كيف مات عثمان بن عفان

كيف مات عثمان بن عفان وكيف كانت قصة نهاية هذه الشخصية الإسلامية العظيمة، سؤال يدور في أذهان الكثير من المسلمين، فعثمان بن عفان صحابي جليل، وثالث الخلفاء الراشدين، فقد فاز بالزواج من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم، فكيف إذًا لا نرغب في التعرف على حياته عن قرب ومعرفة كيف مات، فتابعوا لتعرفوا أكثر فيما يلي عبر موقع جربها.

اقرأ أيضًا: لماذا لقب عثمان بن عفان بذي النورين

كيف مات عثمان بن عفان

ربما ترغب يا عزيزي في معرفة كيف مات عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد مات هذا الصحابي الجليل والخليفة الراشد، في اليوم الموافق 17 من شهر ذي الحجة في عام 35 من الهجرة النبوية الشريفة.

أما عن كيفية موته فقد منَّ الله تعالى عليه بأن مات وهو صائم، رغم وقوعه وهو وعائلته تحت حصار شديد، فلم يكن قادرا على إيجاد الماء أو الطعام الذي يروي به ظمأه أو يذهب عنه جوعه.

فقد رأى عثمان ابن عفان في منامه أن صاحبيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ينادياه ويقولان له:
“سوف تأتي إلينا اليوم فأت إلينا صائما”، فنوى ابن عفان الصيام وأشهد من معه في الحصار من المسلمين على ذلك.
ورغم عرض المسلمين عليه رضي الله عنه ومن بينهم عبد الله بن عمر بأن يقاتلا من يريدون قتله للدفاع عنه إلا أنه رفض أن تراق دماء أي مسلم في سبيله، فقد أمر عثمان بفتح الأبواب حتى يقتل على يد من يريدون قتله ليلاقي ربه دون أن يعرض أحد المسلمين لأي أذى، كما رفض أن يفر من أمامهم هاربا، فلاقى عثمان بن عفان رضي الله عنه ربه وهو صائم عن عمر يناهز 82 عام.

اقرأ أيضًا: زوجات عثمان بنت عفان كم عددهم وعدد أبناءه

ماذا قال عثمان بن عفان عند وفاته؟

وبعد أن عرفنا سويا كيف مات عثمان بن عفان، دعونا نخبركم عن ما قاله قبل وفاته، فقبل أن يتوفى الصحابي الجليل عثمان بن عفان الملقب بذي النورين رضي الله تعالى عنه، جاءت إليه إحدى الجواري لتقدم إليه الماء ليشرب.

فرفض ورفع رأسه وأخبرها أنه صائم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اطلع من هذا السقف الذي نظر إليه عثمان وقدم له ما يكفيه من الماء العذب، وقال له “اشرب يا عثمان”، فشرب منه حتى ارتوى وذهب ما كان به من ظمأ.

ثم أخبره بأن القوم سيحاولون قتله، وأنه إذا قاتلهم سوف ينتصر عليهم، وإن لم يقاتلهم قتلوه ليذهب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليفطر عنده، ثم دخل الظالمين داره فقتلوه فانتشرت الدماء على لحيته رضي الله تعالى عنه فقال:
“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم اجمع شمل أمة محمد، اللهم اجمع شمل أمة محمد”.

بما أوصى عثمان بن عفان قبل موته

عندما فاضت روحه الطاهرة رضي الله تعالى عنه إلى بارئها، وقام أهل بيته بفحص خزانته وتفتيشها، وجوده تاركا ورقة في صندوق مخبأ في خزانته، وكانت تنص هذه الوصية على الآتي ذكره:
” هذه وصية عثمان، بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نبعث إن شاء الله تعالى”.
اقرأ أيضًا: لماذا لقب عمر بن الخطاب بالفاروق

ما رد فعل الصحابة تجاه مقتل الخليفة عثمان بن عفان؟

وفي سياق البحث حول كيف مات عثمان بن عفان، سنذكر تأثير ذلك الحادث على الصحابة، فلم يمر موقف مقتل ذو النورين رضي الله عنه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهولة، فقد صدر عن كل واحد منهم رد فعل يختلف عن الآخر، فتابعوا لنتعرف سويا على بعض ردود أفعال المسلمين على وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه:

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

فقد حضر الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يرغب مع غيره من صحابة رسول الله الكرام في الدفاع عن عثمان، ولكن رفض عثمان بن عفان ذلك حفظا لدماء المسلمين، وبعد أن قتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه، عقب سعد على ذلك قائلا:
”فررنا من الدنيا فدنينا، ثمَّ قرأ قوله تعالى “الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً، اللهم أندمهم ثمَّ خذهم”.

السيدة عائشة رضي الله عنها

كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها في الحج ولم تكن موجودة حينما قٌتل “ذي النورين الخليفة عثمان بن عفان رضي الله”، وعندما علمت بوفاته عادت فورا إلى مكة المكرمة، وطالبت وبكل استماتة وبسالة بحقه، وأن يتم معاقبة قاتليه، فلما سألها البعض عن هذه الحادث المؤسف قالت رضي الله تعالى عنها:
“قتل مظلوماً، لعن الله قتلته”

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

وقد أصر الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على معاقبة كل من كان له يد في قتل خليفة رسول الله صلى الله عليه، عثمان بن عفان، وقد ظهر موقفه واضحا جليا في قوله لهذه العبارة للصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين:
”إني لأعلم أن عليًّا أفضل مني، وإنه لأحقُّ بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلومًا، وأنا ابن عمه، وإنَّما أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفع إلىَّ قتلة عثمان وأسلِّمُ له”.

الزبير بن العوام رضي الله عنه

وقد حضر الزبير بن العوام وهو أحد صحابة رسول الله الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وزوج السيدة أسماء بن أبي الصديق رضي الله تعالى عنه، وكان يردد أثناء الجنازة قائلا:
”إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله عثمان”.
وقد انضم الزبير بن العوام رضي الله عنه إلى السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخت زوجته السيدة أسماء بنت أبي بكر، مطالبا معها بالقصاص لدم عثمان.

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

وعندما بلغ خبر قتل عثمان بن عفان إلى علي ابن أبي طالب أقسم وقال أنه لم يكن له يد في قتله ولم يرغب في ذلك، وأنه لقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه كارها.

اقرأ أيضًا: لماذا سمي الخلفاء الراشدين بهذا الاسم

السيرة الذاتية لعثمان بن عثمان

السيرة الذاتية لعثمان بن عثمان

بعد أن تعرفنا أعزائي على إجابة سؤالكم الهام وهو كيف مات عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعرفنا وصيته وما قاله قبل وفاته وردود أفعال المسلمين على وفاته، دعونا نتعرف على سيرته الذاتية بشيء من التفصيل.

فهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وقد كان يعرف في عهد الجاهلية باسم أبا عمر، وكني بأبي عبد الله، بعد أن منَّ الله تعالى عليه بزواجه من السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنجب منها ولده عبد الله.

حياة الخليفة عثمان بن عفان

ولد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد حادث الفيل بستة أعوام، وقد عرف بكرمه وقوته ورضاه وعظمته، ونصرته للضعفاء ومساندتهم وتقديم العون والمواساة لهم ولو بأبسط الأمور.

وقد أسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال وأول الخلفاء الراشدين، وكان عمر عثمان حينئذ يبلغ من العمر حوالي 34 سنة، فقد اعتنق عثمان بن عفان رضي الله عنه الإسلام بمجرد أن عرض عليه أبي بكر الصديق الأمر، فلم يتردد لحظة في دخوله الإسلام، فقد قال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه مقولته الشهيرة وهي:
(ويحَكَ يا عثمان، والله إنّك لرجل حازم، ما يخفى عليك الحقُّ من الباطلِ، ما هذه الأصنام التي يعبدها قومك، أليست حجارةً صمّاء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضرّ، ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى، واللَّه إنّها كذلك، قال أبو بكر‏:‏ هذا محمّد بن عبد الله، قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم)، فأسلم عثمان رضي الله عنه.
فاعتنق الإسلام ولما علم عمه أبا الحكم بإسلامه، أوثقه بالحبال وعذبه عذابا شديدا ليرجع عن دينه، ولكن لم يستسلم له عثمان وتمسك بدينه تمسكا شديدا.

وقد كان عثمان بن عفان في زمانه من أثرى الأثرياء، فقد كان يقدم ألذ وأطيب الطعام إلى المارة، ثم يدخل بيته ليأكل الخل والزيت، فقد عرف الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بزهده في الدنيا رغم كثرة ما رزقه الله تعالى من مال.

اقرأ أيضًا: من هو قاتل علي بن أبي طالب وما هي قصة قتله؟

الصفات التي تميز بها الخليفة عثمان بن عفان

تميز خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم ببشرته الرقيقة، وشعره الغزير، ولحيته الكثيفة الطويلة، وطوله المتوسط فلم يكن عثمان ابن عفان شخصا طويلا أو قصيرا، وقد تحدث عنه الزهري ووصفه قائلا:
”كان عثمان رجلا مربوعا، حسن الشعر، حسن الوجه، أصلع، أروح الرجلين (منفرج ما بينهما)، وأقنى (طويل الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه)، خدل الساقين (ضخم الساقين)، طويل الذراعين، قد كسا ذراعيه جعد الشعر، أحسن الناس ثغرا، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه. والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل: أسمر اللون”.

مكانة الخليفة عثمان بن عفان

مكانة الخليفة

لعثمان بن عفان رضي الله عنه مكانة عظيمة في الإسلام، وله الكثير من الإنجازات الهامة التي قد قدمها لخدمة هذا الدين، فتابعوا لتتعرفوا على أدواره العظيمة التي تبين عظم مكانته وقدره بشيء من التفصيل:

  • شارك عثمان بن عفان في الكثير من الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا في غزوة بدر وذلك لمرض زوجته بمرض شديد وحاجتها إليه في هذا التوقيت.
  • قام بكتابة الوحي كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • عرف بانتظامه الدائم في قيام الليل.
  • أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة المكرمة في يوم صلح الحديبية، وذلك لشدة ثقته به رضي الله تعالى عنه.
  • شارك في تجهيز الجيوش من حر ماله، فقد أعد 950 بعير في غزوة تبوك، وزودهم بـ50 فرساً، وقدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم 1000 دينار، كما وضع في يديه الشريفتين حوالي 700 من أوقية الذهب.
  • هو من العشر المبشرين بالجنة، فقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

”غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا”.
اقرأ أيضًا: من هو يزيد بن معاوية
وهنا نكون قد وصلنا سويا إلى ختام المقال بعد أن تعرفنا على إجابة سؤالكم الهام وهو كيف مات عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد استشهد عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد المشركين بعد أن حاصروه حصارا شديدا، وكان الله تعالى قد بشره من قبل أنه سوف ينال الشهادة، وسيظل يذكر التاريخ أن عثمان بن عفان رضي الله عنه اختار أن يقتل دون أن تسيل قطرة دماء أحد المسلمين في سبيله.

قد يعجبك أيضًا