هل يجب الاغتسال بعد العادة السرية للنساء؟ وما هي شروط الاغتسال للمرأة؟ نظرًا إلى أن الإسلام دين طهارة، فهناك بعض التعليمات التي يجب اتباعها من أجل الحفاظ على حالة الطهارة التي تعد أهم شروط الصلاة، وهذا ما نهتم بعرضه اليوم خلال موقع جربها، ولذا سنجيب عن إجابة سؤال هل يجب الاغتسال بعد العادة السرية للنساء.
هل يجب الاغتسال بعد العادة السرية للنساء
تكمن إجابة سؤال:” هل يجب الاغتسال بعد العادة السرية للنساء؟” في أنه يلزم التعرف على إذا كان تم خروج المني أم لا بعد ممارسة العادة السرية، ففي حالة أن يتم خروج المني يكون هنا واجب الاغتسال، أما في حالة ألا يخرج المني يكون هنا غير واجب الاغتسال.
في حالة إذا كنتِ متحيرة بين إذا ما كان تم خروج المني أم لا يكون من الأفضل الاغتسال وذلك من أجل تجنب الشك، حيث إن الصلاة لا تجوز في حالة خروج المني فيجب الاغتسال.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض دون غسل الشعر
شروط اغتسال المرأة
بعد أن أوضحنا إجابة سؤال هل يجب الاغتسال بعد العادة السرية للنساء، سنتطرق للتعرف على شروط اغتسال المرأة، حيث إنها سبعة شروط والتي تتمثل في الآتي:
- عقد النية.
- أن تكون المرأة عاقلة.
- القدرة على التمييز.
- الماء الطهور.
- إزالة كل ما يمنع وصول الماء إلى البشرة.
- الانقطاع عن كل ما يوجب الغسل.
هناك بعض النقاط التي تحدث بخصوصها علماء الدين بشأن اغتسال المرأة وشروطه وهذه النقاط تتمثل في الآتي:
- وجد بعض العلماء الذين أضافوا لتلك الشروط أن النية يجب أن تكون موجودة حتى تتم الطهارة.
- كما أن هناك علماء أشاروا إلى أن هناك أقسام لشروط اغتسال المرأة تتمثل في شروط وجوب وشروط صحة بالإضافة إلى كل من الشرطين معًا، وسنتعرف عليهم فيما يلي:
- شروط الوجوب: هي الشروط التي يتوجب توافرها أثناء الغسل، فيشترط أن تكون مجتمعها كلها، وفي حالة أن يفقد شرط منها لا يكون الغسل صحيح، وشرط الوجوب هو البلوغ فقط، حيث إن الغسل لا يجب على الفتاة الغير بالغة.
- شروط الصحة: هي التي لا يتم الغسل بدون حدوثها، ومنها طهور الماء الذي يتم الاغتسال به، وعدم وجود ما يمنع وصول الماء للبشرة، بالإضافة إلى القدرة على التمييز.
- شروط الوجوب والصحة معًا: وهذه الشروط هي التي إذا فُقد شرط منهما لم يصح الغسل، ومن ضمن تلك الشروط: العقل وانقطاع ما يوجب الغسل كالنفاس وفترة الحيض.
اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس نفس الملابس بعد الاغتسال من الجنابة
موجبات الاغتسال
هناك بعض الأمور التي إذا حدثت يجب على المرأة أن تغتسل للطهارة ولكي تتمكن من ممارسة العبادات، فموجبات الاغتسال تتمثل في الآتي:
1- الاغتسال بعد خروج المني
الاغتسال بعد خروج المني هو أمر متفق عليه جميع العلماء، وذلك في حالة خروج المني من الرجل أو من المرأة على حد سواء، وذلك لما ورد في الحديث الشريف لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن أم سلمة -رضي الله عنها -:
“جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ غُسْلٌ إذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ: نَعَمْ، إذَا رَأَتِ المَاءَ.” حديث صحيح، رواته أم سلمة أم المؤمنين.
بشأن هذا الأمر فقد نص مذهب أحمد بن حنبل على أن الاغتسال يجب بمجرد الإحساس بنزول المني، ويجب الاغتسال أيضًا في حالة أن يرى الشخص المني حتى وإذا لم يتذكر الشخص النائم الاحتلام، وفي حالة أن يحتلم الشخص دون نزول المني يكون لا واجب الغسل في هذه الحالة، وذلك لما ورد في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- السابق: “ نَعَمْ، إذَا رَأَتِ المَاءَ “.
هناك بعض العلماء الذين أشاروا إلى أن إذا رأى الشخص المني بعد الاغتسال فيجب عليه الاغتسال مرة أخرى، وهناك علماء آخرين أشاروا إلى أنه لا يستدعي الغسل حيث إنه كان مني واحد فكل ما يطلبه غسل واحد لا أكثر، كما أن إذا انقضت الشهوة أثناء نزول المني يكون هذا الحدث موجبة الوضوء وليس الاغتسال.
2- التقاء الخِتانين يوجب الغسل
أما بالنسبة لحالة التقاء الخاتنين، فجاء بشأن هذا الأمر حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “ إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ. وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ. قالَ زُهَيْرٌ: مِن بَيْنِهِمْ بيْنَ أشْعُبِها الأرْبَعِ. وفي رواية: ثُمَّ اجْتَهَدَ ولَمْ يَقُلْ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ.” حديث صحيح، رواه أبو هريرة.
يشار إلى الالتقاء هنا على أساس أنه لا يقتصر فقط على الملامسة حيث إن الملامسة لا توجب الغسل، ولكن يقصد هنا دخول الحشفة في فرج المرأة، وجاء بخصوص هذا الأمر أقوال للمالكية والشافعية والحنابلة وتكون كالتالي:
- قول المالكية: في حالة إذا تم الإيلاج ولكن كان هناك حائل يمنع دخول الحشفة ففي هذه الحالة لا يستوجب الغسل، أما في حالة إذا كان الحائل رقيقًا بحيق يتم دخول الحشفة في الفرج يكون هنا الاغتسال واجب.
- رأي الشافعية: يرى المذهب الشافعي أن في كل من الحالتين السابقتين يجب الاغتسال.
- الحنابلة: بالنسبة للمذهب الحنبلي فيري أن الغسل غير واجب في كل من الحالتين المذكورتين.
3- الاغتسال بعد الحيض والنفاس
هذا الحالة من الحالات التي يستوجب فيها الغسل، فجميع أهل وعلماء الدين متفقين في هذا الرأي وذلك لما ورد في قول الله عز وجل:
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) [سورة النور، الآية 21].
كما جاء حديث شريف بشأن أمر الاغتسال بعد الحيض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي” حديث صحيح، رواته أم المؤمنين، عائشة رضي الله عنها.
4- غُسل الموت
اتفق جميع العلماء على أن غسل الميت واجب إلا أن المذهب المالكي قال إن الغسل هنا سنة، أما بالنسبة لدليل الاتفاق فقد جاء في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما توفيت أحد بناته:
” تُوُفِّيَتْ بنْتُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ لَنَا: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، إنْ رَأَيْتُنَّ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَنَزَعَ مِن حِقْوِهِ إزَارَهُ، وقالَ: أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ ” حديث صحيح، رواته أم عطية نسيبة بنت كعب.
5- اعتناق غير المسلم للدين الإسلامي
من ضمن الحالات التي تستدعي أن يتم الاغتسال هو أن يتم اعتناق شخص غير مسلم للدين الإسلامي، فهناك من اجتمع على هذا الأمر في العلماء وأوجبه، وهناك من أشار إلى أن الوجوب يتم عند فعل أحد موجباته مثل الجنابة.
كما أن هناك بعض الفقهاء الآخرين الذين أشاروا إلى أنه لا يشترط الغسل تمامًا، أما بالنسبة للحنفية والشافعية فاستحبوا الغسل حتى وإن لم يكن الشخص جُنبًا.
طريقة الاغتسال
هناك بعض الصفات التي يجب تحققها من أجل أن يتم الغسل بالصورة الصحيحة، وتتحقق تلك الأمور بالنية الصحيحة وإغراق الجسم بالكامل بالماء، ولكل من مما يلي الصفات التي تتناسب معه:
1- صفة الغسل الكامل
يعقد النية للمغتسل ويرفع الحدث أو يستباح على حسب ما يستوجب الاغتسال، ففي حالة الغسل الكامل إذا لم يتم عقد النية يكون الغسل غير صحيح، ووجدت الكثير من آراء العلماء بشأن قول بسم الله الرحمن الرحيم قبل الغسل من عدمه، فهناك من قال انه يجب قوله ومنهم من قال إنه ليس شرطًا.
بعد الاغتسال يتم الوضوء كوضوء الصلاة، فيتم غسل اليدين مرتين أو ثلاث مرات، ومن ثمَ المضمضة والاستنشاق وغسل الوجه على الترتيب، وبعد ذلك غسل كلًا من اليدين إلى المرافق، ثم ينتقل الشخص لمسح الرأس وذلك حتى يتخلل الماء الشعر ويصل إلى فروة الرأس، وبعد ذلك يتم إغراق الجسم بالماء، والحرص على البدء بالجزء الأيمن من الجسم، ومن ثمّ الجزء الأيسر، وفي نهاية الأمر يتم غسل القدمين.
اقرأ أيضًا: حكم الدم النازل بعد الاغتسال من الحيض
2- صفة الغسل المجزئ
في هذا النوع من الغسل يتم عقد النية على الغسل، ومن ثمَ يتم تعميم الماء على الجسم بالكامل وبهذا يكون اكتمل الغسل.
عند ممارسة العادة السرية يجب التأكد من خروج المني أم لا، وذلك لأنه في حالة خروج المني يتم الاغتسال ام في حالة عدمه فلا يشترط الغسل، وهذا ما أوضحناه في صدد الإجابة عن سؤال هل يجب الاغتسال بعد العادة السرية للنساء.