كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش

كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش؟ وما هي الوسائل التي تدعم موقفي؟ نحاول الإجابة عن تلك الأسئلة والكشف عن الآليات التي تدعم الشخصيات العاطفية، وتمكنهم من تجاوز الحالات التي تسبب لهم إحراج أو التي لا يرغبون في إظهارها للآخرين، وذلك من خلال موقع جربها.

كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش

من المعلوم أن هناك صنف من الناس ينتمي إلى تصنيف الشخصيات العاطفية، بمعنى أنه يوجد في طبائعهم الميل إلى العاطفة، وإبداء الانفعالات الحسية بشكل يغلب على غيرها من ردود الأفعال، كما أنهم يتأثرون بأبسط الأشياء، ولا يتمكنون من السيطرة على أنفسهم من حيث التحكم في إظهار أو إخفاء تلك الحالات الشعورية الداخلية لهم.

فيبدؤون في البكاء بمجرد التعرض إلى أي مثير له، أو الحماس الناتج عن السعادة، والذي كثيرًا ما ينظر له الأخرون على أنه مبالغة وغيرها من المشاعر الواضحة البينة والتي تعكس تمامًا ما في باطن هؤلاء الأشخاص، لذا كثيرًا ما ينطبق على تلك الشخصية طابع الشفافية.

الحقيقة أن طبيعة الشخصية العاطفية ليست عيبًا على الإطلاق، بل على العكس هي نوع راقي وخاصة في العلاقات الاجتماعية والإنسانية بمختلف أنواعها، ولكن يعاني أصحابها من عدة مشكلات في عدد من المواقف التي تتطلب التغلب على تلك الطبيعة أو السيطرة عليها.

خصوصًا في بعض المجالات كالعمل، أو الخلافات أو المواقف العصيبة التي تتطلب ثبات انفعالي وتفكير بحكمة أكثر من الانجراف وراء المشاعر أو الانشغال بآثارها.

إذًا تجد تلك الشخصيات نفسها أمام تلك المواقف بحاجة إلى تغيير طبيعتهم تلك والتعامل بشيء فيه حزم وإحكام أكثر، ويعد اكتساب ذلك الأمر لأي نوع من الشخصيات ميزة كبيرة، حيث إنها لا تعمل على نفي طبيعتهم أو إفقادهم مزاياها، بقدر ما تعمل على التحكم فيها بشكل أكبر.

وتتمثل الإجابة على إثر ذلك عن سؤال كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش في تعزيز وتنمية بعض المهارات الشخصية، وتعلُم بعض الوسائل والحيل التي تُقلل من حِدة الأمر، ونستعرضها لكم فيما يلي:

1- تهدئة النفس

أهم عامل يمكنه أن يساعدك في التحكم في نفسك هو العمل على إكساب نفسك الهدوء، ولكن يجب اختيار الوقت المناسب للقيام بذلك، حيث إنه يصعب ذلك بعد الخوض الانفعال والبقاء في منتصفه أو ذروته.

إنما يكون من خلال في بداية الأمر بمجرد أنت تشعر بنفسك متأثرة بالموقف الجاري أمامك، وهناك عدة طرق يمكنها أن تساعدك على ذلك، ونتعرف إلى بعض منها من خلال ما يلي:

  • تنظيم النفس: من خلال الحصول على شهيق وزفير عميق والتركيز على عملية التنفس بحد ذاتها، حيث يساعدك النفس المنظم وكميات الأكسجين الداخلة للرئتين على معادلة شعورك، والتخفيف من التوتر الحادث في الجسم.
  • شرب الماء: تقوم المياه بدور هام في تقليل التوتر والقلق كما أنها تساعدك على تبريد الحرارة الداخلية للجسم، وبالتالي تخفيف حدة الانفعال.
  • غسل الوجه والكفين: من الأمور المعينة على الحد من تزايد طاقتك، والتي تنعكس عليك بالبكاء أو غيرها من مظاهر التأثر.
  • التوقف عن الحديث فترة بسيطة: يُمكنك فقط الامتناع عن الحديث، والعد في مخيلتك من 1 إلى 10، وتعد وسيلة علاجية بالفعل ينصح بها بعض أطباء علم النفس، وذلك لكونها تساعد على فصل الذهن عن الموقف، وبالتالي إعادة تهيئتك لاستكمال النقاش.

اقرأ أيضًا: كيف أتحكم في مشاعري

2- محاولات الإلهاء

من الآليات المستخدمة في تضليل النفس وتشتيت الرغبة في البكاء هو القيام بأي من الملهيات التي تعمل على كبح جماحك، وإليك بعض الاقتراحات المناسبة التي يمكنك القيام بها أثناء النقاش:

  • اللعب بأحد المقتنيات الموجودة أمامك، ومحاولة تركيز ذهنك على تلك اللعبة أثناء الاستماع للطرف المقابل.
  • تركيز عينك على بقعة ما، أو حركة شيء في الغرفة ومحاولة صرف ذهنك إلى ذلك.
  • الحصول على ورقة وقلم إذا كان بمتناولك والكتابة أو الرسم عليها دون التقليل من احترام الطرف الآخر، وبشكل غير ملفت.
  • يمكنك اختيار أي وسيلة متاحة أمامك تسمح لك بصب تركيزك عليها وصرفه عن الرغبة في البكاء.

3- التركيز على اختيار الرد

تحتل المرتبة الثالثة في الإجابة عن كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش عملية اختيار الرد، والذي لا بد وأن يسحب تركيزك بالكامل وبالتالي يتحول الانفعال إلى منطق وتفكير.

ذلك من أهم الفوائد التي تكسبها لك مهارة التحكم في النفس، حيث تعمل على توظيف الطاقة الانفعالية في المكان المجدي تبعًا للموقف الراهن.

بمعنى أنه بعد عكس المنحنى التصاعدي لدافع البكاء من خلال التهدئة والإلهاء؛ لا بد من إيجاد مكان تصرف فيه تلك الطاقة، حيث إن المرحلتين السابقتين مجرد ممر انتقالي يعمل على تحويل تلك الطاقة، وليس تصريفها، وبالتالي يجب اختيار المكان الذي تتوظف وتخرج من خلاله، وهو المرحلة التي نحن بصددها.

عند توظيف الطاقة التي لديك في العمل على التفكير وتحديد الرد المناسب للكلام الذي تتلقاه ويسبب لك تلك المشاعر ينصرف ذهنك تمامًا عن التنفيس بالبكاء، واختيار قوة الكلمة بدلًا من ذلك، مما يعمل على تعزيز موقفك، والتخلص من الضعف أو الحالة الانهزامية التي تنجرف بك للبكاء.

4- التنفيس عن النفس بعد النقاش

المرحلة الأخيرة في إجابتنا على سؤال كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش هي مرحلة تتناول الأحداث التي تلي انتهاء النقاش، بمعنى
أنه يجب تفريغ الطاقة التي كانت لديك وعملت على كبحها.

حيث إنه من الهام جدًا ألا يترك الشخص في نفسه أي ترسبات، أو آثار تتسبب في تراكمات تحدث مشكلات نفسية، أو تكوين حساسية شديدة لدى تلك الشخصية.

لذا يجب التأكد من أنك تخلصت تمامًا من انفعالاتك، وقمت بتصريفها بشكل صحي ولم تبقى بداخلك، ويكون ذلك من خلال الترويح عن نفسك، وهناك عدة وسائل للقيام بذلك نتناولها من خلال الآتي:

  • محاولة استدعاء الموقف الذي كاد أن يبكيك وأنت بمفردك، وإذا شعرت بالرغبة في البكاء مرة أخرى أفعل ذلك.
  • القيام بنزهة تقوم فيها بالمشي، واستنشاق الهواء، وفعل أي ممارسة تحقق لك السعادة.
  • الكتابة على الورق، من خلال تفريغ الأمور التي أزعجتك.
  • التحدث مع أحد الأصدقاء، واستشارته حول ما يضايقك.

اقرأ أيضًا: كيف أكون مثقفاً طليق اللسان

الوسائل الدفاعية في النقاش

بصدد تناولنا سؤال كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش نعرض بعض الوسائل التي يمكنها أن تساعدك في الدفاع عن نفسك، وتدعم موقفك في النقاش، وهي كما يلي:

1- الإنصات الجيد

إن القدرة على الإنصات الجيد لأطراف النقاش تساعدك في كثير من الأمور منها ما يتعلق بالموقف نفسه ومنها ما يتعلق بدعم وصقل شخصيتك، بالنسبة لما يتعلق بالنقاش عندما تتمكن من سماع الطرف الذي أمامك.

لتفهم ما يحاول مهاجمتك أو اتهامك به، والمبررات التي يقدمها على تعزيز موقفه، يساعدك هذا على استخدام ما يقوله لك ضده، أو الدفاع عن نفسك في النقاط التي يحاول هزمك بها.

2- التفكير المنطقي

يساعدك التفكير المنظم في إحسان اختيار ردودك، وبالتالي التمتع بقدرة هائلة في الدفاع عن نفسك، واختيار الردود المناسبة والمقنعة لمن حولك، والتي تؤدي إلى تعزيز موقفك.

اقرأ أيضًا: كيف تبدأ محادثة مع شخص تحبه عبر الإنترنت

3- التحدث بهدوء

كثيرًا ما تقع الشخصيات الانفعالية بطبيعتها ضحية نفسها نتيجة عدم القدرة على التحكم في مشاعرهم، والتحدث بغضب أو صوت مرتفع، وبالتالي الارتباك وسوء اختيار التعبيرات، مما يؤدي إلى ضعف موقفك، والحل هو محاولة السيطرة على النفس، والتحدث بهدوء، وعدم ترك مساحة للطرف المقابل في التحكم في ردود فعلك.

4- استخدام السخرية

هناك بعض النقاشات التي يمكنك أن تستخدم فيها تلك الآلية، ولكنها لا تصلح إلى كافة الأنواع، وبشكل عام تستخدم تلك الحيلة في النقاش الذي يكون فيه الأطراف متساويين كالأصدقاء والزملاء، ويكون في حالة التعرض إلى الاستفزاز من الآخرين.

تعد تلك الحيلة بمثابة تحذير أنك شخص لا يمكن الاستهانة به، أو محاولة استفزازه، مما يقوي موقفك، ويشكل حاجز يدفع الطرف المقابل للتراجع بعض الشيء.

5- استخدام الهجوم

يقال إن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم في حال كنت في أحد النقاشات التي يحاول الطرف المقابل فيها إيقاعك، واتهامك بارتكاب الأخطاء، فإن أكثر الوسائل التي تعمل على تعزيز موقفك هو الرد عليه من خلال مهاجمته وليس الدفاع عن نفسك.

تشكل تلك الوسيلة نقطة تحول في النقاش، فبدلًا من محاولة الرد فقط تجعل الطرف المقابل كذلك بحاجة إلى الدفاع عن نفسه، وتصبح معادلة النقاش متساوية، وبالتالي تحميك من موقف الضعف.

اقرأ أيضًا: فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم

6- إدارة النقاش والتمتع بقدرة على إنهائه

هناك الكثير بعد من الوسائل الدفاعية المميزة التي تجعلك محاور قوي، ولكن بشكل أخير في موضوعنا كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش، نتناول وسيلة دفاعية تعزز موقفك في النقاش لنختم بها، ألا وهي اكتساب المهارات التي تساعدك على إدارة النقاش ومنها:

  • فن الاقناع.
  • فن القيادة.
  • فن اختيار الرد.

من خلال التمتع بقدرة إدارة الحوار تتمكن من تغيير منحنى النقاش، وصرفه إلى الاتجاه الذي ترغب به كما يمكنك إنهاؤه في الوقت الذي ترغب به، وبالتالي أنت قادر تمامًا على التحكم في نتائجه، وهو من أكثر ما يمنحك نقاط قوة في النقاش.

كيف امنع نفسي من البكاء أثناء النقاش؟ سؤال يُعزز من قُدرتك على التواصل، ويُساهم في إدراك الشخصية بعض الحيل والوسائل التي تساعدها على ذلك، لتتمكن من تحقيق هدفها، ولكن يجب العلم أن المسألة قد تستغرق وقتًا، وتحتاج إلى التدريب لتتمكن منها.

قد يعجبك أيضًا