مقالة الشعور بالأنا والشعور بالغير

مقالة الشعور بالأنا والشعور بالغير فيها اختلاف بين الفلاسفة، إلا أن هناك تكامل كبير بين الشعور بالذات والتعامل مع الآخرين، فكل منهم أوضح رأيه ومعتقده ببعض المفاهيم التي سوف نتناولها من خلال موقع جربها، بالإضافة إلى فهم العلاقة ما بين الشعور بالأنا والشعور بالغير، لكي تقوم بالإلمام بأهمية كل منهما للأخرى أو تؤكد على معتقدك.

مقالة الشعور بالأنا والشعور بالغير

الإنسان اجتماعي بطبعه وفضولي، حيث يرغب في أن يعيش في جماعات وتفاعلات سلمية منذ العصور القديمة، على هذا فحياته عبارة عن تنافر وتجاذب، فيمكنه أن يدرك ذاته وبنفس الوقت يتميز عن غيره.

من هنا قد انقسم رأي الفلاسفة إلى شقين، أحدهما يقول إن إدراك الذات يعتمد على الشعور بالأنا، بينما يرى الآخرون أن الإدراك بالذات متوقف على التناقض ومغايرة الغير، ومن هنا نتطرق إلى الحديث عن الشعور بالآخر وعلاقته بالذات.

اقرأ أيضًا: أفضل كتب علم النفس وتطوير الذات

الشعور بالذات

هنا نتناول الموقف الأول ومعرفة إن كان الشعور بالذات متوقف على الغير أم نابع من الشخص، فالإنسان كائن يتمتع بنعمة العقل التي تميزه عن غيره من سائر المخلوقات، وهو ما يجعله قادر على إثبات وجوده، ومن هنا جاء مقولة ديكارت “أنا أفكر إذًا أنا موجود”.

حيث إن العمليات الذهنية ما بين التخيل، التأمل والشك هي من أنواع التفكير الداخلي، والذي يجعل من الإنسان يفكر دون أي تدخل من الآخر ويشعر بنفسه وقيمته، وفي هذا الصدد قد قال سقراط كذلك “اعرف نفسك بنفسك”.

أي أن الإنسان هو العامل الأول المسؤول عن معرفة ذاته، وأن يقوى على تحقيق مكانته وقيمته الجوهرية، دون أن يترك أي سبيل لسلطة شخص آخر عليه، ومن خلال هذا يتضح أن الرأي تم بناءه على أساس أن الإنسان قادر على تحقيق ذاته من نفسه.

نقد الشعور بالأنا

قد جاء النقد للرأي الأول من قبل الفلاسفة أنه قد يكون الوعي الخاص بالإنسان خاطئ بالأساس، أي أن المرء قد يقع في مغالطة مع ذاته، ولا يدرك ماهية ما يفكر فيه وقد يكون خادع، فقد قال أفلاطون إن ما يقدمه لنا وعينا ما هو إلا ظلال وخلفها تختبئ حقيقتنا كموجودات”.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف أن شخص معجب بك؟ عن طريق علم النفس

معرفة الذات والشعور بالغير

هنا نتطرق إلى عرض الشكل العام للرأي الثاني في مقالة الشعور بالأنا والشعور بالغير، فقد رأى بعض الفلاسفة أن الشعور بالذات لا يمكن أن تتحقق سوى بأن يكون هناك وجود للآخر، حيث إن المجتمع الذي يعيش فيه المرء من شأنه التأثير على ذاته بالتواصل والتفاعل مع الآخرين.

من خلال ذلك يمكن للإنسان أن يعرف قيمة نفسه، وقد قال واطسون في هذا الصدد: الطفل مجرد عجينة يصنع منها المجتمع ما يشاء.. فكلما كان الوسط الاجتماعي أرقى وأوسع كانت الذات أنمى وأكثر اكتمالًا“.

أي أن الشخص الآخر هو المرآة التي تعكس النقائص المتواجدة بها لكي يعلم الآخر الأشياء المتواجدة فيه والمميزات والعيوب، حيث إن التضاد هو ما يميز الأشياء، وقد قال سارتر” وجود الآخر شرط وجودي، وشرط لمعرفة نفسي”.

كما أثار فيلسوف ألماني الجدل حول هذا الأمر، فقام هيجل بعرض مثال ذات يوم لتوضيح أن الشعور بالأنا لا يأتي سوى بوجود الغير، كان المثل هو العبد والسيد، حيث أوضح أن السيد لن يتمكن من الشعور بنفسه سوى بوجود العبد.

بينما لا يمكن للعبد أن يتم السيطرة عليه سوى بوجود من لديه سلطة، وهو ما يوضح أن الشعور بالذات لا يكون سوى بالشعور بالغير، حيث إن العلاقة ما بين التواصل والصراع مع الناس هي ما تجعل الإنسان يتمكن من الشعور بنفسه ومعرفة قيمته.

اقرأ أيضًا: ماهي نقطة ضعف الرجل أمام حبيبته

نقد الشعور بالغير

هنا أعرض لكم آراء الفلاسفة في الشعور بالغير، حيث أوضحوا أن الشعور بالذات له عامل كبير بأن يتم التواصل مع الغير، فهو البوابة التي تساهم في اكتشاف الشخص لنفسه ووعيه، كما أنه لا يمكن أن يعيش المرء لنفسه أو بنفسه فقط.

على هذا فإن المساحة ما بين علاقة الإنسان بذاته ووعيه والعالم المحيط به من الغير، من شأنها أن تساهم في تكوين الهوية الشخصية القوية للمرء، وأن يدرك تمامًا مدى قيمة نفسه ومعرفة مكانه في المجتمع.
لا يدرك المرء قيمة نفسه سوى بوجود الغير في نفس الوقت، حيث إن التعامل والتواصل مع أشكال العقول المختلفة من شأنها أن تُظهر القيم والطباع الدفينة في شخصيته، من خلال المقارنة والتفرقة بين معتقداته ومعتقداتهم.

قد يعجبك أيضًا