دراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة

دراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة هي خطوة أساسية لازمة لنجاح المشروعات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، بسبب غلاء المعيشة وعدم تغطية مرتب الأب لمتطلبات البيت، تبدأ ربات المنزل في التجمع سويًا وتكوين ما يسمى بالأسرة المنتجة، لذا مع موقع جربها سنوضح الخطوات اللازمة لعمل دراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة لضمان نجاح المشروع.

دراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة

إن دراسة الجدوى من أهم الخطوات اللازمة خلال الإقبال لإنشاء أي مشروع، لذا يجب عمل دراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة، حيث إن تلك المشروعات تقوم على يد ربات منزل وفي أغلب الحالات لا تملك إحداهن أي خبرة في إدارة المشروعات.

لذا يجب قبل البدء في تنفيذ المشروع إجراء دراسة جدوى له، وذلك عن طريق دراسة كل الظروف المحيطة للسلعة المبتدئ لإنتاجها، فتساهم هذه الدراسة في التنبؤ بحجم الطلب على السلعة من خلالها يتم تحديد حجم الإنتاج.

في بعض الحالات قد يلاحظ أن إحدى السلع التي خططت الأسرة لإنتاجها يقل حجم الطلب عليها في السوق فلا حاجة لإنتاجها وليس هناك من يريد شرائها لذا يتم إزالة تلك السلعة من خطة الإنتاج.

الخطوات التي يجب اتباعها لنجاح المشروع

يبدأ أي مشروع بفكرة ولكن لنجاح ذلك المشروع يجب أن يبدأ صاحب الفكرة في التخطيط المتأني والعميق في كيفية تأسيس المشروع بطريقة تجعل نسبة نجاحه أكبر من فشله، لذا من خلال تعرفنا اليوم على كيفية عمل دراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة، نوضح الخطوات التالية للبدء في المشروع فيما يلي:

1 التخطيط الإستراتيجي الجيد للمشروع

إن الخطة الاستراتيجية هي ما يتم وضعها لتحديد إمكانية السلعة المنتجة على الدخول في الأسواق التنافسية وتحديد قدرة المشروع على النمو في المستقبل، بالإضافة إلى تحديد قوة النشاط التجاري للمشروع فيزيد وضع خطة إستراتيجية جيدة من القدرة التنافسية للمشروع فبالتالي تزيد نسبة النجاح للمشروع.

كما تساعد على حساب التكاليف اللازمة للإنتاج على إتخاذ القرارات بدقة أكبر بالأخذ في الاعتبار البيئة التنافسية، وهي الخطوة الثانية بعد عمل دراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع مشروع مغسلة ملابس

2– تخطيط الموارد البشرية

يجب توزيع الوظائف بين أعضاء الأسرة المنتجة على أساس إعطاء كل عضو الوظيفة التي يجيدها ويملك الخصائص والمميزات الكافية لتنفيذها على أتم وجه، وهذا عبر الأساسيات الواجب مراعاتها خلال التخطيط للموارد البشرية التي يحتاجها المشروع لتساعد على تنميته.

3– تسعير المنتجات المعروضة في المشروع

يجب قبل البدء في إنتاج أي سلعة أن يتم حساب الربح الذي ستحققه عن طريق حساب التكلفة اللازمة للإنتاج وطرحها من سعر السلعة، ويتم التسعير بناءً على أسعار السلع المنافسة فلا يجب أن يزيد السعر عن سعر المنتجات المشابهة، ويُفضل أن يتم طرح السلعة في السوق بسعر أقل لجذب العملاء.

لكن إن كان السعر المطروح لإحدى المنتجات لا يحقق الربح الكافي حتى بعد تخفيض تكاليف الإنتاج إلى أقل تكلفة ممكنة يجب إزالة ذلك المنتج من خطة الإنتاج بدلًا من عرضه بسعر أعلى من السوق فيقل الطلب عليه مما يؤدي إلى الخسارة في حدود تكلفة إنتاجه

4– وضع استراتيجية للتسويق

يعتمد نجاح المشروع على التسويق، فمهما كانت السلع جيدة والأسعار مناسبة لن تنجح السلعة ولن تباع إلا بالتسويق الجيد لها، سواء على مواقع التواصل الإجتماعي أو بين المعارف أو عن طريق وضع خصومات وتخفيضات في الأسعار في بداية إنتاج السلعة لجذب أكبر عدد من العملاء.

حيث يكون التسويق والترويج للمنتج أكثر أهمية في بداية المشروع فيكون عدد العملاء السامعين للمشروع لا يتعدى المئة عميل في أفضل الأحوال، لذا يجب على مدير المشروع أن يشجع الأعضاء على التسويق لمنتجاتهم كما يجب عليهم تشجيع العملاء على التسويق للمنتج عند أصدقائهم

من أكثر الإستراتيجيات التسويقية نجاحًا هي وضع خصم نقدي في حالة شراء كمية من المنتج وتكبير الخصم النقدي مع الكمية المشتراة، فبذلك يبدأ العملاء في نشر خبر المنتج بين معارفهم حتى يستطيعون الإستفادة من أكبر خصم نقدي ممكن.

6– الإستفادة من التقنيات الحديثة

كما ذكرنا يمكن الترويج للمنتج عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو إنشاء مجموعات محادثة كبيرة ونشر المنتجات والتسويق فيه، كما يمكن حث العملاء على ضم معارفهم في تلك المجموعات عن طريق وضع هدايا لِمن يستطيع ضم أكبر عدد من الناس.

كما يمكن بعد تطور المشروع وزيادة عدد العملاء لشراء الكثير من الأدوات المتقدمة لتسهيل الإنتاج وتساعد على زيادة الكمية وتقليل الوقت، لكن لكون تلك الأدوات مكلفة يجب ألا يتم اللجوء لها إلا بعد نجاح المشروع وزيادة الأرباح.

اقرأ أيضًا: قروض المشروعات الصغيرة

أفكار لمشاريع الأسرة المنتجة

هناك العديد من الأفكار التي يمكن استخدامها في زيادة الدخل عن طريق فتح إحدى مشروعات الأسر المنتجة، وهناك من تلك المشروعات نوعان سنتعرف عليهم فيما يلي:

أولًا: مشروعات إنتاجية بتكلفة منخفضة

المشروعات التي تعتمد على منتجات منزلية من أمثلة المشروعات التي لا تكلف الكثير من الأموال فهي توفر مصاريف إيجار مكان للعمل، حيث يكون مقر العمل هو المنزل، بالإضافة إلى أنها توفر مرتبات العمالة، حيث يكون المُنتِج الرئيسي في تلك المشروعات هي ربات المنزل، ومن أمثلة تلك المشروعات:

1– إنتاج المنتجات الغذائية

يمكن إنتاج ما يمكن تغليفه وبيعه مثل:

  • صناعة البهارات والمخللات.
  • صناعة أنواع كثيرة من المربي.
  • كما يمكن إعداد المخبوزات مثل: البسكويت والمعجنات بأنواعها والحلويات.
  • إعداد الفطائر الحلوة والحادقة.
  • إنتاج منتجات الألبان كالزبادي والجبن.
  • عمل ما يشبه المطعم في المنزل وإستقبال طلبات الأطباق وإرسالها للعملاء عن طريق مندوبين.

2- منتجات بالصناعات اليدوية

قد يتطلب هذا النوع من المشاريع شراء بعض الأدوات الغير مكلفة للبدء في الإنتاج، كما تتطلب أن يكون لدى المرأة أو الفتاة المهارة اللازمة لإنتاج المنتج بأعلى جودة، ومن أمثلة تلك الصناعات:

  • صناعة الشموع والصابون.
  • الرسم على الزجاج ورسم الحنة.
  • عمل الإكسسوارات كالأساور والسلاسل.
  • تجهيز الهدايا للمناسبات كالأفراح وأعياد الميلاد وهدايا المواليد والأعياد.
  • الزخرفة بإستخدام عجينة السيراميك وتزيين ما تم زخرفته.

3- مشاريع خاصة بالتعليم

هذا النوع من المشاريع يحتاج إلى مؤهل تعليمي عالي في أي نوع من المجالات ويفضل ألا يفتح هذا المشروع إلا من يمتلك المعلومات الكافية عن المادة التي سوف يدرسها، ويمتلك المهارة لتفهيم الطلاب، ومن أمثلة ذلك المشروع:

  • الدروس الخصوصية للمراحل التعليمية المختلفة.
  • فتح مركز تعليمي صيفي للأطفال ويمكن أن يتم إستقبال الأطفال في المنزل.
  • تعليم الخياطة والتطريز.
  • إن كانت المرأة من حفظة القرآن يمكنها إعطاء دروس في التجويد وأحكام النطق.
  • كما يمكن إستخدام المحادثات المرئية المباشرة لإعطاء الدرس بدون الخروج من المنزل.

ثانيًا: مشاريع تحتاج إلى رأس مال

هناك الكثير من الأفكار الأخرى ولكنها تحتاج إلى تمويل ورأس مال كبير لبداية المشروع، من تلك المشروعات ما يلي:

  • فتح محل خياطة وتصميم ملابس على الرغم من إمكانية العمل من المنزل كخياطة ولكنها تحتاج إلى الكثير من الأدوات التي قد تكون مكلفة إلى حدٍ ما.
  • إفتتاح محل لبيع المنتجات الغذائية أو الأدوات المنزلية أو إفتتاح مطعم وتكون التكلفة في تلك المشاريع من خلال شراء المواد الغذائية وإيجار المكان ومن الممكن صرف المرتبات إذا تم تعيين مساعدين.
  • إنشاء حضانة أو مركز تعليمي للأطفال كما يمكن الإتفاق مع العديد من المدرسين في الكثير من المجالات لتدريس المواد التعليمية للأطفال وهذا سيكلف مصاريف إيجار ومصاريف مرتبات للعاملين.
  • فتح محل لبيع الورد والصناعات اليدوية.
  • عمل مشروع شراء الأجهزة المستعملة وإعادة بيعها بعد صيانتها.
  • فتح مغسلة ملابس وسجاجيد وما شبه وهذا سيتطلب شراء الغسالات والأدوات الأخرى اللازمة للتنظيف والكوي بعد التنظيف وسيتطلب مجهود كبير من صاحب المشروع.

اقرأ أيضًا: دراسة جدوى مشروع سم العقرب

مزايا مشروعات الأسر المنتجة

من خلال عرضنا اليوم لدراسة جدوى مشروع الأسر المنتجة، نذكر تفصيليًا من خلال هذه الفقرة المميزات التي تتمتع بها هذه المشاريع، عبر النقاط التالية:

  • إن العمل من المنزل هي أكبر ميزة في مشروعات الأسر المنتجة فبذلك تحل مشكلة الفتيات أو السيدات التي تمنعهم عن العمل بسبب بُعد مناطق العمل عن المنزل.
  • توفر بيئة عمل آمنة بعيدًا عن مخاطر مقابلة عملاء، من خلال إتاحة إمكانية توصيل المنتجات للعملاء عبر المندوب.
  • تمكن ربة المنزل من الموازنة بين أوقات العمل والمهام المنزلية وواجباتها نحو أسرتها.
  • في حالة كان المشروع متخصص في إنتاج اطعمة أو أدوات فقد تستطيع المرأة توفير ما يحتاجه منزلها من تلك المنتجات.
  • توفير دخل مادي لربة المنزل في حالة عدم تغطية راتب زوجها لطلبات المنزل كما يمكن أن يوفر لها ما يكفي لتغطية مصاريفها الشخصية أيضًا.
  • في حال كانت المرأة مطلقة أو أرملة فإشتراكها في إحدى تلك المشاريع ستوفر لها مصاريف المعيشة لها ولأولادها.

قبل الإقبال على تنفيذ أي مشروع يجب التخطيط بعناية وبتأني في ظروف المنتَج والمنتِج، كما يجب الأخذ في الإعتبار الظروف المحيطة حتى يتمكن مدير المشروع من تحقيق أفضل نتيجة مع أقل خسارة ممكنة.

قد يعجبك أيضًا