هل البكاء على الميت حرام

هل البكاء على الميت حرام؟ وهل يُعذّب الميت ببكاء الحي؟ من الطبيعي عند موت شخص قريب البكاء على موته، فيكون هذا نتيجة الحزن والألم الذي يشعر به الحي.
لكن هل نرتكب الذنوب عندما نبكي على الميت أم لا، سنقوم بذكر إجابة سؤال هل البكاء على الميت حرام بالإضافة إلى كل ما يتعلق بهذا النوع من الأسئلة من خلال موقع جربها.

هل البكاء على الميت حرام

يخلقنا الله لنعيش الحياة الدنيا ثم يُرجعنا إليه لنكمل المسيرة في الحياة الأبدية، لذا فالموت هو النهاية الطبيعية للحياة الدنيا، ولكن بالتأكيد لن يموت جميع الناس في نفس الوقت، فنفقد أحد أفراد الأسرة أو الجيران أو الأصدقاء أو حتى المعارف، ومن الطبيعي التأثر بحدوث ذلك.

بالرغم من التيقن من رحمة الله والرضا بقضائه وأن الموت حق، إلا أننا أحيانًا لا نستوعب صدمة فقد شخص له مكانة خاصة في حياتنا، وخاصةً إذا كانت درجة قرابة هذا الشخص عالية مثل الأب والأم والأخت والأخ، أي الأسرة من الدرجة الأولى، فتصدر منّا بعض الأفعال كرد فعل على هذه الصدمة.

البكاء على الميت هو أحد ردود الأفعال الطبيعية على صدمة فقد الميت والتي تدل على الحزن ولين القلب، فيتساءل عدد كبير من الناس هل البكاء على الميت حرام.

اتفق العلماء على أن حكم البكاء على الميت جائز وليس فيه حرج، وينطبق ذلك على البكاء بالدموع دون خروج صوت النياح والصراخ وما يشبه ذلك، فالبكاء هو فطرة إنسانية طبيعية خلقنا الله بها للتعبير عن الحزن، مع ضرورة التحلي بالصبر والرضا بقضاء الله تعالى.

وثبت جواز حكم البكاء على الميت في الصحيحين، ونرى ذلك عندما توفى إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فبكى النبي، وتعجب من ذلك عبد الرحمن بن عوف لأنه كان يظن أن البكاء يتناقض مع الرضا بقضاء الله، فسأل النبي عن هذا الأمر، فأجابه: (يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ.. إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) صحيح البخاري.

أكد النبي على أن البكاء ما هو دليل على الرحمة ولين القلب، وأنه غير منافي للرضا بقضاء الله، ونرى ذلك في قول النبي عندما توفى حفيده وهو طفل صغير فظل يبكي: (هذِه رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ، وإنَّما يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ).

بالإضافة إلى تأكيده على أن دموع البكاء لا تحرق الميت كما هو شائع بين الناس بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ونرى ذلك في قوله: (إن الله لا يعذّب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذّب بهذا أو يرحم – وأشار إلى لسانه) صحيح البخاري ومسلم.

اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للنساء

حالات عدم جواز حكم البكاء على الميت

اتفق العلماء على حرمانية البكاء على الميت في حالة اصطحابه للصراخ ولطم الوجه والصوت العالي في النياح، فيخرج هذا خارج إطار شروط الإسلام التي تجعل الإنسان مسيطرًا على سلوكياته في جميع الأوقات، فعندما يفعل المرء هذه التصرفات يكون قد فقد إيمانه بالله ورضاه بقضائه، وخرج عن السُنة.

ثبت هذا الأمر في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ)، فنفهم من ذلك مدى حُرمانية فعل هذه التصرفات التي تشمل الصراخ عند دفن الميت، والبكاء بصوت عالي، وخروج أصوات النياح، ولطم الوجه، وشق الجيوب، والتي تعتبر من تصرفات الجاهليين قبل الإسلام.

جاء النبي صلى الله عليه وسلم بما يدل على أن النياح في البكاء يعتبر ذنب من الذنوب التي يُحاسب المرء عليها، فقال: (أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِن أمْرِ الجاهِلِيَّةِ، لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجُومِ، والنِّياحَةُ، وقالَ: النَّائِحَةُ إذا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِها، تُقامُ يَومَ القِيامَةِ وعليها سِرْبالٌ مِن قَطِرانٍ، ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ).

بعد هذه الأدلة نستطيع الإجابة عن سؤال هل البكاء على الميت حرام بكل وضوح، ويجدر بالذكر أن البكاء لا يُعني عدم الصبر على القدر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)، وأكد على أن الصبر هو عبادة عظيمة يقدمها المسلم إلى الله عز وجل ويُجزى عليها من خلال قوله: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).

لا يكتمل الصبر إلا بالرضا، فنجد أن الرضا بقضاء الله وحمده على كل حال هو أيضًا من سمات المسلم الحق عند تعرضه للمصائب، فيقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ)، مما يدل على قمة قبوله للقدر رغم شعوره بالحزن الشديد.

كما جاء في قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} الآية 15 من سورة البقرة.

عذاب الميت بسبب البكاء عليه

بعدما عرفنا إجابة سؤال هل البكاء على الميت حرام، يجدر بالذكر أن هناك الكثير يرغبون بمعرفة إجابة سؤال آخر وهو هل يُعذّب الميت ببكاء الحي، ومعنى العذاب هنا هو شعور الميت بالألم في القبر كلما بكى عليه أحد، فانقسمت آراء العلماء في هذا الأمر إلى عدة آراء مختلفة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • رأي البخاري وهو أن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه، إذا كانوا معتادين على البكاء على الموتى واصطحاب هذا البكاء بالنياح والصراخ، أثناء حياته ولم يخبرهم أن هذا مُحرم، فيُعذّب بأفعالهم بعد موته، واتفق مع هذا الرأي عدة علماء.
  • رأي السيدة عائشة رضي الله عنها وهو الميت لا يُعذّب ببكاء الحي عليه.
  • رأي بعض العلماء وهو أن الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه، إذا طلب منهم فعل ذلك أثناء حياته بعدما يموت، فيكون العذاب بسبب وصيته لهم، وقام كل من الإمام الطبري والإمام الغزالي بتوضيح هذا الرأي.
  • رأي عبد الله بن مبارك وهو أن الميت لا يُعذّب بعد موته بسبب بكاء أهله عليه، إذا قام بنهيهم عن فعل ذلك أثناء حياته، ولكنهم لم يستجيبوا له، فيُحاسبهم الله على ذلك، ويُستدل على رأي عبد الله بن مبارك من خلال قوله: (إذا كان ينهاهم في حياته ففعلوا شيئاً من ذلك بعد وفاته، لم يكن عليه شيء).

اتفق عدد كبير من العلماء على الرأي الذي يشمل عذاب الميت بسبب بكاء الأهل الذي يصحبه النياح وما يشبهه، نتيجة لوصيته بذلك، فليس من العدل في الإسلام أن يُحاسب المرء على فعل شخص آخر وهو البكاء، ونتأكد من ذلك من قول الله تعالى} أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {سورة النجم الآية 38، وانتشرت هذه الوصية بكثرة أيام الجاهلية.

أما البكاء المصحوب بالنياح الذي يصدر من الأهل دون أي وصية من الميت بذلك، فيُحاسب عليه من قام به.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت والأكل منها

أفضل ما يُقدمه الحي للميت

هناك بعض الأعمال التي إذا قام بها الحي بدلًا من البكاء، ستفيد الميت بشكل كبير جدًا فيما يمر به في قبره، وينشغل الناس عن سؤال هل البكاء على الميت حرام، وتتمثل هذه الأعمال فيما يلي:

  • إخراج صدقة جارية على روحه.
  • الدعاء له بالرحمة طوال الوقت.
  • الاستغفار له بشكل مستمر.
  • قراءة القرآن على روحه.

إذا فعل الحي هذه الأمور بنية نيل الميت حسناتها، سيقوم الله بجزاء كل من الحي والميت بحسنات كثيرة تساعدهم في الفوز بالجنة، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم استمرار الميت في نيل الحسنات عن طريق هذه الأفعال التي يقوم بها الحي بعد موته، في قوله: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

الصدقة الجارية

بعدما تساءل الناس هل البكاء على الميت حرام، أصبحوا يتساءلون عما ينفع الميت بدلًا من القيام بأفعال ليست محللة، وتأتي الصدقة الجارية في المرتبة الأولى من قائمة الأشياء التي ينتفع بها المريض في قبره، ونجد أن هناك عدة أنواع من الصدقة الجارية، فيفعل الحي ما يقدر على القيام به بحيث يستمر الانتفاع مما فعله، وتتمثل هذه الأنواع فيما يلي:

  • المشاركة بمبلغ مالي في بناء المساجد، أو المدارس، أو المستشفيات الخيرية.
  • التصدق بالربح الناتج عن نشاط تجاري للمحتاجين.
  • توزيع المصاحف والكتب على الطلاب.
  • المساهمة في توصيل المياه إلى أحد المناطق.
  • التصدق بالمبلغ المالي الناتج عن تأجير منزل للفقراء.

يعتبر سقي الماء أفضل أنواع الصدقة الجارية، ونجد الدليل على ذلك في حديث سعد بن عبادة مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله عن إمكانية تصدقه عن والدته ثم سأله عن أفضل أنواع الصدقة، فقال: فأي الصدقة أفضل، فأجابه النبي بقوله: (سقْيُ الماءِ فتلك سقايةُ سعدٍ بالمدينةِ).

دلائل تأثير الصدقة الجارية على الميت

تتعدد الدلائل على انتفاع الميت بالصدقة الجارية وتأثيرها في نيله للحسنات من ورائها، وتتمثل هذه الأدلة في المواقف الآتية:

  • عندما قال سعد بن عبادة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمه توفت وهو لم يكن معها فأراد أن يتصدق عنها بشيء، فقال له النبي: نعم. (روي عن عبد الله بن عباس)
  • عندما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبوه توفى وترك مال كثير ولكن لم يوصِ به، فهل التصدق عنه يُكّفر عن أبيه، فقال له النبي: نعم. (روي عن أبي هريرة).

اقرأ أيضًا: كيف يعيش الميت في القبر

أفضل الأدعية للميت

تتعدد الأدعية التي يُمكن الدعاء بها للميت، فالدعاء للميت يساعده على التخلص من سيئاته التي قد تؤدي إلى عدم فوزه بالجنة، فينشغلوا بالقيام بما حلله الله تعالى بدلًا من انشغالهم بالبحث عن إجابة سؤال هل البكاء على الميت حرام، وسوف نقوم بذكر بعض الأدعية المختلفة المأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، في السطور الآتية:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إن فلان بن فلان في ذمّتك وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه فإنك أنت الغفور الرحيم).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام وأنت قبضت روحها وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئنا شفعاء له فاغفر له ذنبه)، قالها الرسول في أحد الجنازات.
  • (اللهمّ اجز الموتى عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا).
  • (اللهم اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم افسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة).
  • (اللهمّ آنسهم في وحدتهم، وفي وحشتهم، وفي غربتهم).
  • (اللهم آنس وحدتهم، وآنسهم في وحشتهم، وآنسهم في غربتهم، اللهم أنزلهم منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، وأنزلهم منازل الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا).
  • (اللهم إن عبادك في ذمتك وحبل جوارك، فقهم فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر لهم وارحمهم، إنك أنت الغفور الرحيم).
  • (اللهم اغفر للموتى وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس).
  • (اللهمّ احم الموتى تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم).
  • (اللهمّ إنّ الموتى نَزَلوا بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبحوا فقراء إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابهم).
  • (اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله).
  • (اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة، اللهم ارحمه ولا تطفئ نور قبره).
  • (يامن تجير المستجير ومنجي الغريق والمكروب، ومنقذ البائس من الضيق والهموم نسألك إجارته ونجدته في قبره ورحمته وتسلية أهله وسلوانهم).

الاستغفار للميت

بعدما عرف الناس إجابة سؤال هل البكاء على الميت حرام، أراد من فعل ذلك منهم أن يعوض ذلك الذنب بغيره من الثواب، لذا يُمكننا القول إن الميت ينتفع بالاستغفار بدرجة كبيرة قد تصل إلى ارتفاع الدرجة في الجنة، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ لَيرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ، فيقولُ: يا ربِّ، أنَّى لي هذه؟ فيقولُ: باستغفارِ ولدِكَ لكَ).

اقرأ أيضًا: تفسير حلم البكاء على الميت

قراءة القرآن على روح الميت

يستطيع الحي أن يقرأ القرآن بنية خالصة لوجه الله عز وجل، مع وصول الثواب للميت، فيتم التخفيف عنه في قبره إذا كان مُرتكب للذنوب، ويتم رفع درجته في الجنة إذا كان عبد صالح.

تتم القراءة في المنزل أو المسجد أو عند القبر أو أي مكان يصلح لقراءة القرآن، سواء كان ذلك في وقت موته أو بعدها، ويُفضل قراءة دعاء ختم القرآن فيقول القارئ بعدما ينتهي: اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان.

حال الميت في القبر

حال الميت في القبر هو من الأمور التي فضّل الله أن يُبقيها غامضة، وذلك رحمةً منه بعباده، فنعرف منها ما تقدم ولا نتعمق ونصّر على معرفة كافة تفاصيل أحوال الميت داخل القبر، فهي المرحلة التي تعتبر نقطة فاصلة بين حياة الدنيا وحياة الآخرة وتُسمى بحياة البرزخ.

أصبح سؤال هل يسمع الميت الحي عندما يزوره من أكثر الأسئلة شيوعًا بين الناس، لذا يجدر بالذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا)، مما يُعني أن الميت يسمع صوت السير الخاص بالأحياء عندما يذهبون لزيارته في المقابر، ولكن تعددت آراء العلماء في هذا الأمر، فمنهم من اتفق مع سماع الموتى للأحياء، ومنهم من نفى ذلك.

اقرأ أيضًا: دعاء الميت العفاسي مكتوب

إرشادات زيارة الميت

بعدما عرف الناس إجابة السؤال المنتشر هل البكاء على الميت حرام، اتجهوا إلى معرفة ما يجب عليهم فعله أثناء زيارة الميت، وحرصوا على معرفة ما هو حلال وما هو حرام، فوجدوا أن هناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها عند زيارة الميت في القبر، وتتمثل هذه الإرشادات فيما يلي:

  • عدم الوقوف أو السير على مكان الدفن.
  • إلقاء تحية السلام على الموتى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ) صحيح مسلم.

أكد النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة عدم إبعاد التراب عن المتوفي بعد دفنه بغرض لمسه أو تقبيله، كما أنه نهى عن البناء على القبور، ونجد ذلك في رواية جابر بن عبد الله عندما قال: (نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه) صحيح مسلم.
الموت هو مجرد نهاية للحياة الدنيا، وبداية لحياة جديدة وهي حياة البرزخ التي تقوم بتوصيل الميت إلى حياة الآخرة، فهو أمر لا مفر منه، ويُعد البكاء على الميت تصرف فطري للتعبير عن الحزن.

قد يعجبك أيضًا