عظم حق الزوج على الزوجة

عظم حق الزوج على الزوجة أمر من الأمور التي يكثر فيها النقاش، خلق الله الزواج وخلق قوانينه ومن أهمها معرفة الزوجين بحقوق وواجبات كل منهما ولكن عظم الله حق الزوج على حق الزوجة مما دفع النساء نحو التساؤل عن نحن من يحمل ويلد ويربي فماذا فعل هو ليكون له الحق الأكبر؟ لذلك من خلال موقع جربها سوف نذكر عظم حق الزوج على الزوجة وسبب هذا العظم.

عظم حق الزوج على الزوجة

كثرت أقاويل العلماء في عظم حق الزوج على الزوجة منهم العالم الجليل ابن تيمية الذي قال في فتواه ” إذا تزوجت المرأة أصبح زوجها أحق بها من أبويها وأصبحت طاعة زوجها أوجب عليها من طاعة والديها، فليس لها أن تخرج من منزله سواء بأمر من أبوها أو أمها إلا بإذنه “

كلام العلماء ما هو إلا تأييدًا لأمر الله عز وجل بتعظيم حق الزوج فوق كل الحقوق الأخرى التي يجب على الزوجة تأديتها حتى وإن كان على ضد رغبتها فلا زال أمرًا من الله يجب أن يتبع، قال الله تعالى” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا” سورة الأحزاب/ الآية 36.

لكن لا مانع من معرفة حكمة الله في هذا الأمر فقد عظم الله حق الزوج على ما سواه من الحقوق الأخرى مثل حق الوالدين، ويعود ذلك في بادئ الأمر إلى حكمة يعلمها الله وحده وعده أسباب أخرى سوف نذكرها من خلال النقاط التالية:

  • مثل كونه هو من يطلب يدها ويتكفل بمصاريفها بمجرد أن تدخل بيته وحتى يتوفى أحدهم، كما كانت تطيع أهلها لتكفلهم بها منذ ميلادها يجب طاعته لتكفله بها منذ الزواج.
  • كما أن السيدات ضعفاء بطبيعة خلقهم لذا تكون المرأة في حاجة لمن يحميها وزوجها هو المسؤول عن حمايتها ورعايتها ورعاية حقوقها.
  • حرص الشرع على حفظ كيان الأسرة ولأن الزوجة هي أهم ركن في الأسرة وكونها المسؤولة على التعامل مع الأطفال والزوج والربط بينهم فكان حفظ زوجها لها كحفظ البيت بأكمله؛ لأنه هو رب الاسرة والأكثر حرصًا عليها لذا يجب أن ترعاه وتراضيه وتطيعه في غير معصية لله.

اقرأ أيضًا: علاج نشوز الزوجة أربعة مراحل

دلائل عظم حق الزوج على الزوجة

ما اكتمل إسلام مسلم إلا بإتباعه للقرآن الكريم وسنة نبيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلُّوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي”.

لذا سوف نذكر لكم بعض من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعم أمر الله بعظم حق الزوج على الزوجة

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لو كنت آمرا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها” رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.
  • كما ذكر أيضًا عليه أفضل الصلاة والسلام أن دخول المرأة الجنة مرهون لطاعتها بزوجها أو أن دخولها الجنة سيتأثر بمقدار طاعتها له، فقال صلى الله عليه وسلم ” إذا صلت المرأة خمسها وصامت المرأة شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي من أي أبواب الجنة شئتِ” رواه ابن حبان وصححه الألباني.
  • قالت أم سمية-رضي الله عنها- لهند بنت أبي أمية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة” وقوله أيما تعني أي امرأة مسلمة.
  • ذكر معاذ بن جبل –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا” وفي هذا الحديث أمر مباشر للزوجة بعدم أذية الزوج من الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

اقرأ أيضًا: حكم الزوجة التي تكلم غير زوجها

حقوق الزوج على الزوجة

أراد الله عز وجل ان تعلم المرأة واجباتها لزوجها حتى ترعاها ولا تقصر فيها، عن عبد الله بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خير نسائكم من إذا نظر إليها زوجها سرَّته، وإذا أمرها طاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها ومالها” وسنشرح تلك الحقوق باختصار فيما يلي:

1- احترام الزوج

الاحترام هو الأساس الذي تقوم عليه أي علاقة وأيضًا لا يقوم بيتًا إلا بالحب والاحترام قبل الحب، ولأنه من أهم حقوق الزوج وجب عليها أن تلزم احترام زوجها بالابتعاد عن أي إساءة بالقول او الفعل حتى في لحظات الغضب والانفعال فتلك أكثر اللحظات التي يجب أن تمتنع فيها المرأة عن تقليل احترام الزوج منعَا باتَا

2- طاعة الزوج

قال الله تعالى ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ / الآية 34، وقال الله تعالى أيضًا” ( وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ )  سورة البقرة/ الآية 228.

فإذا أتاها الزوج مهرها وهيأ لها مسكنها وكان زوجًا صالحًا أمينًا على حقوقها حفيظًا عليها أصبح واجب على الزوجة طاعة أوامره فلا تخرج إلا بإذنه ولا تفعل شيئًا بغير رضاه.

لكن للطاعة حدود ولا يجب عليها طاعته فيما حرمه الله فكما روى الصحابي الجليل علي بن أبي طالب –رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل” فطاعة الزوج يجب أن تكون بالمعروف.

3- حفظ ماله ونفسه

هذا شرط من شروط صلاح المرأة حفظها لبيتها ولزوجها في غيابه وحضوره ويكون ذلك بالحفاظ على نظام المنزل وحسن إدارته وحسن تربية أولادها دون غضب وعلى صبرها ستجزى.

كما إنه لا يجب عليها إدخال أحد للبيت إلا بإذنه وعن رفض فلا تدخله قال الرسول الكريم في ذلك، عن أبي هريرة -رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ولا تأذن في بيته إلا بإذنه” رواه البخاري

4- حفظ أسرار البيت والزوج

حفظ الأسرار أمانة يجب على الزوجة تأديتها وفضح الزوجة لأسرار زوجها هو من أشر الأعمال عند الله يوم القيامة، عن أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، رجل يقضي إلى امرأته وتقضي إليه ثم ينشر سرها” رواه مسلم

5- خدمة الزوج والقنوت له

خدمة المنزل من صور طاعة الزوجة لزوجها والقنوت فيما معناه أن تمنع نفسها عن غيره من الناس ولا يشغل عقلها وقلبها سواه وان يكون أهم ما يشغلها وأولى اهتماماتها، ومن بعده أهلها فتكون برضاها له فيما أحل الله قانتة صالحة.

اقرأ أيضًا: حكم تفضيل الزوج أهله على زوجته

6- اهتمام المرأة بنفسها

وبقوله” إذا نظر إليها سرته” تعني أن يجب على المرأة الاهتمام بنفسها، ولكن من حقوقه عليها أن يراها بأفضل حال وأجمل مظهر لذا لا يجب عليها أن تهمل حقه في رؤيتها جميلة بينما تنشغل بالأعمال المنزلية مع كثرتها والاهتمام بهيئتها بما أحله الله.
عظم حق الزوج على الزوجة لكونه أمر من الله وما كان الله عز وجل من خالق لأمرٍ إلا لحكمة يعلمها ويعلمها لعباده أو ربما لا وما علينا إلا أن نقول سمعنا وأطعنا.

قد يعجبك أيضًا