هل يرى الميت ملك الموت أم لا؟، فالموت هو الحق الذي لا يفر منه أحد مهما طال عمره، وقد وكل الله عز وجل الموت ملكًا يقبض أرواح العباد، ولذلك يأتي السؤال هل يرى الميت ملك الموت وهو ما سوف نجيب عليه عبر موقع جربها.
اقرأ أيضًا: هل يرى الميت أهله بعد موته
من هو ملك الموت؟
قبل أن نعرف إجابة سؤال هل يرى الميت ملك الموت يجب أن نعرف من هو ملك الموت:
- ملك الموت هو أحد الملائكة الكرام الذي وكله الله عز وجل بقبض أرواح العباد مؤمنهم وكافرهم.
- ولم يثبت خبر عن الله عز وجل أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم في اسم ملك الموت واسمه ليس عزرائيل كما يعتقد البعض.
- حيث جاء في كتاب الله عز وجل قوله:
“قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ”.
السجدة 11.
- ولملك الموت أعوان من الملائكة؛ قال تعالى:
“تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ”.
الأنعام 61.
وقال تعالى:
“حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ”.
الأنعام 37.
اقرأ أيضًا: هل الميت يشتاق للأحياء
هل يرى الميت ملك الموت
- عند الإجابة على سؤال هل يرى الميت ملك الموت لا بد من استحضار الحديث الذي جاء عن واثلة بن الأسقع، حيث قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“احضروا موتاكم، ولقنوهم لا إله إلا الله، وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع، وإن الشيطان وأقرب ما يكون من ابن آدم عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده؛ لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف، والذي نفسي بيده؛ لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على حياله”.
أخرجه أبو نعيم في الحلية.
- فجاء في الحديث أن الناس يعاينون ملك الموت وقد تحدث المعاينة بالرؤية وقد تحدث بغيرها كشعور العبد بخروج روحه.
رؤية الأنبياء لملك الموت
- جاء في الأحاديث الصحاح أن بعض الأنبياء رأوا ملك الموت عيانا وذلك كنبي الله موسى عليه السلام.
- حيث جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فقال أجب ربك. قال فلطم موسى عين الملك ففقأها”.
رواه البخاري ومسلم.
- كما جاء في عدة أحاديث أن نبي الله داود عليه السلام رأى ملك الموت أيضا إلا أن أهل العلم قد حكموا عليه بالضعف.
- وفي العموم فهناك أدلة على رؤية المؤمن للملائكة عند موته، وبذلك تكون رؤيا الأنبياء هذه رؤية خاصة غير التي تحدث لكل مؤمن.
اقرأ أيضًا: من هو ملك الموت؟ وما هي مهمته؟
رؤية المؤمن لملك الموت
- يختلف الأمر بين المؤمن والكافر عند الحديث عن هل يرى الميت ملك الموت.
- حيث أن المؤمن يرى الملائكة عند موته في أجمل صورة ويبشرونه بالنعيم والجنات وتخرج روحه بيسر وسهولة.
- وقد جاء تفصيل ذلك في الحديث الذي رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إِنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَةِ، نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ.
ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ، فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ، فيَأْخذُها، فإذا أخَذَها، لم يَدَعُوها في يَدِه طَرْفَةَ عَيْنٍ، حتى يَأْخُذُوها فيَجْعَلُوهَا في ذلكَ الكَفَنِ وفي ذلكَ الحَنُوطِ.
فيَخْرُجُ منها كأَطيَبِ نَفْخَةِ مِسْكٍ، وُجِدَتْ على وجْهِ الأرضِ، فيَصْعَدُونَ بِها فلا يمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ، إلَّا قالُوا ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فيقولُونَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَحْسَنِ أسمائِه التي كانُوا يُسَمُّونَه بها في الدُّنْيَا – حتى ينْتَهُوا بها إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحون له فَيُفْتَحُ له.
فيُشَيِّعُهُ من كلِّ سماءٍ مُقَرَّبُوها إلى السماءِ التِي تلِيها، حتى يُنتَهَي إلى السماءِ السابِعةِ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم، وفِيها أُعِيدُهُم، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى.
فتُعادُ رُوحُه، فيَأتِيهِ مَلَكانِ، فيُجْلِسانِه، فيَقولانِ له مَن ربُّكَ؟ فيقولُ رَبِّيَ اللهُ، فيَقولانِ له ما دِينُكَ؟ فيَقولُ دِينِيَ الإِسلامُ، فيَقولانِ له ما هذا الرجلُ الذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟.
فيَقولُ هو رسولُ اللهِ، فيَقولانِ له ومَا عِلْمُكَ؟ فيَقولُ قَرأتُ كِتابَ اللهِ فآمَنتُ به وصَدَّقْتُ، فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ أنْ صَدَقَ عَبدِي، فَأفْرِشُوه من الجنةِ، وألْبِسُوهُ من الجنةِ.
وافْتَحُوا له بابًا إلى الجنةِ، فيَأتِيهِ من رَوْحِها وطِيبِها، ويُفسحُ له في قَبرِهِ مَدَّ بَصرِهِ، ويَأتِيهِ رَجلٌ حَسَنُ الوَجهِ، حَسنُ الثِّيابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فيَقولُ أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ.
هذا يَومُكَ الذي كُنتَ تُوعَدُ، فيقولُ لهُ مَن أنتَ؟ فوجْهُكَ الوَجْهُ يَجِيءُ بِالخيرِ، فيَقولُ أنَا عَملُك الصالِحُ، فيَقولُ رَبِّ أقِمِ السَّاعَةَ، رَبِّ أقِمِ الساعَةَ” صحيح الجامع1676.
رؤية الكافر والمنافق لملك الموت
وأما الكفار والمنافقون فرؤيتهم لملك الموت تكون مختلفة، ونزع أرواحهم يكون بشدة وعنف، وذلك لما جاء في حديث البراء بن عازب أيضا:
“وإنَّ العبدَ الكافِرَ إذا كان في انقِطَاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ من الآخِرةِ، نزل إليه من السماءِ ملائكةٌ سُودُ الوجُوهِ معَهُمُ المُسُوحُ، فيجلِسُونَ منه مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الموتِ حتى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إلى سَخَطٍ من اللَّهِ وغَضَبٍ.
فَتَفْرُقُ في جَسَدِهِ فيَنتَزِعُهَا كَما يُنتَزَعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المَبْلُولِ، فيَأْخذَها، فإذا أخذَها لَم يَدعُوها في يَدِهِ طَرْفَةَ عَينٍ حتى يَجْعَلُوهَا في تِلْكَ الْمُسُوحِ، يخرجُ منها كأَنْتَنِ ريحِ جِيفَةٍ، وُجِدَتْ على ظَهْرِ الأَرضِ فيصْعَدُونَ بِها، فلا يَمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ إلَّا قَالُوا ما هذا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟
فيَقُولُونَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَقْبَحِ أسْمَائِهِ التي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى يَنْتَهِيَ بِهَا إلى سمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لهُ، فلا يُفْتَحُ لهُ، ثُمَّ قَرَأَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّمَاءِ قال فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَه في سِجِّينٍ في الْأَرْضِ السُّفْلَى.
قال فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، قال فتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ، ويَأْتِيهِ ملَكَانِ فَيُجْلِسَانِه، فيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟
فيَقُولُ هَاهَا لا أدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ ومَا دِينُكَ؟، فَيَقُولُ هَاهَا لا أدْرِي فيَقُولانِ له ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِثَ فِيكُم؟ فيَقولُ هَاه لا أدْرِي، فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ أنْ كَذَبَ عَبدِي، فأفْرِشُوهُ من النارِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى النَّارِ، قال فَيَأْتِيهِ من حَرِّهَا وسَمُومِهَا، ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حتى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أضْلَاعُهُ.
ويَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، وقَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ أبْشِرْ بِالَّذِي يسوئك هذا يَوْمُكَ الذي كُنْتُ تُوعَدُ، فَيَقُولُ مَنْ أنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ أنا عَمَلُكَ الخَبِيثُ فيَقُولُ ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ”.
صحيح الجامع 1676.
- وقد جاء ما يؤيد ذلك في كتاب الله عز وجل حيث قال تعالى:
“وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ”.
الأنعام 93.
- وقال تعالى أيضا:
“وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ”.
الأنفال 50.
اقرأ أيضًا: ماذا يحدث لجسد الميت بعد 40 يوم من وفاته
علامات رؤية ملك الموت
- هناك علامات تظهر على الميت عند احتضاره تؤكد هل يرى الميت ملك الموت أم لا منها شخوص البصر.
حيث جاء عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ علَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قالَ “إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ” رواه مسلم 920.
ومن العلامات أيضا حدوث التفاف في الساقين على بعضهما وذلك لقوله تعالى:
“وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ” القيامة 29.
- ومنها حصول ارتخاء في أعضاء الجسم عموما وخاصة الفك السفلي، وكذلك توقف نبضات القلب وبرودة الجسد.
خرافات وأكاذيب عن رؤية ملك الموت
هناك عدة خرافات وأكاذيب منتشرة عن ملك الموت، منها أنه يرى كل شخص يوميا حوالي 5 مرات، ومن يقولون بذلك يستدلون بحديث مكذوب عن أنس بن مالك فيه:
“مَا مِنْ بَيْتٍ إِلا وَمَلَكُ الْمَوْتِ يَقِفُ عَلَى بَابِهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا وَجَدَ الإِنْسَانَ قَدْ نَفِدَ أَكْلُهُ، وَانْقَطَعَ أَجَلُهُ، أَلْقَى عَلَيْهِ غَمَّ الْمَوْتِ فَغَشِيَتْهُ كُرُبَاتُهُ، وَغَمَرَتْهُ سَكَرَاتُهُ، فَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ النَّاشِرَةُ شَعَرَهَا، وَالضَّارِبَةُ وَجْهَهَا، وَالْبَاكِيَةُ لِشَجْوِهَا.
وَالصَّارِخَةُ بِوَيْلِهَا، فَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَيْلُكُمْ مِمَّ الْفَزَعُ، وَفِيمَ الْجَزَعُ؟! وَاللَّهِ مَا أَذْهَبْتُ لِوَاحِدٍ مِنْكُمْ رِزْقًا، وَلا قَرَّبْتُ لَهُ أَجَلاً، وَلا أَتَيْتُهُ حَتَّى أُمِرْتُ، وَلا قَبَضْتُ رُوحَهُ حَتَّى اسْتَأْمَرْتُ، وَإِنَّ لِي فِيكُمْ عَوْدَةً ثُمَّ عَوْدَةً، حَتَّى لا أُبْقِيَ مِنْكُمْ أَحَداً”.
- وقد حكم أهل العلم بالكذب على هذا الحديث وأنه موضوع ولا تصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
موت ملك الموت
- وكما أن الناس يموتون فملك الموت أيضا يموت، فالله عز وجل وحده هو الحي الذي لا يموت.
- حيث يكون موت ملك الموت بعد موت كل شيء وفنائه، وقد قال تعالى:
“كل شيء هالك إلا وجهه” القصص 88.
- وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما:
“أنَّ آخرَ من يبقى جبريلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ وملكُ الموتِ ثمَّ يموتُ الثَّلاثةُ ثمَّ يقولُ اللَّهُ لملكِ الموتِ مُت فيموتُ”.
فتح الباري 11/378.
- وفي ذلك عبرة لكل أحد بأن يخاف الله وحده ولا يخاف غيره فهو وحده الحي والخلق كلهم إلى زوال لا محالة.
اقرأ أيضًا: ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت
وبهذا نكون عرفنا هل يرى الميت ملك الموت أم لا وكيف تكون رؤيته للمؤمن والكافر وبأن ملك الموت يموت كباقي الخلائق.