تتلخص كيفية سحب الدم من الأوردة الصعبة في عدة آليات يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء السحب، وأول هذه الآليات هي زيادة إبراز الأوردة الخاصة بالمريض، ثم القيام بسحب العينة من الوريد المناسب.

ثم بعد ذلك يتم النظر لأي مشكلات حدثت أثناء السحب ويتم حلها بطرق مناسبة للحرص على سلامة المريض.

1- زيادة إبراز الأوردة

يكمن الحل الأمثل لكيفية سحب الدم من الأوردة الصعبة في آلية إبراز الأوردة الخاصة بالمريض.
حيث يكون ذلك عن طريق الوضع الصحيح للرباط الذي يضغط على ذراع المريض.
ثم يتم الربط بطريقة تجعل الوريد ممتلئا بالدم مما يؤدي إلى زيادة وضوحه.
مع ملاحظة أنه يجب الحذر من ضيق الرباط الشديد على الأوردة والذي قد يؤدي لحدوث توقف في الدورة الدموية.
والتقريب فلابد أن تكون المسافة بين الرباط وموضع السحب حوالي عشرة سنتيمترات تقريبا.
بعد إحكام الرباط الضاغط يمكن للممرض أن يضع كمادات مياه دافئة على موضع السحب.
حيث تفيد المياه الدافئة في جعل الأوعية الدموية أوسع قليلا مما يؤدي لزيادة حجم الأوردة وبالتالي سهولة رؤيتها.
إلا أنه يجب مراعاة أن توضع كمادات المياه الدافئة قبل أن يقوم الممرض بتطهير موضع السحب.
كما يجب أن تلف الكمادات في منشفة صغيرة وألا توضع بشكل مباشر على الجلد حتى لا تسبب أي أذى.
بعد ذلك يجب على الممرض استخدام طريقة صحيحة ليقوم بإحساس الوريد الذي سيقوم بالسحب منه.
والطريقة الصحيحة تكون عن طريق استخدام السبابة وتحسس الوريد، فمن الخطأ استعمال الإبهام، وذلك لأن الإبهام قد يعطي الممرض إحساسا بنبضه هو وليس نبض المريض وبالتالي حدوث خطأ في السحب.

2- استرخاء المريض أثناء السحب

من الآليات المهمة في كيفية سحب الدم من الأوردة الصعبة أن يعمل الممرض على جعل المريض مسترخ:

وذلك لأن الخوف المبالغ فيه أو الفوبيا من الإبر قد يؤثر في النتائج كما يؤثر في ظهور الأوردة بشكل واضح.
لذلك يجب طمأنة المريض ومحاولة تشتيت انتباهه بالكلام عن سهولة الإبر وعن قلة الألم الناتج عنها.
أيضا يمكن جعل المريض يتنفس كثيرا بعمق مع تصور شيء محبب لقلبه حتى يتناسى فكرة الخوف من الإبر.
كما يجب على الممرض ملاحظة حالة المريض طوال الوقت إن كانت هناك أي علامات إصابته بالإغماء.
فإن لاحظ أي علامة عليه أن يقوم بجعله مستلقٍ على ظهره لتحسين سريان الدم إلى المخ.

3- التجهيز لسحب عينة الدم من ذراع المريض

يأتي بعد ذلك في كيفية سحب الدم من الأوردة الصعبة عملية السحب نفسها والتي لا بد قبلها من التأكد من سلامة بيانات المريض:

حيث أن هذه البيانات تشمل اسم المريض وكذلك اسم التحليل الذي تؤخذ العينة من أجله.
وهذا يؤدي لوضوح البيانات وعدم إمكانية خلط العينات والتي يؤدي خلطها إلى تعريض بعض المرضى لخطر بالغ.
بعد ذلك يقوم الممرض بتحديد الموضع الذي ستسحب منه، والأفضل هو منطقة الباطن للمرفق.
حيث إن هذا الوريد يكون ذا حجم كبير وتتضح الرؤية له في أغلب الحالات، ولا يحتاج لمجهود كبير لإبراز الأوردة.
بالإضافة إلى أنه يحاط بأنسجة كثيرة تؤدي لمنع تحركه بعيدا عند القيام بوضع الإبرة.
كما يجب أن يتجنب الممرض أن يسحب عينة عند موضع انضمام أو انقسام للأوردة لتجنب حدوث النزيف أسفل الجلد.
ويجب الحذر من نسيان التعقيم الجيد لموضع السحب كي لا يصاب المريض بتلوث.
ويكون التطهير باستخدام الكحول غالبا، وقد يفضل البعض استخدام اليود أو غيره من المواد.

4- سحب عينة الدم من ذراع المريض

بعد التجهيز للسحب يقوم الممرض بشد الجلد لأسفل وتثبيت الوريد الذي ستسحب منه كي لا يهرب.
ثم يقوم بإدخال سن الإبرة بزاوية محددة تتراوح بين 15-30 درجة، ويثبتها ويقوم بالسحب حتى تمتلئ.
كما يجب عند ملء الأنبوبة مراعاة الشروط والإرشادات المنصوصة من جهة المختبر.

ماذا بعد ملء أنبوبة السحب؟

بعد ملء أنبوبة السحب يجب فك رباط الضغط على اليد وذلك قبل أن يقوم الممرض بإخراج الإبرة من ذراع المريض.
وسبب ذلك أن الضغط الناتج عن هذا الرباط قد يؤدي إلى تغير في تركيز بعض المواد في الدم.
ومن أمثلة ذلك الكريات الحمراء في الدم والتي يؤدي تغير تركيزها إلى تغيير نتائج التحاليل.
كما أن سحب الإبرة قبل فك الرباط الضاغط قد يؤدي إلى ألم شديد يصيب المريض.
وبعد إخراجها لابد من الضغط على موضع السحب لمدة تصل إلى خمس دقائق وإيقاف أي نزيف.
ثم التخلص من الأدوات المستخدمة في الأماكن المناسبة التي تخصصها منظمات الصحة.

حل مشكلات سحب الدم من الأوردة

هناك عدة مشكلات قد تواجه الممرض في كيفية سحب الدم من الأوردة الصعبة، ومنها:

عدم ظهور وريد باطن المرفق

وحل هذه المشكلة أن يبدأ الممرض في البحث عن غيره من الأوردة فيبدأ بالوريد الذي يعرف بـ البازلي.
فإذا لم يستطع السحب منه ينتقل للكافل، وهذان الاثنان يكونان أكثر ظهورا من غيرهما.
إلا أنه لابد للمريض من قبض الأصابع بشدة لإبراز هذه الأوردة وإمكان سحب الدم منها.

مشكلة الأوردة السنعية

ثم يأتي بعدهما ما يعرف بالأوردة السنعية والموجودة في ظهر اليد، وهذه الأوردة تسبب ألما أكثر للمريض.
لكنها تكون الخيار التالي في حال عدم وضوح الأوردة المرفقية أو البازلية أو الكافلية.
كما ينصح بعدم استخدام هذه الأوردة مع المرضى الكبار سنا لأن جلد أيديهم يكون غير مرن ويمكن أن يسبب مشكلات أثناء السحب.

السحب من مكان يجب تفاديه

ومن المشكلات كذلك التي قد تواجه الممرض في كيفية سحب الدم من الأوردة الصعبة السحب من مكان يجب تفاديه.
وهذه الأماكن تتلخص في مواضع الالتهابات الجلدية والندب، وكذلك أماكن الحروق، والكدمات.
وكذلك مواضع تركيب القنوات أو الوصلات الوعائية والشريانية.

وضع الإبرة بشكل خاطئ

ومن المشكلات كذلك وضع الإبرة بشكل خاطئ، مثل إدخالها بعمق زائد عن المطلوب أو بميل قليل جدا.
ويكمن الحل في سحب الإبرة بنسبة قليلة مع تجنب إخراجها كليا من جلد المريض، ثم القيام بتغيير الزاوية أو تعديل وضعية الإبرة.

عدم إمكانية السحب بعد حقن المريض مرتين

ومن المشكلات أيضا عدم إمكانية السحب بعد حقن المريض مرتين، وهذه المشكلة تواجه المبتدئين كثيرا.
وفي هذه الحالة لابد من استدعاء شخص آخر معروف بخبرته وكفاءته ليقوم بسحب هذه العينة.
وتعتبر هذه هي سياسات معظم مختبرات التحاليل والأماكن التي تجرى بها هذه التحاليل وأخذ العينات.

اقرأ أيضًا: الممنوعين من التبرع بالدم

تحذيرات عند سحب الدم من الأوردة

هناك عدة احتياطات وتحذيرات يجب الانتباه لها عند أخذ العينات للمرضى وتعد من باب الأمانات.
حيث يجب على الممرض عدم استخدام الأدوات لأكثر من شخص وأن يتخلص منها مباشرة في الأماكن المخصصة لذلك.
وذلك لأن هذه الأدوات تكون مصنعة بطريقة لا تسمح بأن يستخدمها شخص آخر حتى وإن تم تعقيمها.
كذلك يجب التخلص من النفايات والأدوات التي لحقت بها آثار دماء في الأماكن التي تخصصها وزارة الصحة لذلك.

اقرأ أيضًا: هل التبرع بالدم يضعف المناعة
وهكذا عرفنا كيفية سحب الدم من الأوردة الصعبة، والإجراءات الواجب اتخاذها لسلامة هذه العملية وسلامة المريض.