كيف أتوب من ذنب متكرر

كيف أتوب من ذنب متكرر؟ وهل يغفر الله ذنوبي؟ يعرف الإنسان بأنه يقوم بالمعاصي على الرغم من الاجتهاد في الإسلام، ويقوم بالشر بسبب وسوسة الشيطان إليه، ومرافقة أصدقاء السوء، ويلجأ إلى الله تعالى للتوبة النصوحة عند إدراك الخطأ، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم إجابة سؤال كيف أتوب من ذنب متكرر، من خلال موقع جربها.

كيف أتوب من ذنب متكرر؟

يقلق الناس من تكرار الوقوع في الذنوب التي قد ارتكبوها من قبل، بعد أن لجأوا إلى الله تعالى وقدموا التوبة النصوحة من أجل أن يغفر الله لهم ذنوبهم ومعاصيهم.

يعرف الذنب المتكرر بأنه من الأمور الكبيرة التي نهانا الله تعالى عنها، لذلك فإن العاصي يكون مخالفًا لتعاليم الإسلام، ويأتي ذلك النهي من الله تعالى بسبب ضرر ذلك الشيء على الإنسان، حيث الضرر على الصحة والأموال والرزق.

من أجل التوبة عن ذنب متكرر يجب على الإنسان أن يستغفر، ويحصل على الإرادة القوية من أجل عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى، وفي حال أن ضعفت النفس يتم تكرار التوبة مرة أخرى إلى نهاية الزمان، لأن باب توبة الله تعالى دائمًا مفتوح من أجل غفر الذنوب.

لكن على الفرد ألا يستغل التوبة ويقوم بالاستمرار في المعصية، لأن النفس البشرية لا تضمن العيش إلى أن تتوب عن ذنوبها إلى الله تعالى، وتظهر توبة الله عن الذنوب المتكررة في قوله تعالى:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر: الآية 53].
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة التوبة

شروط التوبة الصحيحة

خلال معرفة كيف أتوب من ذنب متكرر؟ نشير إلى شروط التوبة الصحيحة من أجل التوبة من ذنب متكرر، ونعرض تلك الشروط في النقاط التالية:

  • المبادرة إلى الخير، ومحاسبة النفس، والابتعاد عن الذنوب.
  • الإقبال على الطاعات، والانتظام في أداء الصلاة، والصوم بشكل صحيح، والمواظبة على قراءة القرآن الكريم.
  • على العبد أن يظهر ندمه على ما فعله، وأن يشعر بالحسرة على ما تم فعله، وعقد النية بعدم الرجوع إلى الذنب وتكراره مرة أخرى.
  • التوبة إلى الله تعالى في إخلاص شديد، حيث يجب أن تكون نية التوبة نية سليمة، ليس بها أي مصلحة أو رياء، ويجب أن تكون تلك التوبة المراد منها وجه الله تعالى، والنجاة من عذاب الآخرة.
  • القيام برد الحقوق إلى أصحابها، وإبراء الذمة لله تعالى، حيث طلب المسامحة والعفو من المظلومين، وأصحاب الحقوق التي تم استغلالها.
  • على التوبة أن تكون قبل وصول المرء إلى مرحلة الغرغرة من الموت أو حضور يوم القيامة، ويظهر ذلك في قول الله تعالى:

(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) [سورة النساء: الآية 18].
كما يظهر ذلك في قول النبي –صلى الله عليه وسلم- :” مَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بعامٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بشَهرٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بجُمعةٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بيَومٍ تِيبَ عليه، ومَن تاب قبْلَ مَوتِهِ بساعةٍ تِيبَ عليه، فقلْتُ له: إنَّما قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: 17] الآيةَ، قال: إنَّما أُحدِّثُكم كما سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” رواه عبد الله بن عمرو.

تكرار التوبة من الذنب

في إطار معرفة كيف أتوب من ذنب متكرر، علمنا أنه يمكن تكرار التوبة إلى الله تعالى في حالة القيام بالذنب مرة أخرى بعد التوبة، لأن الإنسان يعرف بأنه خطاء، وذو نفس ضعيفة في الكثير من الأحيان لا يمكن السيطرة على وساوس الشيطان، ويتم التوبة المتكررة من خلال النقاط التالية:

  • على الفرد أن يحصل على النية الصادقة، حيث عدم العودة إلى اقتراف الذنوب مرة أخرى.
  • التوبة المتكررة تتم من خلال الاستغفار الكثير وأداء الصلوات، والكثير من العبادات الأخرى، إلى أن يجد المرء الرحمة في قلبه، وتظهر الرغبة الداخلية في عدم القيام بالمعاصي وإغضاب الله تعالى، ومن ذلك يتم الابتعاد عن فعل المعصية.
  • في حالة ضعف النفس والذهاب إلى المعصية مرة أخرى يتم تجديد نية التوبة والدعاء إلى الله تعالى بأن يسامح العبد ويغفر له، ويمد له يد العون، نظرًا لأن المرء لا يقدر على أي شيء دون مساعدة الله تعالى له.
  • يقبل الله تعالى التوبة من العباد طالما أنها خالصة من القلب، وتكون راجية رحمة الله عز وجل بكل صدق.
  • على الإنسان أن يعلم جيدًا أن الله تعالى يعلم ما في نفوسنا، ومطلع على النيات، ويعلم بأن العبد هل سيكرر الذنب من خلال رغبة منه في على ذلك، أم أن ارتكاب الذنب تم بطريقة لا يقصدها.

اقرأ أيضًا: عدد مرات الاستغفار لقضاء الحاجة

الذنوب التي لا توبة لها

في ظل معرفة كيف أتوب عن ذنب متكرر، نوضح لكم أن الذنوب هي كل فعل من شأنه مخالفة أوامر الله عز وجل، ويعرف الشرك بأنه من أكبر الذنوب والمعاصي التي لا يقبل الله التوبة منها، حيث قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [سورة النساء: الآية 48].
يعرف الله تعالى برحمته على العباد وغفر الذنوب وتجاوز السيئات، ولكن الشرك من الآثام العظيمة ولا يمكن الاستهانة بذلك الذنب، لأن ذلك يؤدي إلى غضب الله الشديد، وحذر الله تعالى من الوقوع في الذنب في قوله تعالى:
(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [سورة لقمان: الآية 13].

صلاة التوبة

من خلال توضيح كيف أتوب من ذنب متكرر، نشير إلى صلاة التوبة التي تحدث عنها الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهي تكون في ركعتين، ولا يوجد سورة معينة من القرآن الكريم يتم قراءتها في ركعات تلك الصلاة.

بعد الانتهاء من الصلاة يتم الاستغفار وقراءة الأدعية والأذكار، ويجب أن تكون نية التوبة موجودة وخالصة لله تعالى، ويظهر فضل تلك الصلاة في الأحاديث النبوية الشريفة، حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-” يا بلالُ بما سبَقتني إلى الجنَّةِ؟ إنِّي دخَلتُ البارحةَ الجنَّةَ فسمعتُ خَشخشتَك أمامي؟ فقال بلالٌ: يا رسولَ اللهِ! ما أذَّنتُ قطُّ إلَّا صليتُ ركعتينِ، ولا أصابَني حدثٌ قطُّ إلَّا توضَّأتُ عندَهُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: لِهذا“، رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي.

يمكن القيام بصلاة التوبة عن كافة الذنوب التي قام بها العبد، ولكن يجب صدق عزم التوبة، والنية الصادقة، ومن ذلك يغفر الله تعالى الذنوب للعبد، لأن صلاة التوبة تكون كالعهد الجديد الذي دخل فيه المسلم، والقيام بالامتثال إلى أوامر الله تعالى وأوامر الرسول –صلى الله عليه وسلم- والحرص على اجتناب النواهي.

أدعية للتوبة من الذنب المتكرر

بينما نعرض كيف أتوب من ذنب متكرر، نسرد بعض الأدعية التي يمكن قولها من أجل التوبة عن الذنب المتكرر، ومن تلك الأدعية ما نعرضها في النقاط التالية:

  • اللهم إني استغفرك عن كل ذنب قمت به، وكل ذنب مددت فيه يدي أو تأملته بنظري، وأصغيت إليه بسمعي، أو تحدث عنه بلساني، واستعنت برزقك من أجل عصيانك، وسترته علي.
  • اللهم يا مالك السماوات والأرض لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ظلمت نفسي وأنا عبدك، واعترف بذنبي، رب اغفر لي عن جميع ذنوبي وتجاوز عن سيئاتي.
  • لا يوجد سواك من يغفر الذنوب، اللهم اهدني إلى حسن الأخلاق، فلا هادي إلا أنت.
  • خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، اللهم إني أعوذ بك من شر ما صنعت، اللهم إني أبوء بذنبي، فاغفر لي ذنوبي.
  • اللهم إن مغرفتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك وسعت كل شيء في الكون، سبحانك يا تواب تب علي وارحمني واعفُ عني أنت خير الراحمين.
  • اللهم استغفرك من أي ذنب ندمت بعده، وأي فعل يرد الدعاء ويحبس الرزق.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الاستغفار لإنجاب الولد

علامات قبول التوبة من فعل الكبائر

في صدد التعرف إلى كيف أتوب من ذنب متكرر، نعلم جيدًا أن الله تعالى يقوم بغفران معاصي الإنسان على الرغم من أنها من الكبائر عدا الشرك بالله عز وجل لا توبة فيه، والدليل على ذلك قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)    [سورة الفرقان: الآية 68].
بناءً على ذلك نعرض في النقاط التالية علامات قبول التوبة على العبد فيما يلي:

  • يصبح حال العبد أفضل من الحالة التي كان فيها من قبل.
  • الشعور بالندم الشديد على اقتراف الذنوب السابقة.
  • العزم الصادق في التخلص من الذنوب، وعدم العودة إلى اقترافها مرة أخرى، ولا يمكن للفرد أن يعذر تنفسه بقول إن الله غفور رحيم، لأن الله يعلم ما في النوايا والقلوب.
  • القيام برد الحقوق إلى أصحابها في حالة أن الذنوب كانت تتعلق بالعباد.
  • التوبة الفورية إلى الله عز وجل، لن تأخير التوبة من المعاصي، وفي ذلك الوقت تكون التوبة من المعاصي ومن التأخير.
  • حب الله تعالى والرسول –صلى الله عليه وسلم- وكافة المؤمنين، والقيام بإظهار تلك المحبة.
  • التذلل لله تعالى، حيث يصبح العبد خاشعًا راجيًا رحمة الله تعالى.
  • الإخلاص في التوبة لله تعالى من كل المعاصي والذنوب.
  • الشعور بالخوف دائمًا من أن يعود مرة أخرى إلى اقتراف الذنب.

شرع الله تعالى التوبة من الذنوب والمعاصي لأنه يعلم ما في النفس البشرية وأنها لا تخلو من الأخطاء، لكن يجب على الفرد معرفة الصحيح في الحياة، والتوبة عند اقتراف أي خطأ يعلم به، من أجل الحصول على الفردوس الأعلى.

قد يعجبك أيضًا