تجارب صلاة الاستخارة في الزواج

إن تجارب صلاة الاستخارة في الزواج من الأمور الشائعة وخاصةً لدى الفتيات والسيدات، فالزواج خطوة بالغة الأهمية في الحياة وعليها يترتب المستقبل القريب أو البعيد، لذا تقترن صلاة الاستخارة بالزواج في أغلب الأحيان بالرغم من إمكانية أدائها لأسباب متعددة لدى كل شخص غير هدف الزواج، ولكن نظرًا لأهميتها في الإقدام على الزواج سوف نعرض أفضلها من خلال موقع جربها.

تجارب صلاة الاستخارة في الزواج

جميعنا يسمع بصلاة الاستخارة، والتي تكثر بشكل ملحوظ بين فئة الفتيات وبالأخص إذا ما تقدم شخص لخطبتها، وتكون في حيرة من أمرها أو تشعر بالقلق والتردد، فتلجأ عندها إلى أداء صلاة الاستخارة لكي تهتدي إلى القرار الصواب.

هذا السبب وراء تعدد تجارب صلاة الاستخارة في الزواج للبنات وللرجال أيضًا، والتجارب التالية يرويها أصحابها بأنفسهم لكي يحقق منها الجميع أقصى إفادة ممكنة:

الاستخارة أزالت همي

إن تجارب صلاة الاستخارة في الزواج بالنسبة إلىَّ في السابق لم تكن في حسباني، فلم أقم بها في يوم من الأيام لأي سبب من الأسباب، إلا أنني أدركت أنه لا يجب أن ننكر صحة وحقيقة شيء لمجرد أننا لم نخضه أو لم نجربه بأنفسنا من قبل.

بدأ الأمر بأنني كنت مخطوبة لمدة عامين كاملين من شخص أحبه كثيرًا، ولكن لأسباب متعددة لم يشأ الله أن يتم الخطبة بالزواج وانفصلنا، ولقد عانيت كثيرًا نتيجة ذلك الانفصال ودخلت في حالة نفسية بالغة السوء، وازداد حزني عندما عرفت أن خطيبي السابق قد خطب فتاة أخرى بعد شهر واحد فقط من انفصالنا.

لم يكن بيدي شيء لأفعله سوى أن أترك الأمر بيد الله ليدبره كما يشاء، فإن تدبير الله يفوق كل تفكير وتدبير وتقديره يسع كل شيء ولا يأتي إلا بالخير، فبدأت أبحث عن شيء ألهي نفسي به عن التفكير بالأمر، وحاولت كثيرًا أن أتجاوز الأزمة وبقيت على هذا الوضع المؤسف لمدة عام كامل.

خلال تلك الفترة كان يأتي الكثير من الشباب ليتقدموا لخطبتي، إلا أنني كلما رأيت أحدهم أو جلست معه شعرت بغصة في قلبي وأجهش بالبكاء، وأتذكر ما حدث في الماضي ولم أنسه حتى الآن، وأتخوف أيضًا من أن أهدر مشاعري مرة ثانية وأضيع من عمري سنوات لكيلا أجد نتيجة في النهاية.

نصحتني والدتي أكثر من مرة بأن أصلي صلاة استخارة، عندما تقدم لخطبتي شاب مهذب على درجة عالية من التدين والخلق الرفيع، وبالصدفة وجدت عنوانًا على إحدى الصفحات بالإنترنت وهو تجارب صلاة الاستخارة في الزواج، فقرأته بكل اهتمام وإمعان وشعرت بحاجتي إلى تطبيق هذا الأمر، وأحسست أنه سوف يؤتي بنفع وخير كبير.

بحثت على الإنترنت عن صلاة الاستخارة وتعرفت إليها عن كثب، وبالفعل أخلصت النية إلى الله وصليت صلاة الاستخارة ودعوت دعاء الاستخارة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله به عندما يستخيره في شيء.

بمجرد أن أديت صلاة الاستخارة شعرت باختناق وبكيت بكاءً شديدًا، إلا أنه ولأول مرة يكون بكاء راحة وهدوء وسكينة نفسية واطمئنان، وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي بكيت فيها لارتاح وليس من فرط الألم والأذى النفسي والحزن.

نهضت من صلاتي وقرأت وردًا من القرآن الكريم ودعوت الله أن يشرح لي صدري، وجلست مع هذا الشاب مرة أخرى وشعرت براحة وانجذاب غير مسبوقين، وبناءً على ذلك تمت الخطبة واستمرت لعام كامل، وتكللت في النهاية بزواج مبارك ولقد كان من الله نعم الاختيار.

اقرأ أيضًا: هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة أحادتني عن موقفي من الزواج

أنا فتاة شابة من محافظة القاهرة بجمهورية مصر العربية، أعمل مدرسة للفلسفة في إحدى المدارس الثانوية للبنات، مررت بالعديد من التجارب العاطفية في حياتي وجميعها باءت بالفشل الذريع، مما أفقدني الثقة في جميع الرجال وقررت العزوف عن فكرة الزواج تمامًا حتى بلغت سن الثانية والثلاثين وأنا على موقفي ولم أتراجع عن قراري.

تقدم لي طيلة الخمس سنوات الماضية أكثر من شخص منهم السّويّ المناسب ومنهم الغير مريح بالمرة، فانشغلت في عملي كثيرًا وانهمكت به وقررت افتتاح مركزًا للتعليم يكون مشروعًا خاصًا بي، وهناك صادفت شابًا وسيمًا هو أخ لإحدى الطالبات لديّ، ولقد أبدى إعجابه بي من المرة الأولى.

لاحظت أنه يتعمد أن يأتي بصحبة أخته كل مرة وينتظرها حتى ينتهي درسها ليصحبها إلى المنزل، وفاجئني بعدها بأنه يريد أن يتقدم إلى خطبتي وكان عمره من عمري بالضبط، في البداية ترددت كثيرًا وخفت خاصةً لأنني صرت أخاف من فكرة الارتباط أو الخطوبة.

لأنها أصبحت بالنسبة إلىَّ تجربة قاسية تستنزف المشاعر والطاقة فقط، حاولت أن أوضح له ما مررت به من فشل من قبل ولكنه كان مصممًا، لن أنكر أنني شعرت بارتياح تجاهه وهذا أمر غير معتاد وغير مألوف ولم يكن متوقعًا بالنسبة إلىّ.

أخبرت أمي بما حدث بالضبط واقترحت عليَّ أن أصلي صلاة استخارة وأدعو بدعائها وأقرأ أثناء الصلاة سورة الكافرون وسورة الإخلاص، وآية
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [سورة الأحزاب، الآية رقم 36]
ازداد ارتياحي بعد أن أديت صلاة الاستخارة وشعرت بميل تجاه ذلك الشاب، وفي اليوم التالي أتى لكي يسألني عن ردي وقد كان الموافقة وجاء في اليوم الثالث لكي يتقدم طالبًا الزواج بي.

تمت الموافقة عليه واستمرت الخطبة لستة أشهر فقط، وعقد القران بعدها وبقيَّ على حفل الزواج أسبوعًا واحدًا، وبالفعل إن أي من تجارب صلاة الاستخارة في الزواج لها مفعول السحر، ولا تأتي إلا بالخير والخيرة دومًا فيما يختاره الله لنا.

اقرأ أيضًا: صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها

صلاة الاستخارة بنت لي بيتًا جديدًا بمصر

أنا شاب من مدينة دمشق بالجمهورية العربية السورية، أبلغ من العمر تسعة وعشرون عامًا بالضبط، اضطرتني ظروف الحرب بسوريا أن أكون من النازحين عن بلادهم لأهرب من مصير القتل أو التشريد، توجهت مع أسرتي إلى مصر وهناك دبرنا مسكنًا لنا، ثم افتتحت مشروعًا صغيرًا ومع الوقت أصبح المشروع كبيرًا ومربحًا.

كنت في السابق قد ارتبطت أكثر من مرة، وكان ذلك هو السبب الرئيسي في تركي وإهمالي لفكرة الزواج، حتى التقيت بشابة جميلة ليست من سوريا ولكنني شعرت أنها قريبة مني جدًا، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقترب منها وأسألها عن اسمها وبالطبع تهربت لأنها ظنت أني أغازلها أو ما شابه، ولكني حاولت جاهدًا لأعرف اسمها ولقد أخبرتني به.

بحثت عنها على الفيس بوك حتى وجدت حسابها الشخصي بصورتها، فتحدثت إليها قليلًا وكانت متحفظة إلى د كبير ولكنني كنت مرتاحًا لها جدًا، أخبرتها وبشكل مباشر أنني أريد أن أتقدم لخطبتها ولقد وافقت أن أتحدث مع والديها.

قصصت على عائلتي مع حدث ورحبوا بالأمر جدًا فهم منذ وقت طويل يريدون مني أن أتزوج وأكوّن أسرة، وقبل أن أذهب صليت صلاة الاستخارة ودعوت الله بدعائها، وقرأت أثناء الصلاة هذه الآية الكريمة:
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة القصص، الآيات 68: 70]
ذهبت إلى منزل الفتاة وتقدمت لخطبتها ولقد وافقت عائلتها على الأمر بسرعة دون شروط معقدة، واستمرت فترة الخطوبة لمدة عام كامل وتزوجتها من بعدها، ويمكنني القول بأن تجارب صلاة الاستخارة في الزواج للبنات أو للشباب لا تأتي أبدًا إلا بالخير من عند الله.

اقرأ أيضًا: التردد بعد صلاة الاستخارة للزواج

ما هي صلاة الاستخارة

إن عرض تجارب صلاة الاستخارة في الزواج على لسان أصحابها يجب أن يكون أكثر شمولًا وتفصيلًا من ناحيتنا، وهذا ما يدفعنا إلى الحديث عن صلاة الاستخارة بوجه عام والتعرف إليها أكثر، ويمكننا تعريف صلاة الاستخارة ببساطة على أنها صلاة معينة نصليها إلى الله بغرض أن نطلب منه الخيرة في أمر معين يصيبنا بالحيرة أو مترددين أو خائفين منه.

على إثرها يشعر المصلي بالارتياح أو ربما الميل تجاه أحد الأمرين الذي هو في حيرة بينهما، وهي من الصلوات التي ليس لها موعد محدد لكي تقام فيه، وهي تتألف من ركعتين فقط كما أنها صلاة سرية وليست جهرية، تتميز بالمناجاة الهادئة مع الله ولها دعاء مميز ومحدد.

يجب على المصلي أو المستخير أن يلتزم بالدعاء به إلى الله، لكي يرشده إلى أحب الأمرين الذي يخيره فيهما، وهذا الدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به دومًا عندما يصلي صلاة الاستخارة، وهذا الدعاء هو:

“اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ

إن أداء صلاة الاستخارة مع فروض قائمة أو الفروض الخمسة الأساسية في اليوم أمر غير جائز، بل يجب أن تكون مستقلة ومنفصلة تمامًا وهي أيضًا تصنف ضمن الصلوات المسببة والسنن الراتبة.

لا يشترط قراءة سور معينة ومحددة أثناء صلاة الاستخارة، إلا فاتحة الكتاب فهي الأساس في كل صلاة، ومن بعدها يمكن للمصلي قراءة ما يريده من سور وآيات القرآن الكريم.

عرض تجارب صلاة الاستخارة في الزواج يبين مدى أهمية هذه الخطوة قبل الإقبال على الزواج، أو في أخذ أي خطوة في الحياة عامة، فرب الخير لا يأتي إلا بالخير فاللهم اختر لنا ولا تخيرنا.

قد يعجبك أيضًا