كيفية العناية بشجرة البرتقال

إن كيفية العناية بشجرة البرتقال تعد أمرًا معقدًا بالنسبة إلى البعض وغالبًا يتعرض الأشخاص الذين يحاولون زراعة هذه الأشجار فوق أسطح المنازل إلى الفشل، وهذا يكون نتيجة قلة علمهم بمقتضيات زراعتها وكيفيتها وطريقة العناية الجيدة بها، وسوف نتطرق من خلال موقع جربها إلى عرض كل التفاصيل الخاصة بشجرة البرتقال بدءًا من مرحلة الزراعة الأولى وحتى حصاد الثمار.

كيفية العناية بشجرة البرتقال

إن أشجار البرتقال مثلها كمثل أي نبات آخر قد تتم زراعته فوق أسطح المنازل أو في الأراضي الزراعية، أي أنها تكون في حاجة إلى عناية من نوع خاص لضمان سلامة المحصول ونضجه بالطريقة السليمة، أما عن كيفية العناية بشجرة البرتقال فهي تتلخص فيما يلي:

1- درجة الحرارة المناسبة

إن أكثر ما يميز شجرة البرتقال هو أنها من الأشجار الحمضية التي يمكن زراعتها في المنزل، والسبب في ذلك هو أنها تنمو في الأجواء الدافئة المستقرة التي تكون في كل منزل، فشجرة البرتقال تنمو بشكل ممتاز حينما تصل إلى درجة حرارة 18 درجة مئوية خلال وقت النهار، بينما تتراوح درجة الحرارة خلال فترة الليل ما بين خمسة إلى عشرة درجات مئوية.

أما بالنسبة إلى فترة فصل الصيف فمن الجيد جدًا أن يتم نقل شجرة البرتقال المزروعة إلى خارج المنزل، وذلك بعد التأكد من أن موسم البرودة قد تلاشى تمامًا، وفي حال عاد الجو للصقيع مرة أخرى يجب إرجاع الشجرة إلى داخل المنزل من جديد لأنها تفقد حيويتها في البرد.

اقرأ أيضًا: متى تثمر شجرة الخوخ

2- مصدر الضوء

إن الضوء بطبيعة الحال من أهم عوامل الحياة التي يحتاج إليها أي نوع من أنواع النباتات لكي تقوم بعملية البناء الضوئي، حيث إن شجرة البرتقال بالذات تحتاج إلى خمس أو ست ساعات يوميًا لكي تتعرض إلى أشعة الشمس المباشرة لكي تنمو بشكل طبيعي.

لذا ينصح لمن يزرعون البرتقال في المنزل أن يضعوا الشجرة على عتبة النافذة المطلة على الجنوب لكي تستمد أكبر قدر من الضوء الذي تحتاج إليه كل يوم.

3- درجة الرطوبة

لكي يضمن المزارع نمو شجرة البرتقال خاصته بطريقة طبيعية وسليمة عليه أن يحرص على وضع شجرة البرتقال خاصته في غرفة ذات طبيعة رطبة مثل المطبخ أو الحمام، أو يمكنه وضع الشجرة في صينية ممتلئة بالحصى ثم يبدأ في رش أوراق الشجرة بالماء للحفاظ على رطوبتها وتحفيز تلقيح الأزهار.

4- وفرة وانتظام الري

إن من أهم ما يجدر الإشارة إليه في إطار التعرف إلى كيفية العناية بشجرة البرتقال هو أنها تحتاج إلى ريها بكمية وفيرة من المياه مع الحفاظ على انتظام معدل مرات الري، وهذا المعدل يكون من مرة واحدة إلى مرتين في الأسبوع الواحد وذلك للحفاظ على رطوبة التربة.

أما بالنسبة إلى فترة الشتاء فمن الأفضل أن تترك التربة المزروع فيها شجرة البرتقال حتى تجف ما بين كل مرة للري والأخرى، بينما تحتاج الشجرة البالغة إلى الري مرة واحدة كل أسبوع واحد أو كل أسبوعين على الأكثر إلى جانب الاعتماد على نوعية التربة وكذلك طبيعة الطقس، لأن زراعتها في تربة رملية أو جو حار يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء.

5- تسميد الأرض

شجرة البرتقال التي تزرع حديثًا تكون في حاجة إلى التغذية بمعدل منتظم وخاصةً أثناء طور أو موسم نومها والذي يكون خلال فصلي الربيع ثم يليه الصيف، ولكن ينصح للمزارعين باستخدام أنواع الأسمدة التي تحتوي على نسبة جيدة من البوتاسيوم، وذلك بهدف زيادة قدرة النبات على إنتاج ثمار ذات جودة عالية.

6- تقليم الشجرة

تختلف شجرة البرتقال عن أغلب الأشجار الأخرى في أنها لا تحتاج إلى تقليم مستمر ولكن هذا لا يعني أنها لا يتم تقليمها أبدًا، بل يجب تقليم الشجرة إذا حدث نوع من التشابك فيما بين فروع النبات.

حيث إن قص الفروع الداخلية يعمل على إتاحة مجال أكبر للضوء حتى ينفذ إلى داخل الشجرة، بالإضافة إلى السماح للهواء بالدوران حولها بمعدل أعلى، هذا إلى جانب ضرورة تقليم تلك الأغصان وكذلك الأطراف الميتة التي تكون متقاطعة مع الأرض أو تلامسها.

7- إضافة المهاد

من الوارد جدًا أن تصاب شجرة البرتقال المزروعة بحالة من الفقر العضوي أي حدوث نقص في عنصري الحديد أو الزنك وبالتحديد في تلك المناطق ذات التربة القلوية، وهذه الحالة غالبًا ما تكون مصحوبة ببعض الأعراض الدالة على إصابة شجرة البرتقال بها.

مثل ظهور أوراقًا ذات لون أصفر تتضمن عروقًا باللون الأخضر، وفي هذه الحالة يجب على المزارع أن يستخدم بخاخات تحتوي على الحديد والزنك ثم يقوم برشها على أوراق شجرة البرتقال حتى يمدها بما تفتقر إليه من معادن.

8- حصاد الثمار

يبدأ لون ثمار شجرة البرتقال في التغير لكي تأخذ اللون البرتقالي خلال فصل الخريف، إلا أنها لا تكون ناضجة بشكل كامل إلا في وقت متأخر جدًا من فصل الشتاء.

في أغلب الأحيان تتضمن الثمار الناضجة من البرتقال على بقع ذات لون أخضر، كما تنضج الثمار بشكل تام في فترة فصل الشتاء، حيث إنه كلما طالت مدة بقاء الثمار على الشجرة زادت حلاوة طعمها، والطعم الأفضل هو المؤشر الأقوى على تمام نضوجها.

كيفية وخطوات زراعة شجرة البرتقال

في إطار التعرف إلى كيفية العناية بشجرة البرتقال يجدر بنا الإشارة إلى أن رعاية هذه الشجرة يبدأ من تطبيق طريقة زراعتها بشكل صحيح، حيث إن زراعتها لا تتم بشكل عشوائي أو دون علم مسبق بتفاصيل الزراعة، ويتم زراعتها بناءً على خطوات مرتبة ومنظمة تسير على النحو التالي:

  1. تحديد المكان والظروف الأنسب لزراعة شجرة البرتقال.
  2. الحرص على إزالة كافة العوائق التي قد تحجب إمكانية وصول الضوء الكافي إلى الشجرة.
  3. الاهتمام بفحص نوعية التربة أولًا ومعرفة درجة حمضيتها أو ملوحتها.
  4. التأكد من وجود تصريف جيد للمياه.
  5. إحضار بذور النبات المراد زراعته وهو هنا بذور البرتقال.
  6. القيام بغرس البذور وشتلات النبات في التربة.
  7. الحرص على ترك مسافة كافية فيما بين أشجار البرتقال.
  8. الالتزام بالمعدل المنتظم للري مع ضرورة الحفاظ على الوسط الزراعي الرطب.
  9. إضافة السماد إلى التربة وينصح باستخدام السماد العضوي.
  10. القيام بإضافة المهاد ومراعاة الحفاظ على درجة رطوبة التربة.
  11. استخدام المبيدات الحشرية الآمنة لوقاية الشجرة من الآفات وكذلك الحشرات.
  12. القيام بالحصاد وجمع المحصول عقب فحص نضج ثمار البرتقال والتأكد منه.
  13. تخزين ونقل المحصول بالطريقة الصحيحة.

اقرأ أيضًا: بعد كم سنة تثمر شجرة الليمون

مراحل نمو شجر البرتقال

لكي تنمو وتنضج شجرة البرتقال بطريقة طبيعية سليمة يجب أن تمر ببعض المراحل المنظمة، حيث إن كل مرحلة في النضج تترتب على ما قبلها وتمهد لما يأتي بعدها، ويسير نمو شجرة البرتقال وفقًا لترتيب المراحل الآتية:

1- مرحلة البذر

هذه المرحلة هي الأولى في عملية زراعة أشجار البرتقال وتعتمد على غرس أو بذر بذور البرتقال في التربة، ويجب أن يحرص الزارع على أن تكون درجة الحرارة عند الزراعة لا تقل عن عشرين درجة مئوية، ولك لأن مرحلة إنبات البذور تحتاج إلى درجة الحرارة تلك، وعلى الأرجح هذه العملية بالذات لا يجب أن تتم في المنزل وتحتاج إلى استخدام الشتلات.

2- نمو الأشجار الصغيرة

من الوارد جدًا أن تزهر شجرة البرتقال بثمار في وقت مبكر جدًا بعد بذر البذور، وهذا يكون بعد مرور أعوام قليلة جدًا على الزراعة وهذا ما يفسر قصر عمر هذه الأشجار نظرًا لنموها الذي حدث سريعًا، كما تحتاج هذه الشجيرات إلى طقس دافئ، وكلما زاد نمو هذه الشجيرات زاد نضجها وشدة عودها.

3- نمو براعم الأزهار

في هذه المرحلة يمكننا اعتبار أن البراعم التي تنمو هي التي تحدد بالضبط عدد الأزهار التي سوف تنمو فيما بعد، وجدير بالذكر أن تلك البراعم يبدأ ظهورها الأول في الجو البارد، وإذا تم تقديم الرعاية الكافية للشجرة وريها جيدًا سنلاحظ أن عدد البراعم كبير جدًا، ثم تتطور إلى زهور ثم إلى ثمار.

4- مرحلة الإثمار

خلال هذه المرحلة تتفتح البراعم لكي تتحول إلى أزهار ويمكن من خلال معرفة عدد هذه الأزهار تحديد عدد الثمار التي سوف تنمو على الشجرة، ثم تنمو تلك الأزهار وتتطور حتى تصبح ثمارًا كاملة ويحدث كل هذا بشكل طبيعي وسليم إذا كان الجو دافئًا.

5- مرحلة التوسع

في تلك المرحلة يلاحظ انتشار ثمار البرتقال على كل أجزاء الشجرة، وتكون الشجرة هنا في حاجة إلى كمية وفيرة من المياه ولكن من دون تبذير حفاظًا على جذور الشجرة من التعفن، وجدير بالذكر هنا أنه يجب التأكد من أن التربة قادرة على تصريف مياه الري الزائدة لكيلا لا تصبح موحلة.

اقرأ أيضًا: مراحل نمو شجرة التفاح

6- مرحلة النضج

بالوصول إلى هذه المرحلة تحتاج ثمار البرتقال إلى الوقت الكافي لكي تنضج، وتتراوح فترة النضج تلك ما بين أربعة أشهر وحتى تسعة أشهر، وهذا التوقيت يكون بدءًا من تفتح الأزهار وبدء نمو الثمار عقب بلوغ العام الثالث.

على الأرجح يكون هذا الموسم هو موسم نضج ثمار البرتقال، وتحديدًا يكون من نهاية شهر تشرين الثاني وحتى منتصف شهر كانون الثاني، ولكن يجب أن يتم حصاد ثمار البرتقال قبل انتهاء شهر كانون الثاني حتى لا يتعرض موسم العام التالي إلى الخطر.

معرفتنا كيفية العناية بشجرة البرتقال أو كيفية الاهتمام بأي نبات آخر تكمن أهميتها في إدراك قيمة النبات ككائن حي بوجه عام، وما هي متطلباته لكي يعيش بشكل طبيعي وسليم حتى يعود علينا بالنفع في النهاية.

قد يعجبك أيضًا