التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج

التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج يؤدي إلى عدم معرفة النتيجة الأكيدة لهذه الصلاة، فلا يدري المُصلى لها ما إذا كان يقبل على الزواج من هذا الشخص بالفعل أم يدبر ولا يعلم ما إذا كانت العاقبة هي خير أم شر، فمن خلال موقع جربها سوف نوضح لكم ما ينبغي فعله عند التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج.

التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج

يلجأ المسلم إلى الله عز – وجل – حينما يشعر بالحيرة ويقع أمام الاختيار بين أمرين لا يستطيع الوصول فيهما إلى القرار الصواب، وذلك من خلال أداء صلاة الاستخارة.

فإن صلاة الاستخارة تساعد على هداية المسلم إلى القرار الذي يحمل له الخير، وتأتي كلمة الاستخارة هنا بمعني سؤال الخيرة في الأمور المقبل عليها، وهذه الصلاة يمكن إجراؤها في أوقات مختلفة وفي شتى الأمور عدا المكروهة أو المحرمة.

من أبرز الأمور وأكثرها شيوعًا التي يلجأ فيها المسلمون إلى استخارة الله هي الزواج، نظرًا لكون الزواج بمثابة حياة جديدة يتم الدخول إليها لاستكمال ما بقي في العمر في حالة توافق الطرفين، وهذا الأمر يكون بمثابة مصدر القلق والتوتر للكثيرين.

لذا نجد تكرار حدوث التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج، إذا يكون المسلم في حيرة من أمره وغير قادر على تحديد ما إذا كان يقبل هذا الأمر أم يرفضه، ومن الجدير بالذكر أن التردد ينشأ عند الفهم الخاطئ للموضوع أو الانسياق وراق الأحلام.

ففي حالة المعاناة من التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج ينبغي تكرار الصلاة مرة أخرى أو الحصول على الاستشارة من قِبل شخص له علم واسع وخبرة، فإنه وكما يُقال ما خاب من استخار واستشار.

اقرأ أيضًا: دعاء الاستخارة للخطوبة من شخص معين

دعاء صلاة الاستخارة

بعد أن تعرفنا إلى ما ينبغي القيام به عند الشعور بالتردد بعد صلاة الاستخارة للزواج، فإننا في السطور التالية سوف نوضح لكم كيفية أداء هذه الصلاة.

فإن صلاة الاستخارة عبارة عن ركعتين فقط من غير صلاة الفريضة، حيث إنه يقوم المسلم فيهما بإجراء الدعاء الذي ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وهو كالآتي:

عن جابر بن عبد الله قال كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعلِّمُنا الاستِخارةَ في الأمورِ كُلِّها كما يعلِّمُنا السُّورةَ منَ القرآنِ ، يقولُ: إذا همَّ أحدُكُم بالأمرِ، فليركَعْ رَكْعَتينِ مِن غيرِ الفَريضةِ، ثمَّ يقولُ اللَّهُمَّ إنِّي أستَخيرُكَ بعِلمِكَ، وأستَعينُكَ بقُدَرتِكَ، وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ ، فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتَعلمُ ولا أعلَمُ ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ ، اللَّهمَّ إن كُنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أَمري – أو قالَ: في عاجِلِ أَمري وآجلِهِ – فأقدرهُ لي، ويسِّرهُ لي، ثمَّ بارِكْ لي فيهِ، وإن كنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني، ومَعاشي، وعاقبةِ أَمري- أو قالَ: في عاجلِ أَمري وآجلِهِ -، فاصرفهُ عنِّي، واصرِفني عنهُ، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ، ثمَّ أرضِني بِهِ، قالَ: ويسمِّي حاجتَهُ”.

ولقد تباينت آراء العلماء بالنسبة لموطن دعاء الاستخارة، فمنهم من قال إن هذا الدعاء يتم قوله عقب التسليم من الصلاة، ومنهم من قال إنه من الأفضل قوله قبل التسليم.

فكان الرأي الأرجح هو قول دعاء الاستخارة قبل التسليم كما جاء عن الإمام ابن تيمية.

اقرأ أيضًا: دعاء الاستخارة للخطوبة من شخص معين

 القراءة في صلاة الاستخارة

استكمالًا لموضوعنا الذي يتحدث عن التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج، فإننا في النقاط التالية سوف نوضح لكم الآراء الثلاثة التي وردت عما ينبغي قراءته في صلاة الاستخارة:

  • يرى البعض من أهل الحنفية والشافعية وكذلك المالكية أنه من المحبذ قراءة سورة الكافرون بعد قراءة سورة الفاتحة في الركعة الأولى من صلاة الاستخارة، أما في الركعة الثانية فإنه يتم قراءة سورة الإخلاص.
  • بعض السلف يقولون إنه في الركعة الأولى بعد الفاتحة يستحب قراءة الآيات: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص: 68].

أما في الركعة الثانية فيتم قراءة قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].

  • الرأي الثالث وهو لم يحدد قراءة معينة، وذلك الرأي تم انسابه للحنابلة وكذلك مجموعة من الفقهاء.

شروط أداء صلاة الاستخارة

هناك مجموعة من الشروط ينبغي استيفاؤها عند إجراء صلاة الاستخارة للزواج أو لأي آمر أخر، وهي كالآتي:

  • يجب أن تكون صلاة الاستخارة من أجل الأمور التي لا يستطيع المسلم التميز بين خيرها وشرها، فالعبادات الأخرى لا يلزم لها استخارة كما أن الاستخارة لا تجوز للمحرمات أو المنهيات.
  • يلزم تتطلب صلاة الاستخارة ما هو لازم للصلوات العادية مثل ستر العورة واستحضار النية واستقبال القبلة، والقيام بالطهارة من الحدثين.
  • ينبغي أن تكون صلاة الاستخارة في الأمور المباحة كالزواج، أو في المندوبات عندما يوجد أكثر من مندوب متعارض.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف

نتائج صلاة الاستخارة

إن نتائج صلاة الاستخارة تعتمد على الصلاة والدعاء ثم قيام المسلم بترك الأمر إلى الله – عز وجل- كما يريد، فإن كان هناك قبولًا سوف يشعر بانشراح الصدر وميله نحو الأمر، أما إن كان هناك رفضًا سوف تنصرف النفس عنه.

لكن ليس شرطًا أن يحدث ذلك، فقد يحدث التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج، ولكي يتم التخلص من هذا التردد ينبغي القيام بالآتي:

  • أن يقبل العبد على الأمر الذي استخار الله فيه، وخلال إقباله سوف يتعرف ما إذا كان تيسر له أم لا، فإنه باختيار الله تعالى.
  • يجب الأخذ في عين الاعتبار خلو النفس من التردد تمامًا عند الاستخارة والقيام بالمضي على فعل الأمر.
  • في حالة الشعور بقلة الرغبة في الأمر هنا ينبغي الانصراف عنه وعدم المضي فيه.
  • البقاء في الحيرة والتردد تتطلب إحسان الظن بالله واستشارة من تثق فيهم وما سوف يحدث هو الخير.
  • التطلع إلى ما تميل له النفس ومخالفته، لأن متابعة أهواء النفس مذمومة.

عند التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج يجب تكرار الصلاة مرة أخرى أو القيام باستشارة أهل العلم، ومن ثم السعي في الموضوع فسواء انتهى بالقبول أو بالرفض فهذا هو الخير من عند الله.

قد يعجبك أيضًا