شعر شعبي عراقي عن الاشتياق

شعر شعبي عراقي عن الاشتياق من أفضل الأشعار التي تلهب الوجدان وتشعل نيران الحنين في قلب المحب، كون المواطن العراقي يتميز باللغة الشعبية المستساغة التي لا يصعب فهمها، لذا ومن خلال موقع جربها سوف نتعرف على العديد من القصائد الشعرية التي جاءت على هذا النحو، كما سنتناول الكثير من الأبيات العراقية التي جاءت بالعربية الفصحى من قبل أكبر شعراء العراق، وذلك عبر السطور التالية.

شعر شعبي عراقي عن الاشتياق

اللكنة العراقية من أفضل اللكنات التي لا يمل الشخص من الاستماع إليها، كونها لا تحتوي على المفردات الصعبة التي لا تتداول في البلدان الأخرى، كما أنها كانت سببًا في اشتهار دولة العراق في المجال الشعري، حيث نجد أنها تفوقت في قول العديد من قصائد شعر شعبي عراقي عن الاشتياق، ولعل أشهرها قصيدة (مو أول خسارة) تلك الأبيات التي تخطف القلب، حيث أتت على النحو التالي:

مو أول خسارة

خسرت كبلك ناس

شي مهضوم

شي ھمزين خاسرها

اكو وادم اتونسك وانت فاكد روح

واكو بعرسك تجي وتنصب چوادرها

جرحني شكثر لكن عشكَتك موت

بس بالك تفكّر تجرح إحساسي

حبّيتك نعم بس غلطة الشطار

طلعت مو ألف بس للرقم ناسي

ومابعتك أبد تعرف لان ليش؟

مدمن عالعشك وانت الصرت كاسي

شلون انطاك كلبك تبتعد وتروح

جاوبني بعذر يقنعني من اسال

مات الكلب بعدك موتت فراك

وبس يسمع بجيتك ينهض ويعدل

واذا انت رحت المن اكول اهواك

وبعد ياهو الاوصفه ويامن اتغزل

لغيرك ماتوسل كلبي فد يوم

ولان هو يحبك بيك يتوسل

عرفت الزعل حجة ونيتك اوداع

واضح، والبعد كل امنياتك

يل عايفني، أعوفك سهلة والله

اهزن بالي وانكت، ذكرياتك

لكن مهلة منك، رايد الليل

اطوي جروحي واطلع من حياتك

وجوه كثيرة نلقاها في حياتنا ويبقى

وجه واحد دون كل الناس يسكننا

ودروب كثيرة نسلكها وتظل أقدامنا

تألف طريقًا واحدًا وتسعى إليه

الجدير بالذكر أنه بالنظر إلى أبيات الشعر السابقة، نجد أن اللهجة العراقية لا تختلف كثيرًا عن أي من اللهجات العربية الأخرى، حتى إن المفردات الغريبة التي احتوت عليها من شأنها أن تكون مفهومة ولا تحتاج إلى البحث عن معاني الكلمات، وهو ما يحبب الأشخاص في الاستماع إلى شعر شعبي عراقي عن الاشتياق.

اقرأ أيضًا: قصة موت عنترة بن شداد

أشعار عراقية شعبية عن الشوق

محمد مهدي الجواهري من أشهر شعراء العراق الذي تميز بأسلوبه الراقي والمفردات الحانية، فعلى الرغم من أن قصيدة (كل ما في الكون حب وجمال) تعتبر من قصائد شعر شعبي عراقي عن الاشتياق، إلا أنها احتوت على الكثير من المعاني الجميلة، والتي قد لا نجدها في أي من الألوان الأخرى التي توفرت في المجالات الشعرية.

فالقافية من شأنها أن تشعرنا أننا بصدد التعرف على قيمة فنية لن نجد لها مثيل، فقد حرص الشاعر على أن يكون الشعر سهلًا مستساغًا، فكان ذلك سببًا في أن يتم تداول قصيدته في كافة أنحاء الوطن العربي، لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على أبياتها، والتي أتت على النحو التالي:

كلُّ ما في الكون حب وجمالُ

بتجليك وإن عز المنالُ

بسط النور فكم ثائر بحر

هادئًا بات وكم ماجت رمال

ورياض ضاحَكَ الزهرَ بها

ثغرُك الصافي وناجاها الخيال

وسهول كاد يعرو هَضْبَها

يا أحباي وكم من عثرة

سلفت ما بالُ هذي لا تقال

علَّلونا بوعـود منكـم

ربما قد علل الظمآنَ آل

وعدوني بسوى القرب فقد

شفَّني الهجرانُ منكم والوصال

لا أمَّل العيش ما شئتم فكونوا

لسوى حبكم يحلو الملال

الشعر الشعبي العراقي من أفضل الأشعار التي قد يلجأ إليها من يهتم لأمر القصائد الشعرية، فقد كتب بأسلوب خاص، وحكمته القافية الراقية، التي من شأنها ألا تشعر المستمع أن هذا الشعر من الأبيات الشعبية، التي تمثل اللغة العامية التي يتحدث بها مواطني بلدة العراق.

أبيات شعرية شعبية عن الشوق

حيدر الحلي أيضًا من أهم وأفضل شعراء العراق الذين تألقوا في إلقاء شعر شعبي عراقي عن الاشتياق كونه يعتمد في أسلوبه على الكلمات القصيرة التي من شأنها أن توصل المعنى وتتمه، دون الحاجة إلى الاستعانة بالمفردات التي تحتاج إلى المعاجم الكثيرة للتعرف على معانيها.

فهو الأمر الذي يساعد المستمع على الاستمتاع بالقصيدة دون الحاجة للخروج منها للتعرف على المعنى، والرجوع إليها مرة أخرى، لذا ومن خلال ما يلي، سوف نتناول أبيات القصيدة:

إن قلتَ عذرًا لها ما أبطأت سَأَما

فربَّ معتذرٍ يومًا وما اجترما

وكيف تسأمُ من إهداء تهنيةٍ

كم علَّلت قبلُ فيها المجدَ والكرما

كانت تَمنَّى على الله الشفا لأبي ال

هادي لتملأَ أكباد العدى ضرما

بكلّ سيّارةٍ في الأرضِ ما فَتحت

بمثلها أبدًا أُمُّ القريضِ فما

تشعُّ فهي لعينٍ كوكبٌ شرقٌ

وجمرةٌ لحشًا في نادها وُسِما

فهل تظنُ وربُّ العرشِ خوَّلها

ما قد تمنَّت وذاك الداءُ قد حُسما

ينامُ منها لسانُ الشكرِ عن سأمٍ

إذًا لسانيَ حتفًا نامَ لا سئما

سائِل بها الشرف الوضّاحَ هل كَفرت

نعماه أو عَبدت من دونِه صَنما

لا يَنقَمُ المجد منها أنَّها خَفِرت

في خيرِ عترتِه يومًا له ذِمَما

لكنَّها لهناةٍ عن ولادتِها

طروقةُ الفكرِ حالت لا الوفا عَقُم

لا شك أن التنقل بين البحور الشعرية من شأنه أن يكون تغذية للروح والقلب وكافة الجوارح، لكن بتسليط الضوء على شعر شعبي عراقي عن الاشتياق نجد أننا لا نود الخروج من ذلك البحر الراقي الذي نستزيد منه فنشعر بالعواطف الجياشة تجاه محبينا.

شعر عراقي عن لهيب الشوق

على الرغم من أن الشعر القادم ليس لأحد الشعراء العراقيين، حيث كتبه أحد مواطني دولة لبنان، إلا أنه قد حرص على أن يكون مماثلًا لأبيات شعر شعبي عراقي عن الاشتياق، حيث كتبه إلى محبوبته التي تقطن في العراق، تعبيرًا منه على مدى حبه وتقديره لها.

فعلى الرغم من أنه بعيدًا عنها كل البعد، فتفصلهم الأنهار والبحار، إلا أن من شأن كلماته أن تسافر إليها بعيدًا، لتخبرها أنه يحبها حبًا جمًا ويشتاق إليها كثيرًا، ومن حبها له أحب بلادها فأصبح ينادي عليها في شعره، لذا ومن خلال ما يلي دعونا نتعرف على تلك القصيدة الشعرية التي من شأنها أن تكون خاطفة للروح والقلب والعقل معًا.

فهي من أروع القصائد الشعرية التي من الممكن أن تقوم المرأة بالاستماع لها من أجل أن تستشعر كافة معاني الحب والحنان، حيث أتت الأبيات على النحو التالي:

لأنّي غريب

لأنّ العراق الحبيب

بعيد وأني هنا في اشتياق

إليه إليها أنادي: عراق

فيرجع لي من ندائي نحيب

تفجر عنه الصدى

أحسّ بأني عبرت المدى

إلى عالم من ردى لا يجيب

ندائي

وإمّا هززت الغصون

فما يتساقط غير الردى

حجار

حجار وما من ثمار

وحتى العيون

حجار وحتى الهواء الرطيب

حجار يندّيه بعض الدم

حجار ندائي وصخر فمي

ورجلاي ريح تجوب القفار

الجدير بالذكر أن الرجل حين يقع في غرام امرأة، فإنه يظل يبحث عنها كمن فقد أمه، وفي تلك الحالة لا يسعه إلا أن يستسلم إلى أنين قلبه، أو أن يبوح من خلال إلقاء العديد من الأبيات الشعرية التي تتمثل أجملها في شعر شعبي عراقي عن الاشتياق، كما رأينا من خلال القصيدة السابقة.

شعر عراقي عن الحنين والشوق

دولة العراق هي دولة الشعراء، والتي نرى من خلال سردنا لأبيات شعر شعبي عراقي عن الاشتياق أنها قدمت لنا العديد من الشخصيات التي لها القلب الحاني، مما كان سببًا في أن تخرج منها العديد من الكلمات التي تغذي الروح وتشعل بها لهيب المحبة.

لذا ومن خلال ما يلي دعونا نتعرف على قصيدة (حنانيك أن الشيء بالشيء يذكر) والتي تأخذنا إلى عالم آخر في غضون بضع ثوان، حيث أتت الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر عبد الرحمن السويدي عراقي الجنسية على النحو التالي:

حَنانَيكَ أنَّ الشيءَ بالشيء يُذكر

فلا تعجبي يا هنذ إذ صرتُ أضجر

رايت على العشّار بنتًا صغيرة

كزمزم بنتي وجهها متغيّر

فلما رأتني مقبلًا فوق حجرتي

بعِمَّتي الكبرى غدَت تتعثّر

من الخوف مني وهي في القلب حبّها

كرامة من في القلب لا زال يُذكر

فهاج غرام القلب غبّ سكونه

وسالت من العينين للوجه أبحر

أزمزمُ إني ما نسيتُك ساعةً

من الدهر هل إني بقلبك أخطر

أزمزم إن قد كنت أنت نسيتني

لِلَهو فإني بالجَفا لك أذكر

أزمزم إن أبصرت كل عشيرتي

فإني أبوهم لست أنسى وأحقر

وإن كان لعبُ الدرب أنساك والدًا

فإني لا أنسى وإن كنت أُقبَر

أأنسى بُكاك إذ خرجتِ عشيةً

عليَ وهذا الذِّكر للقلب يفطر

كلانا سنسلو غير أنك خِلقةً

لك الضعف لا يأتيك منه تكدّر

وإني من شوقي إليك وحرقتي

غدوتُ ضئيلًا ربما لست أُبصَر

نسيتِ قروش الروم كيف أذبّها

عليك ولا خرجًا عليك أقتّر

وفي كل يوم ربع رومي تناله

يداك وللرقّيِّ أشري وأكسر

أروح بحرٍّ كنت تدرين ضُرّه

وآتيك بالرقيّ ولا أتكبّر

فيا بنت قلبي ليس ذلك منَّةً

عليك ولكنّي بهذا أُذكِّر

اقرأ أيضًا: شعر عن التجاهل وعدم الاهتمام

شعر عراقي عن الغياب

لا شك أن الغياب من شأنه أن يكون سببًا في احتراق القلب من الاشتياق، فمن الممكن ألا يشعر الشخص بقيمة من معه، ولا بالحب الذي يكنه له، إلا بعد أن يفقده لأي سبب ما، سواء الموت، السفر، أو الفراق.

ففي النهاية النتيجة تتشابه، فكما تعرفنا على قصائد شعر شعبي عراقي عن الاشتياق، حري بنا أن نتعرف على قصيدة هي دار غيبته التي قالها حيدر الحلي، وهو من أقوى وأمهر شعراء دولة العراق، حيث تم تسجيل عدة دواوين له، ولعل من أهم قصائده هي ما يلي، والتي أتت على نحوها التالي:

هي دارُ غيبتهِ فحيِّ قِبابَها

والثم بأجفانِ العيونِ ترابَها

بُذلت لزائرِها ولو كُشف الغطا

لرأيتَ أَملاكَ السما حجّابها

ولو النجومُ الزهرُ تملِكُ أَمرها

لهوت تُقَبِّلُ دهرها أعتابها

سعُدت بمنتظرِ القيام ومَن به

عقدت عيونُ رجائه أهدابها

وَسَمت على أمِّ السما بمواثلٍ

وأبيكَ ما حوتِ السما أضرابها

بضرايحٍ حَجبت أَباه وجدَّه

وبغيبةٍ ضَربت عليه حِجابها

دارٌ مقدَّسةٌ وخيرُ أئمَّةٍ

فَتح الإِلهُ بهم إليه بابها

لهمُ على الكرسيِّ قبّة سؤددٍ

عَقدَ الإِلهُ بعرشهِ أطنابها

كانوا أظلَّةَ عرشهِ وبدينِه

هَبطوا لدائرةٍ غَدوا أقطابها

صَدعوا عن الربِّ الجليل بأمرهِ

فغدوا لكلِّ فضيلةٍ أربابها

فهدوا بني الألبابِ لكن حيَّروا

بظهورِ بعض كمالِهم ألبابها

لا غروَ إن طابت أرومة مجدِها

فنمت بأكرمِ مَغرسٍ أطيابها

فاللهُ صوَّر آدمًا من طينةٍ

لهم تخيَّر محضَها ولُبابها

الجدير بالذكر أنه عندما نتمعن في أبيات شعر شعبي عراقي عن الاشتياق، نجد أن كل كلمة قد جاءت في موضعها، وكأنها تشكل سهمًا من شأنه أن يخترق القلب من حدته، ذلك العضو الذي على وشك أن ينزف بدل الدموع دمًا على فراق الأحبة، وهو الأمر الذي من الممكن أن نشعر به من خلال الأبيات الشعرية السابقة.

أبيات شعر عراقية عن الفراق

من شأن الفراق أن يكون سببًا في أن تدمي العين، وليست تدمع فقط، فعلى الرغم من أن الإنسان من شأنه أن يتأقلم إن فارق أحد الأشخاص، إلا أنه يتذكر مرارة الفراق بين الحين والآخر، مما يكون سببًا في اشتياقه ورغبته في الاستماع إلى الأشعار التي تصف حالته، هنا نجد أن إبراهيم الطبطبائي قد كتب لنا العديد من القصائد، منها ما اندرج تحت مسمى شعر شعبي عراقي عن الاشتياق.

منها ما تم نسبه إلى اللغة العربية الفصحى، إلا أنها على كل الأحوال، أبياتًا شعرية غاية في الروعة، فها هي قصيدة (قطعت سهول)، حي وصفت ما يشعر به المشتاق شعورًا دقيقًا، على الرغم من أنها من القصائد السهلة التي من الممكن أن يقوم أي من الأشخاص بحفظها عن ظهر قلب، حيث أتت أبياتها على النحو التالي:

قطعت سهول يثرب والهضابا

على شدنية تطوي الشعابا

سرت تطوي الفدافد والروابي

وتجتاز المفاوز والرحابا

إذا انبعثت يثور لها قتام

لوجه الشمس تنسجه نقابا

يجشمها المهالك مشمعل

يخوض من الردى بحرًا عبابا

هزبر من بني الكرار أضحى

يؤلب للوغى أسدًا غضابا

غداة تألبت أرجاس حرب

لتدرك بالطفوف لها طلابا

فكر عليهم بليوث غاب

لها اتخذت قنا الخطي غابا

إذا انتدبت وجردت المواضي

تضيّق في بني حرب الرحابا

وهبَّ بها لحرب بني زياد

لدى الهيجا قساورة صلابا

فبين مشمر للموت يصبو

صبوَّ متيم ولها تصابى

وآخر في العدى يعدو فيغدو

يكسِّر في صدورهم الحرابا

إلى أن غودرت منهم جسومًا

ترى قاني الدماء لها خضابا

وضلَّ يدير فرد الدهر طرفًا

ينادي بالنصير فلن يجابا

فمهما كرَّ ضلت منه رعبا

أسودًا لحرب تضطرب اضطرابا

يصول بأسمر طورًا وطورا

بأبيض صارم يفري الرقابا

وأروع لم تروّعه المنايا

إذا ازدلفت تجاذبه جذابا

يهز مثقفًا ويسلّ عضبا

كومض البرق يلتهب التهابا

شعر عن الشوق للماضي

اقرأ أيضًا: شعر عن الورد نزار قباني

أبيات شعرية عن الشوق باللكنة العراقية

معروف الرصافي هو أحد أشهر شعراء العراق، والذي له الفضل في ادوين العديد من القصائد التي تتحدث عن الاشتياق، فالأمر لا يعني الحبيب فقط، بل من شأن الشخص يشتاق إلى أهله، وطنه، محبيه، أيام دراسته وهكذا.

لذا نقم لكم أبيات شعرن يشالق إىلل (أجدك يا كواكب لا ترينا) والتي من شأنها أن تخبرنا عن مدى الشوق الذي شعر به الشاعر، مما كان سببًا في إلقاءه الكثير من أبيات شعر شعبي عراقي عن الاشتياق، والتي تمثلت فيما يلي:

أجدَّكِ يا كواكب لا ترينا

بيانًا منك يُخبِرُنا اليقينا؟

كأن العالم العُلوِيَّ سِفرٌ

نطالعهُ ولسنا مفصحينا

نحاول منه إعراب المعاني

بتأويل فنرجع مُعْجِمِينا

كواكب في المجرة عائماتٌ

حكت في بحر فسحتها السفينا

سرت زُهْرُ النجوم وما دراها

فلاسفة مضت ومنجمونا

شموس في السماء عَلتْ وجلَّت

فظنوا في حقيقتها الظنونا

سوابحَ في الفضاء لها شئونٌ

ولمَّا يعلموا تلك الشئونا

وما ارتجفت بجُنح الليل إلا

لتضحك فيه مما يزعمونا

لعلَّ لها بهذا الجو شأنًا

سِوى ما نحن فيه مُرجمونا

تلوح على الدجى متلألئات

فتُبْهِج في تلألُئها العيونا

وأنَّى يدرك الرائي مداها

وإن ألقى لها نظرًا شفونا؟!

تودُّ الغانيات إذا رأتها

لو انتظمت لها عِقْدًا ثمينا

تقَلدُه على اللَّبَّات منها

وتطَّرح الدمالج والبُرينا

أبيات شعرية عن الاشتياق إلى الماضي

من خلال ما يلي سوف نتعرف على لونًا مميزًا من ألوان الشعر التي أفضى لنا بها الشاعر العريق عبد الرزاق عبد الواحد، ذلك الشاعر الذي اشتاق إلى بلدته على عهدها القديم، حيث جاءت أبيات قصيدة (بلى صبأوا قبلي) تعرب على الاستياء مما وصلت إليه بغداد بعد العز والحياة المنعمة.

فبالنظر إلى أبيات القصيدة يمكننا أن نستشعر نبرة العتاب، والتي لا يتحدث بها إلا من فاض قلبه حبًا وحنانًا تجاه من يعاتبه، لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على أبيات القصيدة التي أتت على النحو التالي:

بَلى صَبأوا قبلي، وإنِّي سَأصْبأ ُ

فأبدأ ُ منكِ الآن ما دُمتُ أبدأ ُ

أجَلْ كنتِ يوما ًنَجمَة َالكون ِوانطفَتْ

ولكنَّكِ الآنَ التي ليسَ تُطفَأ ُ

دِلالَة َأنَّ الأرضَ كلُّ ذئابِها

تَعاوَتْ على مَجرى دِماكِ، وَتَخسأ ُ

يَظلُّ طَهورا ًكلُّ جُرح ٍفَتَحتِهِ

عسى كلُّ مَظلوم ٍبِهِ يَتَوَضَّأ!

أجَلْ صَبأوا قَبلي، وإنِّي سَأصبأ ُ

فَأبدأ ُمنكِ الآنَ ما دمتُ أبدأ ُ

تَجَمَّعَت الدُّنيا عليكِ بِلَيلِها

بِكلِّ ضَواريها، فعاثُوا، وأوبأوا

تَجَرَّأ َ مَن في الحُلم ِلا يَتَجَرَّأ ُ

وَهَيَّأ َ مَن في الوَهم ِلا يَتَهَيَّأ ُ

وَجاشَتْ جيوشٌ يَعلمُ اللهُ أنَّها

وَمَن جَيَّشوها، ما أثاروا، وعَبَّأوا

سوى أنَّهُ حِقدٌ على أرض ِسومر ٍ

لأنَّ ثَراها للحضاراتِ مَنشَأ

لأنَّ وَريثَ الضَّوءِ يَسطعُ مثلَهُ

وَمَعدنُ هذا مثلُ ذا ليسَ يَصدأ ُ

تُحاولُ أمريكا بِكلِّ جيوشِها

لِكي تَستَفِزَّ الغَيبَ، والغَيبُ يَهزأ ُ

وَفاتَهُمو أنَّ الشَّياطين نَفسَهُم

لو التُمِسوا أن يَفعَلوا ما تَجَرَّأوا

لأنَّ مَسارَ الأرض، اللهُ وَحدَهُ

كفيلٌ بهِ، يُعْلي، وَيُخْلي، ويَملأ ُ

من خلال ما سبق يمكننا أن نتأكد أن الاشتياق لا يعتبر حكرًا على الحبيب فقط، وإلا ما كنا لنرى القصائد الشعرية التي تعبر عن مدى الاشتياق بين الشاعر ووطنه، تلك الأرض التي نشأ عليها وترعرع فيها.

اقرأ أيضًا: شعر عن الصديق الغالي

شعر عراقي عن الحنين

مازلنا مع أبيات شعر محمد مهدي الجواهري من دفتر الغربة عن الحنين، والتي أتت على نحو قصيدة (من بعيد)، فكما سنحت لنا الفرصة في التعرف على أبيات شعر شعبي عراقي عن الاشتياق التي قام بإلقائها مسبقًا، فهناك العديد من القصائد الشعرية التي قد نجدها باللغة العربية الفصحى أحيانًا، والتي تميزت بكونها تحمل الكثير من المشاعر التي تدمع القلب.

فمن خلال ما يلي نجد أن الشاعر قد استعمال كافة الكلمات الحانية التي من شأنها أن تذيب الفؤاد من فرط الحنين، لذا دعونا نتعرف على أبيات القصيدة، والتي أتت على النحو التالي:

من بعيد لكم يحنُّ حنيني

وبذكراكمُ تُثار شجوني

وإذا ما خَطَرتُمُ خَطَر اليأسُ

وساوى تَيَقُّني بظُنوني

يا أحبايَ، والليالي عجيباتٌ

عِجافٌ يأكُلنَ كلَّ سَمين

وبنو الدهر يمخرون على أثباجِ

غَيبٍ مُحمَّلٍ بالسَفين

أعلى العَهد أنتمُ، أم تَنائي الدار

يُنسي الخدينَ ذكرَ الخدين

أكرَهُ الحزنَ غير أنَّ فؤادي

بادِّكار الأحباب جدُّ حَزين

أنا عبدُ الوفاء والحبُّ دُنياي

هما دون من عَبَدتُ ودِيني

والرجولاتُ دونَ ذَينِ هباءٌ

وإنِ استعصَمتْ برُكنٍ رَكي

يا مطافَ الأحلامِ في الستينِ

جدّدي الذكرياتِ من عشرين

الهتِ السامرينَ نَشْنَشةُ الكأسِ

وعصفُ الهوى، وسحرُ العيونُ

والأماسيّ راقصات، وأسمارٌ

لذاذ وغُنجُ حُورٍ وعين

والنشاوى يخطِرن بين سَموحٍ

سَلْسَةِ المُشتَهى، وبينَ حرونِ

كلما خِيلَ أفلتَتْ من كمينٍ

لغواةٍ، تعرضت لكمين

ومجرُ الذيول ذاتَ شَمالٍ

ساحبٍ عطرَهُ، وذاتَ يمين

يَعبقُ الليلُ من لُهاثِ العذارى

وندى الفجرِ من شذا الياسمين

وتفردتُ ساهمًا أنا، والكأس

وحزني، وسارحاتُ الظنون

ينبغي على محب الشعر أن يكون ملمًا بكافة الطرق التي تصاغ بها الأبيات الشعرية، كما رأينا أنه بمقدور الشاعر أن يتنقل من اللون الشعبي إلى العربية الفصحى من أجل أن يتناسب قصائه مع أي من الطبقات التي تستمع إليه.
الشعر العراقي من أفضل أنواع الشعر في العالم العربي، كون الشاعر في حرص دائم على أن تصل كافة مشاعره إلى متلقي القصيدة، دون أن يشعر بأن هناك أي من المرادفات غير المفهومة على الرغم من أنه شعر شعبي عراقي عن الاشتياق.

قد يعجبك أيضًا