غير أيام التشريق.

ما هو فضل أيام التشريق؟

أيام التشريق لها فضل عظيم عند الله -جل وعلا- فهي أيام مباركة في الإسلام، وهي من أعظم الأيام كما قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ، ثم يومُ القُرِّ) حديث صحيح، مصدره صحيح الجامع.

المقصود بيوم القر في الحديث، هو يوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة، وحرم الله علينا صيام تلك الأيام، حتى تكون أيام هناء، وأكل وشرب، وينتشر فيها السعادة، والإخاء، كما هي أيام يتمتع فيها العبد بذكر ربه جل وعلا، ويضاعف فيها الحسنات، حيث قال الله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) (سورة البقرة: 203).

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام القضاء بدون نية

الأعمال المستحبة في أيام التشريق

رغم أن صيام أيام التشريق حرمه الله علينا، إلا أن هناك الكثير من الأعمال التي تساوي أجر الصيام وزيادة، فهي أيام مباركة، ولها فضل عظيم عند الله -جل وعلا- والعمل الصالح فيها يجزى عليه العبد أضعافًا من الحسنات.

سوف نعرض لكم فيما يلي بعض الأعمال المستحب فعلها في أيام التشريق، وذلك استكمالًا لموضوعنا عن جواب هل يجوز صيام أيام التشريق، حيث يستحب فعل ما يلي:

  • يستحب الإكثار من العبادة، وخصوصًا ذكر الله -تبارك وتعالى- فهذا ما أوصانا بالقيام به في القرآن الكريم حين قال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) (سورة البقرة: 203).
  • ذبح الأضاحي قربة عظيمة لله -جل وعلا- حيث يستحب ذبح الدواب، وهذا ما أخذناه من سنة أبينا إبراهيم -عليه السلام-، وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- والدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة الحج: 63).
  • الإكثار من التكبير المطلق وهو قول (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر)، وهذا ما روي عن سلمان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كبِّروا: اللَّهُ أَكبرُ، اللَّهُ أَكبرُ، اللَّهُ أَكبرُ كبيرًا) حديث صحيح، مصدره نيل الأوطار.
  • كذلك استحباب التكبير المطلق عقب الصلوات المفروضة وذلك في أيام التشريق، لإحياء، وإظهار شعائر الله -جل وعلا- وشكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
  • الإكثار من الدعاء لله -جل وعلا- والتوسل والتضرع إليه، ويستحب الإكثار من ذلك الدعاء (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
  • توزيع الأكل والشرب، والتوسعة على الأهل في ذلك، ولكن دون الإسراف، وهذا ما أوصانا به النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ) حديث صحيح، رواه أبو هريرة، مصدره شرح معاني الآثار.
  • يجب التقرب إلى الله عن طريق وصل الأرحام، وطاعة وبر الوالدين.

اقرأ أيضًا: حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج

لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم

يقال إن سبب تسمية أيام التشريق بذلك الاسم أن الحجاج كانوا يشرقون في ذلك اليوم أضاحيهم، أي أنهم كانوا يبرزونها، ويخرجونها إلى الشمس حتى لا تفسد، لذلك من هنا جاء تسميتها بأيام التشريق، وورد في القرآن الكريم أنها أيام معدودات.
أيام التشريق نهانا الله عن الصيام فيها لحكمة منه -جل وعلا- كما أنها أيام راحة، وسرور للعبد، وأيام مباركة يستغل فيها الإكثار من ذكر الله تعالى كما أوصانا في كتابه.

قد يعجبك أيضًا